زيدان: ريـال مدريد متعطش أكثر من أي وقت مضى لإحراز دوري الأبطال

أكد المدرب الفرنسي زين الدين زيدان أن فريقه ريـال مدريد الإسباني متعطش أكثر من أي وقت مضى لإحراز لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، رغم تتويجه بالبطولة 3 مرات في الأعوام الأربعة الماضية.
ويسعى ريـال إلى تحقيق إنجاز بإحراز اللقب للمرة الثالثة على التوالي، وذلك عندما يلاقي ليفربول الإنجليزي في النهائي السبت المقبل في العاصمة الأوكرانية كييف. ولم يسبق لأي فريق أن أحرز لقب المسابقة بصيغتها الحالية (بدءا من 1992 - 1993) 3 مرات تواليا، علما بأن هذا الإنجاز حققه ريـال نفسه في الصيغة السابقة (5 مرات بين 1956 و1960)، وآياكس أمستردام الهولندي (3 مرات بين 1971 و1973)، ومثله بايرن ميونيخ الألماني (بين 1974 و1976). ويحمل النادي الملكي الإسباني الرقم القياسي لعدد الألقاب برصيد 12 لقبا، وتوج في 2014 و2016 على حساب جاره أتليتكو مدريد، وفي 2017 بتغلبه على يوفنتوس الإيطالي، بينما يخوض ليفربول المتوج بخمسة ألقاب، النهائي الأول له منذ عام 2007. وقال زيدان في مؤتمر صحافي بالعاصمة الإسبانية أمس: «نمتلك وسنظل نمتلك الشغف ذاته، نتمتع بالرغبة نفسها التي تعترينا دائما، لا يمكن لأحد أن يقول إن نهمنا لحصد الألقاب أقل من غيرنا». وأضاف: «نحن ريـال مدريد، دائما نرغب في المزيد، وسنبذل كل شيء من أجل أن نظهر في المباراة بالشكل الأفضل». ونفى زيدان بشكل قاطع التكهنات التي ثارت في الأيام الأخيرة وتحدثت عن أن اللقبين الأخيرين لريـال مدريد في دوري أبطال أوروبا ساهما في تخفيف حدة رغبة الفريق في تحقيق المزيد. وأضاف: «نحن جاهزون، الخبرة لا تنفع في شيء، علينا أن نظهر أننا نرغب في تحقيق هذا الأمر، كيف يمكنهم أن يقولوا لي إن المنافس لديه نهم أكبر، هذا غير صحيح، لا يمكن لأحد أن يقول لنا إننا أقل حماسا. لا يمكنني الحديث عن منافسينا، لكننا نريد أن نؤكد أن لدينا دائما الحافز ذاته، كما هي الحال دائما، ولا يمكن لأحد أن يقول لنا إننا أقل تعطشا من الآخرين». ويدخل ريـال المباراة في العاصمة الأوكرانية متسلحا بخبرة لاعبيه على الصعيد الأوروبي لا سيما في المراحل الحاسمة، بينما لم يسبق لأي من لاعبي ليفربول الذين يشرف عليهم المدرب الألماني يورغن كلوب، أن بلغ هذه المرحلة. كما يبرز زيدان أيضا على صعيد الإنجازات الشخصية، بعدما نال جائزة الأفضل في العالم 3 مرات لاعبا ومدربا.
وسيكون زيدان أمام فرصة أن يصبح أول مدرب في تاريخ المسابقة الأوروبية يحرز اللقب 3 مرات على التوالي. وتوج الإيطالي كارلو أنشيلوتي باللقب 3 مرات (2003 و2007 مع ميلان الإيطالي، و2014 مع ريـال)، والإنجليزي بوب بيزلي (1977 و1978 و1981 مع ليفربول).
وتابع المدرب الفرنسي: «أمضيت 18 عاما لاعبا داخل غرف تغيير الملابس مع كثير من المدربين واللاعبين، الذين امتلكوا حجم الغرور نفسه مثلي (...). أنا أعرف غرف تبديل الملابس، وأعرف عقل اللاعب، وهذا أمر مهم بالنسبة لي، لكنه ليس الأمر الوحيد».
وأضاف: «لست أفضل مدرب تكتيكي، لكن لدي أمور أخرى؛ شغف ودافع، وهي أمور أكثر أهمية».
ويترقب المتابعون المواجهة في المباراة بين نجم ريـال وأفضل لاعب في العالم 5 مرات البرتغالي كريستيانو رونالدو، ونجم ليفربول المصري محمد صلاح أفضل لاعب وهداف الدوري الإنجليزي هذا الموسم.
وردا على سؤال عما إذا كان يمكن أن يستبدل صلاح برونالدو، اكتفى زيدان بالقول «لا»، عادّاً أن تأثير البرتغالي في مباراة السبت المقبل سيكون «على أقصى درجة ممكنة. هو الأفضل، ولذلك سيكون تأثيره بحده الأقصى».
لم يقدم زيدان أي تفاصيل عن التشكيلة الأساسية التي سيعتمدها في كييف، لكنه نوه بأداء جناحه الويلزي غاريث بيل الذي سجل 5 أهداف في آخر 4 مباريات شارك فيها أساسيا. وقال زيدان: «بيل يلعب بشكل جيد جدا، لقد سجل كثيرا من الأهداف مؤخرا. وليس هذا فقط، بل إن مستواه كان ثابتا جدا. لم يلعب كثيرا، لكنه كان جيدا في المباريات الثلاث الأخيرة التي شارك فيها».
ويستطيع ريـال إحكام قبضته على زعامة البطولة القارية في حال فاز السبت باللقب. وبالكاد يوجد 5 أندية فقط على مستوى العالم تمكنت من الفوز 3 مرات متتالية بكأس أوروبا أو كأس ليبيرتادوريس، وهما اللقبان الأهم عالميا على مستوى الأندية. والأندية الخمسة هي: ريـال مدريد بقيادة النجم ألفريدو ديستيفانو، وآياكس أمستردام بقيادة يوهان كرويف، وبايرن ميونيخ بقيادة فرانز بيكنباور، واستوديانتيس وإندبيندينتي في أميركا الجنوبية.
وإذا ما نجح ريـال مدريد في الفوز بهذا التحدي الكبير فإنه سينصب نفسه ملكا على عرش سجل الأندية الأكبر عالميا عبر التاريخ.
وانتزع ريـال مدريد الريادة بفضل عصره الذهبي بين عامي 1956 و1960 مع نجمه الأبرز في ذلك التوقيت ديستيفانو بالإضافة إلى لاعبين تاريخين آخرين مثل بلاكو خينتو وفيرينز بوشكاش ليفوز بكأس أوروبا للأندية 5 مرات متتالية في الفترة ما بين عامي 1956 و1960.
واضطر العالم لانتظار لمدة عقد كامل لرؤية فريق آخر يتوج بهذا اللقب 3 مرات متتالية، وكان هذا الفريق هو آياكس أمستردام الهولندي الذي فاز بالكأس الأوروبية في الفترة ما بين عامي 1971 و1973 بفضل النجم الأسطوري كرويف ومجموعة من النجوم البارعين أمثال يوهان نيسكينس وجوني ريب ورود كرول وبيت كيز.
وتحت قيادة مدربه الروماني ستيفن كوفاكس، حصد الفريق الهولندي ألقابه الثلاثة وهو يقدم كرة قدم حديثة تعتمد على الدفاع المتقدم وشغل المساحات الفارغة بشكل متناسق والاعتماد الكبير على الأجنحة في شن الهجمات وهو ما وصف حينها بـ«الكرة الشاملة».
وتسلم بايرن ميونيخ الراية من آياكس وفاز بكأس أوروبا للأندية 3 مرات متتالية في 1974 و1975 و1976. وكان فرانز بيكنباور هو نجم ذلك الفريق الذي تمتع بوجود تركيبة فنية وبدنية وفكرية ساهمت في نجاحه ومهدت له الطريق نحو تحقيق هذا الإنجاز الكبير.
وكان أبرز نجوم الفريق في ذلك الوقت بول بريتنر وأولي هونيس وغيرد مولر، وقد ساهمت هذه المجموعة من اللاعبين في إثراء سمعة بايرن ميونيخ على المستوى العالمي.
وفي نهاية العقد التالي، كاد إيه سي ميلان بقيادة أريغو ساكي وكرته المتطورة يعيد الإنجاز ذاته، ولكن انتصاراته توقفت عند حصد لقبين فقط عامي 1989 و1990.
وحلت بطولة دوري أبطال أوروبا بديلا لبطولة الكأس الأوروبية القديمة في موسم 1992 - 1993، وفاز بلقبها الأول أولمبيك مارسيليا الفرنسي ولم يحدث منذ ذلك الحين أن فاز أي فريق باللقب مرتين متتاليتين حتى حقق ريـال مدريد هذا الإنجاز في العام الماضي.
وفي أميركا الجنوبية يمكننا أن نجد أيضا ناديين عملاقين في هذا الشأن؛ أولهما استوديانتيس الأرجنتيني الذي فاز بلقب كأس ليبيرتادوريس 3 مرات متتالية في الفترة ما بين عامي 1968 و1970.
ونجح المدرب أوسفالدو زوبيلديا عندما تولى المهمة الفنية استوديانتيس عام 1965 في تحويل مسار تاريخ الفريق ووضعه في مصاف الأندية الأفضل في القارة الأميركية الجنوبية والعالم. وضم استوديانتيس آنذاك لاعبين كبارا مثل كارلوس بيلاردو، الذي قاد الأرجنتين بعد عقدين تحديدا من ذلك التاريخ إلى التتويج بلقب كأس العالم1986 بالمكسيك. هناك ناد أرجنتيني آخر ذاع صيته في أميركا الجنوبية أيضا، هذا هو إندبيندينتي الفائز بلقب كأس ليبيرتادوريس 4 سنوات متتالية 1972 و1973 و1974 و1975، وكان أبرز نجومه في ذلك الوقت اللاعب ريكاردو بوتشيني الذي كان يرتدي القميص رقم 10.
والآن يواجه ريـال مدريد هذا التحدي الخاص، حيث إن نجاحه في تحقيق هذا الإنجاز سيضعه في صدارة أكبر أندية كرة القدم في التاريخ المعاصر.