بولندا تأمل في فك «لعنة بونيك» وتخطي دور المجموعات

TT

بولندا تأمل في فك «لعنة بونيك» وتخطي دور المجموعات

تتوجه بولندا إلى مونديال روسيا وهي تضع نصب عينيها تخطي مرحلة المجموعات في نهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى منذ 32 عاما مع عودتها للبطولة بعد غياب دام 12 عاما.
وكان لبولندا تاريخ ذهبي في كأس العالم شهد حصولها على المركز الثالث في النهائيات عامي 1974 و1982 إلا أنها توقفت عند هذا الحد لخسارتها 4 / صفر أمام البرازيل في دور 16 بنهائيات عام 1986 بالمكسيك. هذه هي المشاركة الثامنة لبولندا في كأس العالم والأولى منذ 2006.
وكان زبجنيف بونيك وهو من أبرز لاعبي بولندا السابقين والرئيس الحالي للاتحاد البولندي لكرة القدم قد قال بعد الهزيمة أمام البرازيل: «أتمنى أن تتأهل بولندا للبطولات الأربع التالية».
لكن تصريحه ذلك وُصف فيما بعد «بلعنة بونيك» إذ انتظر البولنديون 16 عاما قبل المشاركة ثانية في كأس العالم. وشاركت بولندا في بطولتين فقط خلال القرن الحالي وقبعت في المرتين في المركز الأخير بمجموعتيها في عامي 2002 و2006. لكنها وصلت إلى دور الثمانية في بطولة أوروبا عام 2016 لتحاكي نجاحاتها السابقة. وتأمل بولندا أن يصعد المنتخب الذي يدربه آدم نافوكا ‬‬إلى مرحلة خروج المهزوم بالنهائيات بعد أن أوقعتها القرعة في المجموعة الثامنة المتوازنة مع منتخبات السنغال وكولومبيا واليابان. وشارك نافوكا البالغ عمره 60 عاما في كأس العام 1978 ولعب 34 مرة مع المنتخب البولندي، إلا أن مسيرته كلاعب توقفت قبل أن يكمل 28 عاما بسبب الإصابات. أصبح مدربا في 1996 وقاد عدة أندية بولندية من بينها فيسلا كراكوف الذي لعب له في شبابه حيث قاده للقب الدوري كلاعب ومدرب. كان مساعدا للمدرب الهولندي ليو بنهاكر في بطولة أوروبا 2008، قبل أن يتولى تدريب المنتخب البولندي في أكتوبر (تشرين الأول) 2013 ليصبح أول مدرب يقود بلاده للمشاركة في بطولة أوروبا وكأس العالم.
بعد تأهلها إلى النهائيات في روسيا اتجه نافوكا للاعتماد على ثلاثة لاعبين في الدفاع بدلا من أربعة من أجل مرونة أكبر. التحول كان صعبا ونتج عنه التعادل دون أهداف مع أوروغواي والخسارة 1 - صفر أمام المكسيك ونيجيريا وهي أسوأ سلسلة نتائج تعرض له نافوكا إلا أنه حقق بهذه الخطة الفوز 3 - 2 على كوريا الجنوبية ليطمئن نسبيا. وقال حارس المرمى يرزي دوديك الذي لعب 60 مباراة دولية بينها مباراتان في كأس العالم باليابان وكوريا الجنوبية: «الفريق أكثر خبرة ولكن يجب ألا يفرط في الثقة بالنفس».
وأضاف: «لكن التأهل للدور الثاني يجب أن يكون هدفا واقعيا رغم أن المجموعة متكافئة للغاية». وقال دوديك حارس مرمى ليفربول وريال مدريد السابق: «المباراة الأولى أمام السنغال ستكون أكبر وأهم اختبار بالنسبة لنا لأنها ستحدد وضعنا في المجموعة». وتابع: «على عكس البطولات الأربع الكبرى السابقة، فزنا في أول مباراة ببطولة أوروبا 2016 وتقدمنا وهذا يوضح أهمية البداية القوية».
وقبل النهائيات يواجه نافوكا نفس المشكلات القديمة المتمثلة في عدم وجود بدائل للاعبين الأساسيين وتراجع مستوى اللاعبين مع فرقهم.
وقد انتقل بعض اللاعبين بين الأندية في أعقاب بطولة أوروبا ولكنهم فشلوا في الوصول للتشكيلة الأساسية، كما أصيب آخرون أو تراجع مستواهم ليواجه نافوكا، الذي يدفع الآن بثلاثة لاعبين في خط الظهر، مشكلات كبيرة.
وقال دوديك: «يواجه كثير من اللاعبين مشكلات ولكن لا يقرع أحد اليوم جرس الإنذار... الجميع يثق في المدرب ويأمل أن يتمكن خلال الأسابيع السابقة على البطولة من إعداد الفريق بشكل جيد... التوقعات إيجابية هذه المرة». ومن الأخبار السعيدة للمنتخب عودة أركاديوش ميليك مهاجم نابولي الإيطالي بعد تعافيه من إصابة خطيرة ثانية في الركبة، وهو ما يتيح للمدرب المزيد من الخيارات في الهجوم، لكن الفريق تلقى ضربة لإصابة المدافع كاميل جليك في الكتف وحاجته لستة أسابيع للتعافي، وهو الأمر الذي سيخرجه من حسابات نافوكا في كأس العالم.
وأوضح طبيب المنتخب ياتسيك ياروشفسكي أن «وضع جليك سيء... وحتى لو خضع لعلاج غير جراحي فإن عودته للمران ستحتاج إلى ستة أسابيع على الأقل». وعلق بونيك رئيس الاتحاد بأنه لا يعتقد أن اللاعب البالغ عمره 30 عاما سيشارك في كأس العالم وقال: «يا لسوء الحظ. كاميل جليك أصاب نفسه ولن يذهب لكأس العالم».
وأصيب اللاعب خلال المران بعد فترة قصيرة من إرسال المدرب آدم نافوكا تشكيلة بولندا إلى الاتحاد الدولي (الفيفا).
وإذا لم يكن بوسعه التعافي سينضم بدلا منه مارتشين كامينسكي.
وتسمح لوائح كأس العالم بإعلان التشكيلة النهائية قبل 24 ساعة من أول مباراة للفريق.

- نجم الفريق: ليفاندوفسكي
انتهج روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بولندا الخطير نهجا جديدا في موسمه المنصرم مع بايرن ميونيخ حتى يتجنب الإرهاق ويصل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في روسيا في أفضل حالة ممكنة ذهنيا وبدنيا. ويحظى وجود ليفاندوفسكي مع بولندا بأهمية بالغة كما هو حال ليونيل ميسي مع الأرجنتين وكريستيانو رونالدو مع البرتغال وهاري كين مع إنجلترا.
ويعتبر ليفاندوفسكي من أكثر مهاجمي العالم تكاملا في السنوات الأخيرة وسجل 16 من 28 هدفا لبلاده في تصفيات كأس العالم وحطم رقم بريدراغ مياتوفيتش القياسي في تصفيات أوروبية واحدة.
وحقق ليفاندوفسكي نجاحا طال انتظاره مع بلاده على المستوى القاري عندما بلغ دور الثمانية في بطولة أوروبا في فرنسا قبل عامين، لكن المثير أن نجم الفريق الأول لم يكن في قمة مستواه. وسجل الهداف التاريخي لبولندا هدفا واحدا فقط وألقى باللوم على الإرهاق بعد موسم شاق مع بايرن.
والآن مع اقتراب ليفاندوفسكي من عيد ميلاده 30 وأدرك المهاجم الخطير أنه دون الحصول على فترات راحة جيدة فإنه قد يعاني من تكرار ذلك في كأس العالم في روسيا، لذا ضم البايرن ساندرو فاغنر ليكون بجواره. وقال ليفاندوفسكي لصحيفة فاكت البولندية الشهر الماضي بعدما توج بلقب الدوري الألماني للمرة الرابعة مع بايرن والسادسة إجمالا بعد لقبين سابقين مع بروسيا دورتموند: «هذه كانت الخطة». ويحمل ليفاندوفسكي في سجله رقما متميزا في التهديف بتسجيله 105 في الدوري مع بايرن، وهو أكبر عدد من الأهداف لأي مهاجم أجنبي في الدوري الألماني.
ونال أيضا لقب هداف الدوري للمرة الثالثة وهو الإنجاز الذي تحقق قبل ذلك عن طريق الأسطورتين جيرد مولر وكارل هاينز رومنيغيه.
وقال ليفاندوفسكي «منذ بداية العام حاولت أن أخفف من إيقاعي... لا أريد أن ألعب كل مباراة وأقضي على نفسي. هذا لا يحقق شيئا لي أو للفريق على المدى الطويل». وفجر ليفاندوفسكي مفاجأة بطلبه الانتقال من بايرن إلى نادٍ آخر، ويقدر موقع «ترانفسيرماركت» المتخصص برصد الانتقالات، قيمة البولندي حاليا بـ90 مليون يورو.
لكن ما يهم نجم بولندا الآن ليس سعره أو أين ستكون وجهته المقبلة، بل يريد أن يعيد بلاده التي لطالما حلم بتمثيل منتخبها الوطني منذ الصغر، إلى استعادة أمجاد الماضي وتحقيق مركز جيد في مونديال روسيا.

- التشكيلة
- المدير الفني: آدم نافوكا
- حراس المرمى: فوسييتش تشيسني وبيالوفسكي بارتوس ولوكاس فابيانسكي.
- الدفاع: ميكال باجدان وارتور يردجيتشيك وتياغو شيونيك ويان بيدناريك وكاميل جليك (رغم إصابته) وبارتوش بيريشينسكي ولوكاس بيشيك.
- الوسط: ياسيك غورلاسكي وكارول لينيتي وغريغور كريشوفياك وكاميل غروزيسكي وماتشييه ريبوس وياكوب بلاشيكوفسكي وسلافومير بيشكو وبيوتر زييلنسكي ورافال كورجافا.
- الهجوم: أركاديوس ميليك وروبرت ليفاندوفسكي ولوكاس تيودورشيك وديفيد كوفانسكي


مقالات ذات صلة

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

رياضة عالمية باتريك كلويفرت (رويترز)

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

أعلن الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم في بيان، الأربعاء، تعيين أسطورة كرة القدم الهولندي باتريك كلويفرت مدرباً جديداً للمنتخب الوطني حتى 2027، مع خيار التمديد.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة عالمية ديشان في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء (أ.ف.ب)

ديشان: سأترك تدريب منتخب فرنسا في 2026

أكد مدرب منتخب فرنسا لكرة القدم ديدييه ديشان، أنه سيترك منصبه عام 2026، في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء.

رياضة عالمية شين تاي-يونغ (رويترز)

مفاجأة... ثوهير يقيل مدرب إندونيسيا والبديل كلويفرت

أقال الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم مدرب منتخب الرجال الكوري الجنوبي شين تاي-يونغ، كما أعلن رئيسه إريك ثوهير، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة سعودية منتخب السعودية لم يقدم ما يشفع له للاستمرار في البطولة (سعد العنزي)

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

عندما تلقَّى المنذر العلوي بطاقة حمراء في الدقيقة 34، لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخفق الأخضر في التفوق على 10 لاعبين من عُمان في سعيه لبلوغ النهائي الخليجي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حالة من الإحباط عاشها لاعبو الأخضر بعد الخروج الخليجي (تصوير: سعد العنزي)

رينارد يجهز تقرير «الأخضر»... و«اعتزال» العويس مجرد «ردة فعل»

مصادر قالت إن الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يزال يثق بالجهازين الفني والإداري بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

سعد السبيعي (الكويت)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.