دليلك إلى فيتامين «دي»

جبن الريكوتا والبيض من بين أفضل المصادر

دليلك إلى فيتامين «دي»
TT

دليلك إلى فيتامين «دي»

دليلك إلى فيتامين «دي»

فيتامين دي (كالسيفرول) ليس نوعاً من أنواع الفيتامينات الغذائية الأساسية في الحقيقة، بل طبياً هو من أنواع الهرمونات التي تعود إلى عائلة هرمونات الاستيروئيد. وتمر آلية إنتاج هذا الهرمون في الجسم بنفس الآلية التي تمر فيها الهرمونات الأخرى، إذ يمكن للثدييات إنتاجه من خلال التعرض لأشعة الشمس كما هو معروف.
وتقول الموسوعة الحرة في هذا المجال: «على الرغم من أن فيتامين (د) يسمى فيتاميناً، إلا أنه ليس بالفيتامين الغذائي الأساسي بالمعنى الدقيق، حيث إنه يمكن تصنيعه بكميات كافية من أشعة الشمس عند جميع الثدييات. فهو يعد مركباً كيميائياً عضوياً (أو مجموعة من المركبات ذات الصلة) ويسمى فيتامين من الناحية العلمية فقط عند عدم استطاعة توليفه بكميات كافية من قبل الكائن الحي، وبهذه الحالة يجب الحصول عليه من النظام الغذائي».
كما أن هناك عدة أشكال من فيتامين «د» أهمها فيتامين «د2» (إركوكالسيفرول) وفيتامين «د3» (كوليكالسيفيرول)، وتشير الدراسات الطبية الحديثة إلى أن الأخير أكثر فاعلية من الأول في تعزيز مخزون فيتامين «د» الطبيعي.
ويُفترض أن يمر فيتامين «د» بتغييرات في الكبد والكلى قبل أن يكون جاهزاً وظيفياً. ومن الوظائف الرئيسية والمهمة التي يقوم بها هذا الهرمون في الجسم، التخفيف أولاً من شدة الالتهابات، والمساعدة على امتصاص الكالسيوم، وتعديل مستوياته ومستويات الفوسفات، وتعزيز نمو العظام والخلايا أيضاً، وجميعها من الأمور الحيوية والضرورية لصحة جيدة. ومن وظائفه المهمة أيضاً، التأثير في عمليّة نسخ الجينات، إذ يؤثر كما يبدو في أكثر من 50 جيناً من ضمنها جين البروتين الرابط للكالسيوم.
تشير المعلومات المتوفرة إلى أن 40% من الأميركيين يعانون من نقص فيتامين «د». وتعود أسباب النقص في فيتامين «د» عند بعض الناس عادةً إلى: ارتفاع الوزن أو السمنة، كما أن ارتفاع معدل الدهون يسهم في سحب الفيتامين من الدم، كذلك أمراض الكبد والفشل الكلوي، ومشكلات الجهاز الهضمي وعجز الجسم عن امتصاص المطلوب من الغذاء، أضف إلى ذلك التقدم في العمر وسوء التغذية، والأهم من كل شيء هو عدم التعرض لأشعة الشمس لأسباب كثيرة.
وقد كشفت الدراسات الطبية الأخيرة في عدد من البلدان وعلى رأسها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا، أن أعراض نقص فيتامين «د» كثيرة وتختلف باختلاف العمر، ومنها ما هو واضح ومباشر ومنها ما هو غير واضح يصعب تشخيصه.
ومن هذه العوارض المهمة والكثيرة بعض أمراض السرطان، مثل سرطانات البروستات والثدي والمبيض والقولون. ومع هذا فإن فيتامين «د» يمنع أيضاً النمو غير الطبيعي للخلايا مخفّضاً مما يحد من خطر الإصابة بالسرطان.
كما يمكن أن يؤدي النقص في الفيتامين إلى إضعاف جهاز المناعة عند الفرد وبالتحديد أمراض المناعة الذاتية مثل مرض السكري من النوع الأول، وأمراض الأمعاء الالتهابية وأمراض الروماتيزم، فضلاً عن مشكلات للبشرة والأمراض الجلدية مثل الصدفية والبهاق ومرض الخرف. ومن شأن تراجع جهاز المناعة، رفع احتمالات العدوى في الجسم والالتهابات في الجهاز التنفسي.
النقص في فيتامين «د»، يؤدي إلى مرض الكساح عند الأطفال بسبب عدم حصولهم على ما يكفي من الكالسيوم المطلوب. وعند كبار السن يؤدي هذا النقص إلى تخلخل العظام وأضرار في عظم العمود الفقري وانحناء الجسم والضعف والوهن في العضلات بشكل عام. كما وجدت الدراسات الأخيرة أن النقص هذا قد يؤدي إلى إصابة الأفراد بالانفعال والاكتئاب، والعكس صحيح، أضف إلى ذلك إمكان تساقط شعر الأفراد لأن وظائف هذا الفيتامين تقوية نمو بصيلات الشعر.
زيادة الإصابة بالربو: لنقص فيتامين «د» ارتباط مع حالات الربو الشديد عند الأطفال. والأهم من هذا أن النقص قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وبالتالي مخاطر على القلب، وتراكم الدهون والإصابة بالسمنة، والشعور بالنعاس والنوم لوقت طويل، بالإضافة إلى الإفراط في إفراز الجسم للعرق.
> ما المواد أو الأطعمة التي يمكن تناولها لزيادة معدلات فيتامين «د» في الجسم بالإضافة إلى التعرض إلى أشعة الشمس؟
الجبن، خصوصاً جبن الريكوتا، ويعد الجبن من أهم 5 مصادر من مصادر فيتامين «د» - صفار البيض - لحم البقر أو كبد البقر - دقيق الشوفان - التوفو المعزز - إفطار الحبوب - عصير البرتقال - كل أنواع الحليب واللبن وعلى رأسها حليب اللوز وحليب الصويا الذي يعد أيضاً مصدراً مهماً من مصادر فيتامين «د» والحديد وفيتامين سي. وينصح الأطباء في هذا الإطار بتناول المهلبية المصنوعة من الحليب - الفطر خصوصا فطر الشيتاكي الياباني المعروف - السمك المعلب خصوصاً التونا، ويفضل هنا التونا الطازج لأن التونا المعلب يحمل معه مخاطر امتصاص الزئبق - سمك السلمون وسمك الاسقمري وسمك السردين وسمك الهلبوط وسمك أبوسيف وكل الأسماك البرية المدهنة أو الغنية بالزيوت. هذه الأنواع من الأسماك تعد من أهم مصادر فيتامين «د». ويفضل ألا تكون الأسماك من المزارع بل برية لأنها تحتوي على كمية أكبر من فيتامين «د». ومن الحيوانات البحرية الأخرى التي تساعد على محاربة نقص الفيتامين «د» الكافيار، وكبد سمك القد، والمحار، والقريدس.


مقالات ذات صلة

كيف أصبح البرغر رمز الولايات المتحدة الأميركية؟

مذاقات البرغر اللذيذ يعتمد على جودة نوعية اللحم (شاترستوك)

كيف أصبح البرغر رمز الولايات المتحدة الأميركية؟

البرغر ليس أميركياً بالأصل، بل تعود أصوله إلى أوروبا، وبالتحديد إلى ألمانيا.

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات الشيف دواش يرى أنه لا يحق للبلوغرز إعطاء آرائهم من دون خلفية علمية (انستغرام)

من يخول بلوغرز الطعام إدلاء ملاحظاتهم السلبية والإيجابية؟

فوضى عارمة تجتاح وسائل التواصل التي تعجّ بأشخاصٍ يدّعون المعرفة من دون أسس علمية، فيطلّون عبر الـ«تيك توك» و«إنستغرام» في منشورات إلكترونية ينتقدون أو ينصحون...

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات إبراهيم محمد حاول التكيُّف مع ارتفاع أسعار القصب الخام (الشرق الأوسط)

عصير القصب... مشروب شعبي في مصر يعاني «مرارة» الغلاء

يُعَدّ قصب السكر غنياً بالنوع الجيّد من الكربوهيدرات والبروتين والحديد والبوتاسيوم، والمواد المغذّية الأساسية الأخرى التي تجعل منه مشروب طاقة مثالياً.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
مذاقات الحواوشي حافظ على جودته وصموده بسعر مناسب لسنوات طويلة (حواوشي الرفاعي)

«الحواوشي» يتكيّف مع الغلاء في مصر

«لحمة وعليها خلطة خاصة»؛ جملة سينمائية وردت على لسان بطل فيلم «خلي الدماغ صاحي»، الفنان المصري مصطفى شعبان، مُحدثاً بها مرافقه «العفريت»

محمد عجم (القاهرة)
يوميات الشرق الشيف المصرية أميرة حسن (الشرق الأوسط)

الشيف أميرة حسن تجمع أطباق السعودية ومصر بـ«الحب»

منذ طفولتها ارتبطت شيف أميرة حسن، بالمطبخ الشرقي عامةً. فما بين مولدها ونشأتها في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى إرثها الغذائي القادم من موطن أبيها.

نادية عبد الحليم (القاهرة)

عصير القصب... مشروب شعبي في مصر يعاني «مرارة» الغلاء

إبراهيم محمد حاول التكيُّف مع ارتفاع أسعار القصب الخام (الشرق الأوسط)
إبراهيم محمد حاول التكيُّف مع ارتفاع أسعار القصب الخام (الشرق الأوسط)
TT

عصير القصب... مشروب شعبي في مصر يعاني «مرارة» الغلاء

إبراهيم محمد حاول التكيُّف مع ارتفاع أسعار القصب الخام (الشرق الأوسط)
إبراهيم محمد حاول التكيُّف مع ارتفاع أسعار القصب الخام (الشرق الأوسط)

على ناصية واسعة من شارع العشرين المكتظّ بالمصريين والسودانيين بالجيزة (غرب القاهرة)، وقف محمود السيد (41 عاماً) داخل محل العصير مُمسكاً بأعواد القصب، ويدفعها بقوة نحو المعصرة، ليستقرّ العصير في إناء يُفرَّغ في آخَر بعد التصفية من الشوائب ليكون سائغاً للشاربين.

أمامه، وقف بعض الظمأى، وقد شَخَصت أبصارهم نحو العصير المُصفَّى الذي يرفعه إلى أعلى درجة بيده اليمنى، قبل أن ينهمر مثل شلال عذب إلى الأكواب المتراصّة في خفة معهودة لا يقدر عليها إلا العاملون في مثل هذه المحالّ.

شرب الزبائن العطشى العصير بلهفة وشوق، ومع أول تمهُّل بدَت على وجوههم علامات الانتشاء، مُتمتِمين: «الله»، بصوت غير مسموع، للتعبير عن لذته ومذاقه الحلو، غير أنّ حلاوة العصير هذه تأثّرت بمرارة الغلاء التي ضربت جميع السلع والخدمات في مصر جرّاء تدهور الجنيه أمام الدولار وارتفاع نسبة التضخّم.

ويُبرّر محمود ارتفاع أسعار عصير القصب قائلاً: «كنا نشتري العام الماضي لبشة القصب بـ10 جنيهات، وحالياً نشتريها بأكثر من 30 جنيهاً (الدولار الأميركي يعادل 48 جنيهاً مصرياً)»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أنّ ارتفاع سعر القصب في المزارع ليس السبب الوحيد وراء ارتفاع كوب العصير، بل أدّى ارتفاع سعر الوقود إلى رفع تكلفة النقل من جنوب البلاد حيث تكثُر زراعة القصب، إلى المحافظات الشمالية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الكهرباء والمياه والمواد البلاستيكية وأجرة العمال»، مؤكداً أنّ «أصحاب محالّ عصير القصب اضطرّوا تحت ضغط الغلاء إلى رفع سعره».

محل لبيع عصير القصب في الجيزة (الشرق الأوسط)

وارتفع سعر طنّ القصب في العام الحالي إلى مستويات قياسية؛ حيث قفز من 1500 جنيه للطنّ إلى أكثر من 4 آلاف جنيه في السوق، ما دفع كثيراً من المزارعين لزراعته مجدّداً، وأمام زيادات أسعار القصب المورَّد إلى محالّ العصير، حاولت الحكومة رفع سعره من 1100 جنيه إلى 2500 لهذا العام؛ لتوريده إلى مصانع السكر جنوب البلاد.

وبملامحها القمحية ووجهها الطفولي، دلفت آية محمود إلى محل عصير في شارع «الملك فيصل» بالجيزة، لدى عودتها من العمل في نهار صيفي حارّ، لتشتري كيسين من العصير من أصغر فئة (10 جنيهات)، تقول لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أشهُر كنتُ أشتري بمبلغ 20 جنيهاً 4 أكياس لي ولابنتَيّ وزوجي، لكن بسبب ارتفاع الأسعار أكتفي بإعطاء كيس واحد للابنتين تتشاركان فيه شرب العصير المحبَّب لقلوبنا»، مشيرةً إلى أنّ «لعصير القصب مذاقاً غير عادي، ويصعب تعويضه بأي مشروب آخر، طبيعي ويحتوي مواد كثيرة مفيدة، خصوصاً في الصيف».

عصير القصب مشروب محبَّب للمصريين (الشرق الأوسط)

ويُعَدّ قصب السكر غنياً بالنوع الجيّد من الكربوهيدرات، والبروتين والحديد والبوتاسيوم، والمواد المغذّية الأساسية الأخرى التي تجعل منه مشروب طاقة مثالياً، خصوصاً في الصيف؛ حيث يساعد كوب بارد منه في مقاومة الجفاف والتعب، وفق موقع وتطبيق «الطبي».

ويساعد أيضاً في حماية الكبد من الالتهابات؛ لاحتوائه على المواد المضادّة للأكسدة التي تحميه من العدوى، وتساعد في السيطرة على مستويات البيليروبين، كما يساعد في علاج التهابات المسالك البولية وحصى الكلى، ويحسّن حركة الأمعاء، ويخفّف الإمساك، وفق تقرير «الطبي».

أسعار العصير تتفاوت وفق كل منطقة (الشرق الأوسط)

في المقابل، يحذّر أطباء مصريون من تناول القصب من دون التأكُّد من نظافته ونظافة العصَّارة؛ إذ تحتوي بعض أعواده، وفق خبير التغذية الدكتور مجدي نزيه، على سموم فطرية بين أغلفته، لكن مصريين، من بينهم أحمد عبد الفتاح، 36 سنة، يعمل مندوب مبيعات في القاهرة، لا يعبأ بتلك التحذيرات: «سيبها على الله... منذ صغرنا ونحن نشرب عصير القصب ولم نُصَب بمكروه، هو مشروب طبيعي يردّ الروح، خصوصاً في أيام الصيف شديدة الحرارة».

محالّ العصير منتشرة بشكل لافت في جميع أنحاء مصر (الشرق الأوسط)

وتتفاوت أسعار عصير القصب في مصر وفق كل منطقة، فبينما يبلغ سعر أقل كوب عصير في المناطق الراقية 15 جنيهاً، يبلغ في المناطق الشعبية سعر أقل كوب عصير 10 جنيهات، لكن إبراهيم محمد، صاحب محل عصير قصب على ناصية بداية شارع ترعة عبد العال 1 في الجيزة، حاول التكيُّف مع موجة الغلاء، وأدخل نوعاً صغيراً من الأكواب للخدمة لبيعه بسعر 7 جنيهات فقط، مُتيحاً الفرصة لمحبّي هذا المشروب من أبناء الطبقة المتوسّطة ليشربوه.

وعلى غرار محلات البقالة والصيدليات ومتاجر بيع إكسسوارات أجهزة الهواتف المحمولة، تنتشر محالّ عصير القصب في جميع أرجاء البلاد على مسافات متقاربة، خصوصاً في الأحياء الشعبية. وإلى جانب عصير القصب تبيع هذه المحالّ مشروبات أخرى، من بينها المانغو والبرتقال والفراولة والتمر هندي والسوبيا، ويُعدّ عصير المانغو الأغلى بينها جميعاً.

إبراهيم محمد حاول التكيُّف مع ارتفاع أسعار القصب الخام (الشرق الأوسط)

ووفق إبراهيم وآخرين، فإنّ «كوب العصير الذي كان يُباع العام الماضي بـ7 جنيهات، بات سعره حالياً 20 جنيهاً، والكوب الذي بلغ سعره 6 جنيهات أصبح يباع بـ10»، مؤكداً «تراجع الإقبال على عصير المصريين المفضّل بسبب ارتفاع أسعاره بالآونة الأخيرة».

وتشهد مصر موجة كبيرة من ارتفاعات السلع الغذائية والخضراوات، من بينها الطماطم التي وصل سعرها في بعض المناطق إلى أكثر من 40 جنيهاً للكيلو؛ ما دعا رئيس الوزراء إلى تفسير سبب الأزمة، قائلاً إنها «تعود لتَضرُّر كميات كبيرة من إنتاجية محصول الطماطم بسبب ارتفاع درجات الحرارة»، كما تشهد البلاد ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار المواصلات العامة والكهرباء والاتصالات.

جانب من عملية توريد محصول القصب في صعيد مصر (الشرق الأوسط)

وتواجه زراعة قصب السكر في مصر تحدّيات كبيرة، من بينها ارتفاع أسعار الأسمدة ومشكلات الريّ، وارتفاع أجرة العمالة.

ووفق آخر إحصاء للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء حول إنتاج مصر من القصب الذي يعود إلى عام 2019، فإنّ الإنتاج الكلّي منه بلغ 15.91 مليون طن، ولا إحصائيات بشأن استهلاك محالّ العصير.