الجزائر: انشطار طائرة عسكرية بعد انحرافها عن مسارها

TT

الجزائر: انشطار طائرة عسكرية بعد انحرافها عن مسارها

تسبب انحراف طائرة عسكرية عن مسارها في جنوب شرقي الجزائر، أمس، في إصابة طاقمها «بجروح خفيفة»، بحسب بيان مقتضب لوزارة الدفاع الجزائرية، بعد نحو ستة أسابيع من مقتل 247 شخصاً بتحطم طائرة حربية جنوبي العاصمة.
وقالت وزارة الدفاع عبر موقعها الإلكتروني، إن الطائرة العسكرية «كانت خالية من الركاب عندما ابتعدت عن مسارها بمَدْرج القاعدة الجوية ببسكرة؛ مما تسبب في إصابة طاقمها بجروح طفيفة». وأضافت: إن الطائرة من نوع «هركيل سي - 13» وأن المصابين «تم التكفل بهم على الفور، إضافة إلى تسجيل أضرار مادية للطائرة».
وبث مستخدمون لشبكات التواصل الاجتماعي صوراً للطائرة وهي محاطة بعربات الجيش وسيارات الدفاع المدني. وبدت الطائرة منشطرة إلى نصفين؛ ما يوحي بأنها سقطت من ارتفاع. وأشارت وزارة الدفاع إلى أن «القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي أمرت بفتح تحقيق للكشف عن الملابسات المحيطة بهذا الحادث».
وأفاد شهود في منطقة بسكرة بأن الطائرة كانت بصدد العودة من مهمة لتدريب مظليين في الصحراء، وأن الحادث وقع عند محاولة نزولها في المطار العسكري؛ إذ فوجئ قائدها بتواجد طائرة مدنية في المسار الذي كان سيأخذه للهبوط، فاضطر إلى تحاشيها ففقد السيطرة. وأشار الشهود إلى أن الطائرة كانت على ارتفاع أمتار قليلة من الأرض عندما تحطَمت، وهو ما يفسَر انشطارها.
ويتحاشى الجيش تقديم تفاصيل عن مثل هذه الحوادث ولا ينشر أبدا نتائج التحقيق فيها. وشهدت القوات الجوية سقوط طائرات عدة ومقتل مئات العسكريين والمدنيين فيها. ويعود تكرار الكوارث الجوية، بحسب متخصصين في شؤون صيانة الطائرات، إلى ضعف الإمكانات المتاحة محلياً لصيانة العتاد الحربي، إضافة إلى قدم الطائرات الروسية التي تعود إلى سبعينات وثمانينات القرن الماضي.
وقتل 247 شخصاً بتحطم طائرة عسكرية في 11 أبريل (نيسان) الماضي، بعد 10 دقائق من إقلاعها من مطار بوفاريك العسكري في ضواحي العاصمة الجزائرية. ووقع الحادث بسبب توقف المحركات الأربع للطائرة. ولم تعرف أسباب الكارثة الأسوأ في تاريخ حوادث الطيران الجزائري. وفي 11 فبراير (شباط) 2014، تحطمت طائرة عسكرية شرق البلاد، وقُتل فيها 77 شخصاً، في حين نجا واحد فقط لا يزال يعاني من تبعات إصابته بكسور. وأعلنت السلطات وقتها أنه أمر بفتح تحقيق جاد لمعرفة ظروف تحطم الطائرة». لكن لم تعلن أي نتائج لهذا التحقيق حتى اليوم؛ إذ تعتبر الجيش التحريات حول أحداث تخصه «أسراراً مرتبطة بالدفاع».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.