أفغانستان: قتلى بينهم مسؤولون في انفجارات خلال مباراة كريكيت

إغلاق مئات المدارس بسبب القتال العنيف في إقليم فرح

آثار التفجير الإرهابي في ملعب الكريكيت بمدينة جلال آباد في ننغرهار أمس (إ.ب.أ)
آثار التفجير الإرهابي في ملعب الكريكيت بمدينة جلال آباد في ننغرهار أمس (إ.ب.أ)
TT

أفغانستان: قتلى بينهم مسؤولون في انفجارات خلال مباراة كريكيت

آثار التفجير الإرهابي في ملعب الكريكيت بمدينة جلال آباد في ننغرهار أمس (إ.ب.أ)
آثار التفجير الإرهابي في ملعب الكريكيت بمدينة جلال آباد في ننغرهار أمس (إ.ب.أ)

قُتِل 8 أشخاص على الأقل، وجُرِح 45 آخرون في سلسلة تفجيرات استهدفت مباراة للكريكيت في جلال آباد بشرق أفغانستان، حسبما أعلنت السلطات الأفغانية أمس. ووقع هذا الاعتداء نحو الساعة 23:00 بالتوقيت المحلي أول من أمس بينما كانت المباراة جارية. وهو الأول الذي يسجل في أفغانستان مع بدء شهر رمضان.
وقال عطاء الله خوجياني الناطق باسم حاكم ولاية ننغرهار حيث تقع جلال آباد لوكالة الصحافة الفرنسية إن 3 عبوات ناسفة زرعت في الملعب وانفجرت وسط المتفرجين. وأوضح أن «منظّم مباريات دورة (كأس رمضان) نقيب الله ظاهر قُتِل في أحد الانفجارات». وبعيد ذلك، أكد مكتب الحاكم في بيان أن «الانفجارات الثلاثة أسفرت عن سقوط ثمانية قتلى و45 جريحاً».
وأوضح خوجياني الناطق باسم حاكم ولاية ننغرهار أن الانفجارات وقعت أثناء مباراة للكريكيت في مسابقة «كأس رمضان»، مضيفاً أن 7 من المصابين في حالة حرجة. وقال خوجياني إن 8 من المصابين خرجوا من المستشفى فيما لا يزال 37 آخرون يخضعون للعلاج. ولم تتبنّ أي جهة الهجوم، لكن حركة طالبان أكدت أنها لا تتحمل أي مسؤولية فيه، وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في رسالة على تطبيق «واتساب» إن «مسلحينا لا علاقة لهم بتفجيرات جلال آباد».
وينشط في ولاية ننغرهار الواقعة على الحدود مع باكستان عدد كبير من مقاتلي طالبان وكذلك تنظيم «داعش»، الذي تمركز فيها منذ 2015. وكان تنظيم «داعش» تبنى في سبتمبر (أيلول) 2017 هجوماً انتحارياً على مباراة للكريكيت في كابل أسفر عن سقوط 3 قتلى و5 جرحى، وأدان الرئيس الأفغاني أشرف غني أمس اعتداء جلال آباد.
وقال في بيان إن «الإرهابيين لا يكفون عن قتل مواطنينا خلال شهر رمضان المبارك». وشهد إقليم ننغرهار الواقع على الحدود مع باكستان تزايداً في أعمال العنف هذا العام، كان أحدثها الهجوم المنسق الأسبوع الماضي على مبنى حكومي الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 15 شخصاً. وعُزل حاكم الإقليم من منصبه الأسبوع الماضي بسبب التدهور الأمني في الإقليم الذي أصبح معقلا لمقاتلي تنظيم «داعش» ومقاتلي طالبان. ولقي ما لا يقل عن تسعة أشخاص حتفهم وأصيب 36 آخرون يوم الأحد الماضي عندما هاجم مسلحون مبنى حكوميّاً في جلال آباد.
وتأتي التطورات الأخيرة في جلال آباد، عقب دحر الجيش الأفغاني والقوات الأميركية مقاتلي طالبان إلى مشارف كبرى مدن ولاية فراه في غرب البلاد، التي كان المتمردون يحاولون السيطرة عليها الثلاثاء بحسب ما أعلن مسؤولون أفغان.
وصرَّح متحدث باسم «الفيلق 207» من الجيش الأفغاني عارف رضائي بأن مقاتلي «طالبان أرغموا على مغادرة المدينة نحو منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء بعد وصول تعزيزات من هرات وقندهار. وبدأنا بتمشيط المدينة».
وأضاف أن قوات من حلف شمال الأطلسي موجودة في مطار مدينة فراه وهي عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه، لدعم الجيش الأفغاني. وصرح أحد أعضاء المجلس المحلي للولاية يدعى داد الله قاني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن حركة طالبان «طردت إلى خارج المدينة وتمركزت في محيطها».
إلى ذلك ذكر مسؤولون، أمس، أن الحكومة الأفغانية أغلقت المئات من المدارس في إقليم فرح غربي البلاد بعدما شهدت المنطقة بعضا من أشرس المعارك التي وقعت بالبلاد خلال شهور. وقال نائب رئيس إدارة التعليم الإقليمية، محمد صادق حليمي، إن ما مجموعه 411 منشأة تعليمية - بينها 379 مدرسة ابتدائية و32 منشأة تعليم عالي وكذلك مراكز تدريب معلمين - مغلقة الآن في فرح، لتؤثر على نحو 140 ألف طالب.
ويوم الثلاثاء الماضي، سيطر مسلحو حركة طالبان، الذين ترددت تقارير أن عددهم أكثر من ألف، على أجزاء كبيرة من مدينة فرح عاصمة إقليم بنفس الاسم وسط معركة ضارية استمرت 22 ساعة مع قوات الأمن، أسفرت عن مقتل نحو 35 من القوات الأفغانية ونحو 300 من مقاتلي طالبان.
وظل الميدان الرئيسي في مدينة فرح تحت سيطرة طالبان لساعات، قبل أن تتمكن القوات الخاصة بدعم من القوة الجوية الأميركية من إخراجهم. وكانت سيطرة طالبان على المدينة صدمة للحكومة الأفغانية وقوات الأمن.
ولم تتمكن طالبان حتى الآن سوى من السيطرة إلا مرة واحدة على عاصمة إقليم آخر وهو قندوز في شمال أفغانستان في أواخر 2015 غير أنه منذ أنهى حلف شمال الأطلسي (ناتو) مهمته القتالية في أفغانستان في ديسمبر (كانون الأول) كانون أول عام 2014، يعمل المسلحون على توسيع مناطق نفوذهم وهجماتهم على القوات الحكومية والأمنية بشكل ملحوظ». وأعلنت وزارة التعليم في بيان أن غلق المدارس إجراء أمني لسلامة الطلاب والعاملين. وصدر البيان أول من أمس الخميس وأغلقت المدارس بحلول السبت. ومن المقرر إعادة فتحها بحلول نهاية شهر رمضان الكريم في 12 يونيو (حزيران). وأفادت الوزارة بإغلاق ألف مدرسة تقريبا جراء الصراع عبر البلاد.


مقالات ذات صلة

جيش مالي يعتقل قيادياً في «داعش» ويقتل بعض معاونيه

أفريقيا مواطنون ماليون يحتفلون بعودة جنود من الجيش من معارك ضد الإرهاب (الجيش المالي)

جيش مالي يعتقل قيادياً في «داعش» ويقتل بعض معاونيه

نفذ الجيش المالي عملية عسكرية «خاصة» على الحدود مع النيجر، أسفرت عن اعتقال قيادي بارز في «تنظيم داعش في الصحراء الكبرى».

الشيخ محمد (نواكشوط)
أفريقيا النقيب إبراهيم تراوري القائد العسكري الحالي في بوركينا فاسو (متداولة)

استراتيجية الأمن في تجنيد ميليشيات رخيصة تتحول إلى كارثة في أفريقيا

دفع تسليح المدنيين الذين يفتقرون إلى التدريب الجيد ولا يحترمون حقوق الإنسان، القوات المسلحة في بوركينا فاسو ودول أفريقية أخرى إلى حافة حرب أهلية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
آسيا تُظهر هذه الصورة مشهداً لموقع تم فيه إلقاء عبوة ناسفة على حشد خلال مهرجان سنوي في تايلاند... الجمعة 13 ديسمبر 2024 (أ.ب)

مقتل ثلاثة أشخاص بانفجار قنبلة خلال مهرجان في تايلاند

أعلنت الشرطة التايلاندية السبت اعتقال شخصين بعد انفجار قنبلة الجمعة خلال إحياء مهرجان بالقرب من الحدود مع بورما؛ ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».