الجيش اليمني يعلن رصدخبراء إيرانيين في صنعاء والحديدة

دفع بتعزيزات إلى جبهتي صعدة والبيضاء

الجيش اليمني يعلن رصدخبراء إيرانيين في صنعاء والحديدة
TT

الجيش اليمني يعلن رصدخبراء إيرانيين في صنعاء والحديدة

الجيش اليمني يعلن رصدخبراء إيرانيين في صنعاء والحديدة

قدّر الجيش اليمني وجود 150 خبيراً إيرانياً في العاصمة اليمنية صنعاء حالياً، يتولون دعم القدرات العسكرية للميليشيات الحوثية، في ظل تراجع مقاتليها وتكبدها خسائر كبيرة في الجبهات الرئيسية كافة، كاشفاً عن مصادرة الجيش الوطني كميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ الإيرانية الصنع في جبهة صعدة.
وقال العميد عبده مجلي، المتحدث باسم الجيش اليمني لـ«الشرق الأوسط»، إن ما جرى رصده خلال الأيام الماضية من خلال العمل الاستخباراتي للجيش الوطني أو من خلال اعترافات أسرى بينهم قيادات ميدانية، يؤكد وجود نحو 110 خبراء إيرانيين في صنعاء، و40 خبيراً في الحديدة.
وأضاف مجلي أن هؤلاء الخبراء دخلوا اليمن بطرق غير نظامية، إذ استغلت الميليشيات الحوثية أحداث الثورة، وتمكنت من إدخال أعداد منهم إلى محافظة صعدة بتهريبهم عبر البحر، فيما توافد البقية من إيران خلال فترة سيطرة الميليشيات على مطار صنعاء الدولي، عندما تجاوز عدد الرحلات القادمة من طهران وقتها نحو 14 رحلة يومياً.
ويعمل الخبراء في الوقت الراهن، وفقاً للمتحدث باسم الجيش اليمني على تدريب مقاتلي الميليشيات وتطوير أنواع مختلفة من الأسلحة، لتمكين الانقلابيين من الصمود في جبهة الحديدة وصعدة، في ظل التراجع والانهيار الذي تعيشه الميليشيات في «قانية» التي تمكن الجيش من تحرير جبل حوران فيها، والتقدم في المناجم، وتحرير عدد من المواقع في محافظة البيضاء، بإسناد طيران التحالف العربي، إضافة إلى الزحف نحو مركز مديرية «كتاف» شرق المحافظة، وإحكام السيطرة على عدد من المواقع والطرق المؤدية إلى مركز المديرية، والانتصارات في محور «علب» في مديرية باقم، وتحرير كثير من المواقع، وفي مقدمتها جبل البراكن والمجملة.
وبيّن مجلي أن هذا التراجع والانهيار للحوثيين، دفع الجيش إلى إرسال تعزيزات كبيرة مجهزة بأحدث الوسائل القتالية لجبهتي صعدة والبيضاء، بهدف خلخلة الميليشيات، والمحافظة على ما حرر من الجيش أثناء عملية التقدم.
وعزا التقدم إلى إسناد طيران التحالف الذي نجح في استهداف قيادات عسكرية بارزة في مختلف المواقع، وكان لها أثر كبير في الانقسام بين الانقلابيين وفرارهم من مواقع في الجبهات الرئيسية والمواجهات المباشرة، مشدداً على أن ما تقوم به الميليشيات الحوثية من إطلاق صواريخ باليستية على السعودية، أفقدها كثيراً من مواليها في الداخل.
وعن ضبط الأسلحة الإيرانية، قال مجلي: «أثناء تقدم الجيش وتحرير كثير من المديريات القريبة من صعدة، تمكن من استعادة كميات كبيرة من الأسلحة المتوسطة التي استولت عليها الميليشيات من مستودعات وزارة الدفاع في وقت سابق، كما جرى التحفظ على كميات من الأسلحة والصواريخ التي هُربت من إيران إلى اليمن، ويعمل الجيش على رصدها وتوثيقها».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».