«إيتا»... المشهد الأخير في كابوس الإرهاب

المنظمة الباسكية حلّت نفسها وطلبت الغفران

«إيتا»... المشهد الأخير في كابوس الإرهاب
TT

«إيتا»... المشهد الأخير في كابوس الإرهاب

«إيتا»... المشهد الأخير في كابوس الإرهاب

بعد البيان الذي صدر عن منظمة «إيتا» الباسكية تعلن فيه حلّ نفسها، في الحادي والعشرين من الشهر الماضي، منهية خمسة عقود من الكفاح المسلّح ضد ديكتاتورية الجنرال فرانكو، ثم ضد الديمقراطية اليافعة والمترنحة لسنوات، ومئات عمليات الاختطاف والتفجيرات الإرهابية التي أوقعت 853 قتيلاً بين عسكري ومدني، وبعد كشفها عن مخابئ أسلحتها في الأراضي الفرنسية التي كانت ملاذها في وجه ملاحقات أجهزة الأمن الإسبانية، أُسدِل الستار أمس عن المشهد الأخير من الكابوس المديد الذي عاشته إسبانيا عندما أعلنت آخر المنظمات الإرهابية في أوروبا تخلّيها نهائياً عن أعمال العنف وقررت تسليم ترسانتها، وطلبت الغفران من ضحاياها.

المكان الذي اختارته «إيتا» للفصل الختامي في هذه المسرحية التي تسببت في وقوع مئات القتلى وآلاف الجرحى واليتامى والأرامل من غير أي حصيلة سياسية تُذكر، هو قصر من مطالع القرن الماضي يقع في ضاحية مدينة بايونا من أعمال بلاد الباسك الفرنسية. وقد جاء في البيان الذي صدر عن الناطق بلسان مجموعة الاتصال الدولية التي لعبت دوراً أساسياً في تيسير الوصول إلى هذه المرحلة: «نحن على يقين من أن الباسك، شعباً وأحزاباً سياسية، قد بذلوا جهداً كبيراً لتذليل الصعاب والتقدم نحو السلام العادل والدائم في ظروف كانت وما زالت صعبة».
اللقاء الذي اختارت له «إيتا» أن يكون في الجنوب الفرنسي الذي كان قاعدتها الخلفية وملاذها في وجه ملاحقات قوى الأمن الإسبانية، والذي هو كذلك جزء من «الوطن الباسكي» الذي تطالب باستقلاله، جاء تتويجاً للجهود التي بدأت في خريف عام 2011، عندما انعقد مؤتمر دولي للسلام في مدينة سان سيباستيان بمشاركة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، والزعيم السابق للذراع العسكرية للجيش الجمهوري الآيرلندي جيري آدامز، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، أعلنت «إيتا» في أعقابه تخلّيها عن العمل المسلح. وفي العام الماضي، سلّمت المنظمة الباسكية ثلاثة أطنان من المتفجرات وآلاف الصواعق وكميات كبيرة من الذخيرة كانت مخزّنة في مخابئ على جانبي الحدود الإسبانية - الفرنسية.
كان واضحاً منذ بداية الفصل الأول من هذه العملية حرص «إيتا» على أدقّ التفاصيل الاستعراضية واجتذاب أكبر قدر ممكن من التغطية الدولية لمشروعها الانسحابي استعداداً لمرحلة جديدة من النشاط السياسي، إثر الهزائم القاسية التي ألحقتها بها أجهزة الأمن الإسبانية، خصوصاً بعد التعاون الوثيق مع الأجهزة الأمنية الفرنسية في السنوات الأخيرة. وقد بلغت تلك التفاصيل الاستعراضية ذروة رمزيتها عندما وقع اختيار «إيتا» على واحدة من أبرز قادتها التاريخيين، سوليداد إيباراغيري، لتلاوة البيان النهائي الذي أعلنت فيه «ختام مسيرة الكفاح المسلح».
وفي سيرة إيباراغيرّي المولودة بُعيد ظهور «إيتا» أنها وُلِدت في كنف عائلة كرّست حياتها للمنظمة الباسكية، ولها ولد من أحد القياديين البارزين في الحركة، وهي متهمة بأربع عشرة عملية اغتيال.
وفي سياق تحضيرها لهذا اللقاء، كانت «إيتا» قد أصدرت بياناً منذ أسبوعين تطلب فيه «الغفران من المواطنين الذين لم تكن لهم مسؤولية في النزاع»، واعترفت بما ألحقته من «ضرر لا يعوّض خلال مرحلة الكفاح المسلح». كما جاء في البيان: «ندرك أننا خلال تلك الفترة تسببنا بألم كبير وخسائر فادحة. نريد أن نعرب عن احترامنا للموتى والجرحى والضحايا التي أوقعتها تلك العمليات». وأضافت: «في ذلك النزاع السياسي والتاريخي كان القهر سائداً قبل نشوء (إيتا) واستمرَّ بعد أن أوقفت اغتيالاتها». وكان لافتاً، ومستغرباً، ما جاء في البيان عن القصف الذي تعرّضت له مدينة غرنيكا (خلّدها بيكاسو في لوحته الشهيرة) الباسكية إبّان الحرب العالمية الثانية على يد الطيران النازي الذي قصفها بوحشية موصوفة، نزولاً على طلب الجنرال فرانكو، بحيث لم يعد فيها سوى شجرة ما زالت إلى اليوم رمزاً للصمود الباسكي: «إن الأجيال اللاحقة لقصف غرنيكا قد ورثت ذلك العنف وما خلّفه من عذاب، لكن من واجبنا اليوم أن نبني مستقبلاً أفضل لمن يأتي بعدنا».
وقد ألحقت «إيتا» بيانها بمذكرة تشرح فيها الأسباب التي حدت بها لطلب الغفران من ضحاياها، طالبة «كشف الحقائق والانتصاف لضحايا الباسك عن العنف الذي تعرضوا له ولم يعلن أحد مسؤوليته عنه». لكنها رفضت الكشف عن ملابسات مئات العمليات التي ما زالت طي الغموض «لأن الوشاية انتحار سياسي لا يمكن أن نقبل به».
وقد أثارت تلك المذكرة احتجاجات واسعة وانتقادات شديدة لما وُصف بأنه محاولات من «إيتا» لتبرير جرائمها «وإضفاء صورة كفاحية على أعمالها الإرهابية».
أبناء الضحايا وذويهم رفضوا في غالبيتهم بيان «إيتا» لأنه «يساوي بين الضحية والجلاد»، واعتبروه «مناورة لتلميع صورتها» واعتذاراً تكتيكياً للعودة إلى العمل السياسي من باب واسع بعد الهزيمة التي مُنِيَت بها، وفشلت في تحقيق أهدافها.
ورأى البعض أن الملاحقات القضائية يجب أن تستمر حتى كشف كل الحقائق ومحاسبة المسؤولين عن كل الجرائم، وأن «هذا الاعتذار الذي فرضه فشل (إيتا)، وانهيار بنيتها العسكرية وتلاشي التأييد الشعبي لمشروعها، لا يمكن أن يشكّل صفحاً عمّا ارتكبته».
والدة أحد رجال الحرس المدني الذي اغتالته «إيتا» في واحدة من آخر عملياتها عندما أطلق أحد أعضاء المنظمة النار عليه من الخلف، قالت: «حاولتُ، لكن لا قدرة لي على النسيان أو على الغفران... لقد دمرّوا حياتنا». أما المنسّق العام للقوى القومية والاستقلالية في بلاد الباسك، آرنالدو أوتيغي، فقد رأى في خطوة «إيتا» حدثاً تاريخياً «لا سابق له في تاريخ المنطقة»، ودعا الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم.

- الحكومة الإسبانية: هزيمة عصابات الإرهاب
الحكومة الإسبانية، من جهتها، أعربت عن ارتياحها للبيان واعتبرت أن هذه الخطوة هي «ثمرة سيادة القانون وكرامة الضحايا التي ألحقت الهزيمة بالعصابة الإرهابية». أما الأمين العام للحزب الاشتراكي، بيدرو سانتشيث، فقد رأى في بيان «إيتا» اعترافاً بـ«أن الديمقراطية الإسبانية هي التي قضت على (إيتا)»، لكنه حذّر من «أن القتلة ليس من حقهم أن يعيدوا كتابة تاريخ بلاد الباسك بما يناسب أهدافهم ويغسل آثامهم».
وفي الوقت الذي أعلنت فيه المفوضية الأوروبية عن ارتياحها لهذه «الخطوة نحو السلام وسيادة القانون في إسبانيا وأوروبا»، كان لافتا البيان الذي صدر عن أساقفة المقاطعات الباسكية طالبين فيه المغفرة عن «حالات التواطؤ والغموض والإهمال» التي صدرت عن بعض أفراد الكنيسة خلال سنوات إرهاب «إيتا». وكانت العلاقات المتينة أساساً بين نظام الجنرال فرانكو والكنيسة الكاثوليكية قد شهدت توتراً شديداً عندما بدأت تظهر دلائل على التقارب بين الكنيسة الباسكية ومنظمة «إيتا»، حيث كانت الكنيسة تحجم باستمرار عن إدانة أعمالها الإرهابية، وغالباً ما تحاول تبريرها في المواعظ التي كان لها عميق الأثر في المجتمع الباسكي الذي كان شديد التعاطف مع «إيتا» طوال سنوات الديكتاتورية. كما ثبت غير مرة أن بعضاً من رجال الدين الباسك قد وفّروا الحماية والتغطية لعناصر من «إيتا» كانت تطاردهم السلطات الإسبانية.
لا شك في أن إعلان «إيتا» تخلّيها نهائياً عن أعمال العنف وطلبها الغفران عن أفعالها والاعتذار من الضحايا، رغم اقتصار الاعتذار على «الضحايا الذين لم تكن لهم مسؤولية مباشرة في النزاع»، هي أنباء سارة بالنسبة للمجتمع الإسباني الذي عاش سنوات من الرعب والانقسام الحاد في صفوفه. ولا بد من التذكير بأن إرهاب المنظمة الباسكية بلغ ذروته وأقصى عشوائيته خلال السنوات الأولى من النظام الديمقراطي بعد وفاة الجنرال فرانكو وإعلان الملكية الدستورية، مما جعل المجتمع الإسباني يحبس أنفاسه عند كل عملية إرهابية خوفاً من عودة الجيش إلى الإمساك بزمام السلطة متذرّعاً بضرورة الحفاظ على الأمن لينهي المشروع الديمقراطي الذي كان قد قبل به على مضض.
ولا يغيب عن أحد أن فصول مشهد تلاشي «إيتا» تتعاقب في عز احتدام أزمة انفصالية أخرى في إقليم كاتالونيا الذي كانت إسبانيا تعتبره «قدوة» بالنسبة إلى الأقاليم الأخرى، خصوصاً إقليم الباسك، من حيث نهجه المسالم وطبيعته التوافقية.
وقد حرصت الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام الإسبانية منذ أسابيع على عدم المقارنة بين الحالتين الباسكية والكاتالونية، وأحجمت عن أي تلميح أو استخلاص للعِبر من المقاربتين اللتين تشكلان التحدي الأكبر للنظام السياسي الإسباني منذ عقود.

- الاعتراف بالفشل
العبرة الأساس من قرار «إيتا» هي الاعتراف بالفشل في تحقيق الأهداف السياسية عن طريق استخدام القوة. والرسالة، غير الموجهة، إلى الانفصاليين في كاتالونيا أنه لا مجال لتجاوز القانون من أجل الوصول إلى الغايات السياسية، علماً بأن الحركة الانفصالية الكاتالونية لم تلجأ قطّ إلى استخدام العنف في مطالبها.
ومن غير المتوقع أن يلمس المجتمع الإسباني أي تداعيات فورية لخطوة «إيتا». فهناك مئات الملفات القضائية التي لم تحسم بعد، والعمليات التي لم تنجلِ ملابساتها، فضلا عن الانقسام الحاد الذي ما زال متجذراً في المجتمع الباسكي، والذي لن يكون من السهل تجاوزه في القريب المنظور. ومن علامات هذا الانقسام المرشح للظهور والتفاقم في أي مناسبة، الاعتداء الذي تعرض له أحد أفراد الحرس المدني وزوجته أخيرا في إحدى المدن الباسكية، والاحتفالات التكريمية الحاشدة التي تُنظّم كلما خرج من السجن أحد أعضاء المنظمة بعد إنهاء مدة عقوبته.
أن تتخلى «إيتا» نهائياً عن أعمال العنف لا يعني أنها تخلت عن مشروعها السياسي، وهي قد قطعت الشك باليقين عندما جاء في بيانها الختامي أن «النضال من أجل استقلال بلاد الباسك لم يبدأ مع (إيتا)، ولن ينتهي مع نهايتها». ويتبدّى بوضوح من الخطوات المدروسة بدقة والتصريحات التي صدرت عنها في الفترة الأخيرة، أنها تمهّد لمرحلة جديدة من العمل السياسي يُرجّح أن تكون على أقصى يسار القوى والأحزاب الباسكية.
وقد بدأت تظهر بوادر تحديد المواقع من خلال التصريحات التي صدرت في الأيام الأخيرة عن القوى والأحزاب الباسكية.
رئيس الحكومة المحلية وزعيم الحزب القومي الباسكي، وهو أكبر الأحزاب في الإقليم، رأى أن «أخشى ما تخشاه (إيتا) هو اقتناع المجتمع الباسكي بأنها لم تنفع لشيء»، وحذّر من مغبّة التمييز بين ضحايا العنف الذي ارتكبته «لأن في ذلك بذور امتداد الانقسام واهتزاز التعايش في المجتمع الباسكي».
ملامح الانقسام تبدّت، داخل إقليم الباسك وخارجه، في مواقف الأحزاب والقوى السياسية من ملف سجناء «إيتا» الموزعين معظمهم في معتقلات خارج المقاطعات الباسكية ضمن سياسة الحكومة الإسبانية التي عمدت منذ سنوات إلى إبعادهم عن أماكن إقامتهم الأصلية مما كان له كبير الأثر في إضعاف المنظمة وأسهم في هزيمتها.
القوى القريبة من «إيتا» لمحت إلى أن قرار المنظمة حل نفسها يجب أن يقابَل بخطوة جريئة من الحكومة المركزية للعفو عن السجناء وطي صفحة الماضي بصورة نهائية. الأحزاب القومية المعتدلة دعت إلى إعادة النظر في سياسة الإبعاد لتقريب السجناء من الأمكنة التي تقيم فيها عائلاتهم، فيما اعتبرت القوى المحافظة أن «نظاماً ديمقراطياً راسخاً لا يمكن أن يجازي الذين ارتكبوا مئات الاغتيالات وعمليات الاختطاف بقانون يعفيهم من مسؤولياتهم أمام القانون». وقد سارع الأمين العام للحزب الاشتراكي المعارض إلى مناشدة جميع الأطراف التهدئة حول ملف السجناء خشية من «تضييع هذه الفرصة التاريخية لإرساء قواعد راسخة للتعايش السلمي بعد عقود من التضحيات والعذاب والخسائر».

- «إيتا»... التأسيس والاغتيالات و سياسة الابتزاز
تأسست منظمة «إيتا» عام 1959 في مدينة بيلباو على قاعدة ما كانت تُسمّى «الحركة الثورية الباسكية للتحرير الوطني». هدفها إعلان دولة مستقلة تضّم المقاطعات الباسكية في الشمال الغربي من إسبانيا والجنوب الغربي من فرنسا، ومناهضة نظام الجنرال فرانكو الذي نهج سياسة قمع أمني وثقافي شديدة في إقليم الباسك منذ تولّيه الحكم بعد انتصاره في الحرب الأهلية.
ارتكبت «إيتا» أولى عملياتها في عام 1968 عندما أقدمت على اغتيال أحد أفراد الحرس المدني، وكانت آخرها في فرنسا على بعد 50 كلم من باريس خلال مواجهة مع قوى الأمن الفرنسية التي كانت تطارد إحدى مجموعاتها التي سطت على مصرف، حيث قتلت جندياً فرنسياً.
وقد بلغ عدد القتلى، بين مدنيين وعسكريين، الذين ذهبوا ضحية أعمال «إيتا» 853، إضافة إلى نحو سبعة آلاف جريح.
العملية الأبرز في تاريخ «إيتا» كانت اغتيال رئيس وزراء الجنرال فرانكو وخليفته المرتقب وقتئذ الأميرال كارّيرو بلانكو بمدريد في 12 ديسمبر (كانون الأول) 1973، بعيد زيارة وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر إلى العاصمة الإسبانية. وقد شكّلت تلك العملية نقلة نوعية في سجل المنظمة، إذ وضعت عبوة ناسفة قوية تحت الطريق التي كان يسلكها كل يوم الأميرال بلانكو، انفجرت عند مرور سيارته التي ارتفعت عشرات الأمتار ورست على سطح أحد المباني. وكانت المجموعة التي نفذّت العملية قد حفرت نفقاً طويلاً علي مقربة من السفارة الأميركية أوصلت من خلاله العبوة إلى المكان المحدد. وقد أسهمت تلك العملية التي كانت ضربة قاسية لنظام فرانكو في تعزيز صورة «إيتا» كطرف بارز في مناهضة النظام الديكتاتوري.
وما زالت هناك 224 عملية من التي ارتكبتها «إيتا» لم تكشف ملابساتها بعد، ولم تُطوَ ملفاتها القضائية. ويبلغ عدد السجناء من المنظمة 297، منهم 53 يقضون عقوباتهم في السجون الفرنسية، وواحد في البرتغال، فيما البقية موزعون على السجون الإسبانية ومعظمهم خارج المقاطعات الباسكية.
وكانت «إيتا» تعتمد نظاماً تمويلياً يقوم على ابتزاز الشركات والأثرياء والسطو على المصارف وطلب فدية مالية للإفراج عن الرهائن المخطوفين. ويُقدّر أنها جمعت نحو 180 مليون دولار منذ تأسيسها، وأن ميزانيتها السنوية كانت تناهز 5 ملايين دولار.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

يون سوك ــ يول... رئيس كوريا الجنوبية أثار زوبعة دعت لعزله في تصويت برلماني

تحت ضغط الفضائح والخلافات انخفضت شعبية يون، وقبل أقل من شهر أظهر استطلاع للرأي أن شعبيته انخفضت إلى 19 % فقط
تحت ضغط الفضائح والخلافات انخفضت شعبية يون، وقبل أقل من شهر أظهر استطلاع للرأي أن شعبيته انخفضت إلى 19 % فقط
TT

يون سوك ــ يول... رئيس كوريا الجنوبية أثار زوبعة دعت لعزله في تصويت برلماني

تحت ضغط الفضائح والخلافات انخفضت شعبية يون، وقبل أقل من شهر أظهر استطلاع للرأي أن شعبيته انخفضت إلى 19 % فقط
تحت ضغط الفضائح والخلافات انخفضت شعبية يون، وقبل أقل من شهر أظهر استطلاع للرأي أن شعبيته انخفضت إلى 19 % فقط

تشهد كوريا الجنوبية، منذ نحو أسبوعين، تطورات متلاحقة لا تلوح لها نهاية حقيقية، شهدت اهتزاز موقع رئيس الجمهورية يون سوك - يول بعد إعلانه في بيان تلفزيوني فرض الأحكام العرفية، وتعليق الحكم المدني، وإرساله قوة عسكرية مدعومة بالهيلوكوبترات إلى البرلمان. ثم اضطراره للتراجع عن قراره في وجه معارضة عارمة. بيد أن تراجع الرئيس خلال ساعات قليلة من هذه المغامرة لم يزد المعارضة إلا إصراراً على إطاحته، في أزمة سياسية غير مسبوقة منذ التحوّل الديمقراطي في البلاد عام 1980 بعد فترة من الحكم التسلطي. ولقد تطوّرت الأوضاع خلال الأيام والساعات الأخيرة من الاحتجاجات في الشوارع إلى تصويت برلماني على عزل يون. وبعدما أقر البرلمان عزل الرئيس ردّ الأخير بتأكيد عزمه على المقاومة والبقاء... في أزمة مفتوحة لا تخلو من خطورة على تجربة البلاد الديمقراطية الطريّة العود.

دبلوماسي مخضرم خدم في كوريا الجنوبية قال، قبل بضعة أيام، معلقاً على الأزمة المتصاعدة: «إذا تم تمرير اقتراح العزل، يمكن وقف (الرئيس) يون (سوك - يول) عن مباشرة مهام منصبه لمدة تصل إلى 180 يوماً، بينما تنظر المحكمة الدستورية في القضية. وفي هذا (السيناريو)، يتولى رئيس الوزراء هان دوك سو منصب الرئيس المؤقت، وتُجرى انتخابات جديدة في غضون 60 يوماً».

وبالفعل، دعا هان دونغ - هون، زعيم حزب «قوة الشعب»، الحاكم، إلى تعليق سريع لسلطات الرئيس مستنداً - كما قال - إلى توافر «أدلة موثوقة» على أن يون سعى إلى اعتقال القادة السياسيين بعد إعلانه الأحكام العرفية الذي لم يدُم طويلاً. ومما أورده هان - الذي كان في وقت سابق معارضاً للمساعي الرامية إلى عزل يون - إن «الحقائق الناشئة حديثاً قلبت الموازين ضد يون، بالتالي، ومن أجل حماية كوريا الجنوبية وشعبنا، أعتقد أنه من الضروري منع الرئيس يون من ممارسة سلطاته رئيساً للجمهورية على الفور». وتابع زعيم الحزب الحاكم أن الرئيس لم يعترف بأن إعلانه فرض الأحكام العرفية إجراء غير قانوني وخاطئ، وكان ثمة «خطر كبير» من إمكانية اتخاذ قرار متطرف مماثل مرة أخرى إذا ظل في منصبه.

بالتوازي، ذكرت تقارير إعلامية كورية أن يون يخضع حالياً للتحقيق بتهمة الخيانة إلى جانب وزير الدفاع المستقيل كيم يونغ - هيون، (الذي ذُكر أنه حاول الانتحار)، ورئيس أركان الجيش الجنرال بارك آن - سو، ووزير الداخلية لي سانغ - مين. وحقاً، تمثل الدعوة التي وجهها هان، وهو وزير العدل وأحد أبرز منافسي يون في حزب «قوة الشعب»، تحولاً حاسماً في استجابة الحزب الحاكم للأزمة.

خلفية الأزمة

تولى يون سوك - يول منصبه كرجل دولة جديد على السلطة، واعداً بنهج عصري مختلف في حكم البلاد. إلا أنه في منتصف فترة ولايته الرئاسية الوحيدة التي تمتد لخمس سنوات، شهد حكمه احتكاكات شبه دائمة مع البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة، وتهديدات «بالإبادة» من كوريا الشمالية، ناهيك من سلسلة من الفضائح التي اتهم وعائلته بالتورّط فيها.

وعندما حاول يون في خطابه التلفزيوني تبرير فرض الأحكام العرفية، قال: «أنا أعلن حالة الطوارئ من أجل حماية النظام الدستوري القائم على الحرية، وللقضاء على الجماعات المشينة المناصرة لنظام كوريا الشمالية، التي تسرق الحرية والسعادة من شعبنا»، في إشارة واضحة إلى الحزب الديمقراطي المعارض، مع أنه لم يقدم أي دليل على ادعائه.

إلا أن محللين سياسيين رأوا في الأيام الأخيرة أن الرئيس خطّط على الأرجح لإصدار مرسوم «الأحكام العرفية الخرقاء» أملاً بحرف انتباه الرأي العام بعيداً عن الفضائح المختلفة والإخفاق في معالجة العديد من القضايا المحلية. ولذا اعتبروا أن عليه ألا يطيل أمد حكمه الفاقد الشعبية، بل يبادر من تلقاء نفسه إلى الاستقالة من دون انتظار إجراءات العزل، ومن ثم، السماح للبلاد بانتخاب رئيس جديد.

بطاقة هوية

ولد يون سوك - يول، البالغ من العمر 64 سنة، عام 1960 في العاصمة سيول لعائلة من الأكاديميين اللامعين. إذ كان أبوه يون كي - جونغ أستاذاً للاقتصاد في جامعة يونساي، وأمه تشوي سيونغ - جا محاضرة في جامعة إيوها للنساء قبل زواجها. وحصل يون على شهادته الثانوية عام 1979، وكان يريد في الأصل أن يدرس الاقتصاد ليغدو أستاذاً، كأبيه، ولكن بناءً على نصيحة الأخير درس الحقوق، وحصل على شهادتي الإجازة ثم الماجستير في الحقوق من جامعة سيول الوطنية - التي هي إحدى «جامعات النخبة الثلاث» في كوريا مع جامعتي يونساي وكوريا - وأصبح مدّعياً عاماً بارزاً قاد حملة ناجحة لمكافحة الفساد لمدة 27 سنة.

ووفق وسائل الإعلام الكورية، كانت إحدى محطات حياته عندما كان طالب حقوق عندما لعب دور القاضي في محاكمة صورية للديكتاتور (آنذاك) تشون دو - هوان، الذي نفذ انقلاباً عسكرياً وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة. وفي أعقاب ذلك، اضطر يون إلى الفرار إلى الريف مع تمديد جيش تشون الأحكام العرفية ونشر القوات والمدرّعات في الجامعة.

بعدها، عاد يون إلى العاصمة، وصار في نهاية المطاف مدعياً عاماً، وواصل ترقيه الوظيفي ما يقرب من ثلاثة عقود، بانياً صورة له بأنه حازم وصارم لا يتسامح ولا يقدّم تنازلات.

مسيرته القانونية... ثم الرئاسة

قبل تولي يون سوك - يول رئاسة الجمهورية، كان رئيس مكتب الادعاء العام في المنطقة المركزية في سيول، وأتاح له ذلك محاكمة أسلافه من الرؤساء. إذ لعب دوراً فعالاً في إدانة الرئيسة السابقة بارك غيون - هاي التي أُدينت بسوء استخدام السلطة، وعُزلت وأودعت السجن عام 2016. كذلك، وجه الاتهام إلى مون جاي - إن، أحد كبار مساعدي خليفة الرئيسة بارك، في قضية احتيال ورشوة.

أما على الصعيد السياسي، فقد انخرط يون في السياسة الحزبية قبل سنة واحدة فقط من فوزه بالرئاسة، وذلك عندما كان حزب «قوة الشعب» المحافظ - وكان حزب المعارضة يومذاك - معجباً بما رأوه منه كمدّعٍ عام حاكم كبار الشخصيات، وأقنع يون، من ثم، ليصبح مرشح الحزب لمنصب رئاسة الجمهورية.

وفي الانتخابات الرئاسية عام 2022 تغلّب يون على منافسه الليبرالي لي جاي - ميونغ، مرشح الحزب الديمقراطي، بفارق ضئيل بلغ 0.76 في المائة... وهو أدنى فارق على الإطلاق في تاريخ الانتخابات في البلاد.

الواقع أن الحملة الانتخابية لعام 2022 كانت واحدةً من الحملات الانتخابية القاسية في تاريخ البلاد الحديث. إذ شبّه يون غريمه لي بـ«هتلر» و«موسوليني». ووصف حلفاء لي الديمقراطيون، يون، بأنه «وحش» و«ديكتاتور»، وسخروا من جراحة التجميل المزعومة لزوجته.

إضافة إلى ذلك، شنّ يون حملته الانتخابية بناء على إلغاء القيود المالية والموقف المناهض للمرأة. لكنه عندما وصل إلى السلطة، ألغى وزارة المساواة بين الجنسين والأسرة، قائلاً إنها «مجرد مقولة قديمة بأن النساء يُعاملن بشكل غير متساوٍ والرجال يُعاملون بشكل أفضل». وللعلم، تعد الفجوة في الأجور بين الجنسين في كوريا الجنوبية الأسوأ حالياً في أي بلد عضو في «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية».

أيضاً، أدى استخدام يون «الفيتو» تكراراً إلى ركود في العمل الحكومي، بينما أدت تهم الفساد الموجهة إلى زوجته لتفاقم السخط العام ضد حكومته.

تراجع شعبيته

بالتالي، تحت ضغط الفضائح والخلافات، انخفضت شعبية يون، وقبل أقل من شهر أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «غالوب كوريا» أن شعبيته انخفضت إلى 19 في المائة فقط. وتعد «كارثة» الأحكام العرفية الحلقة الأخيرة في سلسلة من الممارسات التي حددت رئاسة يون وأخطائها.

إذ ألقي باللوم على إدارة يون في التضخم الغذائي، وتباطؤ الاقتصاد، والتضييق المتزايد على حرية التعبير. وفي أواخر 2022، بعدما أسفر تدافع حشود في احتفال «الهالوين» (البربارة) في سيول عن سقوط 159 قتيلاً، تعرضت طريقة تعامل الحكومة مع المأساة لانتقادات واسعة.

زوجته في قلب مشاكله!

من جهة ثانية، كانت كيم كيون - هي، زوجة الرئيس منذ عام 2012، سبباً آخر للسخط والانتقادات في وسائل الإعلام الكورية الجنوبية. فقد اتهمت «السيدة الأولى» بالتهرب الضريبي، والحصول على عمولات لاستضافة معارض فنية عن طريق عملها. كذلك واجهت اتهامات بالانتحال الأدبي في أطروحتها لنيل درجة الدكتوراه وغيرها من الأعمال الأكاديمية.

لكن أكبر فضيحة على الإطلاق تورّطت فيها كيم، كانت قبولها عام 2023 هدية هي حقيبة يد بقيمة 1800 جنيه إسترليني سراً من قسيس، الأمر الذي أدى إلى مزاعم بالتصرف غير اللائق وإثارة الغضب العام، لكون الثمن تجاوز الحد الأقصى لما يمكن أن يقبله الساسة في كوريا الجنوبية وشركاؤهم قانونياً لهدية. لكن الرئيس يون ومؤيديه رفضوا هذه المزاعم وعدوها جزءاً من حملة تشويه سياسية.

أيضاً أثيرت تساؤلات حول العديد من القطع الثمينة من المجوهرات التي تملكها «السيدة الأولى»، والتي لم يعلَن عنها كجزء من الأصول الرئاسية الخاصة. وبالمناسبة، عندما فُتح التحقيق في الأمر قبل ست سنوات، كان زوجها رئيس النيابة العامة. أما عن حماته، تشوي يون - سون، فإنها أمضت بالفعل حكماً بالسجن لمدة سنة إثر إدانتها بتزوير وثائق مالية في صفقة عقارية.

يُضاف إلى كل ما سبق، تعرّض الرئيس يون لانتقادات تتعلق باستخدام «الفيتو» الرئاسي في قضايا منها رفض مشروع قانون يمهد الطريق لتحقيق خاص في التلاعب المزعوم بالأسهم من قبل زوجته كيم كيون - هي لصالح شركة «دويتشه موتورز». وأيضاً استخدام «الفيتو» ضد مشروع قانون يفوّض مستشاراً خاصاً بالتحقيق في مزاعم بأن مسؤولين عسكريين ومكتب الرئاسة قد تدخلوا في تحقيق داخلي يتعلق بوفاة جندي بمشاة البحرية الكورية عام 2023.

وهكذا، بعد سنتين ونصف السنة من أداء يون اليمين الدستورية عام 2022، وعلى أثر انتخابات رئاسية مثيرة للانقسام الشديد، انقلبت الأمور ضد الرئيس. وفي خضم ارتباك الأحداث السياسية وتزايد المخاوف الدولية يرزح اقتصاد كوريا الجنوبية تحت ضغوط مقلقة.

أمام هذا المشهد الغامض، تعيش «الحالة الديمقراطية» في كوريا الجنوبية أحد أهم التحديات التي تهددها منذ ظهورها في أواخر القرن العشرين.