هيفاء المنصور تعرض أميركياً

> اليوم، الجمعة، تبدأ، في الولايات المتحدة، عروض فيلم حققته مخرجة رائدة في وطنها. فبعد عام ونيف من انتهاء تصويره ينطلق فيلم «ماري شيلي» حول الكاتبة التي ابتدعت رواية فرنكنستين التي حولتها السينما إلى مئات الأفلام. الفيلم من إخراج هيفاء المنصور.
> فيلم هيفاء المنصور الأول، «وجدة» لمس قلوب كثيرين. معظمهم من الذين رأوا في الفيلم موقفاً يمهد لما تحققه المملكة الآن من تقدّم في المجالات النسوية في سعيها لبناء مجتمع يؤمه التساوي ونبذ تقاليد كانت تحول دون قيام المرأة السعودية بأداء دورها الاجتماعي المنتظر منها.
> لم يكن الفيلم السعودي الأول، كما أشاعت بعض المواقع الأجنبية، لكنه كان الفيلم الروائي الطويل الأول لمخرجة أحبت السينما. درستها. أنجزتها. لكن من انتظر فيلماً آخر عن موضوع المرأة السعودية وجد أن ما في بال المخرجة يختلف تماماً. ماري شيللي كاتبة بريطانية عاشت حياة ثقافية واجتماعية مختلفة، ولا تمت بأي صلة لتقاليد المجتمع في أي مكان آخر حول الأرض. ما الذي، يمكن السؤال، الذي دفع المخرجة السعودية للاهتمام بها؟
> الاختيار لم يكن من عندها. هي تسلمت سيناريو الفيلم لأنها اختيرت له. حين وافقت عليه بات المشروع من اختيارها وأمّـته بكل رغبة ممكنة في تحقيق شيء عالمي مختلف النبرة والموضوع وحسناً فعلت.
> «ماري شيللي»، الذي عُـرض قبل نحو شهر في مهرجان ترايبيكا في نيويورك، يدور حول حقبة عاطفية من حياة الكاتبة. مصنوع بمهارة فنية مفاجئة، ولو أن رسم الشخصيات لا يتمتع بالعمق كذلك الأحداث وما تكشفه الوقائع العاطفية. أشبه بتمرين على معالجة موضوعات بسرد جماهيري عريض ومن منظور غربي بالكامل.
> على ذلك، هو أيضاً وثبة كبيرة. مخرجة من السعودية تترجم حياة كاتبة بريطانية من العهد الفيكتوري إلى الشاشة. ما عرضته وما آثرت عدم الاهتمام به يعود إلى اختيارات مختلفة قد يكون لها نصيب فيه أو قد يعود إلى أن الشركة المنتجة (BFI Film Fund) أرادته ذلك. في كل الأحوال هو بلورة لمرحلة تعيشها المخرجة.
> وهو ليس فيلماً سيتهافت عليه الجمهور حتماً، أيما عرض. وبعض النقاد سيفضل فيلمها الأول لكونها اخترقت جداراً عبره. لكن ذلك لا يمنع من القول: مبروك هيفاء.