انحاز قراء موقع «الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي لأخبار التكنولوجيا فاحتلت مراجعة كتبها الزميل خلدون غسان سعيد بعنوان «هاتف (هواوي بي 20 برو) يغير مفاهيم التصوير في الهواتف الجوالة» صدارة الموضوعات الأكثر قراءة. وتناول الموضوع المنشور أيضا في ملحق «تقنية المعلومات» إمكانات الهاتف الجديد خصوصا توظيفه للذكاء الاصطناعي في التقاط الصور بالإضافة إلى مواصفاته التقنية ومقارنته بمنافسيه في السوق. وفي الملحق ذاته، اهتم قراء الموقع بموضوع بعنوان «5 أدوات لتسريع الهاتف» وتضمن معلومات عن الكم الهائل من البيانات الموجودة على الهواتف الشخصية والتي تتعقبها الشركات الكبرى وأحيانا ما تؤدي لبطء الهاتف دون أن يدري صاحبه. أما ثاني أكثر الموضوعات قراءة فكان تقرير كتبه الزميل إبراهيم الحميدي بعنوان «حرب خفية في سوريا و4 خيارات لمآلات المواجهة المقبلة»، وتناول الموضوع المواجهة بين إيران وإسرائيل في سوريا والخلاف حول مواعيد الحرب المقبلة وتفاصيل عن نطاقها ومآلاتها والترتيبات المستقبلية اللاحقة.
أزمة محمد صلاح ومن السياسة إلى أزمة اللاعب المصري محمد صلاح نجم نادي ليفربول الإنجليزي والذي دخل الأسبوع الماضي في خلاف مع اتحاد كرة القدم في بلاده بسبب استخدام صورته الشخصية في مواد إعلانية دون استئذان، وهو ما أثار غضب المصريين الذين يشجعونه بجنون مع ناديه ومع منتخب مصر، وجاء موضوع كتبه الزميل عبد الفتاح فرج بعنوان «السيسي يتدخل في أزمة (تسويق) محمد صلاح» ضمن قائمة الموضوعات الأكثر قراءة على الموقع.
إيران وكوريا وعلى صعيد المقالات، جاء مقال للكاتب عبد الرحمن الرشاد بعنوان «ماذا فعل جونغ أون بخامنئي؟» على رأس قائمة الموضوعات المقروءة في قسم الرأي الأسبوع الماضي. وتناول الراشد في مقاله ردود الفعل في إيران على المصالحة التاريخية بين زعيمي الكوريتين الشمالية والجنوبية بعد انهيار حليف رئيسي لإيران في العالم وقال «بانسحاب بيونغ يانغ تبقى طهران وحيدة، وسيسهل الضغط عليها، وإجبارها على أن تتوقف عن مشروعها النووي».
رسائل نصية قطرية وعلى مستوى الـ«مالتي ميديا»، تصدر فيديو أنتجه فريق الموقع عن الرسائل النصية بين مسؤولين قطريين والتي تثبت تمويل الدوحة لجماعات إرهابية في العراق وسوريا صدارة المواد الأكثر مشاهدة وتم عرضه أكثر من 40 ألف مرة، وتم إعادة تغريده 200 مرة من على «تويتر» فقط. أما أعلى التفاعل مع تغريدات «الشرق الأوسط» فكان من نصيب قصة إنسانية بعنوان «بعد سنوات من الوحدة... مسنّ صيني يعرض نفسه للتبني»، ووصلت القصة إلى أكثر من ربع مليون حساب على «تويتر» وتفاعل معها آلاف القراء نظرا لتفاصيلها المؤلمة، وهو ما دفع المغردين لنقاش قصية رعاية كبار السن.
فوز ترمب «يُحطم» البنية الإعلامية التقليدية للديمقراطيينhttps://aawsat.com/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86/%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85/5080299-%D9%81%D9%88%D8%B2-%D8%AA%D8%B1%D9%85%D8%A8-%D9%8A%D9%8F%D8%AD%D8%B7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D9%8A%D9%86
فوز ترمب «يُحطم» البنية الإعلامية التقليدية للديمقراطيين
ليلة انتصار ترمب... على الإعلام التقليدي (رويترز)
قد يكون من الواجب المهني الاعتراف بأن الجميع أخطأ في قراءة مجريات المعركة الانتخابية، والمؤشرات التي كانت كلها تقود إلى أن دونالد ترمب في طريقه للعودة مرة ثانية إلى البيت الأبيض. وترافق ذلك مع حالة من الإنكار لما كانت استطلاعات الرأي تُشير إليه عن هموم الناخب الأميركي، والأخطاء التي أدّت إلى قلّة التنبُّه لـ«الأماكن المخفية»، التي كان ينبغي الالتفات إليها.
لا ثقة بالإعلام الإخباري
وبمعزل عن الدوافع التي دعت جيف بيزوس، مالك صحيفة «واشنطن بوست»، إلى القول بأن «الأميركيين لا يثقون بوسائل الإعلام الإخبارية» لتبرير الامتناع عن تأييد أي من المرشحيْن، تظل «الحقيقة المؤلمة» أن وسائل الإعلام الأميركية، خصوصاً الليبرالية منها، كانت سبباً رئيسياً، ستدفع الثمن باهظاً، جراء الدور الذي لعبته في تمويه الحقائق عن الهموم التي تقضّ مضاجع الأميركيين.
صباح يوم الأربعاء، ومع إعلان الفوز الكاسح لترمب، بدا الارتباك واضحاً على تلك المؤسسات المكتوبة منها أو المرئية. ومع بدء تقاذف المسؤوليات عن أسباب خسارة الديمقراطيين، كانت وسائل الإعلام هي الضحية.
وفي بلد يتمتع بصحافة فعّالة، كان لافتاً أن تظل الأوهام قائمة حتى يوم الانتخابات، حين أصرت عناوينها الرئيسية على أن الأميركيين يعيشون في واحد من «أقوى الاقتصادات» على الإطلاق، ومعدلات الجريمة في انخفاض، وعلى أن حكام «الولايات الحمراء» يُضخّمون مشكلة المهاجرين، وأن كبرى القضايا هي المناخ والعنصرية والإجهاض وحقوق المتحولين جنسياً.
في هذا الوقت، وفي حين كان الجمهوريون يُسجلون زيادة غير مسبوقة في أعداد الناخبين، والتصويت المبكر، ويستفيدون من التحوّلات الديموغرافية التي تشير إلى انزياح مزيد من الناخبين ذوي البشرة السمراء واللاتينيين نحو تأييد ترمب والجمهوريين، أصرّت العناوين الرئيسية على أن كامالا هاريس ستفوز بموجة من النساء في الضواحي.
عجز عن فهم أسباب التصويت لترمب
من جهة ثانية، صحيفة «وول ستريت جورنال»، مع أنها محسوبة على الجمهوريين المعتدلين، وأسهمت استطلاعاتها هي الأخرى في خلق صورة خدعت كثيرين، تساءلت عمّا إذا كان الديمقراطيون الذين يشعرون بالصدمة من خسارتهم، سيُعيدون تقييم خطابهم وبرنامجهم السياسي، وكذلك الإعلام المنحاز لهم، لمعرفة لماذا صوّت الأميركيون لترمب، ولماذا غاب ذلك عنهم؟
في أي حال، رغم رهان تلك المؤسسات على أن عودة ترمب ستتيح لها تدفقاً جديداً للاشتراكات، كما جرى عام 2016، يرى البعض أن عودته الجديدة ستكون أكثر هدوءاً مما كانت عليه في إدارته الأولى، لأن بعض القراء سئِموا أو استنفدوا من التغطية الإخبارية السائدة.
وحتى مع متابعة المشاهدين لنتائج الانتخابات، يرى الخبراء أن تقييمات متابعة التلفزيون والصحف التقليدية في انحدار مستمر، ومن غير المرجّح أن يُغيّر فوز ترمب هذا المأزق. وبغضّ النظر عن زيادة عدد المشاهدين في الأمد القريب، يرى هؤلاء أن على المسؤولين التنفيذيين في وسائل الإعلام الإخبارية وضع مهامهم طويلة الأجل قبل مخاوفهم التجارية قصيرة الأجل، أو المخاطرة «بتنفير» جماهيرهم لسنوات مقبلة.
وهنا يرى فرانك سيزنو، الأستاذ في جامعة «جورج واشنطن» ورئيس مكتب واشنطن السابق لشبكة «سي إن إن» أنه «من المرجح أن يكون عهد ترمب الثاني مختلفاً تماماً عمّا رأيناه من قبل. وسيحمل هذا عواقب وخيمة، وقيمة إخبارية، وينشّط وسائل الإعلام اليمينية، ويثير ذعر اليسار». ويضيف سيزنو «من الأهمية بمكان أن تفكر هذه القنوات في تقييماتها، وأن تفكر أيضاً بعمق في الخدمة العامة التي من المفترض أن تلعبها، حتى في سوق تنافسية للغاية يقودها القطاع الخاص».
صعود الإعلام الرقمي
في هذه الأثناء، يرى آخرون أن المستفيدين المحتملين الآخرين من دورة الأخبار عالية الكثافة بعد فوز ترمب، هم صانعو الـ«بودكاست» والإعلام الرقمي وغيرهم من المبدعين عبر الإنترنت، الذين اجتذبهم ترمب وكامالا هاريس خلال الفترة التي سبقت الانتخابات. وهو ما عُدَّ إشارة إلى أن القوة الزائدة للأصوات المؤثرة خارج وسائل الإعلام الرئيسية ستتواصل في أعقاب الانتخابات.
وفي هذا الإطار، قال كريس بالف، الذي يرأس شركة إعلامية تنتج بودكاست، لصحيفة «نيويورك تايمز» معلّقاً: «لقد بنى هؤلاء المبدعون جمهوراً كبيراً ومخلصاً حقّاً. ومن الواضح أن هذا هو الأمر الذي يتّجه إليه استهلاك وسائل الإعلام، ومن ثم، فإن هذا هو المكان الذي يحتاج المرشحون السياسيون إلى الذهاب إليه للوصول إلى هذا الجمهور».
والواقع، لم يخسر الديمقراطيون بصورة سيئة فحسب، بل أيضاً تحطّمت البنية الإعلامية التقليدية المتعاطفة مع آرائهم والمعادية لترمب، وهذا ما أدى إلى تنشيط وسائل الإعلام غير التقليدية، وبدأت في دفع الرجال من البيئتين الهسبانيكية (الأميركية اللاتينية) والفريقية (السوداء) بعيداً عنهم، خصوصاً، العمال منهم.
يرى الخبراء أن تقييمات متابعة التلفزيون والصحف التقليدية في انحدار مستمر ومن غير المرجّح أن يُغيّر فوز ترمب هذا المأزق
تهميش الإعلام التقليدي
لقد كانت الإحصاءات تشير إلى أن ما يقرب من 50 مليون شخص، قد أصغوا إلى «بودكاست» جو روغان مع ترمب، حين قدم تقييماً أكثر دقة لمواقفه ولمخاوف البلاد من المقالات والتحليلات التي حفلت بها وسائل الإعلام التقليدية، عن «سلطويته» و«فاشيته» لتدمير المناخ وحقوق الإجهاض والديمقراطية. ومع ذلك، لا تزال وسائل الإعلام، خصوصاً الليبرالية منها، تلزم الصمت في تقييم ما جرى، رغم أن توجّه الناخبين نحو الوسائل الجديدة عُدّ تهميشاً لها من قِبَل الناخبين، لمصلحة مذيعين ومؤثّرين يثقون بهم. وبالمناسبة، فإن روغان، الذي يُعد من أكبر المؤثّرين، ويتابعه ملايين الأميركيين، وصفته «سي إن إن» عام 2020 بأنه «يميل إلى الليبرالية»، وكان من أشد المؤيدين للسيناتور اليساري بيرني ساندرز، وقد خسره الديمقراطيون في الانتخابات الأخيرة عند إعلانه دعمه لترمب. وبدا أن خطاب ساندرز الذي انتقد فيه حزبه جراء ابتعاده عن الطبقة العاملة التي تخلّت عنه، أقرب إلى ترمب منه إلى نُخب حزبه، كما بدا الأخير بدوره أقرب إلى ساندرز من أغنياء حزبه الجمهوري.