منتجات عراقية وفولكلور في بازار قرقيعان لمساعدة الفقراء

المعرض خُصص لمنتجات منزلية الصنع بالبصرة

عمال يعدون الحلوى التقليدية للبيع خلال شهر رمضان المبارك  في متجر بالنجف أمس (رويترز)
عمال يعدون الحلوى التقليدية للبيع خلال شهر رمضان المبارك في متجر بالنجف أمس (رويترز)
TT

منتجات عراقية وفولكلور في بازار قرقيعان لمساعدة الفقراء

عمال يعدون الحلوى التقليدية للبيع خلال شهر رمضان المبارك  في متجر بالنجف أمس (رويترز)
عمال يعدون الحلوى التقليدية للبيع خلال شهر رمضان المبارك في متجر بالنجف أمس (رويترز)

أدى أطفال وبالغون رقصات تقليدية على أنغام موسيقى شعبية في سوق (بازار قرقيعان)، الذي استمر ثلاثة أيام بالبصرة في العراق حيث عُرضت منتجات محلية للبيع.
وأُقيمت السوق على هامش مهرجان قرقيعان السنوي الذي يُحتفى به في منتصف شهر رمضان في أنحاء منطقة الخليج والعراق.
وكثير من المنتجات التي عُرضت في السوق عبارة عن مصنوعات يدوية لشباب وأرامل ومطلقات، حيث خُصص المعرض لمنتجات منزلية الصنع، حسب «رويترز».
وقال رئيس مؤسسة الثقافة والفنون في البصرة زياد طارق: «طبعا بازار قرقيعان هو سوق، سوق ثقافية، سوق فنية، سوق ترويجية، وأيضا لها منحى تجاري. هذه السنة هي السنة الأوسع والأكبر، هو يستهدف مجموعة من الشباب، مجموعة من الطاقات والمواهب، كانت فنية، ثقافية، وحتى إنتاجية، من ذوي الدخل المحدود».
وأضاف: «أنا حرصت شخصيا على أن أُدخل مجموعة من السيدات وأصحاب المهن اليدوية والأعمال المنزلية لطرحها بصورة مباشرة على المتلقي والجمهور البصري».
وأردف طارق قائلا: «إن كثيرين من مختلف المحافظات العراقية شاركوا في هذا البازار. وبعد أن رسمت بالحناء أشكالا على أيدي فتيات صغيرات في السوق».
قالت مهندسة سورية مقيمة في البصرة ومشاركه في السوق تدعى يارا علي إن عائدات عملها توجه لأعمال الخير وللأُسر الفقيرة. وأضافت: «الهدف من مشاركتنا هو أن ننشر أعمالاً يدوية تدعم الفئات الشابة من ضمن المنتسبين للحملة. ومردود هذه المبيعات كلها من مجهودنا كما شاهدتم يعود كل ريعها للحملة تبعنا، يعني الحملات الخيرية التي بتكون في أيام مثل توزيع الطعام في رمضان، قمنا من فترة بتوزيع سلات رمضانية، أو مساعدة العوائل الفقيرة وأُسر الشهداء وهكذا».
وقالت مشاركة أخرى في السوق، خريجة كلية الآداب، تدعى سارة عادل: «وهذه المشاركة الأولى لي في بازار قرقيعان في تصميم الأزياء. طبعا قبلها شاركت بعرض مع أزياء المصمم زياد العذاري، وحاليا هي مشاركتي الأولى بالبازار، يعني أرسم على بشتات النساء (عبايات بأكمام) أو أصمم ملابس حسب الطلب. يعني هي أول شيء هواية لي، وثاني شيء أنه دخل».
ومهرجان قرقيعان جزء تراثي موروث لثقافة رمضان في دول الخليج. ويبدأ المهرجان بمجرد غروب الشمس وتناول الصائمين في شهر رمضان لإفطارهم. وأثناء الاحتفال يجوب الأطفال شوارع المنطقة ليلا حيث يجمعون الحلوى والمكسرات.



الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
TT

الشماغ السعودي في ذروة مواسم بيعه

بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)
بائع يستعرض عشرات الأنواع من الشماغ الذي يبلغ أعلى مواسمه البيعية في آخر رمضان (الشرق الأوسط)

أفصح مختصون في نشاط صناعة واستيراد الشماغ السعودي عن بلوغ هذا الزي التقليدي الرسمي أعلى مواسم البيع السنوية، مسجلاً مبيعات تُقدَّر بنحو 900 مليون ريال سنوياً، كاشفين عن توجهات المستهلكين الذين يبرز غالبيتهم من جيل الشباب، وميلهم إلى التصاميم الحديثة والعالمية، التي بدأت في اختراق هذا اللباس التقليدي، عبر دخول عدد من العلامات التجارية العالمية على خط السباق للاستحواذ على النصيب الأكبر من حصة السوق، وكذلك ما تواجهه السوق من تحديات جيوسياسية ومحلية.
ومعلوم أن الشماغ عبارة عن قطعة قماش مربعة ذات لونين (الأحمر والأبيض)، تُطوى عادة على شكل مثلث، وتُلبس عن طريق وضعها على الرأس، وهي لباس تقليدي للرجال في منطقة الخليج العربي وبعض المناطق العربية في العراق والأردن وسوريا واليمن، حيث يُعد جزءاً من ثقافة اللبس الرجالي، ويلازم ملابسه؛ سواء في العمل أو المناسبات الاجتماعية وغيرها، ويضفي عليه أناقة ويجعله مميزاً عن غيره.
وقال لـ«الشرق الأوسط»، الرئيس التنفيذي لـ«شركة الامتياز المحدودة»، فهد بن عبد العزيز العجلان، إن حجم سوق الأشمغة والغتر بجميع أنواعها، يتراوح ما بين 700 و900 مليون ريال سنوياً، كما تتراوح كمية المبيعات ما بين 9 و11 مليون شماغ وغترة، مضيفاً أن نسبة المبيعات في المواسم والأعياد، خصوصاً موسم عيد الفطر، تمثل ما يقارب 50 في المائة من حجم المبيعات السنوية، وتكون خلالها النسبة العظمى من المبيعات لأصناف الأشمغة المتوسطة والرخيصة.
وأشار العجلان إلى أن الطلب على الملابس الجاهزة بصفة عامة، ومن ضمنها الأشمغة والغتر، قد تأثر بالتطورات العالمية خلال السنوات الماضية، ابتداءً من جائحة «كورونا»، ومروراً بالتوترات العالمية في أوروبا وغيرها، وانتهاء بالتضخم العالمي وزيادة أسعار الفائدة، إلا أنه في منطقة الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، فإن العام الحالي (2023) سيكون عام الخروج من عنق الزجاجة، وسيشهد نمواً جيداً مقارنة بالأعوام السابقة لا يقل عن 20 في المائة.
وحول توجهات السوق والمستهلكين، بيَّن العجلان أن غالبية المستهلكين للشماغ والغترة هم من جيل الشباب المولود بين عامي 1997 و2012، ويميلون إلى اختيار التصاميم والموديلات القريبة من أشكال التصاميم العالمية، كما أن لديهم معرفة قوية بأسماء المصممين العالميين والماركات العالمية، لافتاً إلى أن دخول الماركات العالمية، مثل «بييركاردان» و«إس تي ديبون» و«شروني 1881» وغيرها إلى سوق الأشمغة والغتر، ساهم بشكل فعال وواضح في رفع الجودة وضبط المواصفات.
وأضاف العجلان أن سوق الملابس كغيرها من الأسواق الاستهلاكية تواجه نوعين من المشكلات؛ تتمثل في مشكلات جيوسياسية ناتجة عن جائحة «كورونا» والحرب الروسية الأوكرانية، ما تسبب في تأخر شحن البضائع وارتفاع تكاليف الشحن وارتفاع الأسعار بسبب التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، بينما تتمثل المشكلات المحلية في انتشار التقليد للعلامات العالمية والإعلانات المضللة أحياناً عبر وسائل الاتصال الاجتماعي.
من جهته، أوضح ناصر الحميد (مدير محل بيع أشمغة في الرياض) أن الطلب يتزايد على الأشمغة في العشر الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، ويبدأ الطلب في الارتفاع منذ بداية الشهر، ويبلغ ذروته في آخر ليلتين قبل عيد الفطر، مضيفاً أن الشركات تطرح التصاميم الجديدة في شهر شعبان، وتبدأ في توزيعها على منافذ البيع والمتاجر خلال تلك الفترة.
وأشار الحميد إلى أن سوق الأشمغة شهدت، في السنوات العشر الأخيرة، تنوعاً في التصاميم والموديلات والماركات المعروضة في السوق، وتنافساً كبيراً بين الشركات المنتجة في الجودة والسعر، وفي الحملات التسويقية، وفي إطلاق تصاميم وتطريزات جديدة، من أجل كسب اهتمام المستهلكين وذائقتهم، والاستحواذ على النصيب الأكبر من مبيعات السوق، واستغلال الإقبال الكبير على سوق الأشمغة في فترة العيد. وبين الحميد أن أكثر من نصف مبيعات المتجر من الأشمغة تكون خلال هذه الفترة، مضيفاً أن أسعارها تتراوح ما بين 50 و300 ريال، وتختلف بحسب جودة المنتج، والشركة المصنعة، وتاريخ الموديل، لافتاً إلى أن الشماغ عنصر رئيسي في الأزياء الرجالية الخليجية، ويتراوح متوسط استهلاك الفرد ما بين 3 و5 أشمغة في العام.