«يلاّ نغرّد»... مؤتمر لـ«تويتر» من أجل معرفة أفضل للموقع

يُعقَد لأول مرة في لبنان ويتضمن ورشات عمل تدريبية

«يلاّ نغرّد»... مؤتمر لـ«تويتر» من أجل معرفة أفضل للموقع
TT

«يلاّ نغرّد»... مؤتمر لـ«تويتر» من أجل معرفة أفضل للموقع

«يلاّ نغرّد»... مؤتمر لـ«تويتر» من أجل معرفة أفضل للموقع

«تويتر» الموقع الإلكتروني الأكثر شهرة بين وسائل التواصل الاجتماعي، لا يعرف كثيرون كيفية استخدامه ضمن المعايير الخاصة به. وانطلاقاً من هذه النقطة ينظّم الموقع مؤتمره الأول في لبنان تحت عنوان «يلاّ نغرّد»، الاسم الذي أطلقه عليه وزير الإعلام في لبنان ملحم رياشي، راعي هذا الحدث.
«هو كناية عن ورشة عمل تدريبية تديرها الدكتورة كندة إبراهيم مديرة (تويتر) في الشرق الأوسط»، توضح لنا، ريما يوسف إحدى المشرفات على تنظيم هذا المؤتمر الذي ينعقد، اليوم. وتضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «سيتضمن جلسات نقاش من أجل معرفة أفضل لهذا الموقع ولاكتساب المهارات المرتبطة به».
وحسب يوسف فإنّ أبواب المؤتمر مفتوحة أمام الأشخاص الذين يعملون في المجالات العامة مجاناً، على أن يكونوا قد تسجلوا مسبقاً لحضوره. فالتدريب هو من أجل تواصل افتراضي أفضل يعزز استخدام «تويتر» ويبرز أهميته. وهي من العناصر الأساسية التي سيُلقى الضوء عليها في هذا الحدث.
هذا المؤتمر الذي ينعقد سنوياً في بلدان مختلفة بينها جنيف والولايات المتحدة والسعودية وغيرها يستضيفه لبنان للمرة الأولى كي يواكب وسيلة التواصل هذه التي تنقص مستخدميها ثقافة استعمالها. «البعض يستخدمه بطريقة سطحية والمؤتمر ينعقد في هذا الصدد كي تصبح لدينا خلفية واضحة عن الطرق التي يجب أن نتقنها خلال لجوئنا إليه كوسيلة تواصل»، تضيف يوسف في سياق حديثها. فاستخدام هذه الشبكة الاجتماعية بالشكل الصحيح يمكّن صاحبها من الوصول إلى أكبر عدد من الناس قد لا تصلهم المعلومة نفسها عبر وسائل اجتماعية أخرى.
ويرى خبراء في استخدام «تويتر» أنّ هناك نقاطاً عديدة تخوّل صاحب هذه الخدمة أن يحقق النجاحات اللازمة من خلالها كمحتوى «البوست» الذي ينشره والذي يجب أن يكون مفيداً ومثيراً للاهتمام. وعلى المؤسسات التي تعتمد هذه الخدمة في تواصلها مع متابعيها أن تقدم تفاعلاً حياً معهم فتردّ على تساؤلاتهم واستفساراتهم بشكل سريع وتدوّن وتهتم بمقترحاتهم.
ومن القواعد الأساسية التي يجب أن يتمتع بها مستخدم «تويتر» كتابة التغريدة بشكل واضح وبلغة واحدة وموجزة يتلقاها متابعها ويشعر بأنّها تخاطبه مباشرة. وحسب إحدى الشركات التي ترتكز على هذه الخدمة مع زبائنها اكتشفت أن التغريدات التي تُكتب في جمل كاملة من دون اختصارات تسهل قراءتها وبالتالي تحصل على المزيد من إعادات التغريد.
ومن النصائح التي تدور في فلك هذه الخدمة أيضاً، تلك التي تتعلق بعدم إهمال حساب «تويتر» من قبل صاحبه في أثناء أيام العطلة وعدم تكثيف «الهاشتاغات» في «البوست» الواحد، وكذلك ضرورة إرفاقه بصور تضيف إليه خلفية واضحة لاستيعاب الفكرة المراد إيصالها. ومن المستحسن أن تكون الصورة مستحدثة من المغرد نفسه بحيث لا تكون مستهلكة على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام.
ويلقي الوزير ملحم رياشي كلمة في المناسبة يشكر فيها التعاون السريع الذي تمّ بين «تويتر» ووزارة الإعلام، كما سيكون لديه ملاحظات يتوجه بها إلى مديرة «تويتر» في الشرق الأوسط يطالب فيها بوضع معايير أخلاقية يفرضها الموقع على مستخدميه من خلال فريق خاص يشرف على هذا الموضوع تحت طائلة إلغاء حسابات من يخالفها.
ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لأنّ هذه الخدمة هي من الأشهر بين زميلاتها (فيسبوك وإنستغرام وسناب شات وغيرها) وتنطبع بالجدية وبسرعة إيصال الفكرة إلى الآخر أقترح على المسؤولين ضيوفنا من (تويتر) أن يعطوا أهمية لهذا الموضوع الذي يشوب هذه الخدمة، كما يتيح لكثيرين من مستخدميه بصورة سلبية تشويه أهمية الخدمة». ويضيف: «لديّ ملاحظة أخرى تقنية سأنقلها إليهم تتمثل في وجوب ظهور أي تغريدة جديدة يتلقاها متابع (تويتر) عبر شاشة جهازه المحمول، مما يضعه على تماسٍّ مباشر وسريع مع هذه الخدمة من دون العودة دائماً إلى حسابه للوقوف على التغريدات الجديدة التي تَرِدُه».
ويؤكد الوزير رياشي أنّ «تويتر» رحّب بإقامة هذا المؤتمر في لبنان لا سيما أن هيكلية وزارة الإعلام الراعية الأساسية والداعية الرسمية له، تتبنى الحوارات عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولا سيما تلك المتعلقة بـ«تويتر» لأنها الوسيلة الاجتماعية الأشهر والأكثر فعالية بفضل جدّيتها. فهو كغيره من السياسيين في لبنان والعالم يستخدم هذه الوسيلة الاجتماعية الرزينة أكثر من غيرها، ويطلق أحياناً كثيرة مواقف سياسية منها، ويرد من خلالها على مواقف زملاء له أيضاً.
ويتابع في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «سأعلن من خلال هذا المؤتمر أنّ وزارة الإعلام وضمن هيكليتها الجديدة ستستحدث دائرة خاصة بوسائل التواصل الاجتماعي تعتمد (تويتر) خدمةً أساسية فيها».
كان «تويتر» قد أعلن مؤخراً عن مضاعفة عدد الحروف المستخدمة في التغريدات لترتفع إلى 280 حرفاً، بعدما كانت محددة بـ140 للتغريدة الواحدة. وفي هذه العملية إيجابيات عدة أهمها الإتاحة للمغرد بالتعبير عن المزيد من أفكاره. وطبّقت إدارة الموقع زيادة حروف التغريدات على جميع اللغات بما فيها العربية، باستثناء 3 لغات هي اليابانية والكورية والصينية. وأرجعت إدارة الموقع ذلك إلى أنّ المغردين بتلك اللغات يمكنهم التعبير عن الكثير من المعلومات بعدد قليل من الأحرف ما يعني عدم حاجتهم إلى مضاعفة الحد المسموح به كباقي اللغات.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».