رئيس المجلس الأعلى الإسلامي: الجديد في الانتخابات الحالية دور المال

حمودي المرشح على لائحة «الحشد» لم يستبعد التحالف مع قائمة رئيس الوزراء بعد الاقتراع

الشيخ همام حمودي، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي.
الشيخ همام حمودي، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي.
TT

رئيس المجلس الأعلى الإسلامي: الجديد في الانتخابات الحالية دور المال

الشيخ همام حمودي، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي.
الشيخ همام حمودي، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي.

حذر الشيخ همام حمودي، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، النائب الأول لرئيس البرلمان، من لجوء البعض لاستخدام المال للتأثير على الناخبين في الانتخابات العراقية القادمة، كما حذر من أن وجود قوات أجنبية في العراق قد يفسَّر بأن العراق جزء من المحاور والصراعات التي يمكن أن تحدث.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، قال حمودي إن ما يميز الانتخابات المقبلة هو أنها «ليس فيها صراع أو تضاد، وإنما تنافس على من سيُظهر نفسه على أنه من سيعمر العراق ويخدمه... وهذا تطور ونضج في العملية السياسية... كما أن القوائم لم تعد قوائم مناطقية وإنما أصبحت شاملة لكل المحافظات، وهذا أيضا يؤكد على تطور العملية السياسية وسلامة الوضع السياسي والاجتماعي».
غير أن حمودي حذر من أن «الشيء الجديد في هذه الانتخابات هو لجوء البعض إلى دور المال في شراء الأصوات أو التأثير عليها»، وأوضح: «سابقا كان البعد السياسي أو الطائفي هو المؤثر في الانتخابات، ولكن الآن ليس هناك فرق كبير بين الكيانات، وأصبح التنافس يحتاج شيئا آخر، فجاء بُعد المال».
ويخوض حمودي الانتخابات مرشحا عن «تحالف الفتح» الذي أسسه هادي العامري، أحد أبرز قيادات «الحشد الشعبي»، في وقت سابق من العام الجاري، لخوض الانتخابات البرلمانية المقررة في 12 مايو (أيار) الحالي.
وردا على الأصوات المشككة في نزاهة الانتخابات، أكد أن «التشكيك في الانتخابات ليس في مصلحة أحد»، وأن الحرص على نزاهة الانتخابات شيء مهم جدا. وعن كيفية ضمان تصويت جميع العراقيين وخاصة النازحين، قال: «نتابع الأمر مع مفوضية الناخبين، والأمم المتحدة موجودة مع المفوضية، وهناك حرص على مشاركة الجميع».
وحول رؤيته للحكومة الجديدة، قال: «الحكومات السابقة كان تركز على ترضية الأحزاب المشاركة فيها، وعندما نأتي لإعلان الحكومة لا تجد برنامجا حكوميا... ولكننا أعلنا أن الحكومة القادمة ينبغي أن يكون برنامجها الحكومي مفصلا فيما يخدم المواطن، كالسكن وفرص العمل والصحة والتعليم وغيرها... ونحن نعمل حاليا على إعداد برنامج حكومي لن يدخل في القضايا السياسية، وإنما يركز على المشكلات التي تخص المواطن. إذن الجديد هو البرنامج الحكومي، الجديد أنه برنامج مفصل، الجديد هو تشكيل مجموعة برلمانية تتبنى هذا البرنامج وتتابع الحكومة في تنفيذه».
وحول تقييمه لولاية رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قال إن «العبادي نجح في تهدئة المشكلات، واستقبل كثيرا من المواقف والتصريحات المتشنجة بحالة من الاستيعاب، فقد حدد العدو، وهو (داعش)، ووضع بقية المشكلات دونه، وهذه نقطة مهمة في إدارة فترة الحرب. كما أنه حرص على حفظ التوازنات بصورة لا تجعل العراق خاضعا لهذا أو ذاك». إلا أنه رأى أن العبادي «يُعاتَب على إضاعة فرص حقيقية وكبيرة من المرجعية والشعب، من أجل اتخاذ إجراءات حقيقية وشجاعة، ولهذا هناك كثيرون الآن لا يتفاعلون مع دورة جديدة للعبادي: البعض يرى أن العبادي لن يشكل حكومة قوية، وأن حكومته القادمة ستكون ضعيفة تسيّرها الأحداث، وأنه لن يكون صاحب المبادرة. كما أنه سبق أن قدم تصريحات كبيرة في مواجهة الفاسدين، دون أن يجد الشعب لها أثرا على الأرض».
وبشأن إمكانية تشكيل ائتلاف بين تحالفي «النصر» بزعامة العبادي و«الفتح»، قال: «نعم، هذا مطروح من أول يوم، وقد كنا واحدا ثم انفصلنا على أمل أن تكون لنا تحالفات. وشروطنا هي: البرنامج الحكومي، وعدم العودة إلى الوراء في مسألتي وجود القوات الأجنبية والمناكفات السياسية والطائفية... المحاصصة هي سبب الوضع الذي وصلنا إليه من تفكك للدولة وفساد... ومن يؤمن بما نؤمن به ومستعد لتنفيذه فهذا يشكل شيئا جامعا بيننا».
وحول مستقبل الحشد الشعبي، قال حمودي: «المنطقة غير مستقرة، وإسرائيل تفتح لنا معركة كل يوم، والسياسة الأميركية غير واضحة ومتقلبة، وهناك مشكلات لا تزال مستمرة، وبالتالي فإن وجود (الحشد) هو رسالة لكل من يريد أن يتدخل في الشأن العراقي، وهو أن هناك أناسا عقائديين مستعدون للدفاع عن هذا البلد».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.