العاهل الأردني يؤكد أهمية إيجاد آفاق سياسية لتسوية تستند إلى حل الدولتين

وزير الخارجية الأميركي يدعو الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى الانخراط في عملية السلام... و«صفقة القرن» ستكون باتفاق الجانبين

العاهل الأردني ووزير الخارجية الأميركي خلال لقائهما في عمان أمس (رويترز)
العاهل الأردني ووزير الخارجية الأميركي خلال لقائهما في عمان أمس (رويترز)
TT

العاهل الأردني يؤكد أهمية إيجاد آفاق سياسية لتسوية تستند إلى حل الدولتين

العاهل الأردني ووزير الخارجية الأميركي خلال لقائهما في عمان أمس (رويترز)
العاهل الأردني ووزير الخارجية الأميركي خلال لقائهما في عمان أمس (رويترز)

دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الانخراط في عملية السلام، معتبراً المفاوضات أولوية لدى الولايات المتحدة.
وكان بومبيو قد أجرى مباحثات أمس، مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في عمان، المحطة الأخيرة في جولته في المنطقة، بعد السعودية وإسرائيل.
وقال الوزير الأميركي، في مؤتمر صحافي عقب المباحثات، إن ما بات يُعرف بـ«صفقة القرن» سيجري باتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضاف أن الولايات المتحدة الأميركية تعمل على تسهيل هذا الأمر، والعمل مع الأردن على إيجاد حل جيد للقضية الفلسطينية.
وأكد بومبيو أن بلاده ستدعم حل الدولتين، لافتاً إلى أنه هو الأقرب إذا اتفقت الأطراف المختلفة على صيغة معينة. وأشار إلى أن حدود إسرائيل لم تحدد بشكل نهائي بعد.
واعتبر أن إسرائيل في ممارساتها في قطاع غزة تدافع عن نفسها، مؤكداً دعم بلاده لأمن إسرائيل، وفق تعبيره.
وفي ما يخص الشأن السوري، أكد بومبيو التزام الولايات المتحدة بوقف إطلاق النار جنوب شرقي سوريا وعبّر عن رفض بلاده المطلق لأي تصعيد في الجنوب السوري.
وأوضح أن الولايات المتحدة تدعم جهود الأمم المتحدة الهادفة إلى التوصل لحل سياسي للصراع السوري. وقال بومبيو إن بلاده من أكبر الداعمين للأردن «وهو أمر سنواصله»، مشيراً إلى توقيع مذكرة تفاهم مع الأردن بشأن مساعدات سيتم تقديمها لعمّان خلال السنوات الخمس المقبلة.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الأردني عن تقدير بلاده للدعم الأميركي خصوصاً في المجالات الاقتصادية والأمنية.
وأشار الصفدي إلى أن المباحثات نتج عنها توقيع البلدين على مذكرة تفاهم اقتصادية، وتتضمن تطوير التعاون الأمني.
ولفت إلى أن المباحثات تناولت عدداً من التحديات التي تواجه المنطقة، وسبل استقرارها وإيجاد حلول لعدد من قضاياها.
وقال الصفدي إن الأردن يعتبر القضية الفلسطينية القضية المركزية في المنطقة، مؤكداً الموقف الأردني وإيمانه بضرورة عقد مباحثات تفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني. وشدد على ضرورة عدم التخلي عن جهود السلام، وضرورة العمل مع الشركاء الأميركيين بهدف إيجاد آفاق سياسية لحلول وأزمات المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وجدد الصفدي تأكيد موقف الأردن الداعي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، مشيراً إلى أن الحل السياسي للأزمة السورية هو الخطوة الأولى لمكافحة الإرهاب والتغلب عليه. وركز اللقاء الذي جمع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس، مع وزير الخارجية الأميركي، على آليات تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية الأردنية الأميركية، وعدد من القضايا التي تهم البلدين، لا سيما تلك المرتبطة بمساعي تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وحسب بيان للديوان الملكي الأردني، أعرب الملك عبد الله الثاني عن تهانيه لوزير الخارجية الأميركي بتوليه مهام منصبه الجديد، مؤكداً عمق العلاقات التي تجمع بين البلدين، وتقدير الأردن للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للعديد من البرامج التنموية، ولتمكين المملكة من التعامل مع التداعيات التي سببتها الأزمات في المنطقة.
وتناول اللقاء عملية السلام، حيث أكد الملك عبد الله الثاني أهمية تكثيف الجهود إقليمياً ودولياً، لإيجاد آفاق سياسية للتقدم نحو حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الجانبين، استناداً إلى حل الدولتين، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد الملك عبد الله الثاني، في هذا السياق، أن حل الدولتين هو الحل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويشكل خطوة مهمة وأساسية باتجاه تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أهمية الدور الأميركي في كسر حالة الجمود في مسار العملية السلمية، وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.