هواتف «نوكيا» جديدة في المنطقة العربية

تصميم أنيق وأداء مبهر وتصوير مزدوج وتجسيم متقدم للصوتيات

هواتف «نوكيا 8 سيروكو» في المنتصف و«نوكيا 7 بلاس» إلى اليسار و«نوكيا 6» إلى اليمين  -  هاتف «نوكيا 8 سيروكو»
هواتف «نوكيا 8 سيروكو» في المنتصف و«نوكيا 7 بلاس» إلى اليسار و«نوكيا 6» إلى اليمين - هاتف «نوكيا 8 سيروكو»
TT

هواتف «نوكيا» جديدة في المنطقة العربية

هواتف «نوكيا 8 سيروكو» في المنتصف و«نوكيا 7 بلاس» إلى اليسار و«نوكيا 6» إلى اليمين  -  هاتف «نوكيا 8 سيروكو»
هواتف «نوكيا 8 سيروكو» في المنتصف و«نوكيا 7 بلاس» إلى اليسار و«نوكيا 6» إلى اليمين - هاتف «نوكيا 8 سيروكو»

كشفت شركة «إتش إم دي» HMD المصنعة لهواتف «نوكيا» عن مجموعة مثيرة للاهتمام من الهواتف الذكية في المنطقة العربية تعمل جميعها بنظام التشغيل «آندرويد وان» السريع الذي تضمن الشركة دعمه لمدة عامين على الأقل. ومن تلك الهواتف «نوكيا 8 سيروكو» Nokia 8 Sirocco المطور في المنطقة العربية، والذي اختبرته «الشرق الأوسط» ونذكر ملخص التجربة، بالإضافة إلى هاتفي «نوكيا 7 بلاس» و«نوكيا 6».
- تصميم أنيق
سيلاحظ المستخدم أن تصميم «نوكيا 8 سيروكو» فاخر للغاية، ذلك أنه مصنوع من الزجاج الأملس من الأمام والخلف، مع خفض سماكة الهاتف من الجانبين بشكل كبير وانحناء الشاشة ليظهر الهاتف وكأنه جزء من حجر كريم. ويصنع هيكل الهاتف من الفولاذ المقاوم للصدأ، ويمكن ملاحظة لون المعدن من جانبي الهاتف للحصول على ألوان متناسقة. ويبلغ قطر شاشة الهاتف 5.5 بوصة، وهي تعرض الألوان بوضوح ودقة كبيرين، وتدعم تقنية pOLED بزجاج «غوريلا غلاس 5» المقاوم للصدمات والخدوش. وتخلت الشركة عن منفذ السماعات القياسي 3.5 مليمتر لصالح دمج الصوتيات عبر منفذ «يو إس بي تايب - سي»، إلى جانب استخدام 3 ميكروفونات مدمجة ونظام كاميرات خلفي ثنائي وضوء «إل إي دي» ثنائي أيضا لإضاءة الصور، ووضع مستشعر البصمة أسفل الكاميرتين الخلفيتين. تصميم الهاتف جميل وأنيق للغاية، ويمكن اعتباره أفضل ما صنعته شركة «إتش إم دي» إلى الآن.
- مزايا متقدمة
ويقدم الهاتف مجموعة من المزايا المثيرة للاهتمام، ومنها ميزة التصوير المزدوج «بوثي» Bothie التي تضع الكاميرتين في وضعية التصوير المزدوج، بحيث تلتقط الكاميرتان الأمامية والخلفية الصور في آن واحد وتجمعهما في صورة واحدة لتسجل ما يدور حول المستخدم وردة فعله تجاه ذلك. ويمكن تفعيل هذه الميزة بلمسة واحدة واستخدامها بين السياح والأصدقاء، وحتى محبي بث عروض الفيديو عبر الشبكات الاجتماعية، مثل «فيسبوك» و«يوتيوب» حتى يشارك المتابعون المستخدم لحظة بلحظة.
وبالنسبة للصوتيات، فيتميز الهاتف بدعمه تقنية «أوزو» Ozo التي تجمع 3 ميكروفونات وخوارزمية صوتية محيطية (الخوارزمية هي نهج عمل برنامج ما لتحقيق الهدف المرغوب) لالتقاط الصوت التي ينجم عنها قدرة فائقة على تسجيل الصوتيات من جميع الاتجاهات بدقة عالية، وعكس ذلك على تجربة المشاهدة في حال استخدام سماعات محيطية أو سماعات رأسية متقدمة.
وفي حال عدم استخدام سماعات تدعم تقنية تجسيم الصوتيات، فسيسمع المستخدم الصوتيات بالشكل الطبيعي ولكن دون تجسيمها. وهذه التقنية مناسبة لمن يرغب مشاركة الفعاليات التي تحتوي على صوتيات، بالإضافة إلى مشاركة ذكريات الإجازات مع الأهل والأصدقاء بكل تفاصيلها. كما يمكن استخدام هذه التقنية لتسجيل عروض الفيديو المحيطية ومشاهدتها وسماعها في نظارات الواقع الافتراضي وتتبع الصوت وفقا لموقع المستخدم واتجاهه.
ولوحظ خلال التجربة أن استهلاك الهاتف للطاقة منخفض جدا، وأن المنطقة الزجاجية الخلفية منه لا تصبح ساخنة خلال جلسات الاستخدام المطولة والمكثفة، وأن اللعب بلعبة Asphalt 8 المتطلبة لمدة نصف ساعة استهلك نحو 10 في المائة من الطاقة الكهربائية فقط.
جودة الاتصال بين الطرفين ممتازة ويمكن سماع الطرف الثاني بكل وضوح في حال وجد المستخدم في منطقة مليئة بالضجيج. ولوحظ كذلك أن التركيز الآلي Autofocus سريع للغاية ويقدم صورا مليئة بالتفاصيل وبألوان غنية. ويمكن التصوير بتقنية لمجال العالي الديناميكي High Dynamic Range HDR للحصول على ألوان غنية، مع تقديم الكاميرا أمامية صورا أوضح وأجمل بفضل استخدام تقنية آلية تزيل عيوب البشرة في حال تفعيل هذا النمط (اسمه «نمط التجميل» Beautification Mode). كما يمكن التفاعل مع الهاتف بالإيماءات، بحيث يمكن إيقاف الهاتف عن الرنين بقلبه، أو النقر مرتين على زر التشغيل ليعمل تطبيق الكاميرا، وغيرها.
- مواصفات تقنية
ويبلغ قطر شاشة الهاتف 5.5 بوصة وهي تعرض الصورة بدقة 1440x2560 بكسل وبكثافة تبلغ 534 بكسل في البوصة. ويقدم الهاتف سعة تخزينية مدمجة تبلغ 128 غيغابايت مع استخدام 6 غيغابايت من الذاكرة للعمل مع معالج «سنابدراغون 835» ثماني النواة (4 أنوية بسرعة 2، 5 غيغاهرتز و4 أخرى بسرعة 1. 8 غيغاهرتز، وفقا للحاجة). ويعمل الهاتف بنظام التشغيل «آندرويد أوريو 8. 0» الخام (دون أي تعديلات على واجهة الاستخدام من «غوغل»)، وهو يدعم الشحن السريع والشحن اللاسلكي وفقا لمعيار Qi ويقاوم المياه والغبار وفقا لمعيار IP67.
وبالنسبة للكاميرا، فيستخدم الهاتف كاميرتين خلفيتين بدقة 12 ميغابكسل لكل منهما، مع قدرتهما على التعرف على الأوجه في الصور الملتقطة والتكبير البصري لغاية الضعفين، واستخدام عدسات «زايس» المتقدمة وضوء «فلاش» ثنائي يعمل بتقنية «إل إي دي». كما وتستطيع الكاميرتان التقاط الصور البانورامية العريضة وتسجيل بيانات الموقع الجغرافي داخل الصور والتصوير بتقنية المجال العالي الديناميكي، وتسجيل عروض الفيديو بدقة 2160 وبسرعة 30 صورة في الثانية أو بدقة 1080 بسرعة 30 صورة في الثانية، مع تقديم نمط التصوير الاحترافي في تطبيق الكاميرا لمن يرغب تغيير أعدادات التصوير. وبالنسبة للكاميرا الأمامية، فتبلغ دقتها 5 ميغابكسل.
ويدعم الهاتف تقنيات «واي فاي» a وb وg وn وac و«بلوتوث 0.5» اللاسلكية، مع دعم تقنية الاتصال عبر المجال القريب Near Field Communication NFC. وتبلغ قدرة بطارية الهاتف 3260 ملي أمبير في الساعة، وتبلغ سماكته 7. 5 مليمتر. والهاتف متوافر في المنطقة العربية باللون الأسود وبسعر 2399 ريالا سعوديا (نحو 640 دولارا أميركيا).
- هواتف «نوكيا» إضافية
وأطلقت الشركة أيضا هاتفي «نوكيا 7 بلاس» و«نوكيا 6» في المنطقة العربية، حيث يتميز «نوكيا 7 بلاس» بأنه يستهدف صناع المحتوى المرئي، وهو يدعم التقاط الصور في ظروف الإضاءة المنخفضة، مع استخدام كاميرتين بدقة 13 و12 ميغابكسل والتقريب البصري لغاية الضعفين وشاشة بقطر 6 بوصات. ويستخدم الهاتف معالج «سنابدراغون 660» لرفع الأداء وخفض استهلاك البطارية التي تبلغ قدرتها 3800 ملي أمبير في الساعة، ويعمل بنظام التشغيل «آندرويد أوريو» الخام. الهاتف متوافر في المنطقة العربية بألوان الأسود النحاسي والأبيض النحاسي بسعر 1399 ريالا سعوديا (نحو 370 دولارا أميركيا).
أما هاتف «نوكيا 6»، فيقدم سرعة أداء أعلى بنسبة 60 في المائة مقارنة بالإصدار السابق من السلسلة، ويدعم تقنية تجسيم الصوتيات الافتراضية الخاصة بـ«نوكيا»، ويعمل بنظام التشغيل «آندرويد أوريو» الخام. ويبلغ قطر شاشة الهاتف 5.5 بوصة، وهو يعمل بمعالج «سنابدراغون 630» ثماني النواة (بسرعات تصل إلى 2.2 غيغاهرتز) ويستخدم 4 غيغابايت من الذكرة ويقدم 64 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة، مع القدرة على رفعها بـ256 غيغابايت إضافية من خلال منفذ بطاقات «مايكرو إس دي» المحمولة. ويقدم الهاتف كاميرا خلفية تعمل بدقة 16 ميغابكسل وأخرى أمامية بدقة 8 ميغابكسل. ويعمل الهاتف ببطارية تبلغ قدرتها 3 آلاف ملي أمبير في الساعة، وتبلغ سماكته 2.8 مليمتر. الهاتف متوافر في الأسواق العربية بألوان الأسود النحاسي والأبيض المعدني والأزرق الذهبي بسعر 899 ريالا سعوديا (نحو 240 دولارا أميركيا).
منافسة حادة مع الهواتف الأخرى
لدى مقارنة الهاتف مع «آيفون 8 بلاس»، نجد أن «نوكيا 8 سيروكو» يتفوق في دقة الشاشة (1440x2560 مقارنة بـ1080x1920 بكسل) وكثافة العرض (534 مقارنة بـ401 بكسل في البوصة) ونسبة الشاشة إلى المنطقة الأمامية (81. 15 في المائة مقارنة بـ67. 47 في المائة) والمعالج (ثماني النواة مقارنة بسداسي النواة) والذاكرة (6 مقارنة بـ3 غيغابايت) والبطارية (3260 مقارنة بـ2691 ملي أمبير في الساعة). ويتعادل الهاتفان في قطر الشاشة (5. 5 بوصة) والسماكة (7. 5 مليمتر) ومقاومة المياه والغبار (معيار IP67) ودقة الكاميرا (12 ميغابكسل) والتقريب البصري (لغاية الضعفين) ودعم الشحن اللاسلكي وفقا لمعيار Qi. ويتفوق «آيفون 8 بلاس» في دعم سعة تخزينية مدمجة تصل إلى 256 غيغابايت والكاميرا الأمامية (7 مقارنة بـ5 ميغابكسل).
أما لدى مقارنة الهاتف مع «سامسونغ غالاكسي إس 9»، فنجد أن «نوكيا 8 سيروكو» يتفوق في السماكة (7، 5 مقارنة بـ8، 5 مليمتر) والذاكرة (6 مقارنة بـ4 غيغابايت) والبطارية (3260 مقارنة بـ3000 ملي أمبير في الساعة)، ويتعادلان في دقة الكاميرا الخلفية (12 ميغابكسل) والشحن اللاسلكي وفقا لمعيار Qi. ويتفوق «غالاكسي إس 9» في قطر الشاشة (5. 8 مقارنة بـ5. 5 بوصة) ودقتها (1440x2960 مقارنة بـ1440x2560 بكسل) وكثافة العرض (568 مقارنة بـ534 بكسل في البوصة) ونسبة الشاشة إلى المنطقة الأمامية (84. 36 في المائة مقارنة بـ81. 15 في المائة) ومقاومة المياه والغبار (معيار IP68 مقارنة بـIP67) والكاميرا الأمامية (8 مقارنة بـ5 ميغابكسل) والمعالج («سنابدراغون 845» بسرعات تصل إلى 2، 8 غيغاهرتز مقارنة بـ«سنابدراغون 835» بسرعات تصل إلى 2، 5 غيغاهرتز) والسعة التخزينية المدمجة (256 مقارنة بـ128 غيغابايت) والقدرة على رفعها من خلال بطاقات الذاكرة المحمولة «مايكرو إس دي».
ويمكن مقارنة الهاتف كذلك مع «إتش تي سي يو 11»، حيث يتفوق «نوكيا 8 سيروكو» في السماكة (7. 5 مقارنة بـ7. 9 مليمتر) ونسبة الشاشة إلى المنطقة الأمامية (81. 15 في المائة مقارنة بـ71. 34 في المائة) والذاكرة (6 مقارنة بـ4 غيغابايت) والبطارية (3260 مقارنة بـ3 آلاف ملي أمبير في الساعة) ودعم الشحن اللاسلكي وفقا لمعيار Qi. ويتعادل الهاتفان في قطر الشاشة (5. 5 بوصة) ودقة العرض (1440x2560 بكسل) وكثافته (534 بكسل في البوصة) ومقاومة المياه والغبار (وفقا لمعيار IP67) ودقة الكاميرا (12 ميغابكسل) والمعالج («سنابدراغون 835» بسرعات تصل إلى 2. 5 غيغاهرتز). ويتفوق «إتش تي سي يو 11» في الكاميرا الأمامية (16 مقارنة بـ5 ميغابكسل).


مقالات ذات صلة

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

تكنولوجيا كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام، إذ تستطيع البرامج الموجودة على هاتفك، بمساعدة الذكاء الاصطناعي....

جيه دي بيرسدورفر (نيويورك)
تكنولوجيا بطاريات «مورفي» الخارجية للهواتف

دليلك لاستغلال البطارية القديمة... لأطول وقت ممكن

خطوات للاستفادة منها أو استبدالها أو إصلاحها

الاقتصاد شعار أكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم فوق شريحة إلكترونية (رويترز)

أزمة لأكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم بسبب هاتف «هواوي» الجديد

علّقت شركة تصنيع أشباه الموصّلات التايوانية «تي إس إم سي»، شحناتها إلى شركة تصميم الرقائق الصينية «سوفغو» بعد العثور على شريحة خاصة بها في معالج «هواوي» الحديث.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق تحوّلت الهواتف الذكية بما فيها من تطبيقات إلى إدمان العصر (رويترز)

كيف تقطع يدك الافتراضية... 7 خطوات للحدّ من الإدمان على الهاتف

باتت الهواتف الذكية امتداداً لليَد البشريّة، وكأنها يدٌ جديدة التصقت بها. العيون لا تفارقها ليل نهار، فهل من سبيل للتخفيف من هذا الإدمان المستجدّ؟

كريستين حبيب (بيروت)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».