الأسد يهدد باستخدام القوة ضد «سوريا الديمقراطية»... ويعترف بوجود إيرانيين

قال إن «على الأميركيين أن يغادروا وسيغادرون بشكل ما»

رئيس النظام السوري بشار الأسد (إ.ب.أ)
رئيس النظام السوري بشار الأسد (إ.ب.أ)
TT

الأسد يهدد باستخدام القوة ضد «سوريا الديمقراطية»... ويعترف بوجود إيرانيين

رئيس النظام السوري بشار الأسد (إ.ب.أ)
رئيس النظام السوري بشار الأسد (إ.ب.أ)

هدد رئيس النظام السوري بشار الأسد باللجوء إلى القوة لاستعادة مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركياً، في حال فشل خيار المفاوضات معها حول تسليم هذه المناطق، وفق ما أفاد في مقابلة بثتها قناة «روسيا اليوم» صباح اليوم (الخميس).
وقال الأسد إنه بعد تحرير مناطق عدة في البلاد «باتت المشكلة الوحيدة المتبقية في سوريا هي قوات سوريا الديمقراطية» المؤلفة من فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن، وتسيطر على مساحات واسعة في شمال وشمال شرقي البلاد.
وأوضح «سنتعامل معها عبر خيارين، الخيار الأول هو أننا بدأنا الآن بفتح الأبواب أمام المفاوضات لأن غالبية هذه القوات هي من السوريين (...) إذا لم يحدث ذلك، فسنلجأ إلى تحرير تلك المناطق بالقوة، ليس لدينا أي خيارات أخرى، بوجود الأميركيين أو بعدم وجودهم».
إلى ذلك، اعترف الأسد بوجود «ضباط إيرانيين في سوريا يساعدون قوات النظام لكن ليست لديهم قوات»، متهماً إسرائيل بـ«الكذب» لدى حديثها عن استهداف قواعد ومعسكرات إيرانية في سوريا في هجماتها الأخيرة.
وشدد الأسد أن على «الأميركيين أن يغادروا وسيغادرون بشكل ما»، معتبراً أنه «بعد تحرير حلب وبعدها دير الزور وقبل ذلك حمص والآن دمشق، فإن الولايات المتحدة في الواقع تخسر أوراقها».
وحققت قوات النظام خلال العامين الأخيرين تقدماً ميدانياً كبيراً وتمكنت منذ بدء روسيا تدخلها العسكري في سبتمبر (أيلول) 2015 من استعادة زمام المبادرة على جبهات كثيرة في البلاد على حساب التنظيمات المتطرفة والفصائل المعارضة في آن معاً.
وتعد قوات سوريا الديمقراطية القوة العسكرية الثانية الأكثر نفوذاً بعد قوات النظام، وهي تحظى بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية الذي يوفر الغطاء الجوي لعملياتها ويدعمها بالتدريب والسلاح.
وقال الأسد: «كنا قريبين من حدوث صراع مباشر بين القوات الروسية والقوات الأميركية. ولحسن الحظ تم تحاشي ذلك الصراع (...) بفضل حكمة القيادة الروسية لأنه ليس من مصلحة أحد في هذا العالم، وبالدرجة الأولى السوريون، حدوث مثل هذا الصراع».
ورداً على سؤال حول الهدف من إجلاء عشرات الآلاف من المقاتلين إلى إدلب (شمال غرب)، قال الأسد «نحن لم نرسل هؤلاء إلى إدلب، بل هم أرادوا الذهاب إليها لأن لديهم الحاضنة نفسها»، مضيفا: «هذا أفضل بالنسبة لنا من منظور عسكري».
وشهدت سوريا عمليات إجلاء عدة، أبرزها من الغوطة الشرقية قرب دمشق الشهر الماضي، توجه خلالها معظم الخارجين من مناطق شهدت قتالا وحصارات، إلى إدلب (شمال غرب) التي باتت تستضيف مع مر السنين، عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين المعارضين، معظمهم من السنة.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».