خمس قنوات تونسية تعرض وثائقياً عن «الإرهاب»

لفهم ظاهرة انتشار الإرهاب ونجاح التنظيمات الإرهابية في استقطاب الآلاف من الشباب التونسي، تعرض خمس قنوات تلفزيونية الفيلم الوثائقي «نحو السراب» الذي ساهم في إعداده الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان بالتعاون مع جمعية «بادر» للمواطنة والتنمية العادلة (جمعية حقوقية مستقلة).
يرصد الفيلم لمدة 30 دقيقة مخاطر التطرف العنيف والاستقطاب والتجنيد لفائدة الجماعات المتطرّفة التي تترصد الشباب التونسي، وتدفعهم إلى الانزلاق في متاهات العنف وإنكار الآخر والتشدد؛ في محاولة لطرح الأسباب العميقة التي تقف وراء تورطهم.
فيلم «نحو السراب» عُرض لأول مرة يوم الجمعة 11 مايو (أيار) الحالي في مدينة الثقافة (وسط العاصمة التونسية)، كما عُرض مساء يوم أمس في ثلاث قنوات تلفزيونية خاصة، وهي «نسمة» و«حنبعل» و«الحوار التونسي» على أن يعرض اليوم على القناة الوطنية الأولى (حكومية) وقناة «التاسعة» الخاصة.
يقدّم الفيلم خمس شهادات حية لشبان تونسيين التحقوا بالتنظيمات الإرهابية، من بينهم الشاب التونسي مراد الذي وقع في شراك الجماعات المتطرفة ليعيش فيما بعد انكسارات وتداعيات وخيبة دمرت حياته وجعلته يواجه مستقبلاً قاتماً، وفي ذلك رسالة مبطنة إلى باقي الشباب المهمش الذي قد تغريه قوة سلاح المنضمين إلى التنظيمات الإرهابية، لكنّ النتائج غالباً ما تكون وخيمة على الملتحقين بتلك التنظيمات وعلى عائلاتهم. عرض الفيلم معاناة حقيقية لشبان من أحياء شعبية تونسية على غرار سيدي حسين ودوار هيشر وحي التضامن (وهي أحياء محيطة بالعاصمة التونسية).
يسلط المشهد الافتتاحي لفيلم «نحو السراب» الضوء على عنف البوليس التونسي في التعامل مع أحباء الفرق الرياضية، من خلال تصوير البطل الرئيس (لاعب كرة) وهو يتعرض رفقة أصدقائه إلى ملاحقة الشرطة بعد إلقائه شمروخاً داخل ملعب لكرة القدم، بالإضافة إلى مظالم متنوعة يتعرّض لها من قبل مدربه والأسرة والأصدقاء؛ الأمر الذي يدفعه إلى الانغلاق على نفسه، وتبدأ خطوته الأولى إلى طريق التنظيمات الإرهابية بعد ملاقاة صديق قديم له.
أما بشأن رسائل هذا الفيلم، فقد أكد مهدي بن غربية، الوزير التونسي المكلف بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان، الذي حضر العرض السينمائي الأول لهذا الفيلم، أن عملية الإنتاج تعد التجربة الأولى من نوعها في تونس باعتبار إنجازها في إطار شراكة ثلاثية بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص من ناحية، ولأنها تجسد فكرة إشراك الشباب في مرحلة الكتابة السينمائية الهادفة من ناحية ثانية. واعتبر أن هذا الحدث يندرج في إطار آليات عمل «منصة الخطاب البديل» التي أرستها الوزارة «بهدف تطوير وإنتاج وترويج خطاب بديل للتطرف والإرهاب بالشراكة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص».