المتحدث باسم الجيش اليمني لـ {الشرق الأوسط}: رصدنا أكثر من مائة خبير إيراني في صعدة

وفق معلومات كشفتها تحقيقات مع قيادات ميدانية حوثية

TT

المتحدث باسم الجيش اليمني لـ {الشرق الأوسط}: رصدنا أكثر من مائة خبير إيراني في صعدة

رصد الجيش اليمني خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من مائة خبير إيراني في صعدة، يقدمون الدعم اللوجيستي والتقني للميليشيات الحوثية، إضافة إلى ترسانة من الأسلحة المتوسطة والثقيلة مثل الصواريخ الباليستية منتشرة في مدينة صعدة وكهوفها.
وبحسب معلومات عسكرية حصلت عليها «الشرق الأوسط»، شرعت الميليشيات خلال الآونة الأخيرة في إرسال أعداد كبيرة من الخبراء لصعدة مسقط رأس زعيم الانقلابيين عبد الملك الحوثي، والمحطة الرئيسية لتخزين الأسلحة التي استولت عليها من مستودعات الجيش إبان الانقلاب، بهدف وقف تقدم الجيش الوطني نحو المدينة التي جرى تطويقها من 5 محاور رئيسية.
وجرى تجميع المعلومات من خلال عمليات استخباراتية وما أدلى به أكثر من 10 من قيادات الميليشيات الحوثية الذين سقطوا أسرى في قبضة الجيش، وهي معلومات مهمة ودقيقة عن وجود هؤلاء الخبراء في المدينة والأعمال التي ينفذونها من زرع ألغام وتدريب على المعدات الثقيلة وإطلاق صواريخ بشكل عشوائي وكثيف.
وقال العميد عبده مجلي، المتحدث باسم الجيش اليمني، لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش رصد وجود نحو مائة خبير إيراني يقدمون مختلف أشكال الدعم للحوثيين في صعدة؛ كتصنيع وإطلاق الصواريخ، وزرع وصناعة الألغام، مشدداً على أن الجيش يعمل على القبض على الخبراء الأجانب خلال الفترة المقبلة مع تقدم الجيش وبسط سيطرته على المدينة.
ولفت العميد مجلي إلى أن نسبة كبيرة من ترسانة الأسلحة في صعدة من الأسلحة المنهوبة من مخازن الجيش وجرى تخزينها في مغارات وكهوف بصعدة، إضافة إلى أسلحة مهربة وصلت إبان العملية الانقلابية، الأمر الذي دفع بقيادات الانقلاب إلى تحويل المدينة إلى منصة لإطلاق الصواريخ الباليستية ومركزاً لتوزيع السلاح على مواليها في الجبهات المختلفة.
وعن الخسائر في صفوف الانقلابيين، قال مجلي إن «الميليشيات تتكبد كل يوم خسائر كبيرة في العتاد والأفراد، إضافة إلى فرار عشرات من مقاتليها في المواجهات المباشرة»، موضحاً أن 10 من القيادات الميدانية البارزة للميليشيات سقطوا في قبضة الجيش، مما يمثل ضربة قوية للحوثيين، إضافة إلى من سقطوا قتلى جراء ضربات قوات التحالف.
وأكد أن الجيش اليمني حقق مع هذه القيادات لمعرفة معلومات عسكرية مهمة؛ ومنها المواقع الرئيسية لوجود القيادات ومستودعات الأسلحة، وكيفية زراعة الألغام ومواقعها، والاستراتيجية التي تعتمدها قيادتهم في صنعاء لتنفيذ الأعمال العسكرية ضد المدنيين والجيش، إضافة إلى مواقع وجود الخبراء الإيرانيين الذين يقومون بتطوير الأسلحة في عدد من المدن.
وحقق الجيش، وفقاً للمتحدث الرسمي، انتصارات وتقدماً في محافظة صعدة عبر المحاور الخمسة المحيطة بالمدينة؛ إذ استطاع الجيش الوطني بدعم التحالف العربي السيطرة على مساحات شاسعة في المحافظة، وشكلت المحاور سلسلة خانقة للميليشيات الحوثية التي تستخدم المدينة منصة لإطلاق الصواريخ الباليستية على المناطق اليمنية ودول الجوار؛ وعلى العاصمة السعودية.
وأردف أن الجيش يحكم الحصار على الميليشيات؛ الأمر الذي دفع بالمئات من مقاتليها للفرار من مواقعهم وثكناتهم العسكرية باتجاه القرى القريبة من صعدة، و«هذا مؤشر على ما يعيشه مقاتلو الميليشيات على الجبهات الرئيسية من حالة ذعر مع تقدم الجيش تدريجياً في المناطق الرئيسية التي تعول عليها الميليشيات في إطالة أمد الحرب».
وتطرق مجلي إلى أن الخطة الاستراتيجية التي وضعت من قبل قيادة وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة تقضي بالسيطرة الكاملة على محافظة صعدة لتكون نقطة انطلاق لتحرير محافظة عمران، ثم التقدم إلى العاصمة اليمنية صنعاء، موضحاً أن «الميليشيات أفشلت كل محاولات السلام، ولا تعترف إلا بالحل العسكري الذي يقوم به الجيش لتحرير ما تبقى من مناطق يمنية تقع تحت سيطرة الميليشيات».


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.