انتقادات فرنسية وبريطانية لتبريرات ترمب لحمل السلاح

أثار دفاع الرئيس دونالد ترمب عن الحق في حيازة الأسلحة صدمة في الولايات المتحدة واستنكاراً واسعاً في فرنسا وبريطانيا، اللتين قدّمهما الرئيس الأميركي مثالين لتبرير حمل السلاح. فقد وصف ترمب لندن بأنها أشبه بـ«ساحة حرب» نتيجة عمليات القتل التي تجري فيها بالسكاكين، في حين قال، إن اعتداءات 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 في باريس كانت ستودي بعدد أقل من القتلى لو أن الضحايا كانوا مزودين بأسلحة.
وأعلن ترمب في خطاب أمام لوبي السلاح في أوستن بولاية تكساس، يوم الجمعة، دعمه غير المشروط للجمعية الوطنية للأسلحة النارية (إن آر إيه)، واعداً بحماية حق الأميركيين في حمل السلاح. وجاء تعهده وسط احتدام النقاش في الولايات المتحدة حول تشديد قوانين الأسلحة؛ ما آثار صدمة في أوساط المنادين بتقييد حمل السلاح. ولفتت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن نحو 1.5 مليون شخص شاركوا في مظاهرات في 24 مارس (آذار) للمطالبة بتشديد قوانين حيازة الأسلحة عقب إطلاق نار دام في باركلاند بولاية فلوريدا. وتتكرر عمليات إطلاق النار داخل مدارس أميركية. وحصلت 18 عملية إطلاق نار في عام 2018.
وأثار خطاب ترمب ضجة في كل من لندن وباريس، إضافة إلى استياء معارضي حمل السلاح في الولايات المتحدة. وكان ترمب في خطابه، الجمعة، قال إنه قرأ قصة تشير إلى أن «هناك في لندن، التي لديها قوانين بالغة التشدد ضد السلاح، مستشفى على مستوى رفيع تقع في قلب ساحة شبيهة بساحة الحرب نتيجة عمليات الطعن الرهيبة (بالسكاكين)» التي تحصل في العاصمة البريطانية، في تبرير للرأي الذي يجادل بأن عمليات القتل ليست مرتبطة بحمل سلاح ناري. لكن هيئة الإذاعة البريطانية قالت، إن البروفسور كريم بروحي، وهو جراح كبير في لندن، رد على ترمب قائلاً، إن من «السخيف» الإيحاء بأن حمل السلاح يمكن أن يحارب عنف السكاكين. وقال البروفسور، إن العاصمة البريطانية تواجه فعلاً «مشكلة خطيرة»، لكن الإصابة بالرصاص تبقى مميتة بأكثر من مرتين مقارنة مع الإصابة بجروح نتيجة الطعن بسكين.
ولم يكن واضحاً ما هو المقال الصحافي الذي قرأه الرئيس الأميركي ليستنتج أن لندن هي «ساحة حرب». لكن هيئة الإذاعة البريطانية قالت، إن الدكتور مارتين غريفيث الذي يعمل في مستشفى لندن الملكي قال للمحطة الرابعة «راديو4» قبل شهر، إن المستشفى الذي يعمل فيه يشبه ساحة حرب أفغانية، مضيفاً: إن المقابلة كانت أساساً لتقرير لاحق نشرته صحيفة «ديلي ميل». وتفيد إحصاءات الشرطة البريطانية بأن 38 شخصاً قد ماتوا في عمليات طعن في لندن منذ بداية هذه السنة. وبين هؤلاء عدد كبير من الشبان المراهقين.
وفي باريس، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند ورئيس وزرائه مانويل فالس نددا بشدة أمس بتصريحات ترمب التي استند فيها إلى اعتداءات باريس 2015 لتبرير دفاعه عن حمل السلاح.
وقال هولاند في بيان «إن التصريحات المخجلة والمغالطات المهينة لدونالد ترمب تكشف بوضوح نظرته لفرنسا ولقيمها»، مضيفاً: «إن الصداقة بين شعبينا لن يلطخها عدم الاحترام والتجاوزات. دعواتي كلها لضحايا 13 نوفمبر» 2015. من جهته، قال فالس في تغريدة أرفقها بخبر عن تصريحات ترمب إنها «مشينة وتنم عن عدم كفاءة. ما يمكن أن نقول أكثر؟».
وكان الرئيس الأميركي قال الجمعة في مؤتمر للوبي مؤيد لحمل السلاح، إن اعتداءات باريس كانت ستكون حصيلة ضحاياها أقل لو أن هؤلاء كانوا مسلحين. وقال ترمب «لقد قتلوا بوحشية بيد مجموعة صغيرة من الإرهابيين كانوا مسلحين. وكان لديهم متسع من الوقت وقتلوهم واحداً تلو آخر». ورسم ترمب بيده صورة لمتشدد يطلق النار من مسدس على الضحايا. وتدارك: «لكن لو أن موظفاً (...) كان لديه سلاح، أو لو أن أحد الحاضرين هنا كان هناك مع سلاح موجه في الاتجاه المعاكس، لكان الإرهابيون فروا أو تعرضوا لإطلاق النار، ولكان الأمر اختلف كثيراً».
بدوره، عبّر رئيس الوزراء الأسبق برنار كازنوف، الذي كان يتولى وزارة الداخلية وقت الاعتداءات عن «إدانته واشمئزازه من تصريحات دونالد ترمب حول اعتداءات 13 نوفمبر، وعن تضامنه مع الضحايا والفرنسيين المصدومين»، معتبراً أن «التجاوز تجسد في عدم الاحترام».
على صعيد آخر، قال ترمب في وقت متقدم مساء الجمعة، إن الصين «تستفيد كثيرا» من المكاسب التجارية التي تحققها إزاء الولايات المتحدة، وذلك بعد عودة وفد اقتصادي أميركي رفيع من محادثات في بكين. وفشَل يومان من المفاوضات التي أجراها الوفد الأميركي مع المسؤولين الصينيين في بكين في حل الخلافات التجارية بين الجانبين قبل أقل من ثلاثة أسابيع على دخول رسوم جمركية أميركية حيز التنفيذ.
إلى ذلك، قال البيت الأبيض في بيان، إن مستشار الرئيس ترمب للأمن القومي جون بولتون ونظيره الكوري الجنوبي تشونغ إيوي - يونج أكدا مجدداً عدم وجود خطط لتغيير الوضع الدفاع الثنائي للبلدين في كوريا الجنوبية، بحسب ما أوردت وكالة «رويترز». وقال البيان، إن المسؤولين ناقشا أثناء اجتماعهما في واشنطن اجتماع ترمب المزمع مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ - أون، وشرعا في الإعداد لزيارة رئيس كوريا الجنوبية مون جيه - إن للبيت الأبيض في 22 مايو.