توقعات بإتمام اتفاق اتحاد اليورو المصرفي في يونيو

توقعات بإتمام اتفاق اتحاد اليورو المصرفي في يونيو
TT

توقعات بإتمام اتفاق اتحاد اليورو المصرفي في يونيو

توقعات بإتمام اتفاق اتحاد اليورو المصرفي في يونيو

تتطلع بلدان منطقة اليورو إلى التوصل إلى اتفاق بشأن الاتحاد المصرفي بحلول شهر يونيو (حزيران) المقبل، حسب ما انتهت إليه اجتماعات وزراء مالية دول المنطقة التي انعقدت في صوفيا عاصمة الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد الأوروبي، التي تتولاها بلغاريا.
وقال نائب رئيس الجهاز التنفيذي الأوروبي، فالديس دومبروفسكيس، في تصريح قبل اجتماع غير رسمي لمجموعة اليورو: «آمل أن يكون لدينا نقاش مثمر، ما زلنا نعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق في يونيو القادم». وأضاف: «تعمل المفوضية جاهدة للتوصل إلى اتفاق بين الدول الأعضاء» مؤكداً «إننا نحرز تقدماً».
وأعرب دومبروفسكيس عن أمله في اتخاذ خطوات إلى الأمام بشأن تقاسم المخاطر، وأيضاً وضع نظام تأمين أوروبي مشترك على الودائع المصرفية.
وكان محافظ المصرف المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، قد نوّه في تصريح سابق بأن «تحسين أداء الاتحاد الاقتصادي والنقدي يبقى من الأولويات»، وقال إن مجلس الحكم في المصرف المركزي «يحث على اتخاذ تدابير محددة وحاسمة لإكمال الاتحاد المصرفي واتحاد أسواق المال» الأوروبية.
وقال رئيس مجموعة اليورو، ماريو سنتينو، إن الاجتماعات اشتملت على جلسة استماع لرئيس المركزي الأوروبي وأيضاً لرئيس آلية القرار الموحد، بشأن الرقابة على البنوك، وقدّما تقريراً حول الأنشطة الحالية والتطورات الأخيرة في هذا القطاع مع تسليط الضوء على التحديات والأولويات في عام 2018 وما بعده، ورحب الوزراء بأن القطاع المصرفي اكتسب مرونة واستمر في الحد من المخاطر ولكن لا يزال بعض المشكلات القديمة قائمة في الميزانيات العمومية للبنوك، كما أن العمل بشأن القروض المتعثرة في الاتجاه الصحيح ومنع تراكم المشكلات المستقبلية المحتملة.
وقال سنتينو، إن الوزراء أجروا مناقشة مثمرة حول ملف اليونان وتطرقوا إلى الأخبار الجيدة خلال الآونة الأخيرة، وبالتحديد على الجانب المالي، مع تحقيق البلاد فائضاً في الموازنة للسنة الثانية على التوالي بنسبة 4% من الناتج المحلي.
وأكد أن اليونان لا تزال ملتزمة بأجندة الإصلاح، وهناك ردود أفعال إيجابية من المؤسسات المعنية حول تنفيذ المراجعة الرابعة والأخيرة لبرنامج التكيف، وأضاف: «ستقرر مجموعة اليورو في يونيو جميع العناصر التي يمكن أن تساعد في تسهيل خروج اليونان من برنامج التكيف والإصلاحات مع حلول أغسطس (آب)».
واعتبر سنتينو أن اليونان لا تزال تحتاج إلى إجراء إصلاحات قبل أن تتمكن من الخروج من برنامج الإنقاذ المالي في 20 أغسطس.
ولم يبحث وزراء مالية مجموعة اليورو في اجتماعهم في صوفيا خفض ديون اليونان، وهذه مسألة شائكة، لكن المفوض الأوروبي للاقتصاد والشؤون المالية بيار موسكوفيسي قال: «علينا أن نتوصل إلى اتفاق يتضمن مجموعة كبيرة من الالتزامات لتخفيف عبء الدين اليوناني».
وقبل اجتماع العاصمة البلغارية قال رئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس، إن بلاده يمكنها الخروج من خطة الإنقاذ المالية الثالثة دون طلب خط ائتمان احترازي، ودون تبني المزيد من الإجراءات التقشفية.
يذكر أن اليونان عصفت بها أزمة مالية في أبريل (نيسان) عام 2010، حينما طلبت الحكومة اليونانية من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي تفعيل خطة إنقاذ تتضمن قروضاً لمساعدة اليونان على تجنب خطر الإفلاس.
ووافق تسيبراس، المنتخب في 2015، في يوليو (تموز) 2016، على توقيع خطة صارمة لاستكمال إجراءات إنقاذ بلاده من تداعيات الأزمة المالية، ونجح في تطبيق الخطة، مستنداً إلى غالبية برلمانية ضئيلة ورغم الغضب الشعبي المتنامي.
وقد سجلت البلاد في 2017 أول نمو فعلي لها منذ 9 سنوات قدّر بـ1.3%، والمتوقع أن تسجل 2% لهذا العام والسنوات المقبلة.
وعلى مستوى التعاملات المالية تبدو اليونان كأنها تستعيد ثقة الأسواق الدولية، حيث أصدرت في يوليو سندات بقيمة 3 مليارات يورو على 5 سنوات، وقامت بمبادلة سندات بقيمة 30 مليار يورو في نوفمبر (تشرين الثاني)، في عمليتين كُلّلتا بالنجاح.
وفي فبراير (شباط) الماضي جمعت آثينا 3 مليارات يورو من إصدار لسندات لأجل 7 سنوات بعائد قدره 3.5%.


مقالات ذات صلة

ريفز تتعهد بشراكة اقتصادية «طموحة» مع الاتحاد الأوروبي

الاقتصاد وزيرة الخزانة البريطانية تلقي كلمة بجوار عمدة لندن أليستر كينغ في حفل العشاء السنوي في مانشن هاوس في لندن (أرشيفية- رويترز)

ريفز تتعهد بشراكة اقتصادية «طموحة» مع الاتحاد الأوروبي

ستصبح وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز أول مستشارة بريطانية تحضر اجتماعاً لوزراء المالية الأوروبيين منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

الاقتصاد ماكرون وشولتس يتشابكان بالأيدي بعد عقد مؤتمر صحافي مشترك خلال قمة الاتحاد الأوروبي (أرشيفية - رويترز)

الأزمات السياسية في فرنسا وألمانيا تنذر بمزيد من المتاعب لاقتصاد أوروبا المتعثر

من المؤكد أن الانهيار الحكومي في كل من برلين وباريس سيؤدي إلى عرقلة الجهود المبذولة لمعالجة العجز المتزايد في أوروبا والقدرة التنافسية المتدهورة.

«الشرق الأوسط» (باريس، برلين)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي» يفضل ضعف اليورو... ويخطط لتخفيض الفائدة مجدداً

من المرجَّح أن يكون «المركزي الأوروبي» راضياً، وإن بشكل غير معلن، عن انخفاض أكبر في سعر صرف اليورو، وربما يكون أكثر حذراً حيال حدوث العكس في الوقت غير المناسب.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد خط إنتاج مصنع الألعاب العلمية «ساينس فور يو» في لشبونة (رويترز)

انكماش حاد في نشاط الأعمال بمنطقة اليورو

انخفض نشاط الأعمال في منطقة اليورو بصورة حادة خلال الشهر الماضي؛ حيث انضم قطاع الخدمات المهيمن إلى قطاع التصنيع في الانكماش.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد دولارات أميركية وعملات أخرى في صندوق تبرعات بمطار بيرسون الدولي بتورنتو (رويترز)

«الرسوم الجمركية» تهبط بالدولار

هبط الدولار مقابل عملات رئيسة أخرى إلى أدنى مستوى في أسبوع وسط ازدياد حذر المتعاملين تجاه تعهدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية

«الشرق الأوسط» (لندن)

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
TT

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)

قال الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما، إنه لن يتخلى عن حزمة الإنقاذ البالغة 3 مليارات دولار والتي حصلت عليها البلاد من صندوق النقد الدولي، لكنه يريد مراجعة الاتفاق لمعالجة الإنفاق الحكومي المسرف وتطوير قطاع الطاقة.

وأضاف ماهاما، الرئيس السابق الذي فاز في انتخابات 7 ديسمبر (كانون الأول) بفارق كبير، لـ«رويترز» في وقت متأخر من يوم الجمعة، أنه سيسعى أيضاً إلى معالجة التضخم وانخفاض قيمة العملة للتخفيف من أزمة تكاليف المعيشة في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا.

وكان ماهاما قال في وقت سابق، إنه سيعيد التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي الذي حصلت عليه حكومة الرئيس المنتهية ولايته نانا أكوفو في عام 2023.

وقال ماهاما: «عندما أتحدث عن إعادة التفاوض، لا أعني أننا نتخلى عن البرنامج. نحن ملزمون به؛ ولكن ما نقوله هو أنه ضمن البرنامج، يجب أن يكون من الممكن إجراء بعض التعديلات لتناسب الواقع». وأعلنت اللجنة الانتخابية في غانا فوز ماهاما، الذي تولى منصبه من 2012 إلى 2016، بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 56.55 في المائة من الأصوات.

وقد ورث الرئيس المنتخب لثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، دولة خرجت من أسوأ أزمة اقتصادية منذ جيل، مع اضطرابات في صناعتي الكاكاو والذهب الحيويتين.

التركيز على الإنفاق والطاقة ساعد اتفاق صندوق النقد الدولي في خفض التضخم إلى النصف وإعادة الاقتصاد إلى النمو، لكن ماهاما قال إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتخفيف الصعوبات الاقتصادية.

وقال ماهاما، الذي فاز حزبه المؤتمر الوطني الديمقراطي بسهولة في تصويت برلماني عقد في 7 ديسمبر: «الوضع الاقتصادي مأساوي... وسأبذل قصارى جهدي وأبذل قصارى جهدي وأركز على تحسين حياة الغانيين».

وأوضح أن «تعدد الضرائب» المتفق عليها بوصفها جزءاً من برنامج صندوق النقد الدولي، جعل غانا «غير جاذبة للأعمال». وقال: «نعتقد أيضاً أن (صندوق النقد الدولي) لم يفرض ضغوطاً كافية على الحكومة لخفض الإنفاق المسرف»، مضيفاً أن المراجعة ستهدف إلى خفض الإنفاق، بما في ذلك من جانب مكتب الرئيس.

ولفت إلى أن صندوق النقد الدولي وافق على إرسال بعثة مبكرة لإجراء مراجعة منتظمة، مضيفاً أن المناقشات ستركز على «كيفية تسهيل إعادة هيكلة الديون» التي وصلت الآن إلى مرحلتها الأخيرة. وقال إن الاتفاق المنقح مع صندوق النقد الدولي سيسعى أيضاً إلى إيجاد حلول مستدامة لمشاكل الطاقة، لتجنب انقطاع التيار الكهربائي المستمر.

وقال ماهاما: «سنواجه موقفاً حرجاً للغاية بقطاع الطاقة. شركة الكهرباء في غانا هي الرجل المريض لسلسلة القيمة بأكملها ونحن بحاجة إلى إصلاحها بسرعة».