موجز أخبار

TT

موجز أخبار

مطالبات دولية بـ {إنهاء القمع} في نيكاراغوا
ماناغوا - «الشرق الأوسط»: أدانت الأمم المتحدة ولجنة الدول الأميركية لحقوق الإنسان، القمع ضد المتظاهرين في نيكاراغوا، داعين الحكومة إلى إنهاء العنف الذي أودى بحياة عشرات الضحايا منذ منتصف أبريل (نيسان). وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «العنف المستمر في نيكاراغوا». وقال بيان إن غوتيريش «يحث الحكومة على ضمان الحماية وحرية التعبير للمتظاهرين المسالمين». وقالت لجنة الدول الأميركية لحقوق الإنسان، وهي هيئة مستقلة تابعة لمنظمة الدول الأميركية، إنها «تحث الدولة على الكف عن قمع الاحتجاجات». وأفادت وسائل إعلام محلية بوقوع أعمال سطو وسلب واسعة النطاق. وجاءت موجة الجرائم هذه في أعقاب مقتل 15 شخصاً في حوادث عنف قيل إن الشرطة ومتظاهرين ومسلحين شبه عسكريين شاركوا فيها في ماناغوا وأماكن أخرى يوم الأربعاء الماضي. ورفض الجيش مجدداً الاتهامات بتورطه في أعمال عنف ضد مدنيين. ودعا زعماء طلابيون ورجال أعمال ومنظمات مجتمع مدني إلى احتجاجات جديدة للضغط على الرئيس دانييل أورتيجا للاستقالة وإجراء انتخابات مبكرة.

مسيرات مؤيدة لحكومة بوروندي ضد ممثل الأمم المتحدة
بوجمبورا - «الشرق الأوسط»: نظم آلاف من مؤيدي الحكومة مسيرات أمس السبت، ضد ممثل الأمم المتحدة في بوروندي، متهمين إياه بالفساد. تأتي المسيرة في أعقاب استفتاء مثير للجدل، أجرى في 21 مايو (أيار)، أعطى للرئيس بيير نكورونزيزا الصلاحية القانونية للبقاء في السلطة حتى عام 2034. وكان الممثل الخاص للأمم المتحدة ميشيل كافاندو قد قال الأسبوع الماضي لمجلس الأمن إن التصويت، رغم أنه كان سلمياً، شابته مخالفات. وحث على إجراء «حوار شامل» مع المعارضة، وجهات فاعلة أخرى لتفادي إثارة أزمة سياسية، طبقاً لتقرير من الأمم المتحدة. وجاء في لافتة ضخمة: «هذا الرجل كافاندو، غير مؤهل لتحليل أي دستور، مثل دستور بوروندي». وكانت حكومة بوروندي قد طردت ستة مبعوثين خاصين تابعين للأمم المتحدة، منذ عام 2005. واتهم المتظاهرون أيضاً حكومات أجنبية بالتدخل، لا سيما فرنسا. واتهموا جهات أجنبية بإثارة انقسامات عرقية بين البورونديين.

السلطات الفنزويلية تفرج عن 40 معتقلاً
كراكاس - «الشرق الأوسط»: تم الجمعة الإفراج عن 40 معتقلاً متهمين بارتكاب جرائم سياسية، معظمهم معارضون للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بحسب ما أعلنت السلطات. يأتي هذا الإجراء في وقت يواجه مادورو ضغوطاً دولية قوية بعد إعادة انتخابه لولاية رئاسية جديدة. وخلال حفل رسمي، قالت رئيسة الجمعية التأسيسية الفنزويلية دلسي رودريغيز للأشخاص المفرج عنهم «أنتم أول مجموعة تستفيد من هذه الإجراءات. في الساعات المقبلة ستشهد البلاد (الإفراج عن) مجموعات أخرى». ومن بين المستفيدين من هذا الإجراء أيضاً أشخاص اتُهموا بالاعتداء على نائب معارض خلال الحملة الرئاسية.
وقال المدعي العام طارق وليم صعب الذي كان حاضراً، إن مزيداً من الأشخاص سيتم الإفراج عنهم السبت، وفي الأيام المقبلة. وقال مادورو إن الإجراء الذي اتُخذ الجمعة جاء تنفيذاً لسياسة تهدئة يرغب في مواصلتها، غير أنه وجه في الوقت نفسه تحذيراً لأولئك الذين يريدون «التآمر» ضد السلطة. واتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين على تبني عقوبات جديدة «بشكل سريع» بحق المسؤولين الفنزويليين الذين شاركوا في عملية إعادة انتخاب مادورو التي اعتبروا أنها «تفتقد إلى الصدقية». وفاز مادورو بـ68 في المائة من الأصوات في انتخابات مايو (أيار) التي قاطعتها المعارضة، ونددت بها معظم دول العالم، معتبرة إياها غير شرعية.



موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

يشكّل تحديث العقيدة النووية لروسيا الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، تحذيراً للغرب، وفتحاً ﻟ«نافذة استراتيجية» قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«إن تحديث العقيدة النووية الروسية يستبعد احتمال تعرّض الجيش الروسي للهزيمة في ساحة المعركة»، بيان صادر عن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريتشكين، لا يمكن أن يكون بياناً عادياً، حسب «لوفيغارو». فمن الواضح، حسب هذا التصريح الموجه إلى الغربيين، أنه من غير المجدي محاولة هزيمة الجيش الروسي على الأرض، لأن الخيار النووي واقعي. هذه هي الرسالة الرئيسة التي بعث بها فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عندما وقّع مرسوم تحديث العقيدة النووية الروسية المعتمد في عام 2020.

ويدرك الاستراتيجيون الجيوسياسيون الحقيقة الآتية جيداً: الردع هو مسألة غموض (فيما يتعلّق باندلاع حريق نووي) ومسألة تواصل. «وفي موسكو، يمكننا أن نرى بوضوح الذعر العالمي الذي يحدث في كل مرة يتم فيها نطق كلمة نووي. ولا يتردد فلاديمير بوتين في ذكر ذلك بانتظام، وفي كل مرة بالنتيجة المتوقعة»، حسب الصحيفة. ومرة أخرى يوم الثلاثاء، وبعد توقيع المرسوم الرئاسي، انتشرت موجة الصدمة من قمة مجموعة العشرين في كييف إلى بكين؛ حيث حثّت الحكومة الصينية التي كانت دائماً شديدة الحساسية تجاه مبادرات جيرانها في ما يتصل بالمسائل النووية، على «الهدوء» وضبط النفس. فالتأثير الخارق الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه لا يرتبط بالجوهر، إذ إن العقيدة النووية الروسية الجديدة ليست ثورية مقارنة بالمبدأ السابق، بقدر ارتباطها بالتوقيت الذي اختارته موسكو لهذا الإعلان.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية في الأول من مارس 2024 اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات تابع لقوات الردع النووي في البلاد (أ.ف.ب)

العقيدة النووية الروسية

في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي حين شنّت قوات كييف في أغسطس (آب) توغلاً غير مسبوق في منطقة كورسك في الأراضي الروسية، رد فلاديمير بوتين بتحديد أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية ضد دولة غير نووية تتلقى دعماً من دولة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة. لكن في نسخة 2020 من الميثاق النووي الروسي، احتفظت موسكو بإمكانية استخدام الأسلحة الذرية أولاً، لا سيما في حالة «العدوان الذي تم تنفيذه ضد روسيا بأسلحة تقليدية ذات طبيعة تهدّد وجود الدولة ذاته».

وجاء التعديل الثاني في العقيدة النووية الروسية، الثلاثاء الماضي، عندما سمحت واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى: رئيس الكرملين يضع ختمه على العقيدة النووية الجديدة التي تنص على أن روسيا ستكون الآن قادرة على استخدام الأسلحة النووية «إذا تلقت معلومات موثوقة عن بدء هجوم جوي واسع النطاق عبر الحدود، عن طريق الطيران الاستراتيجي والتكتيكي وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». وحسب المتخصصة في قضايا الردع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، هيلواز فايت، فإن هذا يعني توسيع شروط استخدام السلاح النووي الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 28 يونيو 2019 (رويترز)

انتظار عودة ترمب

لفترة طويلة، لاحظ صقور الاستراتيجية الجيوستراتيجية الروسية أن الردع الروسي تلاشى. وبالنسبة إليهم، فقد حان الوقت لموسكو لإعادة تأكيد خطوطها الحمراء من خلال «إعادة ترسيخ الخوف» من الأسلحة النووية، على حد تعبير سيرغي كاراجانوف، الخبير الذي يحظى باهتمام فلاديمير بوتين. ةمن هذا المنظار أيضاً، يرى هؤلاء المختصون اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) 2022، متحدثين عن «عدوان» من الغرب لم تكن الترسانة النووية الروسية قادرة على ردعه. بالنسبة إلى هؤلاء المتعصبين النوويين، ينبغي عدم حظر التصعيد، بل على العكس تماماً. ومن الناحية الرسمية، فإن العقيدة الروسية ليست واضحة في هذا الصدد. لا تزال نسخة 2020 من العقيدة النووية الروسية تستحضر «تصعيداً لخفض التصعيد» غامضاً، بما في ذلك استخدام الوسائل غير النووية.

وحسب قناة «رايبار» المقربة من الجيش الروسي على «تلغرام»، فإنه كان من الضروري إجراء تحديث لهذه العقيدة؛ لأن «التحذيرات الروسية الأخيرة لم تُؤخذ على محمل الجد».

ومن خلال محاولته إعادة ترسيخ الغموض في الردع، فإن فلاديمير بوتين سيسعى بالتالي إلى تثبيط الجهود الغربية لدعم أوكرانيا. وفي ظل حملة عسكرية مكلفة للغاية على الأرض، يرغب رئيس «الكرملين» في الاستفادة من الفترة الاستراتيجية الفاصلة بين نهاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ووصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الذي يتوقع منه بوتين مبادرات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

يسعى بوتين، وفق الباحثة في مؤسسة «كارنيغي»، تاتيانا ستانوفايا، لوضع الغرب أمام خيارين جذريين: «إذا كنت تريد حرباً نووية، فستحصل عليها»، أو «دعونا ننهي هذه الحرب بشروط روسيا».