استطلاع: رجال الأعمال الروس يرون الاقتصاد الوطني في «وضع كارثي»

البنك الدولي يخفض توقعاته لنمو الاقتصاد الروسي في 2018

TT

استطلاع: رجال الأعمال الروس يرون الاقتصاد الوطني في «وضع كارثي»

لا يتفق غالبية رجال الأعمال الروس مع التقديرات الرسمية لحال الاقتصاد الروسي، ويرون أنه «إشكالي»، أي يعاني من الكثير من المشكلات، أو أنه في وضع «كارثي». هذا ما كشفته نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز عموم روسيا لاستطلاع الرأي العام، المعروف اختصاراً باسم «فتسيوم». وينوي بوريس تيتوف، مفوض حقوق قطاع الأعمال لدى الرئاسة الروسية، إضافة النتائج التي خلص إليها استطلاع الرأي، إلى تقرير سنوي سيقدمه خلال أيام للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويعرض فيه حال قطاع الأعمال والمشكلات التي يعاني منها، والعراقيل التي تحول دون تطوره ونموه.
وتتزامن الرؤية الخاصة برجال الأعمال مع نتائج دولية هامة، إذ خفض البنك الدولي يوم الأربعاء توقعاته لنمو الاقتصاد الروسي في 2018 من 1.7 في المائة إلى 1.5 في المائة، وحذر من آفاق النمو الاقتصادي في السنوات القادمة تبقى متواضعة.
وقال البنك في تقرير دوري إنه يتوقع أن ينمو اقتصاد روسيا في نطاق من 1.5 في المائة إلى 1.8 في المائة سنويا في الفترة من 2018 إلى 2020. لكن البنك قال إن هذه التوقعات قد يجري تعديلها في الأجل القصير بسبب التغيرات في أسعار النفط، أهم صادرات روسيا... كما أشار إلى أن «أسعار النفط المرتفعة نسبيا واستمرار الزخم في النمو الاقتصادي العالمي واستقرار الاقتصاد الكلي، كلها عوامل ستدعم النمو».
وداخليا، كان مركز «فتسيوم» أجرى خلال شهر مايو (أيار) الحالي استطلاعا للرأي وسط ممثلي قطاعي الأعمال المتوسطة والصغيرة، بطلب من بوريس تيتوف المفوض الرئاسي لحقوق الاستثمار. وأشار المركز على موقعه الرسمي إلى أن استطلاع الرأي شمل بصورة خاصة أصحاب ومدراء الشركات الروسية، الذين أجابوا على جملة أسئلة حول موضوع «تطور البيزنس، واستئناف النمو الاقتصادي».
ولدى سؤالهم عن تقديرهم للوضع الراهن للاقتصاد الروسي، قال 76 في المائة من رجال الأعمال الروس إنه «إشكالي»، أو «يعيش حالة كارثية»، بينما عبر 21 في المائة فقط من قطاعي الأعمال الصغيرة والمتوسطة عن اعتقادهم بأن الوضع الراهن للاقتصاد الروسي يمكن تقديره على أنه «إيجابي» أو «مستقر». وكانت نسبة الذين عبروا عن تقديرات إيجابية لوضع الاقتصاد الروسي أعلى بين ممثلي قطاع الأعمال الكبرى، وقال 26 في المائة منهم إن الاقتصاد الروسي مستقر حاليا ووضعه جيد.
ضمن هذه التقديرات السلبية، عبر جزء من رجال الأعمال الروس عن تفاؤلهم بالمستقبل، وقال 53 في المائة إن دينامية النمو الاقتصادي خلال السنوات المقبلة ستكون إيجابية. وعبر 45 في المائة عن اعتقادهم بأن أعمالهم ستتطور بنشاط خلال السنوات الثلاث القادمة. وعلى الجانب الآخر كانت هناك تقديرات سلبية لما سيحمله المستقبل، وعبر 23 في المائة من رجال الأعمال عن خشيتهم من أن يضطروا خلال الفترة ذاتها من إغلاق شركاتهم أو أن ينتهي نشاطهم التجاري.
أما العوامل التي تعرقل في الفترة الحالية نمو نشاط قطاع الأعمال الروسي، فقد قال المشاركون في استطلاع الرأي إنها تعود بالدرجة الأولى إلى عدم وضوح الوضع الاقتصادي، والأعباء الضريبية، وتراجع الطلب في السوق المحلية. وفي سياق متصل أحال 63 في المائة من مدراء الشركات سوء الوضع في شركاتهم وأعمالهم إلى وضع الاقتصاد الروسي في هذه المرحلة. ولم يزد عدد الذين أكدوا أن أعمالهم تتحسن ضمن الظروف الحالية عن 12 في المائة.
وكشف استطلاع الرأي عن نمو الاستياء في أوساط قطاع الأعمال من التدابير الحكومية الخاصة باستئناف النمو الاقتصادي، وقال 69 في المائة إن تلك التدابير غير فعالة، علما أن 64 في المائة فقط عبر عن وجهة نظر مماثلة في استطلاع للرأي أجري عام 2017. وبشكل عام تراجعت نسبة أصحاب ومدراء الشركات الذين قيموا إيجابياً الأداء الحكومي، من 32 في المائة العام الماضي، حتى 25 في المائة العام الحالي. وفي السياق ذاته رأى 41 في المائة أن الحكومة لا تملك اليوم خطة استراتيجية لاستئناف النمو الاقتصادي، وقال 33 في المائة إن الحكومة لديها خطة لكن لا يمكن وصفها بأنها خطة فعالة. ورأى 16 في المائة فقط أن الحكومة لديها خطة فعالة لضمان النمو الاقتصادي.
ويشير غالبية الخبراء إلى أن الخروج من هذا الوضع يكون عبر حزمة تدابير تحقق النمو الاقتصادي، وبالنسبة لاستئناف النمو الاقتصادي لقطاع الأعمال، يرى مدراء الشركات أنه هناك تدابير ذات أولوية يجب على الحكومة اتخاذها، وهي: تحسين المستوى المعيشي للمواطنين، وتبني إصلاحات ضريبية، وتحفيز النمو الاقتصادي في البلاد بشكل عام، وتقييد أسعار خدمات البنى التحتية والاحتكارات في مجال المواد الخام. وتتقاطع رؤية رجال الأعمال مع الاستراتيجية التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وركز فيها بالدرجة الأولى على ضرورة تحسين المستوى المعيشي للمواطنين. إلا أن تقديرات قطاع الأعمال للوضع الراهن الذي يمر به الاقتصاد الروسي تختلف كلياً عن التقديرات الرسمية. وكان بوتين وكذلك رئيس الحكومة ديمتري ميدفيديف أكدا في تصريحات سابقة أن الاقتصاد الروسي مستقر ودخل مرحلة النمو.



مصر تحصل على تسهيل قرض مشترك بملياري دولار

رجل ينقل الخبز على دراجة في أحد شوارع العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
رجل ينقل الخبز على دراجة في أحد شوارع العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
TT

مصر تحصل على تسهيل قرض مشترك بملياري دولار

رجل ينقل الخبز على دراجة في أحد شوارع العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
رجل ينقل الخبز على دراجة في أحد شوارع العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

أظهرت بيانات إعلامية، يوم الجمعة، أن وزارة المالية المصرية وقَّعت تسهيل قرض مشترك بقيمة مليارَي دولار.

ويتماشى تسهيل القرض المشترك مع استراتيجية مصر لتنويع مصادر التمويل، من خلال سوق القروض المشتركة الدولية والإقليمية. وسيتم استخدام حصيلة التسهيل في المقام الأول لتمويل المتطلبات المالية للخزانة العامة للدولة ودعمها في الحفاظ على مسارها الاقتصادي القوي في ظل تحديات وتقلبات الأسواق العالمية، مع الحفاظ على المسار النزولي للدين، حيث يأتي هذا التسهيل بعد التسوية الكاملة الناجحة لتسهيل القرض المشترك بقيمة 3 مليارات دولار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

وعملت شركة «الإمارات دبي الوطني كابيتال» المحدودة، ذراع الخدمات المصرفية الاستثمارية لبنك «الإمارات دبي الوطني»، مع بنك «ستاندرد تشارترد» منسقَين عالميَّين ومنظمَين رئيسيَّين مفوضَين أوليَّين ومديرَي اكتتاب، حيث قام كل منهما بالعمل بشكل فردي، والتنسيق الجماعي في تحقيق هذه الأدوار.

وتمت تغطية القرض بأكثر من 2.5 مرة، من خلال مجموعة من البنوك والمؤسسات المالية الدولية والإقليمية، بما يؤكد نجاح الصفقة وثقة المستثمرين الإقليميين والدوليين القوية في الاقتصاد المصري، وكذلك الجدارة الائتمانية المرتفعة لمصر.

وعلق أحمد كجوك، وزير المالية المصري، قائلاً: «نحن نفتخر بالاهتمام الذي حظينا به من البنوك الإقليمية والدولية في هذا التمويل المشترك... وهذا القرض بقيمة مليارَي دولار، وهو ما يؤكد قوة ومرونة الاقتصاد المصري وثقة المستثمرين في الإصلاحات الاقتصادية». وأضاف كجوك أن مصر «تواصل تنويع مصادر تمويلها، وذلك ضمن خطة مالية منضبطة للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والاستدامة المالية واستدامة الدين. وقد أظهر بنكا (الإمارات دبي الوطني) و(ستاندرد تشارترد) خبرة استثنائية في إتمام هذه الصفقة بنجاح».

وعلق هيتيش أساربوتا، الرئيس التنفيذي لـ«الإمارات دبي الوطني كابيتال»، قائلاً: «يسلط نجاح إصدار هذا التمويل الضوء على مكانة مصر القوية بين الأسواق الناشئة، والثقة المتزايدة للمستثمرين من الدول الأخرى في مستقبلها الاقتصادي».

وتعليقاً على الإصدار، قال محمد جاد، الرئيس التنفيذي لبنك «ستاندرد تشارترد - مصر»: «بعد إطلاق عملياتنا في مصر، يسعدنا أن نكون جزءاً من هذه الصفقة التاريخية. وبوصفها أكبر وأكثر الأسواق الناشئة تنوعاً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تتمتع مصر بأهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لبنك (ستاندرد تشارترد)، ويدعم هذا الإصدار الناجح التزامنا تجاه الدولة، ويتماشى مع جهودنا لتعزيز نمو الاقتصاد المصري، مع تحقيق الأهداف الموضحة في (رؤية مصر 2030)».

ويأتي القرض الجديد، بعد يوم واحد من تأكيد وزير المالية المصري عدم تجاوز إصدارات الدين الدولية 4 مليارات دولار خلال السنة المالية 2024 - 2025، وذلك خلال حديثه مع قناة «الشرق بلومبرغ» على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

وشدَّد كجوك على مسألة تنويع طبيعة الإصدارات الدولية التي ستكون «غالبيتها مقومة بالدولار»، عادّاً أنها في صلب استراتيجية البلاد، مشيراً إلى أن البلاد تبحث أيضاً في إصدار صكوك، نظراً إلى أنها «شهدت نجاحاً، وكانت من أدوات التمويل التي أظهرت صلابة خلال الفترات الماضية كلها».