الأمير هاري وزوجته ميغان يختاران كندا لقضاء شهر العسل

أبرز الأماكن التي يمكن زيارتها والإقامة فيها

صورة أرشيفية لميغان ماركل والأمير هاري في تورونتو الكندية قبل زواجهما
صورة أرشيفية لميغان ماركل والأمير هاري في تورونتو الكندية قبل زواجهما
TT

الأمير هاري وزوجته ميغان يختاران كندا لقضاء شهر العسل

صورة أرشيفية لميغان ماركل والأمير هاري في تورونتو الكندية قبل زواجهما
صورة أرشيفية لميغان ماركل والأمير هاري في تورونتو الكندية قبل زواجهما

كل شيء في علاقة ميغان ماركل والأمير البريطاني هاري غير تقليدي. فحتى شهر العسل أجلاه ليقوما ببعض المهام الرسمية عوض السفر مباشرة إلى أي مكان ولو لمدة أسبوع. مؤخرا تم الكشف عن وجهتهما، وهي أيضا غير تقليدية في قاموس الوجهات الشعبية للعرسان. فهي لن تكون إلى جزر الكاريبي أو المحيط الهندي أو حتى الريفييرا الفرنسية، بل ستكون إلى ألبرتا في كندا، وتحديدا في كوخ فخم يعرف باسم «المنتجع الملكي» هو «فيرمونت جاسبر بارك لودج»، الذي سبق أن استقبل بعض أفراد العائلة المالكة من قبل، بينهم الملكة والأمير فيليب عام 2005، وقبلهما الملك جورج السادس والملكة الأم عام 1939.
يقع الكوخ في قلب «جاسبر ناشونال بارك» وسط مجموعة أخرى من الأكواخ الفاخرة.
وداخل «السبا» القائم لجوار الكوخ، يمكن لميغان ماركل التخلص من كل التوتر الذي عانته منه قبيل حفل زفافها.
كان الكوخ قد تعرض لحريق مدمر عام 2000، لكن منذ ذلك الحين أعيد بناؤه بالاعتماد على مخططات تفصيلية لإعادته لصورته القديمة.
ويحمل موقع «فيرمونت جاسبر بارك لودج» الإلكترونية وعوداً بتوفير تجربة «رائعة»، مؤكداً أنه المكان المناسبة للاحتفال بمناسبة خاصة.
ويؤكد الموقع الإلكتروني أن المكان: «يوفر مستوى رفيعا من الراحة في كل من تفاصيل غرف النوم والشرفات والمدفأة الصخرية التي تمد كلا من غرفة الطعام والغرفة الكبرى بالدفء».
لكن لحسن الحظ أن من لا يستطيع الإقامة في هذا المكان، فألبرتا تتوفر على الكثير الذي لا يقل جمالا وراحة.
- سكوكي لودج
يعتبر «سكوكي لودج» أحد مواقع التاريخ الوطني، ويقع في منطقة جبلية شاهقة داخل «بانف ناشيونال بارك». وما يزيد الموقع سحراً رحلة الوصول إليه عبر تسلق الجبال أو التزلج على الجليد على مسافة 11 كيلومتراً.
- أسبين كروسينغ
يقع في قلب مجموعة من السكك الحديدية الفعلية التي تتيح للزائر تجربة ركوب قطار حقيقي.
- فندق أمير ويلز (برينس أوف ويلز هوتيل)
يعود تاريخه إلى العام 1927. ويطل على بحيرات ووترتون الساحرة وبلدية ووترتون في قلب «روكي ماونتن ناشيونال بارك».
- فانتازي هوتيل آند ريزورت
يتضمن 120 غرفة لكل منها فكرة مميزة تتنوع ما بين السفاري الأفريقية أو العيش الرغيد على غرار نجوم هوليوود.
- ديناصور بروفينشال بارك
واحدة من معاقل علم الحفريات على مستوى العالم.
وفي ظل إجراءات السيطرة على استخدام الكهرباء ودرجات الحرارة، تبدو الإقامة هنا مغامرة بحد ذاتها.
- روكينغ آر غيست رانش
مجموعة من الأكواخ الفاخرة، بكل منها مدفأة توفر وجبة إفطار ومغامرات على الخيل.
- ستورم ماونتن لودج آند كابينز
يقع داخل «بانف ناشونال بارك»، وتتيح الأكواخ فيه تجربة إقامة استثنائية بين أحضان جبال روكي الكندية.
- فيرمونت جاسبر بارك لودج
منتج جبلي يفتح أبوابه طوال شهور العام ويطل على شاطئ بحيرة لاك بوفيه في «جاسبر ناشونيال بارك». وتربط ممرات بين الأكواخ الواقعة بقلب أشجار الأرز.
- سير وينستون تشرتشل بروفنشال بارك
يقع على جزيرة بقلب بحيرة ألبرتا بشمال البلاد، ويتضمن مجموعة من الأكواخ المطلة على شاطئ البحيرة.
- فيرمونت بانف سبرينغز
قليلة هي الفنادق التي يمكنها مضاهاة مستوى فخامة وروعة «فيرمونت بانف سبرينغز» على مستوى العالم بأسره.
صمم على غرار قلعة اسكوتلندية بارونية، ويعتبر أحد مواقع التاريخ الوطني.
-- شهر العسل... الوجهات العالمية تتغير والأحلام واحدة
أول سؤال يتبادر إلى الأذهان عندما يزّفنا الأقارب والأصدقاء خبر العزم على الزواج هو: إلى أين ستكون رحلة شهر العسل؟ فالأمر ليس حكراً على طبقة بعينها بقدر ما هو تقليد يتبعه كل العرسان، كل حسب إمكانياته وطموحاته. ولا يُعتبر هذا تقليدا جديدا، فالمراجع توثّق أن «شهر العسل» كرحلة يقوم بها العروسان بعد الزواج تعود إلى مطالع القرن التاسع عشر في إنجلترا، حيث كان الزوجان من العائلات الميسورة يسافران معاً لأسابيع خارج مكان إقامتهما. لم يكن الهدف هو الاستجمام بعد صخب الأعراس، بل لزيارة الأقارب الذين تعذّر عليهم حضور الزفاف والتعرّف عليهم. قبلهم، يُقال إن الفراعنة كانوا يتناولون شراب العسل في كل ليلة من ليالي الشهر الأول بعد الزواج، لاعتقادهم بأنه يُعين على إنجاب الولد البكر، وإن أباطرة روما كانوا يواظبون على الإكثار من شهد النحل في الأطعمة التي تُقدَّم على موائد احتفالاتهم الصاخبة التي كانت تدوم أياماً بلياليها الليلاء. وثمّة من يؤكد أن الأمهات في القرون الوسطى كُنّ ينصحن بناتهنّ، بعد الزواج، بتعسيل المأكل والمشرب.
أياً كان أصلُ الفكرة ومصدر اشتقاق التسمية، فإن للبدايات دائما طعم العسل ولون الوعود التي تطلق الخيال. لهذا يبقى السؤال دائما أي الوجهات يقتنص المرء هذه السعادة التي يتوقع أن يسافر إليها على متن الأماني والأحلام بعيداً عن روتين الأمكنة التي يعيش فيها وتعود عليها؟
ليس لكل العرسان القدرة على السفر إلى مكان بعيد أو جديد كل شهر أو حتى كل بضعة أشهر، لهذا فإن اختيار الوجهة التي يقضيان فيها شهر العسل تحتاج إلى تفكير وتخطيط.


مقالات ذات صلة

الملكة إليزابيث كانت تعتقد أن كل إسرائيلي «إما إرهابي أو ابن إرهابي»

شؤون إقليمية الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية (رويترز)

الملكة إليزابيث كانت تعتقد أن كل إسرائيلي «إما إرهابي أو ابن إرهابي»

كشف الرئيس الإسرائيلي السابق، رؤوفين ريفلين، عن توتر العلاقات التي جمعت إسرائيل بالملكة إليزابيث الثانية خلال فترة حكمها الطويلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب يلتقي الأمير وليام في غرفة الصالون الأصفر بمقر إقامة سفراء المملكة المتحدة في باريس (أ.ف.ب)

ترمب: الأمير ويليام أبلغني أن الملك تشارلز «يكافح بشدة» بعد إصابته بالسرطان

صرّح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بأن محادثات جرت مؤخراً مع وليام، أمير ويلز، ألقت الضوء مجدداً على صحة الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق وصول الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا لاستقبال السلك الدبلوماسي في القصر (أ.ب)

هاري يخيب آمال تشارلز بتصريحاته عن طفليه

تحدث الأمير هاري عن تجربته في تربية طفليه، آرتشي وليلبيت، مع زوجته ميغان ماركل في الولايات المتحدة، ما يبدو أنه خيَّب آمال والده، الملك تشارلز الثالث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رغم محاولاتها أن تُصبح أيقونة موضة لا تزال ميغان تستمد بريقها وقوة تأثيرها من ارتباطها بالأمير هاري (أ.ف.ب)

الأمير هاري يسخر من إشاعات الطلاق

سخر الأمير هاري، دوق أوف ساسكس، من الإشاعات المتكررة حول حياته الشخصية وزواجه من ميغان ماركل. جاء ذلك خلال مشاركته في قمة «DealBook» السنوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كيت أميرة ويلز (د.ب.أ)

الأميرة كيت: الحب أعظم هدية

قالت أميرة ويلز البريطانية كيت ميدلتون إن الحب هو أعظم هدية يمكن أن يقدمها الناس بعضهم لبعض، في رسالة إلى الضيوف الذين سيحضرون قداس ترانيم عيد الميلاد السنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
TT

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر، توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر، حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات، وفاقت شهرتها حدود البلاد.

ويشتهر كثير من القرى المصرية بالصناعات اليدوية، ذات البعدين التراثي والثقافي، مثل صناعة أوراق البردي، والأواني الفخارية، والسجاد اليدوي وغيرها، وهي الصناعات التي تستهوي عدداً كبيراً من الزوار، ليس فقط لشراء الهدايا التذكارية من منبعها الأصلي للاحتفاظ بها لتذكرهم بالأيام التي قضوها في مصر؛ بل يمتد الأمر للتعرف عن قرب على فنون التصنيع التقليدية المتوارثة، التي تحافظ على الهوية المصرية.

«الشرق الأوسط» تستعرض عدداً من القرى التي تفتح أبوابها للسياحة الحرفية، والتي يمكن إضافتها إلى البرامج السياحية عند زيارة مصر.

السياحة الحرفية تزدهر في القرى المصرية وتجتذب السائحين (صفحة محافظة المنوفية)

ـ الحرانية

قرية نالت شهرتها من عالم صناعة السجاد والكليم اليدوي ذي الجودة العالية، والذي يتم عرضه في بعض المعارض الدولية، حيث يقوم أهالي القرية بنقش كثير من الأشكال على السجاد من وحي الطبيعة الخاصة بالقرية.

والسجاد الذي يصنعه أهالي القرية لا يُضاهيه أي سجاد آخر بسبب عدم استخدام أي مواد صناعية في نسجه؛ حيث يتم الاعتماد فقط على القطن، والصوف، بالإضافة إلى الأصباغ النباتية الطبيعية، من خلال استخدام نباتي الشاي والكركديه وغيرهما في تلوين السجاد، بدلاً من الأصباغ الكيميائية، ما يضفي جمالاً وتناسقاً يفوق ما ينتج عن استخدام الأجهزة الحديثة.

تتبع قرية الحرانية محافظة الجيزة، تحديداً على طريق «سقارة» السياحي، ما يسهل الوصول إليها، وأسهم في جعلها مقصداً لآلاف السائحين العرب والأجانب سنوياً، وذلك بسبب تميُزها، حيث تجتذبهم القرية ليس فقط لشراء السجاد والكليم، بل للتعرف على مراحل صناعتهما المتعددة، وكيف تتناقلها الأجيال عبر القرية، خصوصاً أن عملية صناعة المتر المربع الواحد من السجاد تستغرق ما يقرُب من شهر ونصف الشهر إلى شهرين تقريباً؛ حيث تختلف مدة صناعة السجادة الواحدة حسب أبعادها، كما يختلف سعر المتر الواحد باختلاف نوع السجادة والخامات المستخدمة في صناعتها.

فن النحت باستخدام أحجار الألباستر بمدينة القرنة بمحافظة الأقصر (هيئة تنشيط السياحة)

ـ القراموص

تعد قرية القراموص، التابعة لمحافظة الشرقية، أكبر مركز لصناعة ورق البردي في مصر، بما يُسهم بشكل مباشر في إعادة إحياء التراث الفرعوني، لا سيما أنه لا يوجد حتى الآن مكان بالعالم ينافس قرية القراموص في صناعة أوراق البردي، فهي القرية الوحيدة في العالم التي تعمل بهذه الحرفة من مرحلة الزراعة وحتى خروج المنتج بشكل نهائي، وقد اشتهرت القرية بزراعة نبات البردي والرسم عليه منذ سنوات كثيرة.

الرسوم التي ينقشها فلاحو القرية على ورق البردي لا تقتصر على النقوش الفرعونية فحسب، بل تشمل أيضاً موضوعات أخرى، من أبرزها الخط العربي، والمناظر الطبيعية، مستخدمين التقنيات القديمة التي استخدمها الفراعنة منذ آلاف السنين لصناعة أوراق البردي، حيث تمر صناعة أوراق البردي بعدة مراحل؛ تبدأ بجمع سيقان النبات من المزارع، ثم تقطيعها كي تتحول إلى كُتل، على أن تتحول هذه الكتل إلى مجموعة من الشرائح التي توضع طبقات بعضها فوق بعض، ثم تبدأ عملية تجفيف سيقان النباتات اعتماداً على أشعة الشمس للتخلص من المياه والرطوبة حتى تجف بشكل تام، ثم تتم الكتابة أو الرسم عليها.

وتقصد الأفواج السياحية القرية لمشاهدة حقول نبات البردي أثناء زراعته، وكذلك التعرف على فنون تصنيعه حتى يتحول لأوراق رسم عليها أجمل النقوش الفرعونية.

تبعد القرية نحو 80 كيلومتراً شمال شرقي القاهرة، وتتبع مدينة أبو كبير، ويمكن الوصول إليها بركوب سيارات الأجرة التي تقصد المدينة، ومنها التوجه إلى القرية.

قطع خزفية من انتاج قرية "تونس" بمحافظة الفيوم (هيئة تنشيط السياحة)

ـ النزلة

تُعد إحدى القرى التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وتشتهر بصناعة الفخار اليدوي، وقد أضحت قبلة عالمية لتلك الصناعة، ويُطلق على القرية لقب «أم القرى»، انطلاقاً من كونها أقدم القرى بالمحافظة، وتشتهر القرية بصناعة الأواني الفخارية الرائعة التي بدأت مع نشأتها، حيث تُعد هذه الصناعة بمثابة ممارسات عائلية قديمة توارثتها الأجيال منذ عقود طويلة.

يعتمد أهل القرية في صناعتهم لتلك التحف الفخارية النادرة على تجريف الطمي الأسود، ثم إضافة بعض المواد الأخرى عليه، من أبرزها الرماد، وقش الأرز، بالإضافة إلى نشارة الخشب، وبعد الانتهاء من عملية تشكيل الطمي يقوم العاملون بهذه الحرفة من أهالي القرية بوضع الطمي في أفران بدائية الصنع تعتمد في إشعالها بالأساس على الخوص والحطب، ما من شأنه أن يعطي القطع الفخارية الصلابة والمتانة اللازمة، وهي الطرق البدائية التي كان يستخدمها المصري القديم في تشكيل الفخار.

ومن أبرز المنتجات الفخارية بالقرية «الزلعة» التي تستخدم في تخزين الجبن أو المش أو العسل، و«البوكلة» و«الزير» (يستخدمان في تخزين المياه)، بالإضافة إلى «قدرة الفول»، ويتم تصدير المنتجات الفخارية المختلفة التي ينتجها أهالي القرية إلى كثير من الدول الأوروبية.

شهدت القرية قبل سنوات تشييد مركز زوار الحرف التراثية، الذي يضمّ عدداً من القاعات المتحفية، لإبراز أهم منتجات الأهالي من الأواني الفخارية، ومنفذاً للبيع، فضلاً عن توثيق الأعمال الفنية السينمائية التي اتخذت من القرية موقعاً للتصوير، وهو المركز الذي أصبح مزاراً سياحياً مهماً، ومقصداً لهواة الحرف اليدوية على مستوى العالم.

صناعة الصدف والمشغولات تذهر بقرية "ساقية المنقدي" في أحضان دلتا النيل (معرض ديارنا)

ـ تونس

ما زلنا في الفيوم، فمع الاتجاه جنوب غربي القاهرة بنحو 110 كيلومترات، نكون قد وصلنا إلى قرية تونس، تلك اللوحة الطبيعية في أحضان الريف المصري، التي أطلق عليها اسم «سويسرا الشرق»، كونها تعد رمزاً للجمال والفن.

تشتهر منازل القرية بصناعة الخزف، الذي أدخلته الفنانة السويسرية إيفلين بوريه إليها، وأسست مدرسة لتعليمه، تنتج شهرياً ما لا يقل عن 5 آلاف قطعة خزف. ويمكن لزائر القرية أن يشاهد مراحل صناعة الخزف وكذلك الفخار الملون؛ ابتداء من عجن الطينة الأسوانية المستخدمة في تصنيعه إلى مراحل الرسم والتلوين والحرق، سواء في المدرسة أو في منازل القرية، كما يقام في مهرجانات سنوية لمنتجات الخزف والأنواع الأخرى من الفنون اليدوية التي تميز القرية.

ولشهرة القرية أصبحت تجتذب إليها عشرات الزائرين شهرياً من جميع أنحاء العالم، وعلى رأسهم المشاهير والفنانون والكتاب والمبدعون، الذين يجدون فيها مناخاً صحياً للإبداع بفضل طقسها الهادئ البعيد عن صخب وضجيج المدينة، حيث تقع القرية على ربوة عالية ترى بحيرة قارون، مما يتيح متعة مراقبة الطيور على البحيرة، كما تتسم بيوتها بطراز معماري يستخدم الطين والقباب، مما يسمح بأن يظل جوها بارداً طول الصيف ودافئاً في الشتاء.

مشاهدة مراحل صناعة الفخار تجربة فريدة في القرى المصرية (الهيئة العامة للاستعلامات)

ـ ساقية المنقدي

تشتهر قرية ساقية المنقدي، الواقعة في أحضان دلتا النيل بمحافظة المنوفية، بأنها قلعة صناعة الصدف والمشغولات، حيث تكتسب المشغولات الصدفية التي تنتجها شهرة عالمية، بل تعد الممول الرئيسي لمحلات الأنتيكات في مصر، لا سيما في سوق خان الخليلي الشهيرة بالقاهرة التاريخية.

تخصصت القرية في هذه الحرفة قبل نحو 60 عاماً، وتقوم بتصدير منتجاتها من التحف والأنتيكات للخارج، فضلاً عن التوافد عليها من كل مكان لاحتوائها على ما يصل إلى 100 ورشة متخصصة في المشغولات الصدفية، كما تجتذب القرية السائحين لشراء المنتجات والأنتيكات والتحف، بفضل قربها من القاهرة (70 كم إلى الشمال)، ولرخص ثمن المنتجات عن نظيرتها المباعة بالأسواق، إلى جانب القيمة الفنية لها كونها تحظى بجماليات وتشكيلات فنية يغلب عليها الطابع الإسلامي والنباتي والهندسي، حيث يستهويهم التمتع بتشكيل قطعة فنية بشكل احترافي، حيث يأتي أبرزها علب الحفظ مختلفة الأحجام والأشكال، والقطع الفنية الأخرى التي تستخدم في التزيين والديكور.

الحرف التقليدية والصناعات المحلية في مصر تجتذب مختلف الجنسيات (معرض ديارنا)

ـ القرنة

إلى غرب مدينة الأقصر، التي تعد متحفاً مفتوحاً بما تحويه من آثار وكنوز الحضارة الفرعونية، تقبع مدينة القرنة التي تحمل ملمحاً من روح تلك الحضارة، حيث تتخصص في فن النحت باستخدام أحجار الألباستر، وتقديمها بالمستوى البديع نفسه الذي كان يتقنه الفراعنة.

بزيارة القرية فأنت على مشاهد حيّة لأهلها وهم يعكفون على الحفاظ على تراث أجدادهم القدماء، حيث تتوزع المهام فيما بينهم، فمع وصول أحجار الألباستر إليهم بألوانها الأبيض والأخضر والبني، تبدأ مهامهم مع مراحل صناعة القطع والمنحوتات، التي تبدأ بالتقطيع ثم الخراطة والتشطيف للقطع، ثم يمسكون آلات تشكيل الحجر، لتتشكل بين أيديهم القطع وتتحول إلى منحوتات فنية لشخصيات فرعونية شهيرة، مثل توت عنخ آمون، ونفرتيتي، وكذلك التماثيل والأنتيكات وغيرها من التحف الفنية المقلدة، ثم يتم وضع المنتج في الأفران لكي يصبح أكثر صلابة، والخطوة الأخيرة عملية التلميع، ليصبح المنتج جاهزاً للعرض.

ويحرص كثير من السائحين القادمين لزيارة المقاصد الأثرية والسياحية للأقصر على زيارة القرنة، سواء لشراء التماثيل والمنحوتات من المعارض والبازارات كهدايا تذكارية، أو التوجه إلى الورش المتخصصة التي تنتشر بالقرية، لمشاهدة مراحل التصنيع، ورؤية العمال المهرة الذين يشكلون هذه القطع باستخدام الشاكوش والأزميل والمبرد، إذ يعمل جلّ شباب القرية في هذه الحرفة اليدوية.