هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولون إسرائيليون آخرون وأميركيون، خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال افتتاح دورة المجلس الوطني الحالية، الذي تطرق فيه للمحرقة، ووصفوه بأنه «معاد للسامية».
وقال نتنياهو في بيان له، إن عباس «ألقى خطابا آخر معاديا للسامية»، مكررا: «أحقر الشعارات المعادية للسامية... ويبدو أن من أنكر المحرقة يبقى منكرا للمحرقة»، في إشارة منه إلى أطروحة الدكتوراه التي قدمها عباس عام 1982. التي يقول عنها الإسرائيليون إنها تنكر حقائق المحرقة. داعيا المجتمع الدولي إلى إدانة خطاب عباس بقوة.
وقال عباس في الخطاب الذي كان جزء منه متعلقا بالتاريخ إن «هؤلاء اليهود الذين انتقلوا إلى أوروبا الشرقية والغربية كانوا يتعرضون كل عشر أو 15 سنة، لمذبحة من دولة ما، وذلك منذ القرن الـ11 وحتى (الهولوكوست) الذي حدث، فلماذا كانت تحصل هذه المذابح؟ هم يقولون (لأننا يهود)، وأنا أريد استحضار ثلاثة يهود بثلاثة كتب، ومنهم جوزيف ستالين، وإبراهام وإسحاق نوتشرد، الذين يقولون إن الكراهية لليهود ليست بسبب دينهم. وإنما بسبب وظيفتهم الاجتماعية، إذن فالمسألة اليهودية التي كانت منتشرة في أوروبا ضد اليهود ليست بسبب دينهم، بل بسبب الربا والبنوك، والدليل على ذلك أنه كان هناك يهود في الدول العربية، وأنا أتحدى أن تكون حدثت قضية ضد اليهود في الوطن العربي منذ 1400 سنة».
وفور خروج هذه التصريحات، علقت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان قائلة: «على الهواء مباشرة أطلق عباس تصريحات لا يمكن وصفها سوى بأنها معادية للسامية وإنكار للمحرقة، محمّلا اليهود مسؤولية الهولوكوست وإبادتهم، مع استخدام قوالب نمطية وأساليب لوم مأخوذة من معجم معاداة السامية الكلاسيكي. لا يمكن القبول بقيادة وطنية يحركها مثل هذا الشعور، ومن المؤسف أن رئيس السلطة الفلسطينية يكرر مرة تلو الأخرى هذه التصريحات المعادية للسامية غير المقبولة».
من جهته، قال وزير التربية والتعليم نفتالي بينت، زعيم حزب «البيت اليهودي» اليميني المتطرف، إن «عباس غارق في معاداة السامية والعنصرية من رأسه حتى أخمص قدميه. إنه يواصل تقاليد من سبقوه».
كما قال وزير الأمن العام غلعاد إرادن إن «عباس كرر اسما معاديا للسامية».
وانضم مسؤولون أميركيون إلى الإسرائيليين في انتقاد عباس، إذ قال السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، إنه «وصل للحضيض... وكل من يعتقد أن إسرائيل هي السبب في عدم وجود سلام... فكروا من جديد».
أما جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المنطقة، فقد علق بالقول: «مؤسف ومثير للقلق ومحبط للغاية. لا يمكن بناء السلام على هذا النوع من الأساسات».
كما ندد الاتحاد الأوروبي أمس بتصريحات عباس، معتبرا إياها «غير مقبولة». وقال المتحدث باسم الجهاز الدبلوماسي في الاتحاد الأوروبي في بيان، إن «الخطاب الذي أدلى به الرئيس الفلسطيني محمود عباس يحمل تصريحات غير مقبولة، تتعلق بأصل المحرقة وشرعية إسرائيل». مضيفا أن «مثل هذا الخطاب لن يفيد سوى هؤلاء الذين لا يرغبون في حل الدولتين، الذي دعا له الرئيس عباس مرارا».
بدوره، رفض وزير الخارجية الألماني هايكو ماس تصريحات عباس، بقوله: «نحن نعارض ذلك... ونقف ضد أي (رؤية) نسبية للمحرقة... وذكرى المحرقة تمثل لنا تفويضا بضرورة مواجهة معاداة السامية بشكل صارم على مستوى العالم».
ولم تعقب الرئاسة الفلسطينية على الانتقادات.
تل أبيب وواشنطن تعتبران تصريحات عباس {معادية للسامية}
الاتحاد الأوروبي قال إنها لا تساعد على حل الدولتين
تل أبيب وواشنطن تعتبران تصريحات عباس {معادية للسامية}
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة