باكستان ترصد تباطؤاً في تجنيد {فاطميون} و{زينبيون}

المقاتلون يخضعون لبرنامج تدريبي لخمسة أسابيع قبل القتال في سوريا

عناصر من كتائب «فاطميون» خلال خضوعهم للتدريبات قبل سفرهم إلى سوريا (ويكيبيديا)
عناصر من كتائب «فاطميون» خلال خضوعهم للتدريبات قبل سفرهم إلى سوريا (ويكيبيديا)
TT

باكستان ترصد تباطؤاً في تجنيد {فاطميون} و{زينبيون}

عناصر من كتائب «فاطميون» خلال خضوعهم للتدريبات قبل سفرهم إلى سوريا (ويكيبيديا)
عناصر من كتائب «فاطميون» خلال خضوعهم للتدريبات قبل سفرهم إلى سوريا (ويكيبيديا)

كشف مسؤولون بالحكومة الباكستانية، عن أن عملية تجنيد الشيعة الباكستانيين للقتال في سوريا دعماً للرئيس بشار الأسد باتت تسير بوتيرة أبطأ من ذي قبل بسبب تدخل السلطات الباكستانية.
وكانت ميليشيات مرتبطة بقوات الحرس الثوري الإيراني شرعت في تجنيد الشيعة الباكستانيين للقتال في سوريا دعماً للرئيس الأسد عقب نشوب الحرب الأهلية هناك مباشرة. وكان وزير الداخلية ومدير جهاز الاستخبارات الباكستانية قد شرعا في تتبع المتجهين إلى سوريا للانخراط في معارك الحرب الأهلية الدائرة هناك. وفي هذا السياق، قال مسؤول أمني رفيع: «نقوم بعمليات المتابعة ونعد تقريراً مفصلاً في هذا الصدد».
وكشف المسؤول، عن أن ما يعرف بلواء «فاطميون» الذي يضم مرتزقة من الأفغان الشيعة ولواء «زينبيون» الذي يضم مسلحين من شيعة باكستان يتوليان تجنيد المقاتلين الشيعة للقتال ضمن صفوف الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله» والميليشيات العراقية المدعومة من إيران في سوريا، بحسب مسؤول باكستاني رفيع.
وعقب التجنيد، يخضع المجندون لبرنامج تدريبي لمدة خمسة أسابيع ضمن صفوف «فاطميون» و«زينبيون»
قبل التوجه إلى مناطق القتال. وتجرى عملية التدريب المتخصصة في منطقة يزد الإيرانية وفي غيرها من الأماكن البعيدة عن الأعين. وأضاف المسؤول، إنه خلال العامين الماضيين، تلقى مئات المقاتلين الشيعة الباكستانيين والأفغان تدريبات مشابهة في مدينة حلب السورية.
واستطرد المسؤول الأمني قائلاً: «تلقينا تقارير بأن عدداً كبيراً من الباكستانيين الشيعة المتورطين في الحرب السورية كانوا من المقيمين بالفعل في إيران، في حين جاء آخرون من مناطق مثل بارا جنار، والكويتة ولاهو وسكار وغيرها من المناطق الباكستانية». ويعتبر لواء «زينبيون» أقل حجماً وكان مكلفاً عام 2013 بحماية الأماكن الشيعية المقدسة في سوريا. غير أن اللواء ازداد حجماً عام 2015 ليصبح فرقة عسكرية قادرة على خوض المعارك بصورة مستقلة حول مدن الدرعة وحلب. ويجند لواء «زينبيون» شيعة باكستان المقيمين في إيران، وشيعة اللاجئين الهزارة في باكستان وغيرهم من أبناء باكستان الأصليين. وفي سياق متصل، أفاد المسؤول الباكستاني بأن «قوات الأمن قامت العام الماضي بالقبض على 39 حاجاً شيعياً بمدينة الكويتة وعلى الخط الحدودي بمنقطة تفتان، بتهمة انتمائهم إلى لواء (زينبيون)».
وتراقب قوات الأمن الباكستانية عن كثب حركة الحجاج الشيعة في البلاد للتأكد مما إذا كانوا على صلة بلواء «زينبيون». واستطرد المسؤول الأمني: إن «قوات الأمن تعمل على كشف شبكة دعم الميليشيات الشيعية في باكستان»، مضيفاً إن «استخدام مواطنينا الباكستانيين في الحرب السورية لأغراض طائفية بات مصدر قلق بالغ لأممنا القومي».
وفي 8 فبراير (شباط)، ألقى أفراد «قوات البحرية الباكستانية» القبض على 13 مسلحاً مشتبه، ثلاثة منهم إيرانيون، على متن قاربين بالقرب من ساحل جواني الباكستاني، جميعهم ما زالوا رهن التحقيق.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».