تونس: أغانٍ للحياة في {عيد الرعاة}

جانب من مهرجان عيد الرعاة
جانب من مهرجان عيد الرعاة
TT

تونس: أغانٍ للحياة في {عيد الرعاة}

جانب من مهرجان عيد الرعاة
جانب من مهرجان عيد الرعاة

تأتي الصور تباعا مفعمة بالحياة والحب والجمال الطبيعي من الدورة السابعة لعيد الرعاة الذي تحتضنه منطقة الوساعية الهادئة من ولاية - محافظة - القصرين (وسط غربي تونس). التظاهرة التي أعادت الدفء الإنساني إلى مناطق ريفية نائية، مكّنت هذه السنة وبالتحديد من 11 إلى 14 مايو (أيار) الحالي، من استقبال وفود فنية من خارج تونس، على غرار وفود غجرية من إسبانيا وأوكرانيا، والأرجنتين، والبدو من الجزائر، علاوة على وفود من بلدان عربية وأفريقية بالإضافة إلى مشتركين من مختلف أرياف تونس.
أشاعت التظاهرة التي اتخذت شعار «جبال العالم تلتقي في سمامة»، الكثير من الفرح والبهجة بين صفوف سكان مناطق ريفية تربّوا على حب الطبيعة وترديد الغناء البدوي الشجي وتناول الأكلة البسيطة المعتمدة على ما ينتجه الوسط الريفي من ثمار وغلال وحليب ولحوم في معظمها ذات طابع بيولوجي.
عن هذه التظاهرة التي تستقطب الاهتمام من سنة إلى أخرى، أكّد عدنان الهلالي مدير المهرجان، أنّه يفاجأ من دورة إلى أخرى بحب العودة إلى أحضان الطبيعة من قبل الكثير من الناس وتعلقهم بما هو بسيط بعيداً عن تعقيدات الحضارة بمختلف مستوياتها.
ويضيف الهلالي قوله إنّ «الفنانين المشاركين في الدورة السابعة من مهرجان الرعاة مولعون بالفن البدوي الأصيل وبنبرة الجبال الثقافية الداعية إلى التعلّق بالهضاب والجبال، وهم قادمون إلى تونس من جبال الكاربات في أوكرانيا وجبال الأنديز في الإكوادور والأرجنتين وجبال البريني جنوب غربي أوروبا بين فرنسا وإسبانيا وجبال الأوراس في الجزائر، وهم كلهم محبة وسرور بمشاركة رعاة جبل سمامة (منطقة الوساعية)، فرحتهم بهذا العيد الذي يحمل في طياته حكايات وعبر لن يمحوها الزمن عن سكان الجبل الذين ظلوا متشبثين بأراضيهم وبهضابها الشاسعة وغاباتها العامرة». وككل دورة من دورات هذا المهرجان الوحيد من نوعه في تونس، عبّر سكان منطقة الوساعية عن فرحتهم البالغة بعيد الرعاة الذي أوجد لهم عيدا وزرع في قلوبهم المتألمة على حال جبالهم ومنطقتهم المنسية، الفرح والأمل بغد أفضل لهم ولأبنائهم.
تنتهي الدورة السابعة من عيد الرعاة وكل الأهالي ما زالوا يستحضرون بغبطة غامرة العرض الفني الذي حمل عنوان «نجمة كونية» فقد أثثه فنانون عالميون من إسبانيا (أستر روكا)، والبنين (أفسات لاموي)، والسنغال (داودي نيانغا)، والأرجنتين (دوار سيفوري)، وأوكرانيا (أولغا بيريزا)، وغينيا (أمو أكياراتي)، وموريتانيا (ماما عايشة باثيلي)، وفلسطين (فرقة جفرا)، والجزائر (فرقة النمامشة)، وتونس (محرز العبيدي)، إلى جانب فناني ومبدعي جبل سمامة، وهم يأملون في الالتقاء من جديد خلال الدورة المقبلة.



تقنية جديدة لتقليل مدة التئام العظام

يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
TT

تقنية جديدة لتقليل مدة التئام العظام

يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)

طوّر فريق بحثي من جامعة هونغ كونغ في كوريا الجنوبية، طلاءً مبتكراً يستجيب للضوء لتسريع اندماج العظام مع الزّرعات الجديدة بعد إجراء جراحات العظام. وقد ثَبُت أن الطلاء المطور يقلّل من وقت الالتئام إلى أسبوعين فقط، ممّا يسرّع معدل التعافي بعد الجراحة إلى الضعف، فضلاً عن تقليل خطر رفض الجسم للغرسات.

ويستكشف حالياً، الفريق صاحب الابتكار، بقيادة البروفيسور كيلفن يونغ واي كوك، من قسم جراحة العظام والصّدمات، كلية الطب السريري في جامعة هونغ كونغ (HKUMed)، تطبيق هذه التكنولوجيا في جراحات استبدال المفاصل الاصطناعية، بما في ذلك جِراحات استبدال الركبة التي تُجرى بشكلٍ شائع في هونغ كونغ.

وفي بيان صحافي صدر الجمعة، قال يونغ واي كوك: «أثبتت التّجارب على الحيوانات أن هذه الطريقة تعمل على تسريع عملية دمج العظام مع الغرسة بشكلٍ كبيرٍ، مما يؤدي إلى زيادة مضاعفة في معدل الاندماج».

ووفق النتائج المنشورة في دورية «أدفانسد فانكشينال ماتيرالز»، فإن عملية دمج العظام مع الغرسة تسارعت من 28 يوماً إلى 14 يوماً فقط، مما أدى إلى مضاعفة السرعة بشكل فعّال.

وتُمثّل هذه الدراسة أول دراسة تَستخدم تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية بشكل غير جراحي. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تقدّمٍ كبيرٍ في تطوير مواد حيوية جديدة قادرة على التّحكم عن بُعد في البيئة المناعية للعظام.

ويمكن أن يؤدي الاضطراب في البيئة المناعية العظمية أثناء مرحلة ما بعد الزّرع إلى ارتخاءِ الزرعة الجديدة، وإطالة وقت التعافي وزيادة المضاعفات بعد الجراحة، مما يؤدي في النهاية إلى فشل الزرعة. ولمعالجة هذه التحديات، طور فريق جامعة هونغ كونغ الطبية طلاءً مبتكراً يستجيب للضوء القريب من الأشعة تحت الحمراء (NIR)، يؤثر بشكل إيجابي على استجابة الخلايا المناعية، ممّا يُقلل بشكلٍ فعّالٍ من الالتهاب الحاد خلال المرحلة الحاسمة بعد الزرع.

وتتضمن هذه العملية توليد تيار ضوئي يُحفِّز تدفُّق الكالسيوم المتزايد في نوعٍ من الخلايا المناعية يُعرف بالخلايا البلعمية، مما يخلق بيئة مناعية عظمية أكثر ملاءمة. وهذا يُعزّز بدوره تكوين العظام، وبالتالي تسريع عملية دمج العظام بالزرع.

وتلعب الخلايا البلعمية دوراً محورياً في عملية تجديد العظام، وهي من بين الخلايا المناعية الأولى التي تستجيب، فتبدأ تفاعلاً متسلسلاً ضرورياً لتكامل العظام مع الغرسة.

وعند إدخال الغرسات، تُصبح هذه الخلايا المناعية نشِطة وتحفّز استجابة التهابية حادة، وتُطلِق السيتوكينات المؤيّدة للالتهابات، لتسهيل تجنيد الخلايا الجذعية المتوسطة (MSCs) وبدءِ عملية تجديد العظام. لذلك، من الأهمية في مكان استعادة بيئة متوازنة بين العظام والغرسة، خصوصاً بعد مرحلة الالتهاب الأولية، لمنع الالتهاب طويل الأمد وضمانِ نجاح تكامل الغرسة.

وعادةً ما يجري طلاء الغرسات العظمية بثاني أكسيد التيتانيوم (TiO2)، وهو غير سامٍ لخلايا العظام والبكتيريا، ولكن لديه حدود في استجابته للأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء.

في هذه الدراسة، استخدم فريق البحث هيدروكسيباتيت (HA)، المكوِّن الأساسي للعظام والأسنان، لتطوير سطحٍ قابلٍ للإثارة يستجيب للتيار الضوئي.

ويُولِّد الطلاء الجديد إشارات ضوئية كهربائية عند تعرّضه للأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء، ممّا يقلّل بسرعة من الالتهاب الحاد ويخلق بيئة مناعية مفيدة مصمّمة لحالة المريض، ويؤدي في النهاية إلى تسريع تكامل العظام مع الغرسة ويجعل الغرسات أكثر أماناً.

وأضاف البروفيسور يونغ واي كوك قائلاً: «نجح فريقنا في تطوير آلية جديدة تعمل على تعديل تمايز الخلايا المناعية بشكل غير جراحي وفقاً لدورة المناعة لدى المريض واحتياجاته»، وتابع: «هذا الاكتشاف له تأثيرٌ عميق على معدل نجاح جراحة العظام ويوفر اتجاهاً جديداً لمعالجة التّحديات السريرية، مثل رفض الزرع».