عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودي، منحته جمهورية جيبوتي وسام «الاستقلال الوطني 27 يونيو بدرجة قائد»، وقام رئيس الوزراء الجيبوتي، عبد القادر كامل محمد، بتسليم رئيس مجلس الشورى الوسام بأمر من رئيس جيبوتي، إسماعيل عمر جيلي. وأعرب الدكتور عبد الله عن شكره لرئيس جيبوتي وللحكومة الجيبوتية على منحه هذا الوسام الذي يعد تقديراً من جيبوتي للدور الرائد للمملكة العربية السعودية في العالمين العربي والإسلامي.
> عصام بن عبد الله خلف، وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني في البحرين، استقبل في مكتبه بديوان الوزارة همبرت فنسنت بويمي، القنصل الفخري للاتحاد السويسري في المنامة، وأشاد بما تشهده العلاقات بين البلدين من تطور ورقي. كما تم استعراض مجالات التعاون بين البلدين الصديقين، والتباحث في مشاريع البنية التحتية التي تقوم بتنفيذها الوزارة، ومدى إمكانية استفادة الوزارة من الخبرات السويسرية في مجالات التعاون.
> الدكتور خليل إبراهيم حسن، سفير مملكة البحرين السابق لدى اليابان، حصل على وسام الشمس المشرقة والنجوم الذهبية والفضية من أوسمة الربيع الإمبراطوري 2018، تقديراً لمساهماته في تعزيز علاقات الصداقة بين البلدين. وجاء ذلك خلال الحفل الذي أقيم في القصر الإمبراطوري، بحضور شينزو آبي، رئيس وزراء اليابان، لتكريم الحائزين على الوسام، حيث منحت اليابان السفير الوسام تكريماً لجهوده الدؤوبة والمثمرة في توسيع مجالات التعاون الثنائي بين البلدين.
> علي سالم الكعبي، سفير الإمارات لدى المملكة المغربية، أقام والعقيد الركن أحمد علي سلطان سالم الكعبي، الملحق العسكري بالسفارة، حفل استقبال بمناسبة الذكرى الـ42 لتوحيد القوات المسلحة، وذلك بفندق سوفياتيل بالرباط. وقال السفير إن هذه المناسبة الوطنية تجسد نجاح المسيرة الاتحادية التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة، والتي يواصل حمل مشعل قيادتها بعزم وثبات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة.
> غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي في مصر، استقبلت هيلين مارى لورنس، وزيرة المرأة والتضامن الوطني والأسرة ببوركينا فاسو، بحضور رئيسة المجلس القومي للمرأة، الدكتورة مايا مرسي. واطلعت هيلين، خلال زيارتها لديوان وزارة التضامن الاجتماعي، على برامج الدعم النقدي، وآليات عمل ببرنامج تكافل وكرامة، وبرامج حماية المرأة المعنفة وسبل تنميتها، وبرنامج أطفال بلا مأوى. وتفقدت هيلين المعرض الدائم لمنتجات الأسر المنتجة، وأبدت إعجابها الشديد بالمعروضات.
> ميمونة محمد التقي، وزيرة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة في موريتانيا، افتتحت معرضاً للنساء الأفريقيات الرائدات بفضاء كمرا الثقافي في مقاطعة لكصر. ويبرز المعرض المنظم من قبل بعثة الاتحاد الأوروبي في موريتانيا مكانة المرأة في أفريقيا، ودورها في التنمية. وأوضحت الوزيرة، في كلمتها، مدى التقدم الكبير الذي قطعته المرأة الموريتانية في مجال المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بفضل الإرادة الصادقة لرئيس الجمهورية، محمد ولد عبد العزيز.
> عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة الجزائري، استقبل سفير موزمبيق، أوبيليتو بيريرا زوزيمو باتريسيو، إثر انتهاء مهامه بالجزائر. وبحث الجانبان العلاقات الثنائية، ومجالات التعاون القائمة بين البلدين. وأكد الطرفان الأهمية التي توليها قيادتا البلدين الصديقين لتعزيزها، كما تم التطرق إلى تحديات تحقيق الأمن والاستقرار، والدفع بالمشاريع التنموية لصالح الشعبين الصديقين.
> نواف بن سعيد المالكي، سفير السعودية لدى باكستان، شارك في افتتاح المؤتمر الدولي الذي نظمته الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد، تحت عنوان «دور الجامعات الإسلامية في نشر وتأصيل العقيدة الصحيحة وأثر ذلك في وحدة الأمة». ونوه السفير، في كلمته، بدور المملكة في تعزيز ونشر العقيدة الصحيحة السليمة، التي تعزز السلم والتعايش بين جميع البشر، من غير تطرف ولا انحلال.
> فرياد رواندزي، وزير الثقافة والسياحة والآثار في العراق، شارك في الحلقات النقاشية التي عقدت على هامش المؤتمر الإقليمي حول تنمية العنصر البشري في قطاع السياحة، الذي يعقد في القاهرة. وركزت الحلقات النقاشية على أهمية تنمية القطاع البشري في السياحة، وضرورة تشغيل الأيدي العاملة ذات الخبرات السياحية، وإعطائها المساحة الأوسع في العمل داخل هذا القطاع، وتنمية خبراتها. وأجرى الوزير عدداً من اللقاءات الجانبية مع رؤساء الوفود المشاركة، ركز خلالها على جوانب التعاون السياحي.
> جيامباولي كانتيني، سفير إيطاليا بالقاهرة، استقبله وزير القوى العاملة المصري، محمد سعفان، بمكتبه بديوان عام الوزارة، لبحث سبل تعزيز التعاون في مجال التدريب المهني بين البلدين. وأكد السفير أن العلاقة بين مصر وإيطاليا علاقة قوية بصفة عامة، وفي المجال الفني بصفة خاصة، مضيفاً أن مصر من الدول الصاعدة تنموياً، ولديها تاريخ صناعي كبير، منوهاً بأن معهد الدون بوسكو الإيطالي بالقاهرة أسهم بشكل كبير في تخريج دفعات مهنية مؤهلة ومدربة في مصر.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)