مصر تعول على إتمام مشروع الخط الملاحي المباشر مع إيطاليا

تأمل أن يكون بوابة صادراتها لأوروبا

جانب من لقاء وزير التجارة والصناعة المصري والسفير الإيطالي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من لقاء وزير التجارة والصناعة المصري والسفير الإيطالي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

مصر تعول على إتمام مشروع الخط الملاحي المباشر مع إيطاليا

جانب من لقاء وزير التجارة والصناعة المصري والسفير الإيطالي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
جانب من لقاء وزير التجارة والصناعة المصري والسفير الإيطالي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)

أكد وزير التجارة والصناعة المصري منير فخري عبد النور أمس حرص حكومة بلاده على تذليل كل العقبات المالية واللوجستية لإتمام مشروع الخط الملاحي المباشر بين مصر وإيطاليا، الذي سيخدم جميع القطاعات التصديرية خاصة قطاع الحاصلات الزراعية المصرية، الذي يتمتع بميزات تنافسية كبيرة في السوق الأوروبية.
جاء ذلك خلال لقائه بالسفير الإيطالي في القاهرة ماريتسيو ماساري أمس لبحث زيادة معدلات الصادرات المصرية للسوق الإيطالية بصفة خاصة ولأسواق الاتحاد الأوروبي بصفة عامة، من خلال مشروع إعادة تدشين الخط الملاحي المشترك بين البلدين.
وأشار عبد النور خلال اللقاء إلى أنه ستجري دعوة شركات الملاحة الإيطالية لبحث إعادة تدشين خط الملاحة المشترك بينهما مرة أخرى، في ظل بدء تنفيذ مشروع التجارة الخضراء المنفذ في إطار برنامج مبادلة الديون بين مصر وإيطاليا، مؤكدا أن الاجتماع المقبل لمجلس الأعمال المصري - الإيطالي الذي سيعقد بالقاهرة خلال شهر سبتمبر (أيلول) المقبل سيمثل فرصة كبيرة لاستعراض عدد من المشروعات المشتركة التي يمكن تنفيذها مع الجانب الإيطالي في مشروع تنمية محور قناة السويس، ومنها خدمات بناء السفن والخدمات اللوجستية وعدد من المشروعات الصناعية الأخرى.
ونوه عبد النور بأهمية الاستفادة من الخبرات الإيطالية فيما يتعلق بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، بوصفها على رأس أولويات الحكومة المصرية الحالية لأنها عنصر داعم لزيادة معدلات النمو الاقتصادي وخلق مزيد من فرص العمل.
من جانبه، أكد ماساري ضرورة تنفيذ شراكة اقتصادية حقيقية بين البلدين تدعم اقتصادات البلدين وتخدم منظومة الشراكة الإقليمية في إطار الاتفاقيات الموقعة بين دول جنوب المتوسط والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن الاستقرار الاقتصادي والأمني في مصر يدعم الاستقرار في كل دول المنطقة.
وأشار ماساري إلى أن السفارة الإيطالية بصدد عقد ورشتي عمل خلال شهر سبتمبر المقبل بالتعاون مع المفوضية الأوروبية، على أن تعقد الأولى بالقاهرة وتتناول كفاءة الطاقة، وتعقد ورشة العمل الثانية بمدينة الإسكندرية حول مستقبل التصنيع الزراعي في مصر، مؤكدا أهمية تدشين بعثة لطرق الأبواب تدعم منظومة التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين وتزيد من معدلات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة خلال المرحلة المقبلة.
وشدد السفير الإيطالي على حرص والتزام حكومة بلاده بدعم القطاع الخاص في مصر، خاصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لا سيما أنها تمتلك خبرات واسعة في هذا الصدد، مشيرا إلى أنها خصصت 13 مليون يورو للصندوق الاجتماعي للتنمية لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.