حقائب تحثّك على الثقة... {كوني مَن تريدين}

الموضة بالنسبة للمصممة أسلوب حياة
الموضة بالنسبة للمصممة أسلوب حياة
TT

حقائب تحثّك على الثقة... {كوني مَن تريدين}

الموضة بالنسبة للمصممة أسلوب حياة
الموضة بالنسبة للمصممة أسلوب حياة

«الحياة مليئة بالأحلام، وكل واحد منا مسؤول عن تحويل أحلامه إلى واقع». هذا ما قالته نزهة العلوي وتكرره في كل مقابلة، ليس من باب الفذلكة أو السفسطة بل لأنها تؤمن بأنه لم يعد هناك مجال للأعذار مع تغير الظروف والأحوال في كل أنحاء العالم. من هذا المنظور أصبح «لزاماً على المرأة أن تتحلى بالجرأة والقوة والثقة لتحقيق كل ما تريده».
والحقيقة أن نزهة لا تدّعي أو تطالب بأي شيء لا تُطبقه على نفسها. هي تعيش حالياً حلمها بعد أن حولت علامتها «مايشد باريس» إلى علامة عالمية لا تقتصر على الإكسسوارات فحسب بل تشمل كل مناحي الحياة المترفة من أزياء وأثاث وسفر وغيرها. مجموعتها لربيع وصيف 2018 تحقق نجاحاً كبيراً لأنها نجحت من خلالها أن تلمس وتراً حساساً لدى المرأة الناجحة التي تريد التميز والاختلاف.
استوحتها من أجواء مراكش بألوانها الدافئة وفسيفسائها الذي يشبه أحياناً المشربيات القديمة، ومن الصحراء المغربية التي تحمل في فضاءاتها المترامية، ذكريات محببة إلى نفسها. بالنسبة إلى الخامات، فقد استعملت، إلى جانب الجلود الطبيعية، الدينم والقطن، حتى تطبعها بصبغة عصرية ومعاصرة في الوقت ذاته.
أشكالها المستطلية حيناً والمستديرة حيناً آخر، وطبعاً أحجامها المختلفة لا تترك أدنى شك بأنها موجهة إلى امرأة تعرف الفرق بين الموضة الموسمية والأناقة التي لا تعترف بزمان أو مكان.
فالجميل فيها أنها لا تشجع على الجري وراء الصراعات. فالموضة بالنسبة إليها أناقة وأسلوب حياة. ما تشجع عليه في المقابل هو الثقة والاستقلالية، وهذا ما كتبته على إحدى حقائبها «كوني من تريدين» تُحرّض من خلالها المرأة على أن تعيش حياتها بشجاعة وبحرية ما دامت تحترم الأعراف وتراعي حساسية بيئتها. «فأنا أريدها أن تستعمل الموضة والترف كوسيلة لتعزيز ثقتها ومكانتها لا لإرضاء الغير أو استسلاماً للضغوط الاجتماعية».
وتعترف نزهة بأنها بحكم أسفارها، التي تقوم بها غالباً إما لإشباع هواياتها من التصوير الفوتوغرافي وإما لدعم فاعليات خيرية لتمكين المرأة، استطاعت أن تلتقط أحلام العديد من النساء الملهمات اللواتي قابلتهن في أسفارها، وهو ما جسدته في هذه المجموعة التي تجمع سحر الشرق بعملية الغرب.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.