استفتاء لإبقاء رئيس بوروندي في الحكم «مدى الحياة»

واشنطن تعرب عن قلقها... ومنظمات حقوقية تصف التعديل الدستوري بـ«الخطير»

رئيس رابطة حماية الحقوق المدنية والأشخاص المحتجزين في بوروندي بيير كليفر يتكلم في باريس حول التعديلات الدستورية المقترحة (أ.ف.ب)
رئيس رابطة حماية الحقوق المدنية والأشخاص المحتجزين في بوروندي بيير كليفر يتكلم في باريس حول التعديلات الدستورية المقترحة (أ.ف.ب)
TT

استفتاء لإبقاء رئيس بوروندي في الحكم «مدى الحياة»

رئيس رابطة حماية الحقوق المدنية والأشخاص المحتجزين في بوروندي بيير كليفر يتكلم في باريس حول التعديلات الدستورية المقترحة (أ.ف.ب)
رئيس رابطة حماية الحقوق المدنية والأشخاص المحتجزين في بوروندي بيير كليفر يتكلم في باريس حول التعديلات الدستورية المقترحة (أ.ف.ب)

دعت المعارضة المنقسمة على نفسها في بوروندي المواطنين إلى التصويت بالرفض أو مقاطعة الاستفتاء برمته والمقرر تنظيمه غدا الخميس يسمح بالرئيس البقاء في الحكم مدى الحياة. غير أنه بعد إجراء السلطات حملة للدعاية للاستفتاء حافلة بالترهيب الشديد فإن دعوة المقاطعة ليس أمامها فرص تذكر للنجاح. وقبيل إجراء الاستفتاء حجبت الحكومة بث ثلاث من المحطات التلفزيونية الدولية وهي «بي بي سي» و«صوت أميركا» و«راديو فرنسا الدولي»، وتم اعتقال كثير من المواطنين المعارضين للاستفتاء وهرب عدد آخر منهم للخارج.
وقال لويس مودجي وهو كبير باحثين بمنظمة «هيومان رايس ووتش» الحقوقية الدولية لـلوكالة الألمانية هذا الأسبوع إن «الاستفتاء المخطط تنظيمه صاحبته موجة من الانتهاكات الخطيرة». وأضاف أن المسؤولين في بوروندي وأعضاء منظمة الشباب التابعة للحزب الحاكم والمعروفة باسم «إمبونراكيوري»، نفذوا أعمال عنف استنادا إلى عدم تعرضهم التام للمحاسبة، وذلك بهدف مساعدة نكورونزيزا على إحكام قبضته على السلطة». وتابع مودجي: «تعرض معارضو الاستفتاء سواء كانوا حقيقيين أو متخيلين للقتل والضرب والتهديد والتضييق عليهم أثناء الأعداد للتصويت على التعديل الدستوري».
وقال رئيس برلمان بوروندي السابق ليونس نجنداكومانا قبيل عملية التصويت في الاستفتاء، إنه يشعر بالقلق من أنه في حالة الموافقة على التعديل الدستوري فإنه يمكن لنكورونزيزا أن يظل رئيسا للبلاد مدى الحياة.
الاستفتاء هذا الأسبوع، حول إدخال تعديل دستوري، يمكن أن يؤدي إلى تمديد فترة بقاء الرئيس الحالي بيير نكورونزيزا في الحكم حتى عام 2034.
ومؤخرا نصب نكورونزيزا، 54 عاما، وهو زعيم سابق للمتمردين نفسه في موقع «الزعيم الأعلى الأبدي»، وحذر من أي شخص يريد أن يمنع إجراء الاستفتاء عليه أن «يجابه الله».
ويعد نكورونزيزا الذي رأس بوروندي - تلك الدولة الواقعة في منطقة شرق أفريقيا والتي تعاني من الاضطرابات - منذ عام 2015، أحدث زعيم أفريقي يحاول مد فتره حكمه، وذلك بعد أن ألغت كل من أوغندا ورواندا الحد الأقصى لفترة الرئاسة، بينما تجاهل رئيس الكونغو انتهاء فترة ولايته.
وأضاف نجنداكومانا لوكالة الأنباء الألمانية: «آخر مرة شهدت فيها بوروندي مثل هؤلاء الحكام الذين يظلون يحكمون إلى حين وفاتهم كانت في زمن الملوك، ونحن لسنا على استعداد لقبول عودة هذه الأوضاع، ويجب أن نحتشد جميعا لنقول لا، فهذا التعديل الدستوري خطير».
وأعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها إزاء الاستفتاء، وقالت إنه «يهدف إلى تعديل دستور بوروندي من خلال عملية تفتقر إلى الشفافية». وفي بيان صدر في وقت سابق من الشهر الحالي أدانت هيذر نويرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية «الحالات المتعددة من أعمال العنف والترهيب والتضييق التي ارتكبت ضد من تتخيل السلطات أنهم معارضون للاستفتاء».
كما عارضت الكنيسة الكاثوليكية التي تتمتع بنفوذ قوي في بوروندي إجراء الاستفتاء.
وقال يواشيم نتاهوندري رئيس المجلس الوطني لأساقفة بوروندي: «إننا نرى أن الوقت ليس مناسبا لتعديل الدستور بطريقة لها أبعاد عميقة الأثر». وأضاف في تصريحات للوكالة الألمانية إن «كثيرا من المواطنين يعيشون اليوم في مناخ من الخوف حتى ولو لم يعبروا عن ذلك علنا، وهو خوف كبير لدرجة أن الناس لا يجرؤون على الإعراب صراحة عما يجول بخاطرهم وذلك خوفا من التعرض للانتقام».
وتشير اللجنة الانتخابية في بوروندي إلى أن عدد الناخبين المسجلين في البلاد يبلغ خمسة ملايين نسمة. ويسمح الدستور الحالي في بوروندي للرؤساء بتولي الحكم لفترتين بحد أقصى تبلغ مدة كل منهما خمسة أعوام، غير أن نكورونزيزا يسعى لتعديل هذه
المادة الدستورية لتصبح مدة الفترة الرئاسية سبعة أعوام، ومن المقرر أن تنتهي فترة ولايته عام 2020، وفي حالة ترشيح نفسه بعد إقرار التعديل الجديد فيمكن أن يظل في السلطة حتى عام 2034، وأدت الخطوات التي قام بها نكورونزيزا من قبل لمد فترة حكمه إلى اندلاع موجة من العنف في فترة سابقة. فعندما فاز نكورونزيزا بفترة حكم ثالثة عام 2015، منتهكا بذلك مواد الدستور، اندلعت أعمال عنف تسببت في هروب مئات الآلاف من المواطنين من ديارهم.
يذكر أن بوروندي، التي تعاني من الفقر الشديد، لحق بها الشلل من جراء حرب أهلية انتهت عام 2005، وتسبب فيها أساسا صراع بين عرقيتي الهوتو والتوتسي وامتدت إلى دولة رواندا المجاورة.



قتيلان بهجوم على كنيسة في النيجر

قوات أمن في النيجر (أرشيفية)
قوات أمن في النيجر (أرشيفية)
TT

قتيلان بهجوم على كنيسة في النيجر

قوات أمن في النيجر (أرشيفية)
قوات أمن في النيجر (أرشيفية)

قُتل رجل وزوجته، مساء الأربعاء، بهجومٍ نفّذه مسلّحون على كنيسة في منطقة دوسو بجنوب غربي النيجر، وفق ما أفادت مصادر محلية، «وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة.

وتعاني النيجر، منذ نحو عشر سنوات، هجمات دامية تُنفذها جماعات جهادية مرتبطة بتنظيمَي «القاعدة» و«داعش»، أسفرت عن نحو ألفَي قتيل منذ بداية السنة، وفق منظمة «أكليد» غير الحكومية المتخصصة في إحصاء ضحايا النزاعات حول العالم.

ويشكّل المسلمون غالبية سكان النيجر البالغ عددهم الإجمالي أكثر من 28 مليوناً، في حين تقتصر نسبة المسيحيين منهم على ما بين 1 و2 في المائة.

وأوضح مصدر محلي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «الهجوم وقع على قرية ميلو، قرابة الحادية عشرة ليل الأربعاء 24 ديسمبر (كانون الأول) الساعة 22:00 بتوقيت غرينتش، ونتيجة لهذا الهجوم فقدنا رجلاً وزوجته».

وروى أن «المسيحيين كانوا يحتفلون بالقداس داخل الكنيسة، عندما جاء أفراد مسلّحون وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء، فعمّت الفوضى».

وأضاف أن «رجلاً وزوجته لجآ إلى منزلهما، لكن المهاجمين لاحقوهما وأعدموهما».

وأكد أحد أبناء المنطقة وقوع الهجوم، وقال إن «بعض المصلّين فرّوا للاحتماء في القرى المجاورة»، بينما «اتجه آخرون نحو الأحراج».

وأشار إلى أن المهاجمين استولوا أيضاً على ماشية.

وتقع قرية ميلو في منطقة دوغوندوتشي التابعة لإقليم دوسو المُحاذي لنيجيريا وبنين.

ويتعايش المسلمون والمسيحيون عادةً دون مشاكل في النيجر.

وأوفد رئيس النظام العسكري المنبثق عن انقلاب عام 2023، الجنرال عبد الرحمن تياني، وهو مسلم، وفداً لحضور القداس في الكاتدرائية الكبرى في نيامي.

وبين عاميْ 2018 و2021، استهدفت هجمات، نُسبت إلى جهاديين، كنائس في منطقة تيلابيري الواقعة غرب النيجر، قرب بوركينا فاسو ومالي.

وفي مايو (أيار) 2019، أُصيب كاهن نيجري بطلق ناري في هجوم على كنيسة بقرية دولبل في تيلابيري.

ورغم الانتشار الواسع للجيش، لا تزال أعمال العنف الي تُنسب إلى الجهاديين متواصلة وتستهدف مختلف الطوائف.

ففي مارس (آذار) الماضي، لقِيَ 44 مدنياً مصرعهم داخل مسجد في فامبيتا، في حين قتلت مجموعة، يُشتبه في أنها تتألف من متطرفين، 71 مدنياً آخرين بينما كانوا يحضرون في 20 يونيو (حزيران) خطبة دينية في قرية ماندا.

ويشكّل جنوب شرقي النيجر أيضاً مسرحاً لعمليات دامية يُنفذها كل من جماعة «بوكو حرام» وتنظيم «داعش» في غرب أفريقيا.


مصر والصومال وتركيا وجيبوتي ترفض اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود يوقِّعان في يناير 2025 إعلاناً مشتركاً لترفيع العلاقات إلى «شراكة استراتيجية شاملة» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود يوقِّعان في يناير 2025 إعلاناً مشتركاً لترفيع العلاقات إلى «شراكة استراتيجية شاملة» (الرئاسة المصرية)
TT

مصر والصومال وتركيا وجيبوتي ترفض اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود يوقِّعان في يناير 2025 إعلاناً مشتركاً لترفيع العلاقات إلى «شراكة استراتيجية شاملة» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود يوقِّعان في يناير 2025 إعلاناً مشتركاً لترفيع العلاقات إلى «شراكة استراتيجية شاملة» (الرئاسة المصرية)

أكد وزراء خارجية مصر والصومال وتركيا وجيبوتي، اليوم الجمعة، إدانتهم ورفضهم التام لاعتراف إسرائيل بإقليم أرض الصومال دولةً مستقلةً.

وأوضحت الخارجية المصرية، في بيان، أن الوزير بدر عبد العاطي تلقى اتصالات من عبد السلام عبدي علي، وزير خارجية جمهورية الصومال، وهاكان فيدان، وزير خارجية تركيا، وعبد القادر حسين عمر، وزير خارجية جمهورية جيبوتي، «تناولت تطورات الأوضاع الخطيرة الأخيرة في منطقة القرن الأفريقي».

وأشار البيان إلى أن الوزراء «شددوا على الدعم الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية، والرفض الكامل لأي إجراءات أحادية من شأنها المساس بالسيادة الصومالية أو تقويض أسس الاستقرار في البلاد، وكذلك شددوا على دعم مؤسسات الدولة الصومالية الشرعية، ورفض أي محاولات لفرض كيانات موازية تتعارض مع وحدة الدولة الصومالية».

وأضاف: «جرى خلال الاتصالات التأكيد على أن الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يُعد سابقةً خطيرةً وتهديداً للسلم والأمن الدوليين وللمبادئ المستقرة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأن احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي الدول يمثل ركيزة أساسية لاستقرار النظام الدولي، ولا يجوز المساس به أو الالتفاف عليه تحت أي ذريعة».

https://web.facebook.com/MFAEgypt/posts/في المائةD9في المائة88في المائةD8في المائةB2في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةB1-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةAEفي المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةB1في المائةD8في المائةACفي المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA9-في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةAAفي المائةD9في المائة84في المائةD9في المائة82في المائةD9في المائة89-في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةAAفي المائةD8في المائةB5في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةAA-في المائةD9في المائة87في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةAAفي المائةD9في المائة81في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA9-في المائةD9في المائة85في المائةD9في المائة86-في المائةD9في المائة88في المائةD8في المائةB2في المائةD8في المائةB1في المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةA1-في المائةD8في المائةAEفي المائةD8في المائةA7في المائةD8في المائةB1في المائةD8في المائةACفي المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA9-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84في المائةD8في المائةB5في المائةD9في المائة88في المائةD9في المائة85في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84-في المائةD9في المائة88في المائةD8في المائةAAفي المائةD8في المائةB1في المائةD9في المائة83في المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA7-في المائةD9في المائة88في المائةD8في المائةACفي المائةD9في المائة8Aفي المائةD8في المائةA8في المائةD9في المائة88في المائةD8في المائةAAفي المائةD9في المائة8A-في المائةD8في المائةADفي المائةD9في المائة88في المائةD9في المائة84-في المائةD8في المائةA7في المائةD9في المائة84/1186882466954931/

وتابع: «مع التأكيد على رفض أي محاولات لفرض واقع جديد أو إنشاء كيانات موازية تتعارض مع الشرعية الدولية، والتأكيد على الرفض القاطع لأي مخططات لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني خارج أرضه، التي ترفضها الغالبية العظمي لدول العالم شكلاً وموضوعاً وبشكل قاطع».


وزير خارجية نيجيريا يكشف تفاصيل «الخط الساخن» قبل الضربة الأميركية

صورة مأخوذة من فيديو نشرته وزارة الحرب الأميركية تُظهر إطلاق صاروخ من سفينة عسكرية في موقع غير محدد 25 ديسمبر (رويترز)
صورة مأخوذة من فيديو نشرته وزارة الحرب الأميركية تُظهر إطلاق صاروخ من سفينة عسكرية في موقع غير محدد 25 ديسمبر (رويترز)
TT

وزير خارجية نيجيريا يكشف تفاصيل «الخط الساخن» قبل الضربة الأميركية

صورة مأخوذة من فيديو نشرته وزارة الحرب الأميركية تُظهر إطلاق صاروخ من سفينة عسكرية في موقع غير محدد 25 ديسمبر (رويترز)
صورة مأخوذة من فيديو نشرته وزارة الحرب الأميركية تُظهر إطلاق صاروخ من سفينة عسكرية في موقع غير محدد 25 ديسمبر (رويترز)

كشف وزير خارجية نيجيريا، يوسف توغار، عن تفاصيل اللحظات التي سبقت تنفيذ الولايات المتحدة الأميركية، الخميس، ضربة عسكرية ضد معاقل تنظيم «داعش» في شمال غربي البلاد، وتحدث عن «خط ساخن» ربطه بنظيره الأميركي ماركو روبيو.

توغار كان يتحدث فجر الجمعة في مقابلات صحافية، قال فيها إن بلاده قدمت معلومات استخباراتية للأميركيين من أجل تنفيذ الضربة العسكرية، وذلك في إطار «عملية مشتركة لمكافحة الإرهاب». وأضاف الوزير أنه أجرى مشاورات مطوّلة مع نظيره الأميركي قبل تنفيذ العملية، وقال: «تحدثتُ مع وزير الخارجية الأميركي عبر الهاتف لمدة تقارب 19 دقيقة في مناسبتين». وأوضح: «تحدثنا لمدة 19 دقيقة قبل الضربة، ثم لخمس دقائق إضافية قبيل بدء تنفيذها مباشرة».

وحول فحوى المكالمات، قال وزير خارجية نيجيريا إن مشاوراته مع نظيره الأميركي أفضت إلى السماح بتنفيذ الضربة. وقال: «اتفقنا على أن أتحدث إلى الرئيس (بولا أحمد) تينوبو للحصول على موافقته، وقد تحدثتُ إليه. وتم التوصل إلى الاتفاق».

وقال توغار إنه اتفق مع روبيو على الكيفية التي سيتم بها تقديم العملية للرأي العام، موضحاً: «لقد اتفقنا أيضاً على أن يوضح البيان أن الأمر يتعلق بضربة موجهة ضد الإرهاب، وتندرج ضمن عملية مشتركة جارية بين الولايات المتحدة ونيجيريا».

ورفض وزير خارجية نيجيريا بشدة أن تكون العملية العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة «قد حملت أي دلالات دينية»، رغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في إعلانه لتنفيذ الضربة قال إنها استهدفت «حثالة إرهابيي تنظيم (داعش) الذين يستهدفون ويقتلون بوحشية، في المقام الأول، المسيحيين الأبرياء».

وقال ترمب في منشور على ⁠منصة «تروث ‌سوشيال»: «الليلة، وبتوجيه مني بصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة، شنّت الولايات المتحدة ضربة قوية وقاتلة ضد حثالة إرهابيي تنظيم (داعش) ⁠في شمال غربي نيجيريا الذين يستهدفون ويقتلون بوحشية، في المقام الأول، المسيحيين الأبرياء، بمستويات لم نشهدها منذ سنوات عدة، ‌بل قرون!».

ونشرت وزارة الحرب الأميركية مقطعاً مصوّراً من بضع ثوان يُظهر على ما يبدو إطلاق صاروخ ليلاً من بارجة حربية ترفع العَلم الأميركي. كما أعلنت القيادة الأميركية في أفريقيا في منشور على منصة «إكس»، أنها شنت غارات ضد إرهابيي «داعش» في ولاية سوكوتو، «بناءً على توجيه من الرئيس الأميركي ووزير الحرب، وبالتنسيق مع السلطات النيجيرية».

وأشاد وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث، عبر منصة «إكس» بجاهزية وزارته للتحرك في نيجيريا، معرباً عن امتنانه «لدعم الحكومة النيجيرية وتعاونها». في حين قالت وزارة الخارجية النيجيرية ⁠إن الولايات المتحدة شنت ضربات جوية دقيقة، وأصابت «أهدافاً إرهابية» في شمال غربي البلاد، وأضافت أنها تظل منخرطة مع ⁠واشنطن في «تعاون أمني منظم».

ولفتت الخارجية النيجيرية إلى أن «العملية المنسّقة جاءت وفق الأعراف الدولية المتبعة والتفاهمات الثنائية بين البلدين». وجاء في البيان: «تؤكد وزارة الخارجية أن السلطات النيجيرية ما زالت منخرطة في تعاون أمني منظم مع شركاء دوليين، من بينهم الولايات المتحدة الأميركية؛ لمواجهة التهديد المستمر المتمثل في الإرهاب والتطرف العنيف. وقد أسفر ذلك عن توجيه ضربات دقيقة لأهداف إرهابية داخل نيجيريا عبر غارات جوية في الشمال الغربي».

وأضاف البيان: «تؤكد نيجيريا أن جميع جهود مكافحة الإرهاب تسترشد بأولوية حماية أرواح المدنيين، وصون الوحدة الوطنية، واحترام حقوق وكرامة جميع المواطنين، بغضّ النظر عن الدين أو العِرق. ويظل العنف الإرهابي، بأي شكل كان - سواء استهدف المسيحيين أو المسلمين أو أي مجتمعات أخرى - اعتداءً على قيم نيجيريا وعلى السلم والأمن الدوليين».

اتهامات اضطهاد المسيحيين

وتُعدّ هذه الضربات الأميركية في نيجيريا الأولى من نوعها في عهد ترمب، وتأتي بعد انتقاده هذا البلد بشكل غير متوقع في شهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، عادَّاً أن المسيحيين هناك يواجهون «تهديداً وجودياً» يرقى إلى مستوى «الإبادة الجماعية».

وتنقسم نيجيريا بشكل متساوٍ تقريباً بين الجنوب ذي الغالبية المسيحية، والشمال ذي الغالبية المسلمة. وكانت مسرحاً لنزاعات عدّة، أودت بحياة مسيحيين ومسلمين على حد سواء.

وترفض الحكومة النيجيرية ومحللون مستقلون الحديث عن وجود اضطهاد ديني في نيجيريا، وهو عنوان يواصل رفعه اليمين في الولايات المتحدة وأوروبا والانفصاليون النيجيريون الذين لا يزالون يتمتعون بنفوذ في واشنطن. وهذا العام، أعادت الولايات المتحدة إدراج نيجيريا في قائمة الدول «التي تثير قلقاً خاصاً» فيما يتعلق بالحرية الدينية، وخفضت عدد التأشيرات الممنوحة للنيجيريين.

تجمّع سكان بالقرب من موقع تفجير استهدف مسجداً في سوق غامبورو بمدينة مايدوغوري شمال شرقي نيجيريا 24 ديسمبر (أ.ف.ب)

ويواجه البلد أعمال عنف تشنّها جماعات إسلاموية متطرّفة منذ وقت طويل في الشمال الشرقي، إضافة إلى نشاط العصابات المسلحة وقطاع الطرق الذين ينهبون القرى ويقومون بعمليات خطف مقابل الفدية في مناطق الشمال الغربي. وتشهد المنطقة الوسطى اشتباكات متكررة بين الرعاة المسلمين والمزارعين المسيحيين، مع أن العنف غالباً ما يرتبط بالتنازع على الأراضي والمراعي والموارد أكثر من ارتباطه بالدين.

وقد حذّرت الأمم المتحدة من «عودة ظهور عمليات الخطف الجماعي» التي تشمل بانتظام مئات من أطفال المدارس. كما استُهدف آخرون في أماكن العبادة في عمليات منفصلة.

وقد تحولت ظاهرة الخطف مقابل فدية تجارةً مربحة لمرتكبيها بلغت نحو 1.66 مليون دولار أميركي بين يوليو (تموز) عام 2024 ويونيو (حزيران) 2025، وفقاً لتقرير نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية» عن شركة الاستشارات «إس بي إم إنتليجنس» ومقرها لاغوس.

ترحيب حذر

في الوقت الذي رحّب سياسيون ومعلّقون نيجيريون بالضربة الأميركية لأنها ستحدّ من قدرات تنظيم «داعش» الإرهابي، حذّر آخرون من تداعيات التدخل العسكري الأميركي على سيادة البلاد، وتحويل نيجيريا ساحةً للصراع الدولي مثل ما حدث في منطقة الساحل الأفريقي.

عسكريون يتفقدون موقع تفجير داخل مسجد بسوق غامبورو في مايدوغوري 24 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

وفي هذا الصدد، قال جوي إغبوكوي، أحد قيادات حزب المؤتمر التقدمي الحاكم في البلاد، إنه يدعم الضربة العسكرية، موضّحاً في منشور على «فيسبوك»، أن «الإرهابيين الذين يسفكون الدماء يتلقّون الآن جزاءهم في شمال نيجيريا». وأضاف: «يعيث قُطّاع الطرق والمتمرّدون فساداً في شمال نيجيريا. فمنذ سنوات وهم يقتلون ويختطفون النيجيريين دون أي عقاب». وأكد: «اليوم تغيّرت المعادلة. لم يعد هناك ملاذ للحمقى والانتهازيين».

من جهته، قال محمود جيغا، وهو محلل سياسي، في حديث مع قناة محلية، إن الضربة الأميركية «مبررة» بسبب الوضع الأمني الصعب في نيجيريا. وأضاف: «لقد نجحت إدارة (الرئيس النيجيري) تينوبو في إدارة الحوار مع الولايات المتحدة. نحن لا نعرف بالضبط ما الذي نوقش أو ما الاتفاقات التي أُبرمت، لكننا على الأرجح بدأنا نلمس نتائجها». وتابع: «الجميع سيكونون سعداء إذا قدم الأميركيون وغيرهم من القوى الغربية، ليس فقط معلومات استخباراتية، بل أيضاً دعماً مادياً لمساعدة الأجهزة الأمنية والحكومة النيجيرية في مكافحة الإرهاب وانعدام الأمن في أنحاء البلاد؛ فهذا ما نطالب به منذ وقت طويل».