أنيس نصار لـ«الشرق الأوسط»: نريد حصة في الحكومة موازية لـ«التيار»

مرشح «القوات» لمنصب نائب رئيس المجلس النيابي اللبناني

أنيس نصار
أنيس نصار
TT

أنيس نصار لـ«الشرق الأوسط»: نريد حصة في الحكومة موازية لـ«التيار»

أنيس نصار
أنيس نصار

يرفض حزب «القوات اللبنانية» التسليم بأن منصب نائب رئيس المجلس النيابي يجب أن يكون من حصة التكتل النيابي الأكبر، وهو في المرحلة الراهنة تكتل «لبنان القوي» الذي يقوده «التيار الوطني الحر»، لذلك رشّح لتبوء هذا المنصب النائب الحزبي المنتخب عن دائرة «عاليه - الشوف» أنيس نصّار، ليخلف نائب الرئيس الحالي فريد مكاري المحسوب على تيار «المستقبل».
ولم يُحسم حتى الساعة اسم مرشح «لبنان القوي» لهذا المنصب، وإن كانت الخيارات محصورة في اسمين هما: النائب إيلي الفرزلي، الذي تبوأ هذا المنصب في العام 1992، والنائب المنتخب إلياس بو صعب، الذي عُين في فترة سابقة وزيراً للتربية. وقد خصص اتفاق الطائف موقع نائب رئيس المجلس النيابي كما موقع نائب رئيس الحكومة لطائفة الروم الأرثوذكس، ما أدى إلى حصر المتنافسين على المنصب حالياً بين أبناء هذه الطائفة.
وقال أنيس نصار، في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، إن من حق «القوات اللبنانية» المطالبة بأن تكون حصتها الوزارية مساوية لحصة «التيار الوطني الحر»، بـ«اعتبار أن حجم كتلتنا النيابية يوازي تقريباً حجم كتلتهم. أضف إلى ذلك أننا حققنا نيابياً نسبة نمو 100 في المائة، بحيث ارتفع حجم كتلتنا من 8 إلى 15 أو 16 نائباً، بخلاف باقي الكتل التي إما حققت نسبة نمو صفر، فظل حجمها على ما كان عليه في العام 2009، أو انخفض في بعض الحالات إلى 40 و50 في المائة».
واعتبر نصّار أن من حق أي نائب من طائفة الروم الأرثوذكس الترشح لهذا المنصب، باعتبار أن لا شيء في الدستور أو القوانين المرعية الإجراء يوجب أن يكون المرشح لموقع نائب رئيس البرلمان عضواً في أكبر تكتل نيابي، لافتاً إلى أن خلاف ذلك يعني التخلي عن مبدأ الانتخاب لصالح مبدأ التعيين.
ويقول نصار: «كما أنه ستكون للمرشح الذي سيحدده (لبنان القوي) يوم الثلاثاء المقبل، على ما أعلن، كتل نيابية ستصوت لصالحه، فكذلك هناك كتل أخرى تدعم ترشيحي وستصوت لصالحي كمرشح حزب (القوات)، وأبرزها تيار (المستقبل) والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب (الكتائب) وعدد من النواب المستقلين»، مشدداً على وجوب أن تأخذ المعركة مداها الديمقراطي فينتج عنها رابح وخاسر، من دون الخروج بفتاوى لا تمت للدستور بصلة. وأكد أن تسمية الحريري لرئاسة الحكومة باتت شبه محسومة، «وقد رشح ذلك عن اللقاء الذي جمع مؤخراً الدكتور سمير جعجع بالرئيس سعد الحريري، أما فيما يتعلق بقرارنا في موضوع انتخاب الرئيس بري، فلم يُتخذ بعد بشكل رسمي، علماً بأنه في المبدأ لا مشكلة لدينا بالاسم الوحيد المطروح لهذا الموقع». وأضاف: «ولعله وإن كانت عمليتا انتخاب بري وتسمية الحريري ستمران بسلاسة، فلا شك أن عملية تأليف الحكومة المقبلة لن تكون بهذه السهولة، وهو ما اعتدناه خلال تشكيل الحكومات السابقة»، معرباً عن أمله في أن يتم التأليف بأسرع وقت ممكن، «لأن البلد لا يحتمل المزيد من الأزمات».
واستبعد نصار أن يكون هناك للعقوبات الجديدة المفروضة على «حزب الله» أثر على عملية تشكيل الحكومة، معتبراً أن «هناك عوامل متعددة تتحكم بالوضع الداخلي وتفرض علينا أن نتعاطى مع الحزب كممثل لشريحة من الشعب اللبناني، ما يستوجب أن يكون له حصة في السلطة والحكم كأي مكون أساسي». وأضاف: «لكن بالنهاية يبقى موضوع إشراكه بالسلطة والحكومة شيء، والتشديد على وجوب إقرار استراتيجية دفاعية بعد تشكيل الحكومة شيء آخر»، لافتاً إلى وجوب إقرار «سلسلة استراتيجيات للتصدي للوضع القائم في البلد ومن ضمنه استراتيجية أمنية وأخرى اقتصادية».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.