3 قتلى وأكثر من 600 جريح في مواجهات «جمعة الشباب الثائر»

إحصائية رسمية تؤكد مقتل 40 فلسطينياً وجرح أكثر من 5 آلاف منذ بدء مسيرات العودة

جانب من المواجهات شرق جباليا أمس (أ.ف.ب)
جانب من المواجهات شرق جباليا أمس (أ.ف.ب)
TT

3 قتلى وأكثر من 600 جريح في مواجهات «جمعة الشباب الثائر»

جانب من المواجهات شرق جباليا أمس (أ.ف.ب)
جانب من المواجهات شرق جباليا أمس (أ.ف.ب)

قتل ثلاثة شبان فلسطينيين، وأصيب أكثر من 600 آخرين أمس برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي على أطراف شرق قطاع غزة، وذلك في إطار المسيرات الأسبوعية، التي تدعو إليها القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، تمهيداً لإحياء ذكرى النكبة في الخامس عشر من الشهر المقبل.
وذكر مسعفون أن شابين لقيا حتفهما جراء إصابتهما بعيار ناري في الرأس خلال المواجهات بشرق غزة، فيما قتل الشاب الثالث المدعو عبد السلام بكر (29 عاماً) شرق خانيونس. فيما أكدت مصادر طبية أن 200 متظاهر أصيبوا بجروح مختلفة، واختناق بالغاز خلال المواجهات المستمرة قرب السياج الفاصل مع إسرائيل. وكان من بين المصابين 11 من الطواقم الطبية والصحافية. فيما وصفت حالة ثلاثة من الجرحى بأنها خطيرة.
وخلال مواجهات أمس أصيب المئات من الفلسطينيين بالرصاص الحي، جراء استنشاقهم الدخان المنبعث من قنابل الغاز المسيل للدموع، كما أصيب الصحافي المصور عبد الرحمن الكحلوت برصاصة في قدمه من قبل جنود الاحتلال على الحدود شرق مدينة غزة. بينما أصيب 14 فرداً من الطواقم الطبية والصحافية جراء استنشاقهم الغاز، بعد أن هاجمت قوات الاحتلال نقطة طبية ميدانية بقنابل الغاز شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن 19 طفلا وسبع سيدات أصيبوا خلال المواجهات، لافتةً إلى أن 75 مصابا من مجمل الإصابات، تعرضوا لإصابات بالرصاص الحي.
وخلافاً لمسيرة الجمعة الماضي، لوحظ أن هناك انخفاضاً في أعداد المشاركين في المسيرات الحدودية، التي حملت أمس شعار «جمعة الشباب الثائر»، التي أقدم فيها الشبان على «تسيير طائرات ورقية»، محملة بقنابل المولوتوف تجاه المناطق الإسرائيلية المحاذية، إلى جانب إشعال «الكاوتشوك».
ووضع الشبان سواتر ترابية منعاً لوقوع عدد كبير من الإصابات في صفوفهم. بينما تمكن العشرات منهم من سحب أجزاء من الجدار الشائك على الحدود. فيما حاول العشرات اجتياز الجدار الحدودي، ما دفع الجيش إلى استخدام القوة المفرطة، وإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز تجاه المتظاهرين.
وفي الضفة الغربية تواصلت المسيرات المنددة بالقرار الأميركي لنقل السفارة إلى القدس، واندلعت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال وسط مدينة الخليل، بعد أن تجمهر العشرات من الشبان في منطقة البلدة القديمة، وأشعلوا إطارات السيارات، وقذفوا جنود الاحتلال بالحجارة.
وفي المدخل الشمالي للبيرة أغلق الشبان الغاضبون الطرق بالحجارة، وأشعلوا الإطارات، قبل أن تتطور المواجهات المباشرة مع قوات الاحتلال التي استخدمت الرصاص المطاطي والغاز لقمع الاحتجاج، ما أدى إلى إصابة تسعة شبان بالرصاص الحي والمطاطي.
وفي بلدة نعلين تجمع المئات من الفلسطينيين للاحتجاج على الجدار الفاصل، رافعين شعارات منددة بالاحتلال، وممارساته في حق المواطنين في قرى الضفة، وردت قوات الاحتلال بإلقاء عدة قنابل غاز لتفريق المظاهرة، ما أدى إلى إصابة 12 فلسطينياً إلى جانب صحافية أجنبية. فيما اندلعت مواجهات مماثلة في بلدة النبي صالح قضاء رام الله. كما أصيب عدد من الفلسطينيين بالرصاص المطاطي وحالات اختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة بيتا وكفر قليل وحوارة شرق نابلس.
وعالجت طواقم الإسعاف عشرات الإصابات جراء إلقاء جنود الاحتلال الغاز الكثيف على مظاهرة انطلقت في كفر قدوم شرق قلقيلية، حيث تجمع المئات هناك وأشعلوا الإطارات ورفعوا الأعلام الفلسطينية، وأصيب العشرات بالغاز المسيل للدموع خلال تلك المواجهات.
وفي الضفة الغربية والقدس، جرت عدة مسيرات شعبية، انسجاما مع نشاطات مسيرة العودة في قطاع غزة. وقد برزت فيها مسيرات بلعين وقلقيلية وبيت لحم والخليل، بشكل خاص.
وأفادت مصادر إسرائيلية بأن أحد جنود الاحتلال تعرض لإطلاق نار في مدخل مستعمرة بيت إيل، التي تضم القيادة العليا للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، وأصيب بجراح بالغة. وعلى أثر ذلك، قامت قوات الاحتلال بتعزيز دورياتها ونصبت الحواجز.
كما اندلعت مواجهات على مدخل بلدة بيتا في محافظة نابلس، إثر تفريق قوات الجيش مسيرة منددة بانتهاكات الاحتلال ضد الفلسطينيين، ودعما لمسيرات العودة في قطاع غزة.
وأغلق الشبان مدخل البلدة بالحجارة والحاويات، وأشعلوا النار في إطارات مطاطية، ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات، بعد أن حاول الجنود تفريقهم باستخدام الرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع. كما اندلعت مواجهات مماثلة في بلدات كفر قدوم بمحافظة نابلس، وحي باب الزاوية وسط مدينة الخليل، والنبي صالح وبلعين، ونعلين والمزرعة الغربية في محافظة رام الله، بالإضافة إلى مواجهات على المدخل الشمالي للمدينة قرب مستوطنة بيت إيل.
وكانت قوات الاحتلال قد نفذت عدة عمليات اعتقال شملت خمسة فلسطينيين في بيت لحم وقلقيلية، فجر أمس. كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قراوة بني حسان قرب سلفيت (شمالا)، وضاحية الشويكة قرب طولكرم (شمالا)، ونفذت عمليات دهم وتفتيش لمنازل المواطنين، من دون اعتقالات.
وأظهرت إحصائية رسمية نشرت أمس مقتل 40 فلسطينيا، وجرح أكثر من 5 آلاف منذ بدء مسيرات العودة الشعبية قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة.
وجاء في الإحصائية التي أصدرتها وزارة الصحة في غزة أن إجمالي عدد الإصابات في المسيرات بلغ 5511 مصابا، من بينهم 592 طفلاً و192 سيدة.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».