السودان يقر بورصة للعقارات

تنطلق العام المقبل

السودان يقر بورصة للعقارات
TT

السودان يقر بورصة للعقارات

السودان يقر بورصة للعقارات

أجازت هيئة سلطة المال في السودان، إنشاء بورصة للعقارات في البلاد، لتنظيم السوق وضبط عمليات البيع والشراء، وحددت بداية العام المقبل موعدا للانطلاق الفعلي.
ووفقا للقرار، سيتم تأسيس مؤسسة حكومية تنظم عمل البورصة العقارية، التي ستكون ضامنة في عمليات البيع والشراء لجميع أنواع العقارات والمباني، بما في ذلك ضمان وسلامة المستندات التي تتداول بين البائع والمشتري.
يشكل العقار في السودان، أحد أهم الاستثمارات في المنظومة الاقتصادية، ويوصف بأنه أفضل استثمار طويل الأجل، إلا أنه يواجه تحديات كبرى، فهو بحاجة إلى رساميل كبيرة، بالإضافة إلى أهمية استقرار السياسات الاقتصادية، التي تعد أكبر مسبب للضبابية التي تعاني منها السوق حاليا.
وقال المدير العام لسوق الخرطوم للأوراق المالية، الدكتور أزهري محمد، لـ«الشرق الأوسط»: «إنشاء بورصة للعقار في السودان من شأنه إغلاق الباب أمام الممارسات غير السليمة في سوق العقار في البلاد، حيث ستكون البورصة هي المكان الوحيد الآمن لتداول وشراء وبيع العقارات في السودان».
وأضاف محمد، أن كل عمليات البيع والشراء للعقارات ستكون داخل البورصة من خلال عروض يقدمها البائع، وتعرض تفاصيلها في شاشات التداول المعروفة في أسواق البورصة، ثم يتقدم المشتري من خلال هذه الشاشات لتنفيذ عملية شراء أو بيع، عن طريق وسطاء من الشركات والسماسرة، على أن يتم التداول في المرحلة الأولى داخل القاعة مباشرة ثم مرحلة التداول عن بعد.
وأوضح أن أول قاعة للتداول العقاري ستدشن بداية العام المقبل بالخرطوم، في المقر الجديد لسوق الخرطوم للأوراق المالية في مجمع شروني، مشيرا إلى أن هناك فروعا ستقيمها السلطة في جميع ولايات السودان، ويعرض من خلالها كل أنواع العقارات السكنية والزراعية.
وأشار إلى أن هيئة سوق المال ستعين عددا من شركات الوساطة لهذه المهمة، وذلك لمساعدة المواطنين على الإلمام وكيفية الدخول والاستفادة من خدمات البورصة العقارية، والمزايا التي تحققها لملاك العقارات، حيث ستضم البورصة كل الجهات ذات الصلة بالعقار في السودان.
ويعتقد خبراء ومستشارون قانونيون أن إنشاء بورصة للعقار في السودان سيغلق الباب تماما أمام التلاعب والتزوير في المستندات والخرائط والعقود الخاصة بالمباني والعقارات السكنية والزراعية والاستثمارية في الخرطوم، وبقية الولايات الأخرى.
وقال المستشار القانوني الدكتور فيصل عبد الله، إن قيام بورصة العقارات في السودان سيعمل على تثبيت أسس جديدة لتحديد أسعار الأراضي، على نحو يجعل الاستثمار والمعاملات العقارية قائمين على قاعدة أساسية للبيع والشراء، تتحرك صعودا وهبوطا، وفقا للقيمة الحقيقية.
وأشار عبد الله إلى فرص نجاح بورصة للعقارات في السودان؛ خاصة أن «السنوات الأخيرة شهدت دخول شركات كبيرة في مجال الاستثمار والمعاملات العقارية، على قاعدة أساسية، مفادها أن الاستثمار العقاري بات هو الأنجح لكل مستثمر».
وطالب بأن تتضمن البورصة عرضا حقيقيا لعروض أسعار أسهم الشركات العقارية، وأسعار الشقق السكنية للمدن الكبيرة في السودان والأراضي الخالية، وهو ما يضمن للمجتمع منع التلاعب بأسعار الأراضي، صعودا وهبوطا.
وقال عاطف عبد الواحد قباني، الذي يعمل في سمسرة العقارات، لـ«الشرق الأوسط»، إن إنشاء بورصة عقارية يعني قيام مؤسسة حكومية محايدة، تمتلك كل المعلومات والمستندات حول الأراضي في السودان، كما «ستعطي الثقة في أرقام وسجلات البيع والشراء والمستندات التي تتم بها العملية، حيث ستتيح للطرفين التأكد من المعاملة من داخل مقر البورصة».
ورهن قباني نجاح البورصة في البلاد، باستقرار سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار؛ حيث يواجه المشترون والبائعون موجة من عدم الاستقرار في السوق.
وبداية الأسبوع الجاري، تم إدراج سوق الخرطوم للأوراق المالية في منظومة قاعدة بيانات الأسواق المالية العربية لدى صندوق النقد العربي.
ويحتل السودان المرتبة الأولى بالنسبة لمعدل النمو بين البورصات العربية، والمرتبة الثالثة عشرة من حيث القيمة السوقية. وباشر صندوق النقد العربي احتساب مؤشر خاص بسوق الخرطوم للأوراق المالية التي تضم 36 شركة، تمثل قيمتها السوقية نحو 80 في المائة من القيمة الإجمالية للسوق في نهاية العام الماضي.



في تحول عن خطط حملته... ترمب يناقش فرض تعريفات جمركية على الواردات الحيوية فقط

مع البيت الأبيض في الخلفية... الرئيس دونالد ترمب يتحدث خلال تجمع بواشنطن الاثنين (أ.ب)
مع البيت الأبيض في الخلفية... الرئيس دونالد ترمب يتحدث خلال تجمع بواشنطن الاثنين (أ.ب)
TT

في تحول عن خطط حملته... ترمب يناقش فرض تعريفات جمركية على الواردات الحيوية فقط

مع البيت الأبيض في الخلفية... الرئيس دونالد ترمب يتحدث خلال تجمع بواشنطن الاثنين (أ.ب)
مع البيت الأبيض في الخلفية... الرئيس دونالد ترمب يتحدث خلال تجمع بواشنطن الاثنين (أ.ب)

يستكشف مساعدو الرئيس المنتخب دونالد ترمب، خططاً لفرض تعريفات جمركية على جميع البلدان، ولكنها ستغطي فقط الواردات الحيوية، وفقاً لثلاثة أشخاص مطلعين على الموضوع، وهو تحول رئيسي عن خطط ترمب خلال حملته الرئاسية لعام 2024. وإذا تم تنفيذ هذه الخطط الناشئة، فإنها قد تؤدي إلى تقليص بعض العناصر الأكثر شمولاً في خطط حملة ترمب الانتخابية، ولكنها قد تؤدي على الأرجح إلى تقويض التجارة العالمية وتخلِّف عواقب وخيمة على الاقتصاد الأميركي والمستهلكين، وفق صحيفة «واشنطن بوست».

وانخفض مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.7 في المائة ليصل إلى 108.14، بعد نشر تقرير الصحيفة، وذلك بعد أن كان قد سجل صباحاً 108.44، متراجعاً من أعلى مستوى له في أكثر من عامين، والذي بلغ 109.54 يوم الخميس الماضي.

وفي حملته الانتخابية، كان ترمب قد دعا إلى فرض «تعريفات شاملة» تصل إلى 10 أو 20 في المائة على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة. وحذر الكثير من الاقتصاديين من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى صدمات سعرية قد تُزعزع استقرار الأسواق، كما أن الكثير من الجمهوريين في الكونغرس قد ينتقدون هذه الخطط.

وقبل أسبوعين من توليه منصب الرئيس، لا يزال مساعدو ترمب يناقشون فرض رسوم جمركية على السلع المستوردة من جميع الدول، وفقاً للمصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها نظراً للخصوصية التي تحيط بهذه المناقشات. ولكن، بدلاً من فرض التعريفات على جميع الواردات، تركز المناقشات الحالية على تطبيقها فقط على بعض القطاعات الحيوية التي تُعد ضرورية للأمن الوطني أو الاستقرار الاقتصادي. ويُعد هذا التحول تخلياً عن أحد جوانب تعهدات ترمب الانتخابية في الوقت الحالي، حسبما أشارت المصادر التي حذرت من أن القرارات النهائية لم تُتخذ بعد وأن التخطيط لا يزال في مرحلة عدم الاستقرار.

يعكس هذا التحول المحتمل اعترافاً بأن الخطط الأولية لترمب، التي كانت ستؤثر بشكل ملحوظ على أسعار واردات الطعام والإلكترونيات الاستهلاكية الرخيصة، قد تكون غير شعبية سياسياً وقد تزعزع الاستقرار. ومع ذلك، لا يزال الفريق الحالي لترمب مصمماً على تنفيذ تدابير صعبة يصعب التلاعب بها من خلال شحن المنتجات عبر دول ثالثة.

وحتى الآن، لم يتضح بعد أي الصناعات أو الواردات التي ستواجه الرسوم الجمركية. ومع ذلك، قالت المصادر إن المناقشات الأولية تركزت بشكل كبير على قطاعات رئيسية يسعى فريق ترمب إلى إعادتها إلى الولايات المتحدة. وتشمل هذه القطاعات سلاسل توريد الصناعات الدفاعية (من خلال فرض رسوم جمركية على الفولاذ والحديد والألمنيوم والنحاس)، والإمدادات الطبية الحرجة (مثل الحقن والإبر والقوارير ومواد الأدوية)، وإنتاج الطاقة (مثل البطاريات والمعادن النادرة وحتى الألواح الشمسية).

من غير الواضح أيضاً كيف تتقاطع هذه الخطط مع نية ترمب المعلنة بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على المكسيك وكندا، و10 في المائة إضافية على الصين، في حال عدم اتخاذها خطوات للحد من الهجرة والاتجار بالمخدرات. ويرى كثير من قادة الأعمال أن من غير المرجح تنفيذ هذه التدابير، لكنَّ بعض المطلعين على الموضوع قالوا إنه من الممكن أن تُنفَّذ هذه الرسوم إلى جانب فرض تعريفات جمركية شاملة على بعض القطاعات الحيوية.

قد تعكس القائمة القصيرة للتعريفات الجمركية الأولية أيضاً القلق المتزايد بشأن التضخم المستمر في العام المقبل. ففي ديسمبر (كانون الأول)، أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أن المسؤولين يتوقعون خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام بسبب استمرارية الزيادات في الأسعار التي تجاوزت التوقعات.

ومن بين القادة الرئيسيين الذين يقودون التخطيط المحلي في فريق ترمب، يوجد فينس هيلي، أحد كبار مساعدي الحملة الذي من المتوقع أن يدير مجلس السياسة المحلية في البيت الأبيض؛ سكوت بيسنت، الذي جرى ترشيحه لمنصب وزير الخزانة؛ وهاورد لوتيرنيك، الذي جرى ترشيحه لمنصب وزير التجارة. وقال أحد المطلعين على الأمر: «إن فرض تعريفات جمركية تستهدف قطاعات معينة سيكون أسهل قليلاً على الجميع قبوله في البداية. الفكرة هي أنه إذا كنت ستفرض تعريفات، فلماذا لا تبدأ بتلك التدابير المستهدفة؟ وهذا سيمنح الشركات حافزاً كبيراً للبدء في إنتاج منتجاتها داخل البلاد».

ورغم إعادة صياغة هذه الخطط، تظل الإجراءات عدوانية للغاية. إذا تم تنفيذ هذه السياسات، فقد تشكل واحداً من أكبر التحديات التي تواجه النظام التجاري العالمي في العقود الأخيرة. ويرى مستشارو ترمب أن هذه الجهود ضرورية لإعادة وظائف التصنيع إلى الاقتصاد الأميركي، ولكنها قد تؤدي إلى ردود فعل انتقامية من دول أخرى، مما يرفع الأسعار للمستهلكين والشركات على حد سواء.

وقد حذر الكثير من المطلعين على هذه المناقشات من أن ترمب قد يغير رأيه بسرعة، وأن السياسات الجمركية لم تُحدد بعد. وقال بريان هيوز، المتحدث باسم فريق ترمب الانتقالي في بيان: «لقد وعد الرئيس ترمب بسياسات تعريفية تحمي الشركات الأميركية والعمال الأميركيين من الممارسات غير العادلة من الشركات والأسواق الأجنبية». وأضاف: «كما فعل في ولايته الأولى، سينفذ سياسات اقتصادية وتجارية لجعل حياة الأميركيين أكثر يسراً وازدهاراً».

ويقول المنتقدون من مختلف الأطياف السياسية إن النسخ الأكثر اعتدالاً من خطط ترمب التجارية لا تزال متطرفة، معتبرين أن التعريفات الجمركية الشاملة سترتفع بأسعار المنتجات للمستهلكين والمصنعين الأميركيين. بينما يقول ترمب وحلفاؤه الحمائيون إن هذه الرسوم تدعم التصنيع المحلي من خلال تقديم حوافز مالية للشركات للاستثمار داخل البلاد. ويشير خبراء اقتصاديون من كلا الحزبين إلى أن هذه الخطط قد تؤدي إلى زيادة تكاليف المدخلات.

وقالت كيمبرلي كلاوسينغ، الخبيرة الاقتصادية في وزارة الخزانة في عهد الرئيس جو بايدن، التي تعمل الآن في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس ومعهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن: «إذا فرضنا رسوماً جمركية على جميع دول العالم، فلن يكون لدينا مكان نستورد منه سوى المريخ». وأضافت أن الغالبية العظمى من الواردات الأميركية هي سلع وسيطة تُستخدم في سلاسل الإمداد الخاصة بالشركات، وليست سلعاً نهائية. وأضافت: «وبذلك سنجعل من الصعب جداً على الشركات الأميركية التنافس مع أي شركات أخرى في العالم، لأن شركاتنا ستكون مضطرة إلى دفع أسعار أعلى للواردات».

وتسلط خطط التعريفات الجمركية الناشئة الضوء على ما من المرجح أن يكون أولوية رئيسية للإدارة المقبلة. خلال فترة ولايته الأولى، فرض ترمب رسوماً جمركية على سلع تقدَّر قيمتها بأكثر من 360 مليار دولار من الصين، خصوصاً الصلب والألمنيوم. وقد ركزت تهديداته التجارية في البداية على بكين، لكنَّ هذه السياسات أدت إلى زعزعة استقرار التجارة العالمية وتسببت في توترات مع حلفاء أميركا الجيوسياسيين.

وقد أدى فرض ترمب الرسوم الجمركية على الصين إلى زيادة كبيرة في واردات الولايات المتحدة من دول مثل فيتنام، حيث حوّل المصنعون البضائع لتجنب الرسوم الجمركية. وأعرب مستشارو ترمب وبايدن عن قلقهم من إمكانية استخدام الصين للمكسيك بوابةً للأسواق الأميركية. وفي الوقت الحالي، تمثل المكسيك أكثر من 87 في المائة من واردات الولايات المتحدة من الصلب، وهي زيادة تقترب من 500 في المائة عن المعدل التاريخي، وفق البيانات التي جمعها «التحالف من أجل أميركا المزدهرة»، وهي مجموعة تدعم القيود التجارية.

وقال تشارلز بونو، المحامي التجاري في التحالف، إن الحكومة الأميركية تجمع بالفعل معلومات مفصلة حول القطاعات الخاصة بالواردات، مما يجعل إضافة الرسوم الجمركية أمراً سهلاً نسبياً. وأضاف بونو: «إن فرض تعريفة جمركية بنسبة 20 في المائة على جميع البلدان يعد أمراً ممتازاً بالنسبة للإيرادات، ولكن إذا أرادوا تخصيصها قليلاً، فإن ذلك سيكون سهلاً في جدول التعريفات الجمركية، ولا توجد تكاليف إضافية في الامتثال أو الحاجة لإعداد قواعد جديدة».

وفي الأيام الأخيرة، كرر ترمب تفضيله الرسوم الجمركية، التي وصفها خلال حملته الانتخابية بأنها «أجمل كلمة في القاموس». ويوم الأربعاء، نشر على منصته «تروث سوشيال»: «الرسوم الجمركية، والرسوم الجمركية فقط، خلقت هذه الثروة الهائلة لبلدنا... الرسوم الجمركية ستسدد ديوننا وتجعل أميركا غنية مرة أخرى!».