صحافيو كردستان يناشدون الأمم المتحدة التدخل لكشف ملابسات اغتيال أحد رفاقهم

الادعاء العام يعترض على قرار الحكومة تشكيل لجنة للتحقيق في مقتل كرمياني

صحافيو كردستان يناشدون الأمم المتحدة التدخل لكشف ملابسات اغتيال أحد رفاقهم
TT

صحافيو كردستان يناشدون الأمم المتحدة التدخل لكشف ملابسات اغتيال أحد رفاقهم

صحافيو كردستان يناشدون الأمم المتحدة التدخل لكشف ملابسات اغتيال أحد رفاقهم

تظاهر عدد كبير من الصحافيين الأكراد من مختلف التيارات والاتجاهات السياسية والفكرية والإعلامية في مدينة أربيل صباح أمس تنديدا بمقتل الصحافي الكردي كاوه كرمياني، الذي اغتيل في الخامس من الشهر الحالي أمام منزله وأنظار والدته في بلدة كلار بمحافظة السليمانية من قبل مسلحين مجهولين.
واختار المتظاهرون مقر ممثلية الأمم المتحدة في أربيل لتكون وجهتهم ورفعوا شعار «لا لقتل القلم.. القلم أحد من الرصاص»، مطالبين إياها بالتدخل عبر منظماتها المتخصصة في مجال العدل وسيادة القانون لكشف المتورطين في مقتل زميلهم كرمياني. وفي بيان ألقي باسم الصحافيين المشاركين في المظاهرة التي نظمتها مجموعة «زار» الكردية للدفاع عن الحقوق العامة والحريات في الإقليم، جرى التأكيد على أن مقتل الصحافي كرمياني بهذه الطريقة «يعتبر عامل تهديد ضد حياة جميع الصحافيين في إقليم كردستان من المدافعين عن محاربة الفساد ويفتح الأبواب أمام الإرهاب للتفشي في المجتمع وخلق حالة فوضى لن يكون من السهل السيطرة عليها». وأوضح البيان أن السلطات في الإقليم تؤكد دوما على سلامة المواطنين لكن الأحداث الأخيرة والتي انتهت بمقتل كرمياني تثير القلق والشكوك حول المستقبل الذي ينتظره صحافيو الإقليم.
هجار أنور، المتحدث باسم المجموعة، قال إن «على حكومة إقليم كردستان الإسراع بالكشف عن مرتكبي هذه الجريمة وإعلان نتائج كل التحقيقات بشفافية وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات الشجب والاستنكار». وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مقتل صحافي أمام بيته بهذه الطريقة حادثة غير مسبوقة في الإقليم»، مشددا على أن صحافيي الإقليم «لن يبقوا مكتوفي الأيدي، وسيحاولون الضغط بكل الطرق السلمية والقانونية على الجهات المسؤولة لعدم لكشف الحقيقة».
وردا على مزاعم عن تورط محمود سنكاوي، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني في الاغتيال، بين سنكاوي في بيان خاص نشر عبر وسائل الإعلام التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني أنه لا علاقة له بمقتل كرمياني ولا دخل له في المسألة، مضيفا أنه رغم سوء التفاهم الذي كان موجودا بينه وبين الضحية فإنه احترم القانون والقضاء وذهب ثلاث مرات للمحكمة عندما أبلغ بالحضور لقضية كان الضحية قد رفعها ضده، لكن الأخير لم يحضر. وأكد سنكاوي أن حزبه كان دوما مؤمنا بحرية الرأي والديمقراطية ولن يرضى بدور المتفرج لكشف مرتكبي هذه الجريمة التي لها علاقة مباشرة بالسمعة السياسية لإقليم كردستان الذي بني على أساس الديمقراطية واحترام الرأي الآخر وحرية التعبير.
وكان مجلس وزراء الإقليم قد قرر أول من أمس تشكيل لجنة للمتابعة والتحقيق في قضية مقتل كرمياني برئاسة نوروز عمر محيي الدين، المستشار القانوني في رئاسة مجلس الوزراء، وعضوية ممثلين عن وزارة الداخلية ومديرية الأمن (الأسايش) في الإقليم ونقابة صحافيي كردستان ومركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحافيين في إقليم كردستان. لكن هيئة الادعاء العام في الإقليم عدت تشكيل هذه اللجنة «عملا غير قانوني» ووصفته بـ«التدخل في شؤون السلك القضائي». وقالت في بيان، إن «التحقيق في ملابسات القضية هو من اختصاص السلك القانوني ولا يحق لأي جهة أو سلطة أخرى التدخل فيما يخص هذه التحقيقات».
وفي تصريح للصحافيين أكد سفين دزيي، المتحدث الرسمي لحكومة إقليم كردستان العراق، أن اللجنة المشكلة لا تتدخل في الأمور القضائية، بل كان تشكيلها لمجرد التعاون مع السلك القضائي لكشف الملابسات الحقيقية التي أدت إلى مقتل الصحافي كرمياني. كما بين دزيي أن «حكومة إقليم كردستان شكلت هذه اللجنة كواجب وطني يقع على عاتق الحكومة لكشف مرتكبي الجريمة».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.