معارك عنيفة في دير الزور بعد هجوم مفاجئ للنظام شرق الفرات

سيطر على 4 قرى قبل أن تستعيد «قوات سوريا الديمقراطية» 3 منها بغطاء من التحالف

قوات النظام في ريف دير الزور بشرق سوريا.
قوات النظام في ريف دير الزور بشرق سوريا.
TT

معارك عنيفة في دير الزور بعد هجوم مفاجئ للنظام شرق الفرات

قوات النظام في ريف دير الزور بشرق سوريا.
قوات النظام في ريف دير الزور بشرق سوريا.

في هجوم مفاجئ، اندلعت يوم أمس، معارك عنيفة في ريف دير الزور بشرق سوريا بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام، أدت إلى سيطرة الأخير على 4 قرى، قبل أن تنجح «سوريا الديمقراطية» في استعادتها بغطاء جوي من التحالف الدولي.
وفي حين وضعت «سوريا الديمقراطية» الهجوم في خانة «إعاقة المعركة التي تتحضر لها لتحرير ما تبقى من مناطق في قبضة تنظيم داعش»، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «هدف النظام هو حماية مدينة دير الزور عبر صد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الموجودين على الضفة قبالة المدينة».
وصباحاً، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية، أن «وحدات من قواتنا المسلحة تمكنت من تحرير 4 قرى شرق نهر الفرات وهي (الجنينة - الجيعة - شمرة الحصان - حويقة المعيشية) التي كانت تحت سيطرة ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية».
وبعد ساعات على المعارك التي شهدتها المنطقة، أعلنت «سوريا الديمقراطية» استعادتها القرى، بينما قال المرصد إنها استعادت 3 من أصل 4. وقال أحمد الرمضان، الناشط في موقع «فرات بوست» لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات الكردية استعادت معظم القرى التي خسرتها بغطاء جوي من التحالف الدولي وبعد استقدامها تعزيزات عسكرية.
وفي بيان لها، أكدت «سوريا الديمقراطية» استعادة القرى، وقالت: «بعد أن شنت قوات النظام والميليشيات التابعة له مدعومة من روسيا، هجوماً على مواقع قواتنا في ريف دير الزور بغية إعاقة حملة عاصفة الجزيرة ومحاربة الإرهاب، استعادت قواتنا المبادرة الهجومية واشتبكت معه وردته على أعقابه»، مشيرة إلى محاولات مستمرة من النظام للتقدم باتجاه القرى.
ويضع الخبير العسكري مأمون أبو نوار، هذا الهجوم، ضمن سياق الرسائل الروسية للأميركيين التي ستبقى مستمرة بين الطرفين إلى حين التوصل إلى حل في الأزمة السورية، ويوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «رسالة موسكو إلى واشنطن هي أن بقاءها في هذه المنطقة لا بدّ أن ينتهي، في وقت فضّلت فيه الأخيرة عدم التصعيد بعدم الردّ العسكري المباشر كما حصل في وقت سابق، لأن الهدف الأهم بالنسبة إليها هو الحد من قدرات النظام وسيطرته، وهو ما تجسّد عبر استعادة حليفتها (سوريا الديمقراطية) القرى».
ويوافق رئيس مركز الدراسات الكردية نواف خليل، أبو نوار، معتبراً كذلك، أن هجوم النظام لم يكن ليحدث لولا أنه حصل على ضوء أخضر روسي. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «موسكو مصرة على عدم القبول بقواعد الاشتباك التي تم الاتفاق عليها بين الرئيسين الأميركي والروسي، بغية إحداث مزيد من الإرباك والقول إن النظام هو الجهة الوحيدة القادرة على محاربة الإرهاب»، سائلاً: «لماذا لم يتحرك النظام قبل ذلك لتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم وتحرّك الآن في ظل تحضير (سوريا الديمقراطية) للمعركة؟».
وكان «المرصد» قد أفاد، أول من أمس، باستنفار «سوريا الديمقراطية» والتحالف الدولي في الريف الشرقي لدير الزور مع ريفها الشمالي والريف الجنوبي للحسكة، بالتزامن مع استنفار جوي تشهده المنطقة الواقعة شرق الفرات، تحضيراً للبدء في عملية عسكرية واسعة تهدف لإنهاء وجود تنظيم داعش في كامل شرق نهر الفرات.
ويوجد التنظيم، بحسب المرصد، في جيب يضم 4 قرى وبلدات هي «هجين وأبو الحسن والشعفة والباغوز»، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، كذلك في الجزء الواقع بريف دير الزور الشمالي الشرقي، والمتصل مع ريف الحسكة الجنوبي وصولاً إلى الحدود السورية - العراقية، والذي لا يزال يضم 22 قرية ومنطقة تشمل الحدود الإدارية بين دير الزور والحسكة.
وشهدت محافظة دير الزور سباقاً بين قوات النظام مدعومة من روسيا وقوات سوريا الديمقراطية التي يدعمها تحالف دولي تقوده واشنطن. وتسيطر قوات النظام حالياً على مدينة دير الزور وكامل الضفة الغربية لنهر الفرات، في حين تنتشر قوات سوريا الديمقراطية على ضفته الشرقية.
مع العلم أنه في شهر فبراير (شباط) الماضي سقط نحو مائة من المقاتلين الموالين للنظام في ضربات للتحالف الدولي في منطقة دير الزور. وأكدت واشنطن، في حينها، أن هذه الغارات كانت لصد هجوم لقوات موالية للنظام استهدفت مقراً لقوات سوريا الديمقراطية.
وفي سبتمبر (أيلول) 2017، اتهمت قوات سوريا الديمقراطية روسيا بقصف موقع لها، ما أسفر عن مقتل أحد مقاتليها وإصابة آخرين.
وسيطرت قوات سوريا الديمقراطية التي تغلب عليها وحدات حماية الشعب الكردية على معظم أنحاء المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات في محافظة دير الزور منذ العام الماضي، ضمن حملة كبيرة أخرجت تنظيم داعش من شرق سوريا على الحدود مع العراق.
ونادراً ما تشتبك قوات النظام مع قوات سوريا الديمقراطية في حملته على «داعش»، حيث ظل بعيداً عن مناطق هذه القوات شرق الفرات، مركزاً على استعادة أراضٍ من التنظيم غرب النهر.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.