«موسم الانتقالات الحزبية» في مصر يصطدم بقانون مجلس النواب

يمنع تغيير النائب لصفته بعد انتخابه

جانب من صلاة التراويح في الجامع الأزهر بالقاهرة (رويترز)
جانب من صلاة التراويح في الجامع الأزهر بالقاهرة (رويترز)
TT

«موسم الانتقالات الحزبية» في مصر يصطدم بقانون مجلس النواب

جانب من صلاة التراويح في الجامع الأزهر بالقاهرة (رويترز)
جانب من صلاة التراويح في الجامع الأزهر بالقاهرة (رويترز)

رغم المساعي الحثيثة التي يبذلها نواب في البرلمان المصري، وقيادات حزبية للانتقال إلى صفوف حزب «مستقبل وطن»، الآخذ في استقطاب المزيد من الأعضاء، إلا أن هذه الموجة، التي باتت أقرب إلى «موسم الانتقالات الحزبية»، تواجه عقبة «المادة السادسة» من قانون مجلس النواب، لأنها تحظر تغيير الصفة التي يُنتخب عضو البرلمان على أساسها.
وخلال اليومين الماضيين، تقدم حسام الخولي، نائب رئيس حزب «الوفد»، باستقالته من موقعه التنظيمي، وكذلك من الحزب لينضم إلى صفوف «مستقبل وطن»، كما استقال رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، النائب علاء عابد، وعدد من نواب «المصريين الأحرار» من الحزب، ويرجح على نطاق واسع انضمامهم إلى حزب «مستقبل وطن».
وتنص المادة السادسة من قانون مجلس النواب على أنه «يشترط لاستمرار العضوية بمجلس النواب أن يظل العضو محتفظاً بالصفة، التي تم انتخابه على أساسها، وإن فقد هذه الصفة، أو غيّر انتماءه الحزبي المنتخَب على أساسه، أو أصبح مستقلاً، أو صار المستقل حزبياً، تسقط عنه العضوية بقرار من مجلس النواب بأغلبية ثلثي أعضاء المجلس».
ويقول إيهاب الخولي، عضو لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية في البرلمان، لـ«الشرق الأوسط» إن «اشتراط أغلبية الثلثين لإسقاط العضوية هو الأساس الذي يمكن من خلاله تمرير مسألة انضمام أعضاء بالمجلس إلى أحزاب جديدة، بخلاف التي تم انتخابهم أثناء عضويتهم فيها»، وشرح ذلك بالقول إنه «في حال لم يوافق ثلثا الأعضاء فلن يكون هناك تأثير على مسألة الانتقال لحزب آخر على عضوية النائب في البرلمان».
وأشار الخولي إلى أن هناك سوابق شهدها البرلمان في حالتي النائبين عماد جاد، ومي محمود، اللذين تم فصلهما من حزب «المصريين الأحرار»، غير أنهما لم يفقدا عضوية البرلمان.
ويضم البرلمان المصري أكثر من 590 نائباً، وتقترب نسبة المستقلين بينهم من 60 في المائة، والبقية للحزبيين الذين يتقدمهم حزب «المصريين الأحرار»، ويحوز 65 مقعداً، ويأتي في المرتبة الثانية حزب «مستقبل وطن» (64 مقعداً)، فيما يمثل حزب الوفد في البرلمان 36 مقعداً.
وأضاف الخولي أنه في حال تمكن «مستقبل وطن» من الحصول على عضوية ثلث أعضاء البرلمان فإنه سيمتلك «ثلثا معطلا»، يحول دون إسقاط العضوية عن نوابه الجدد. ويبدو أن الانتباه للمادة السادسة كان محل انتباه من رئيس مجلس النواب، علي عبد العال، الذي كلف لجنة الشؤون التشريعية والدستورية في 6 من مايو (أيار) الجاري، بالبدء في إجراء تعديلات على قانون مجلس النواب، ورغم أن رئيس المجلس لم يحدد المواد، التي ستتم دراستها لتعديلها بقانون البرلمان، فإنه ترك الباب مفتوحاً أمام تعديلات واسعة، وقال حينها: «أنا على ثقة كبيرة بأن اللجنة التشريعية والدستورية ستدخل تعديلات تدعم الحياة السياسية، وترسخ الممارسة الديمقراطية».
من جهته، قال نبيل الجمل، وكيل لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية، لـ«الشرق الأوسط» إن «المجلس لم يبدأ في أي إرجاء يتعلق بتعديل قانون البرلمان، ومع الأخذ في الاعتبار أن شرط إسقاط العضوية هو موافقة الثلثين من أعضاء المجلس، إلا أنه يمكن ألا يتقدم صاحب المصلحة (الحزب) بطلب لإسقاط العضوية، وبالتالي لا يتم اللجوء لخطوة إسقاط العضوية».
وتبدو الأحزاب المصرية مقبلة على مشهد جديد يدور في أغلبه حول الاندماج، خاصة مع تكرار دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الإقدام على الخطوة، إذ أعرب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عن تطلعه لتبني وسائل الإعلام الدعوة لدمج «100 حزب في 10 أو 15 حزباً ليقووا، وتقوى الأحزاب السياسية»، ثم عاد في مارس (آذار) الماضي ليبدي ضيقاً من امتناع الأحزاب عن تقديم مرشحين في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد قبل شهرين تقريباً. من جانبه، قال بهاء محمود، الباحث بمركز الأهرام للدراسات والاستراتيجية، لـ«الشرق الأوسط»، إن الغرض الأساسي من الحظر الذي تم فرضه للمرة الأولى عام 2014 على انتقال النواب البرلمانيين بين الأحزاب، كان يهدف بالدرجة الأولى إلى «خلق حالة من الاستقرار الحزبي والبرلماني، وألا يتم اللجوء إلى ظاهرة ما بات يعرف بـ(شراء النواب) بغرض تشكيل كتلة برلمانية قوية».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.