معارضون يناشدون تركيا إدخال مهجرين إلى «مناطقها» شمال سوريا

حافلات لنقل مهجرين من ريف حمص إلى الشمال السوري أمس (أ.ب)
حافلات لنقل مهجرين من ريف حمص إلى الشمال السوري أمس (أ.ب)
TT

معارضون يناشدون تركيا إدخال مهجرين إلى «مناطقها» شمال سوريا

حافلات لنقل مهجرين من ريف حمص إلى الشمال السوري أمس (أ.ب)
حافلات لنقل مهجرين من ريف حمص إلى الشمال السوري أمس (أ.ب)

ناشد مهجرون من شمال حمص أنقرة بتسريع دخولهم إلى مدينة الباب شمال سوريا، بعد منعهم عند معبر «أبو الزندين» قرب المدينة، في وقت نشر فيه الجيش التركي نقطة مراقبة جديدة غرب حلب.
وأفادت شبكة «سمارت» المعارضة بأن «الوضع الإنساني متردٍ جدا ولا يوجد طعام ولا شراب ولا دورات مياه، وسط تساقط الأمطار بغزارة»، لافتا إلى أن «القافلة تضم عددا كبيرا من المصابين إصابات حربية، وأطفالا ونساء، وأن امرأة مسنة توفيت نتيجة نوبة قلبية، وجثتها لا تزال داخل سيارة إسعاف تابعة لمنظمة (الهلال الأحمر) السوري».
ونقلت عن «هيئة التفاوض» في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، أن الأخيرة تواصلت مع الوفد الروسي، الذي أبلغها بأن المغادرة من مناطق سيطرة قوات النظام متاحة؛ لكن الأتراك من يعرقلون الدخول.
وتأتي عملية التهجير بعد اتفاق بين «هيئة التفاوض» عن شمال حمص وجنوب حماة، مع وفد روسي من قاعدة حميميم العسكرية، ونص الاتفاق على إيقاف إطلاق النار وتهجير.
وسبق أن نظم عشرات من أهالي وناشطي مدينة الباب، الثلاثاء، مظاهرة، تنديدا بمنع السلطات التركية دخول القافلة الأولى من مهجري شمال حمص إلى المنطقة.
وفي سياق متصل، وعد ضباط أتراك مهجرين من جنوب العاصمة السورية دمشق، بنقلهم إلى منطقة عفرين (42 كيلومترا شمال غربي حلب) شمال سوريا، بعد تجهيز مراكز الإيواء لهم.
وكانت السلطات التركية قد منعت قوافل تقل مهجرين من الغوطة الشرقية من الدخول إلى مناطق «درع الفرات»، نتيجة «عدم التنسيق معها»؛ لكنها سرعان ما تراجعت عن القرار، نتيجة الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية، بحسب «سمارت».
وتابعت بأن «فصائل من الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا، منعت دخول القافلة التي تضم 3200 شخص، معظمهم نساء وأطفال، يعانون من ظروف إنسانية صعبة، لعدم حصولها على موافقة من السلطات التركية».
تزامن ذلك مع اشتباكات بين «ألوية السلطان مراد» و«لواء صقور الجبل» في أنحاء مختلفة شمال حلب، في اقتتال جديد بين فصائل «الجيش السوري الحر». واغتال مجهولون عنصرين من «الحزب الإسلامي التركستاني» يحملان الجنسية التركية، شمال مدينة إدلب شمال سوريا.
وأفاد نشطاء معارضون بأن الجيش التركي أقام نقطة مراقبة غرب مدينة حلب، مشيرة إلى دخول قوافل عسكرية إلى شمال حماة وجنوب إدلب، ضمن اتفاق «خفض التصعيد» الروسي - التركي - الإيراني.
إلى ذلك، كشف مصدر في المعارضة السورية عن تشكيل عسكري جديد في شمال سوريا.
وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية: «تُعقد اجتماعات منذ عدة أيام في ريف حلب الشمالي لتأسيس كيان عسكري جديد يضم: صقور الشام، وجبهة تحرير سوريا، والجبهة الشامية، وكذلك جيش الإسلام الذي خرج من غوطة دمشق مؤخراً».
ورغم أن «جيش الإسلام» نفى، عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، دخوله في تحالفات مع أي فصائل أخرى، فقد أكد المصدر أن «ريف حلب بالشمال السوري يشهد حراكاً عسكرياً واضحاً، استعداداً لعمليات عسكرية كبيرة تبدأ نهاية الشهر القادم، بعد الانتخابات التركية».
وأضاف أن «الفصائل ستعمل بالتعاون مع الجيش التركي للسيطرة على ريف حلب الشرقي وصولاً إلى مناطق أخرى شمال سوريا تحدث عنها الرئيس التركي مؤخراً لطرد مسلحي حزب العمال الكردستاني من شمال سوريا».
وحسب مصادر في المعارضة تحدثت فقد «تدخلت تركيا لضم جيش الإسلام إلى التشكيل الجديد خوفاً من أن يصبح جيش الإسلام قوة كبيرة في الشمال السوري، حيث إن لديه أكثر من 5 آلاف مقاتل، وقد يتعاون مع فصائل أخرى موالية له».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.