«جدوى للاستثمار»: انتعاش النفط السعودي قاد إلى نمو الناتج المحلي في الربع الثالث

متوسط إنتاج المملكة خلال الربع الثالث يبلغ 10.1 مليون برميل يوميا

«جدوى للاستثمار»: انتعاش النفط السعودي قاد إلى نمو الناتج المحلي في الربع الثالث
TT

«جدوى للاستثمار»: انتعاش النفط السعودي قاد إلى نمو الناتج المحلي في الربع الثالث

«جدوى للاستثمار»: انتعاش النفط السعودي قاد إلى نمو الناتج المحلي في الربع الثالث

في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات نشرة مصلحة الإحصاءات السعودية نمو الناتج الإجمالي المحلي الفعلي للربع الثالث من العام الحالي بنسبة ثلاثة في المائة على أساس سنوي مقارنة بـ2.7 في المائة للربع السابق، أكدت شركة «جدوى للاستثمار» أن هذا النمو جاء دون مستواه في الربع الثالث من العام الماضي، الذي كان عند 5.7 في المائة.
وقالت «جدوى» في تقرير حديث لها: «كان الانتعاش الذي حققه إنتاج النفط السعودي منذ نهاية النصف الثاني المحرك الرئيس لهذا النمو، حيث تحولت مساهمة قطاع النفط إلى المنطقة الإيجابية لأول مرة منذ الربع الأخير من العام الماضي، كذلك بقيت مساهمة القطاع غير النفطي قوية، على الرغم من تباطؤ النمو في عدد من القطاعات القيادية».
وأضافت «جدوى»: «كما توقعنا في آخر تقرير لنا عن الناتج الإجمالي المحلي الربعي. جاءت مساهمة قطاع النفط في النمو الكلي للناتج الإجمالي المحلي في الربع الثالث إيجابية، وقد سجل قطاع النفط، الذي نما بنسبة ثلاثة في المائة على أساس سنوي، أعلى معدل نمو له منذ الربع الثاني من العام الماضي»، موضحة أن هذا الأداء تحقق بفضل زيادة الإنتاج، حيث بلغ متوسط إنتاج المملكة خلال الربع الثالث 10.1 مليون برميل في اليوم، مقارنة بمتوسط 9.8 مليون برميل في اليوم للفترة نفسها من العام الماضي، أي بنمو نسبته 3.7 في المائة على أساس المقارنة السنوية».
وقالت «جدوى» في تقريرها: «تعود هذه الزيادة في إنتاج النفط في المقام الأول إلى بقاء معدلات كبيرة للاستهلاك المحلي خلال أشهر الصيف، وكذلك سعي المملكة لتعويض النقص في الإنتاج العالمي، ومستقبلا نتوقع استمرار النمو الإيجابي في قطاع النفط؛ ولكن بوتيرة أبطأ خلال الربع الأخير؛ حيث سيتراجع الاستهلاك المحلي من الخام، مع بقاء الطلب الخارجي قويا».
وأضافت: «إذا استبعدنا قطاع النفط، فسنجد أن الاقتصاد السعودي نما بنسبة 3.1 في المائة على أساس سنوي مقارنة بـ4.5 في المائة للربع السابق و6.7 في المائة للفترة المقابلة من العام الماضي، ويعد النمو الذي سجله القطاع غير النفطي الأبطأ طيلة الـ11 ربعا التي تتوافر فيها معلومات بهذا الخصوص، وقد شمل التباطؤ معظم القطاعات؛ حيث سجل كلا القطاعين الخاص والحكومي أدنى معدلات نموهما الربعي طيلة الفترة التي تتوافر فيها معلومات بهذا الخصوص».
ولفتت «جدوى» إلى أن نمو القطاع الخاص تباطأ إلى 3.3 في المائة على أساس سنوي مقارنة بـ4.2 في المائة في الربع الثاني، وبـ4.3 في المائة في الربع نفسه من العام الماضي، وقالت: «يعكس هذا التباطؤ عودة النمو إلى طبيعته بعد التقلص التدريجي لتأثير حزمة التحفيزات المالية عام 2011 كما أنه ناتج عن التطبيق الصارم للأنظمة الجديدة في سوق العمل. أما القطاع الحكومي غير النفطي فقد نما بنسبة 2.4 في المائة على أساس سنوي، متراجعا من 5.5 في المائة للربع السابق، ويعود هذا التباطؤ الحاد في النمو بالدرجة الأولى إلى تأثير المقارنة بمستويات سابقة مرتفعة جدا، حيث نما القطاع الحكومي بنسبة كبيرة في الربع المماثل من العام الماضي، التي بلغت 14 في المائة، ونبقى على رأينا بأن الطلب المتزايد على الخدمات الحكومية سيؤدي إلى الإبقاء على معدل نمو قوي للقطاع الحكومي خلال الأرباع القليلة المقبلة».



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».