باعلوي: الريال القطري وراء كذبة السجون السرية في المناطق المحرّرة باليمن

مدير مصلحة التأهيل والإصلاح في حضرموت: لدينا 200 سجين من «القاعدة»

باعلوي في المركز الصحي التابع للسجن في المكلا («الشرق الأوسط»)
باعلوي في المركز الصحي التابع للسجن في المكلا («الشرق الأوسط»)
TT

باعلوي: الريال القطري وراء كذبة السجون السرية في المناطق المحرّرة باليمن

باعلوي في المركز الصحي التابع للسجن في المكلا («الشرق الأوسط»)
باعلوي في المركز الصحي التابع للسجن في المكلا («الشرق الأوسط»)

فنّد العقيد حسن باعلوي مدير عام فرع مصلحة التأهيل والإصلاح في حضرموت، الأنباء التي تحدثت عن وجود سجون سرية في المناطق المحررة باليمن، مشيراً إلى «مأجورين يحبون الريال القطري» يقفون وراء الترويج لهذه «الكذبة».
وقال باعلوي لـ«الشرق الأوسط» إن الهدف من بث هذه الكذبة هو إحداث بلبلة وتشويه ما تحقق من استقرار أمني في حضرموت وغيرها من المناطق المحررة مقابل مبالغ مالية. وأضاف: «لو كانت هناك سجون سرية فكيف عرفوا بها. الهدف هو البلبلة والحقد وتشويه الوضع المستقر وانتصارات النخبة الحضرمية، حباً في الريال القطري والدولار. لا نستغرب منهم ذلك بعد أن وصفوا النخبة الحضرمية بالميليشيات». وتابع: «نقول لهم إن الميليشيات عندهم في لبنان ويعرفونها جيداً لأن لها قيادات مأجورة، أما النخبة الحضرمية فهي تسير وفق توجيهات من الرئيس عبد ربه منصور هادي وأنشئت بقرارات رئاسية وتقاد عبر المحافظ قائد المنطقة».
وأكد باعلوي أن إدارة السجن المركزي بالمكلا مستعدة لفتح أبوابها أمام كل يريد الاطلاع على أوضاع النزلاء، لكنه استدرك أن هذا الأمر سيكون متاحاً «للشرفاء والذين يريدون نقل الحقيقة وليس للأقلام المأجورة التي تسير وفق أجندات وجماعات مشبوهة».
وعلى غرار مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، تدرس السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، حسب العقيد باعلوي، إنشاء مركز لإعادة تأهيل عناصر تنظيم «القاعدة» ومناصحتهم للعودة إلى طريق الاعتدال والوسطية، متمنياً لقاء المسؤولين على مركز الأمير محمد بن نايف للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال.
وتزامنت زيارة «الشرق الأوسط» إلى السجن المركزي في المكلا، مع حضور العميد ركن عويضان سالم عويضان أركان حرب المنطقة العسكرية الثانية، وفريق حقوقي يمني للسجن، للاطلاع على أوضاعه والخدمات التي تقدم للسجناء. ولدى سؤاله عما يثار عن وجود سجون سرية في المحافظة، قال العميد عويضان إن «ادعاءات السجون السرية كاذبة ونرحّب بمن يريد زيارة السجن المركزي. هذه افتراءات مقصودة ونعرف أهدافها، هناك اهتمام كبير بالسجناء ونقدم لهم كل ما يحتاجون إليه ولا يوجد لدينا ما نخفيه».
وأوضح العقيد باعلوي أن السجن المركزي لمحافظة حضرموت الساحلية يستقبل الموقوفين في القضايا الجزائية على مستوى الإقليم (شبوة، سقطرى، المهرة)، مبيناً أن السجن يقع في جول الشفا أو منطقة السقم، ويتكون من عدة منشآت هي: الإدارة مع سكن للقيادة، ومبنى للاستقبال، والسجن العام المخصص للمحكومين الذين ينتقلون إليه من الاستقبال. وأردف: «نحن في مرحلة استثنائية؛ فالسجن العام فيه عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، وحتى الآن تم التحقيق وإحالة أكثر من 80 ملفاً للمحكمة الجزائية، لكننا حالياً في مرحلة إجازة قضائية للقضاة، وبعد العيد سيتم استئناف محاكمتهم، وعددهم يتجاوز 200 عنصر وما زالت القوات العسكرية تلاحق البقية لينالوا جزاءهم».
وبيّن باعلوي أن السجن يضم أيضاً مبنى للسجينات، ومركزاً صحياً ومنشآت ملحقة. وتابع: «السجن يتسع لنحو 500 سجين، ونحن الآن في طور إعداد دراسات وتصاميم لإضافة مبانٍ أخرى، وكل ذلك بدعم مباشر من دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، الذين قدموا الدماء قبل الأموال، وسنكون عند حسن ظنهم في حضرموت والجنوب. وكما هو معلوم المبنى خرج عن الجاهزية في يوم من الأيام، وتركه عناصر القاعدة للصوص من أجل تخريبه ونهبه، ولولا قوات التحالف الذين دفعوا نحو 5 ملايين ريال سعودي لإعادة تأهيل السجن لكان وضعنا سيئاً».
وفي أثناء زيارتها للسجن، تجولت «الشرق الأوسط» في المركز الصحي التابع له، وهو مكون من غرفة عمليات مصغرة، إلى جانب مختبر يُجري فيه النزلاء الفحوصات اللازمة بشكل دوري، وصيدلية لصرف الأدوية. كما توجد في المركز غرفة تنويم خاصة بالرجال، وأخرى مخصصة للنساء فقط، والمركز مزود بكادر طبي يمني مؤهل تأهيلاً عالياً.
ويحكي العقيد باعلوي كيف استطاع أطباء المركز إنقاذ حياة عنصر من «القاعدة» أُلقي القبض عليه خلال مواجهة مع قوات الأمن. وقال: «المركز الصحي عالج أحد الإرهابيين القتلة، حيث مكثنا أربعة أشهر نعالجه، جاءنا بين الحياة والموت بعد القبض عليه، وهو الآن بين زملائه بصحة جيدة. لن نتعامل بفكر (القاعدة)، بل بما يمليه علينا ديننا وشرعنا والقوانين والأنظمة، لا شك أن الجرائم التي ارتكبوها يحاسبهم عليها القضاء».
ويؤكد باعلوي أن إدارة السجن تراعي الظروف الصحية لكل سجين بغض النظر عن التهمة الموجهة إليه، مشيراً إلى أن جميع السجناء يتلقون نفس الطعام الذي يتناوله أفراد الحماية ولا يوجد أي تفريق بينهم. وأضاف: «أي مريض يقرر له الدكتور طعاماً معيناً يتم توفيره له مباشرة، وبعض السجناء يعاني السكر أو الضغط أو القرحة وغيرها ويُتطلب لهم طعام خاص، كل ذلك يتم توفيره من دون تردد، كما أن الدكتور إذا نقل أياً من سجناء (القاعدة) إلى مستشفى يتم نقله وعلاجه ثم إعادته».
ويطلق المسؤولون في السجن المركزي بالمكلا على أعضاء تنظيم القاعدة الإرهابي «أصحاب الفكر» ويقصد به الفكر المتطرف. ويقول العقيد باعلوي إن هناك دراسات لإعادة تأهيل هؤلاء المتطرفين من أجل تصحيح أفكارهم في حال خرجوا بعد الحكم عليهم قضائياً. وأضاف: «لا يمكن السماح لهم بالخروج وهم بنفس هذه الأفكار المريضة التي تنشر السموم بين أبنائنا. نطالب بمركز تأهيل، وهناك خطوات لإنشائه في منطقة (فلك)، ونتمنى أن يقوم بدور لتأهيل جميع المساجين وإصلاحهم، وهذا التأهيل والإصلاح لنزلاء المركزي مسؤولية عدة جهات، منها وزارة التربية، والتدريب التقني، والأوقاف، والشؤون الاجتماعية، كلها لها دور وبتكاتف الجميع يمكننا إصلاح هؤلاء».
وفي رده على سؤال حول الاستفادة من مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة المتخصص في هذه الأمور، عبّر باعلوي عن تمنياته لقاء المسؤولين في المركز والاستفادة من الخبرات الكبيرة فيه، وقال: «نتمنى الالتقاء معهم أو يلتقوا معنا للاستفادة من خبرات المركز ونقتدي بما يقومون به، وحسب معلوماتنا نسبة كبيرة ممن دخلوا هذا المركز استفادوا منه وعادوا مواطنين صالحين في مجتمعهم، لذلك نتمنى التعاون مع المركز والاستفادة من أشقائنا في المملكة العربية السعودية خصوصاً في تأهيل ومناصحة المتطرفين وتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم».
بدوره، أكد العقيد هاني باشكيل قائد قوة حماية السجن، أن جميع سجناء «القاعدة» تم نقلهم إلى السجن المركزي، لافتاً إلى السماح لعائلاتهم بزيارتهم بشكل دوري، وأردف «يوم الخميس من كل أسبوع مخصص لزيارة أصحاب الفكر المتطرف، ومدة الزيارة تدوم بين ساعة وساعتين ونصف، ونقوم حالياً بترتيب الزيارات بطريقة سهلة حيث يتم الاتصال بالأهالي وإبلاغهم بموعد الزيارة مسبقاًً». وكشف باشكيل أن السجن يضم 10 سجينات فقط، منهن موقوفات في قضايا إرهابية وجنائية، مشيراً إلى أن إدارة السجن خصصت يوم السبت لزيارات الموقوفين في قضايا أخرى غير الإرهاب. وبيّن أن من بين الموقوفين من تنظيم القاعدة قصّراً تتراوح أعمارهم بين 17 و18 عاماً، وأن إدارة السجن تفكر في طريقة لإكمال هؤلاء تعليمهم.
من جانبه، شدد أحمد عمر اللحوري رئيس مؤسسة «صح» لحقوق الإنسان، أن وضع السجن المركزي ممتاز ويقدم خدمات جيده للنزلاء. وقال اللحوري الذي التقته «الشرق الأوسط» على هامش زيارته مع وفد حقوقي للسجن: «ما رأيناه يُظهر الاهتمام الكبير بالسجناء والمرافق الخاصة بهم، لا شك أن الخدمات الطبية جيدة، والطعام المقدم لهم مناسب، ومع ذلك ما زالت لدينا بعض المطالب بالاهتمام بمراكز التوقيف الصغيرة وتأهيل الأفراد العاملين فيها». وأجاب رئيس مؤسسة «صح» لحقوق الإنسان، عما يُنشر بوجود سجون سرية في المحافظة بقوله: «بالنسبة إلى مسألة السجون السرية حتى الآن هي مجرد كلام شارع، ونقول من هنا لكل المنظمات أو الجهات: من لديه أي وثائق أو إثباتات عن مكان هذه السجون نحن كحقوقيين مستعدون للذهاب إليها والوقوف على الوضع فيها، لكن للأسف هي مجرد ادعاءات من دون أدلة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.