البلاستيك الشفاف... صيحة مستدامة أم صرعة موسمية

تصميم الأزياء يحتاج إلى موهبة حتى يستطيع صاحبها أن يتعامل مع كل الخامات والتفاصيل بعين فنية لتخرج عن المألوف. ومن أحدث الابتكارات التي ظهرت على منصة عروض الأزياء أخيراً الأحذية الشفافة المصنوعة من البلاستيك.
فقد ولى العهد الذي كانت فيه هذه الخامة تعتبر من دون أهمية، وترتبط بالمنتجات البسيطة فقط، ودخلت عالم الموضة الراقية، بحسب ما ظهرت به على منصات العروض العالمية. فقد ظهر في إكسسوارات من دور «شانيل» و«كالفين كلاين»، وغيرهما ممن طوعوه في تصميمات أنيقة، إلى جانب حقائب اليد وبعض المعاطف الواقية من المطر، كما هو الحال في عرض دار «بيربري» البريطانية، وتسلطن في ما يتعلق بالأحذية.
وتتوقع خبيرة الأزياء المصرية ندى حسام أن تشهد هذه الصيحة رواجاً كبيراً في ربيع وصيف هذا العام. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «صيحة الأحذية الشفافة، مثل كثير من الصيحات، ما هي سوى إعادة لصيحة انتشرت في حقبة ماضية. ففي تسعينات القرن الماضي مثلاً، ظهرت أحذية مكشوفة بسيطة من البلاستيك، لكنها كانت موجهة لنزهات على الشاطئ، ولم يكن المراد منها التعبير عن الترف والأناقة، كما هي الآن».
وتتابع: «ما قدمته الماركات العالمية ارتقى بهذه الخامة البسيطة، وحولها إلى رمز للعصرية، لا سيما أنها قُدمت بأكثر من طريقة، لكن القاسم المشترك بينها أنها تعبر عن التحرر والتمرد على المتعارف عليه».
وقد ظهرت صيحة الأحذية الشفافة أول مرة في نطاق المشاهير، عندما ارتدتها نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان في عام 2015. ولم تشهد رواجاً واسعاً في ذلك الوقت، ثم عادت لتظهر مرة أخرى على منصة عروض الأزياء في عروض خريف وشتاء 2017 وربيع 2018.
ولم يقتصر الأمر على الأحذية، بل امتد إلى حقائب شانيل المميزة، ثم جاء المصمم البلجيكي راف سيمونز، المدير الإبداعي لماركة «كالفن كلاين»، ليطوّع البلاستيك الشفاف بطريقة أكثر ذكاءً، حيث استخدمه بأناقة على سترات متعددة مريحة، لإضافة طبقة من طارد المياه دون المساس بالمظهر الأنيق للأقمشة الموجودة تحتها.
وتعتبرها مدونة الموضة المصرية، سارة طه، واحدة من الصيحات الأقرب للأزياء المستقبلية، لا سيما أنها اختيار يكسر القوالب، ويخرج بالتصميم بعيداً عن الحدود التقليدية، وتضيف: «صيحة البلاستيك الشفاف لم تقتصر على الأحذية، لأنها قُدمت في حقائب يد وأحزمة وحلي وأزياء. كما أن هناك عدداً من الماركات العالمية استعملته بأشكال مبتكرة، مثل (دولتشي أند جابانا) و(غوتشي) و(برادا)، ما يسمح بتعدد الاختيارات».
ولارتداء هذه الصيحة بما يتسق مع الخطوط العربية والأزياء الشرقية، تنصح سارة طه بالاكتفاء بالحقائب أو الأحذية، أو حتى الحُلي والأحزمة، أما الملابس فقد تبدو جريئة غير مألوفة، وتوضح: «رغم أنه بالإمكان أن تطوع كل واحدة الموضة حسب أسلوبها الخاص، وبما يتناسب مع ذوقها ومحيطها».
ومن جهتها، تقترح ندى حسام تنسيق الأحذية الشفافة بأكثر من طريقة. فمثلاً، يمكن تنسيقها مع بنطلون وسترة كلاسيكية لإطلالة تجمع بين العصرية والأناقة، أو مع فستان بسيط بأحد الألوان الأساسية، مثل الأبيض أو الأسود.