التحالف الدولي يستعجل عملية «إبادة بقايا داعش» شرق سوريا

مقتل عسكري في انفجار قرب قاعدة

عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» في دير الزور (رويترز)
عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» في دير الزور (رويترز)
TT

التحالف الدولي يستعجل عملية «إبادة بقايا داعش» شرق سوريا

عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» في دير الزور (رويترز)
عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية» في دير الزور (رويترز)

انفجرت عبوة ناسفة، أمس، أثناء مرور عربة عسكرية قرب قاعدة يستخدمها التحالف الدولي بقيادة واشنطن في محافظة الرقة شمال سوريا، ما أودى بحياة مقاتل لم يُعرف ما إذا كان محلياً أم أجنبياً، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في وقت أعلن فيه التحالف أن عملية منسقة بدأت لـ«إبادة بقايا داعش» شمال شرقي سوريا بدعم من الجيش العراقي و«قوات سوريا الديمقراطية».
وقال التحالف الدولي إنه سمع بتقارير حول انفجار، فيما نفت «قوات سوريا الديمقراطية» وقوعه أساساً.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «انفجرت عبوة ناسفة وُضعت على جانب الطريق أثناء مرور عربة عسكرية بين بلدة عين عيسى في شمال الرقة وقاعدة (اللواء 93) العسكرية التي يوجد فيها جنود أميركيون وفرنسيون ومقاتلون أكراد».
ولم يتمكن «المرصد» من تحديد جنسية العسكري الذي قتل في الانفجار وما إذا كان من قوات التحالف الدولي أم من «قوات سوريا الديمقراطية»؛ وهي فصائل كردية وعربية مدعومة أميركياً.
وقال التحالف الدولي في بيان: «نحن على علم بتقارير من مصادر مفتوحة، ولكن ليس لدينا تقارير من قواتنا على الأرض».
ونفى مدير المكتب الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» مصطفى بالي وقوع الانفجار. وقال: «ليس هناك انفجار قرب القاعدة الأميركية في عين عيسى، ونحن (قوات سوريا الديمقراطية) ننفي تعرض قواتنا أو مراكزنا لهجوم مفخخ».
ويدعم التحالف الدولي «قوات سوريا الديمقراطية» التي طردت التنظيم المتطرف من مناطق واسعة في شمال وشمال شرقي سوريا، بينها مدينة الرقة التي شكلت لسنوات معقل «الجهاديين» الأبرز في سوريا.
وتخوض هذه القوات حالياً آخر معاركها ضد تنظيم «داعش» في جيوب صغيرة لا يزال يسيطر عليها في محافظتي دير الزور والحسكة في شرق وشمال شرقي البلاد.
وكانت قيادة التحالف أفادت في بيان بـ«بدء المرحلة الثانية لإلحاق الهزيمة ببقايا داعش شمال شرقي سوريا. والهجوم يرمي إلى تطهير الدشيشة بدعم من طائرات التحالف والقصف المدفعي عبر الحدود العراقية وضربات شركائنا العراقيين التي تشمل الغارات العراقية والقصف المدفعي للجيش العراقي المتمركز قرب الحدود».
وتابع: «عززت قوات الأمن العراقية وجودها على الحدود لمنع هروب إرهابيي (داعش) من سوريا إلى العراق». ونقل البيان عن بول فنك، القائد العام لقوات المهام الخاصة في عملية «العزم الصلب»، قوله: «هجوم منسق وقوي لإبادة بقايا (داعش) من شمال شرقي سوريا. إن شركاءنا يأخذون المعركة بقوة... نحن وشركاؤنا العراقيون نستهدف كثيرا من الأنفاق ومواقع التخزين تحت الأرض».
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «تدور اشتباكات عنيفة على محاور في أطراف ومحيط قرية الباغوز التحتاني الواقعة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، بين (قوات سوريا الديمقراطية) المدعمة من قبل التحالف الدولي من جهة، وبين عناصر من تنظيم داعش من جهة أخرى، في هجوم ينفذه الأخير على القرية الخاضعة لسيطرة (قوات سوريا الديمقراطية)، تترافق مع قصف واستهدافات متبادلة بين طرفي القتال، وسط معلومات عن خسائر بشرية بين طرفي القتال». ونشر أنه رصد «اشتباكات بوتيرة عنيفة جرت بعد منتصف ليل السبت - الأحد على محاور في أطراف ومحيط بلدة هجين الواقعة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور رافقها دوي انفجارات عنيفة ناجمة عن استهداف طائرات التحالف الدولي مواقع سيطرة التنظيم بين الحين والآخر، حيث تأتي عملية الاشتباكات هذه في هجوم لعناصر التنظيم على مواقع (قوات سوريا الديمقراطية) في محاولة لإيقاع خسائر مادية وبشرية».
وكان «المرصد السوري» نشر أيضاً أن «القتال توقف في الضفة الشرقية لنهر الفرات، عقب إخفاق (قوات سوريا الديمقراطية) والتحالف الدولي في التقدم في الجيب الأخير المتبقي للتنظيم عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، وفشلها في اقتحام بلدة هجين، التي شهدت استماتة من التنظيم لصد الهجوم على البلدة وباقي الجيب».
إلى ذلك، أشار «المرصد» إلى «انفجار ضخم هز مدينة الميادين الخاضعة لسيطرة قوات النظام وحلفائها من الجنسيات غير السورية في ريف دير الزور الشرقي، حيث حدث الانفجار بالتزامن مع تحليق طائرات حربية على الضفة الشرقية من نهر الفرات، ولم يعلم حتى اللحظة ما إذا كانت هذه الطائرات استهدفت المدينة متسببة بالانفجار الذي سمع صداه في أنحاء المدينة؛ إذ شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من مكان الانفجار، فيما لم ترد حتى اللحظة معلومات عن الخسائر البشرية على خلفية هذا الانفجار».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.