ردود فعل المذبحة... والقطار المتأخر

ردود فعل المذبحة... والقطار المتأخر
TT

ردود فعل المذبحة... والقطار المتأخر

ردود فعل المذبحة... والقطار المتأخر

تصدر حلول شهر رمضان المبارك اهتمامات قراء موقع «الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي، وهو ما انعكس على قائمة الموضوعات الأكثر قراءة، والتي تصدرها موضوع بعنوان «أبرز 8 فوائد صحية للصوم».
وسيطرت الموضوعات الرمضانية على القائمة ذاتها بعناوين من نوعية «كيف تحافظ على إنتاجيتك في العمل خلال رمضان؟»، و«أكلات صيفية تصلح لمائدة رمضان»، و«ونصائح لرمضان بلا عطش»، وهو ما يعكس رغبة متابعي الموقع في الاستعداد للشهر الكريم الذي بدأ يوم الخميس الماضي في غالبية الدول العربية.

إدانات مجزرة غزة
أما على المستوى الإخباري فجاء موضوع بعنوان «إدانات دولية لـ(مجزرة غزة)... ومجلس الأمن يبحث التطورات غداً» ضمن الموضوعات الأكثر قراءة، وذلك مساء يوم المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين يوم افتتاح السفارة الأميركية في القدس، وأدانت دول ومنظمات المجزرة التي أدت لمقتل عشرات المدنيين.
كما اهتم قراء الموقع أيضا بتقرير بعنوان «العبادي يبدي استعداده للعمل مع الفائزين في الانتخابات بالعراق»، وذلك ضمن التغطية المكثفة التي وفرتها «الشرق الأوسط» للانتخابات البرلمانية العراقية.

الموقف الأوروبي من إيران
وعلى صعيد المقالات، جاء مقال للكاتب عبد الرحمن الراشد بعنوان «ألمانيا وفرنسا مع إيران» في صدارة الموضوعات الأكثر قراءة الأسبوع الماضي في قسم الرأي. وتناول الراشد في مقاله تسويق الحكومتين الألمانية والفرنسية لفكرة السكوت على حروب إيران، واحترام الاتفاقية النووية معها وأسباب ذلك ونتائجه المتوقعة، والمقارنة بين موقفهما ورد الفعل الأميركي الذي يتعامل بطريقة أكثر استيعاباً للتهديدات التي تشكلها إيران لشعوب المنطقة.

بوتين يقود شاحنة
على مستوى الملتيميديا، أنتج فريق الموقع فيديو عن افتتاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لجسر القرم الذي يربط بلاده بشبه جزيرة القرم وهو ما جعله الجسر الأطول في أوروبا، وحرص بوتين على افتتاحه بطريقة استعراضية من خلال قيادة شاحنة تتقدم مجموعة من السيارات البرتقالية، وتم مشاهدة الفيديو 65 ألف مرة على مختلف منصات الشرق الأوسط.
أما ثاني الفيديوهات مشاهدة فجاء من نصيب القصة الإنسانية وراء وفاة عالم النباتات الشهير ديفيد غودال، الذي قرر إنهاء حياته بنفسه بعدما بلغ من العمر 104 أعوام بعد 14 عاما من انتظار وقوع وفاته بطريقة طبيعية، مما أصابه بالاكتئاب في السنوات الأخيرة. وأثار الفيديو الكثير من الجدل بين التعاطف مع حالة الرجل أو انتقاده لعدم رضاه بمصيره، وتم عرض الفيديو 35 ألف مرة.

القطار والاعتذار
وعلى «تويتر»، اشتعل الجدل بسبب تغريدة على حساب «الشرق الأوسط» بعنوان «شركة يابانية تعتذر لركاب قطار غادر قبل ميعاده بـ25 ثانية»، وجاء التفاعل بسبب مقارنة المتابعين لتصرف الشركة اليابانية مع الشركات المسؤولة عن الخدمات في البلدان العربية وفوارق التعامل مع العملاء، إذ رأى البعض أن اعتذار الشركة اليابانية واجب لأن القطار تحرك قبل موعده حتى لو بفارق يقل عن دقيقة، فيما يرى البعض أن هذا التصرف يستحيل حدوثه في الوطن العربي، خصوصا من جانب الشركات الحكومية التي قد تتأخر رحلاتها بالساعات.



كيف يتفادى الناشرون قيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي؟

كيف يتفادى الناشرون قيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي؟
TT

كيف يتفادى الناشرون قيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي؟

كيف يتفادى الناشرون قيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي؟

تزامناً مع انتشار الصراعات والأزمات والأحداث السياسية، تزايدت الشكاوى من حذف منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بحجة «تعارضها مع أو انتهاكها لمعايير النشر على تلك المنصات»، الأمر الذي جدّد الجدل حيال مدى تأثر المواقع الإخبارية بقيود منصات «التواصل» على المحتوى السياسي، وكيف يتفادى الناشرون الخوارزميات لعدم حذف تقاريرهم عن النزاعات والحروب.

وحقاً، طوال السنة تصاعدت شكاوى ناشرين وصُناع محتوى من القيود المفروضة على نشر المحتوى السياسي، لا سيما في فترات الأحداث الكبرى خلال «حرب غزة»، من بينها أخيراً قتل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» يحيى السنوار، ولقد شكا صحافيون ومنصات إخبارية من «حذف» منشوراتهم و«تقييد» صفحاتهم بسبب نشرهم محتوى عن مقتل السنوار. خبراء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» أكدوا أن منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما تلك التابعة لشركة «ميتا»، زادت من قيودها على نشر المحتوى السياسي، واقترحوا وسائل عدة للالتفاف حول تلك القيود: أبرزها الالتزام بالمعايير المهنية، وبناء استراتيجيات جديدة للترويج للمحتوى لا تعتمد بشكل كلي على وسائل التواصل الاجتماعي.

الدكتورة مي عبد الغني، أستاذة الإعلام في جامعة بنغازي والباحثة في الإعلام الرقمي، أرجعت استمرار منصات التواصل الاجتماعي في حذف بعض المنشورات والحسابات إلى «تعارض تلك المنشورات مع المصالح السياسية للشركات المالكة للمنصات». وأردفت أن «تحكم المنصات في المحتوى المنشور يزداد في أوقات الحروب والأزمات وفترات التوتر العالمي، على غرار الحرب الدائرة منذ أكثر من سنة في غزة».

وأوضحت مي عبد الغني أنه «على مدار العام الماضي تعرض المحتوى العربي لأشكال عدة من التقييد ومنع وصول المحتوى وإيقاف البث المباشر، وحذف وحظر المنشورات وحتى إيقاف الحسابات... من الطبيعي أن ينعكس ذلك على حسابات المواقع الإخبارية العربية، لكونها معنية بنقل ما يحدث في المنطقة من زاوية قد تتعارض مع مصالح وتوجهات الجهات المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي».

لمواجهة هذه القيود اقترحت الباحثة والأكاديمية «استخدام أساليب عدة من بينها تقطيع الكلمات، أو استخدام أحرف لاتينية في الكتابة أو صور، مع محاولة اختيار الألفاظ بشكل دقيق للتحايل على خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي».

في المقابل، يرى الصحافي المصري المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، خالد البرماوي، أن «كُل طُرق التحايل لتفادي قيود منصات التواصل على نشر المحتوى، ليست إلا حلولاً مؤقتة... وهذه الطرق عادةً ما تُكتَشف بعد فترة، ما يجعلها عديمة الفاعلية في منع الحذف».

وأضاف البرماوي: «على المواقع الإخبارية أن تبني استراتيجيتها الترويجية بعيداً عن منصات التواصل الاجتماعي بحيث تكون لها وسائلها الخاصة للترويج، مهما تطلب ذلك من وقت ومجهود». ولذا اقترح أن «تلجأ المواقع الإخبارية إلى تنويع حساباتها على المنصات، بعمل حسابات مختلفة للأخبار والمنوعات والرياضة، إضافة إلى ممارسة الضغط على وسائل التواصل الاجتماعي لتقليل القيود المفروضة على نشر المحتوى الإخباري».

ويوضح محمد فتحي، الصحافي المتخصّص في الإعلام الرقمي، أنه منذ بدء «حرب غزة» أدخلت منصات التواصل الاجتماعي سياسات وقيوداً تؤثر على ظهور المحتوى المتعلق بالحرب، وهو ما «عرّض تلك المنصات لانتقادات عدة واتهامات بالتضليل».

وأكد فتحي أنه «إذا أراد الناشر الاستفادة من المنصات، فيجب عليه مراعاة معاييرها وسياستها... بينما على ناشري المحتوى الموازنة بين المنصات المختلفة، فلكل منصة سياسة خاصة بها، وما يصلح للنشر على (يوتيوب) قد لا يناسب (فيسبوك)». واختتم بالتشديد على «ضرورة مراعاة المعايير المهنية وتدقيق المعلومات عند النشر كوسيلة لتفادي الحذف... فالالتزام بالمهنية غالباً ما يكون الحل الأمثل لمواجهة أي قيود».