«الاشتراكي» يدعو لتوزيع «عادل» للوزارات ويطمح إلى حقيبة سيادية

نائب عنه يدعو رئيسي الجمهورية والحكومة ليكونا «أكثر تفهماً»

TT

«الاشتراكي» يدعو لتوزيع «عادل» للوزارات ويطمح إلى حقيبة سيادية

طالب «الحزب التقدمي الاشتراكي» بـ«توزيع عادل» للحقائب الحكومية، والتوقف عن حصرها بأطراف سياسية أو طوائف، بما يشير إلى مطلب ضمني بالحصول على حقيبة وزارية سيادية، لطالما تقاسمها الموارنة والروم الأرثوذكس والسنة والشيعة.
وأفرزت نتائج الانتخابات الحالية، كتلة نيابية للحزب التقدمي الاشتراكي تحت عنوان «كتلة اللقاء الديمقراطي»، تتألف من 9 نواب، بينما لم يفز من «الحزب الديمقراطي اللبناني» إلا الوزير أرسلان. وفاز أرسلان على اللائحة المدعومة من التيار الوطني الحر، بينما خاض «التقدمي الاشتراكي» المعركة الانتخابية بالتحالف مع «المستقبل» و«حزب القوات اللبنانية».
وفيما لم تستقر التحالفات بعد على تكتلات واضحة في البرلمان، ترددت معلومات عن أن «التقدمي الاشتراكي» سيكون جزءاً من تكتل واسع يضم كتلة «التحرير والتنمية» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، وكتلة «الجمهورية القوية» وهي كتلة «القوات اللبنانية» في المجلس.
ومع أن الحزب، يعتبر أنه من المبكر الجزم بتلك التكتلات الآن، إلا أن النائب المنتخب بلال عبد الله، وهو أحد أعضاء كتلة «اللقاء الديمقراطي»، أكد أن هناك تفاهماً كبيراً يربط «الاشتراكي» بالرئيس بري، وهو تفاهم «سيستمر بعد الانتخابات»، كما أن هناك تحالفاً انتخابياً متيناً ظهر مع «القوات» في لائحة «المصالحة»، و«سيستمر أيضاً»، لكنه لم يحسم بأن الأطراف الثلاثة ستكون ضمن تكتل واحد بعد، قائلا إن الأمر لا يزال من المبكر الجزم به.
وبعد انتخاب بري لولاية جديدة في رئاسة البرلمان، في جلسة ستعقد في 23 مايو (أيار) الجاري، سيتفرغ النواب للمشاركة في الاستشارات النيابية الملزمة لدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لتزكية مرشح لرئاسة الحكومة.
ولم يحسم «الاشتراكي» بعد تسمية رئيس الحكومة الحالي سعد الحريري لرئاسة الحكومة، على ضوء التباين الذي اعترى علاقة الحليفين السابقين، خلال فترة الانتخابات النيابية. وقال عبد الله لـ«الشرق الأوسط»، أن الكتلة والنائب وليد جنبلاط والنائب المنتخب تيمور جنبلاط، يناقشون الموضوع الذي «سيتم البتّ به بعد انتخاب رئاسة مجلس النواب».
ويجعل موضوع الحقائب الحكومية من مهمة الرئيس الذي سيسميه النواب، مهمة شائكة، بالنظر إلى مطالب جميع الأطراف بالحقائب والحصص الوزارية. ويطالب «التقدمي الاشتراكي» هذه المرة بأن تكون حقائب ثلاث وزارات من حصته، إذ أعلن عبد الله أن «الاشتراكي» «لطالما كان يسهل التسويات السياسية للحفاظ على وحدة الجبل، لكنه لم يُقابل بتفهّم من الأطراف السياسية الأخرى»، لافتاً إلى أنه «يمكن أن يكون هذه المرة أكثر تشدداً بالحقائب والحصص».
ويتمثل «التقدمي الاشتراكي» في الحكومة الحالية بوزارتين من أصل ثلاث حقائب مخصصة للطائفة الدرزية، هما وزارة التربية ووزارة الدولة لشؤون حقوق الإنسان، فيما منحت الحقيبة الثالثة (وزارة المهجرين) للوزير طلال أرسلان.
وطالب عبد الله بألا تكون الحقائب حكراً على طرف دون آخر، ويجب أن يكون هناك تمثيل عادل بالحقائب الوزارية. وعما إذا كان يلمّح إلى «الحقائب السيادية» التي جرى العرف منذ التسعينيات على أن توزع على 4 طوائف، قال عبد الله: «لا مادة دستورية تحدد هذا التوجه. يجب أن تكون هناك عدالة بالتوزيع بين كل الأطراف السياسية. هناك تقسيم غير منطقي لتكتلات سياسية درجة أولى أو ثانية، وهو تمييز لا يمكن أن يستمر، ويناقض مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة بالتوزيع». وأضاف: «يجب أن يكون رئيسا الجمهورية والحكومة أكثر تفهماً وتنازلاً للكتل السياسية الأخرى، وأقل مطالبة بالحقائب»، مشيراً إلى أن المطالبة بالحقائب «تحتاج إلى تواضع».
وتمثلت الطائفة الدرزية في حقيبة سيادية، هي الداخلية، في الستينيات من القرن الماضي، مرتين عبر رئيس الحزب الراحل كمال جنبلاط، وهي المرحلة التي يقول عنها «الاشتراكي» أنها مرحلة ذهبية، كون جنبلاط «حمل حق الناس بالتظاهر، بصدره، ومنح تصاريح لأحزاب محظورة»، ويؤكدون أنه «لا مشكلة أن تتكرر هذه التجربة في الداخلية أو سواها من الوزارات مثل الخارجية أو غيرها».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».