رئيس وزراء إثيوبيا يدعو لتعديل دستوري يقصر ولايته على مدتين

مسؤول أممي يلتقي معارضين ويطالب أديس أبابا بمزيد من الانفتاح

رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في جولة بمدينة آمبو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في جولة بمدينة آمبو (أ.ف.ب)
TT

رئيس وزراء إثيوبيا يدعو لتعديل دستوري يقصر ولايته على مدتين

رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في جولة بمدينة آمبو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في جولة بمدينة آمبو (أ.ف.ب)

دعا رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، أمس، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ توليه مهام منصبه الشهر الماضي، إلى تحديد فترة ولاية رئيس الحكومة بمدتين فقط، داعيا إلى إجراء تعديل على دستور البلاد يسمح بذلك.
ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية عن أبي أحمد، لدى اجتماعه مع سكان مدينة هواسا، أن الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية (الائتلاف الحاكم) ستقدم قرارا بتقييد مدة المنصب، معتبرا أن هذا التعديل سيساعد على الحد من مدة ولاية رئيس الوزراء.
وبعدما لفت إلى أن هذه الخطوة ستتم قريبا، دون أن يحدد أي مواعيد رسمية، قال رئيس الحكومة الإثيوبية إن «أي قائد للبلاد لن يخدم في منصبه بعد ولايتين بعد التعديل على الدستور».
وشدد على أن «الاستيلاء على السلطة طوال الحياة قد ينتهي في إثيوبيا»، مضيفا: «بما أن البلاد في مسار النمو السريع، فإنها لا تستطيع أن تسمح لعدد قليل من الأفراد بالبقاء في الحكم لفترة طويلة».
وامتدح سلفه المستقيل من رئاسة الحكومة هيل ماريام ديسالين ورأى أنه: «أصبح مثالا يحتذى به في القارة، بتخليه طوعا عن السلطة، ولذلك كرمته الدولة أحسن تكريم ولا يتضمن الدستور الإثيوبي أي مواد تتعلق بمدة ولاية رئيس الحكومة التي تبقى غير محدودة».
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الإثيوبية إن وفدا أميركيا رفيع المستوى برئاسة دونالد ياماماتو مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية يقوم حاليا بزيارة رسمية إلى إثيوبيا ضمن جولته في القرن الأفريقي.
وقال المتحدث باسم الوزارة ملس علم، إن ياماماتو سيلتقي بالمسؤولين الإثيوبيين لمناقشة العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية بالإضافة إلى الاستثمار والتجارة ومكافحة الإرهاب، ووصف الزيارة التي قام بها الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى أديس أبابا بدعوة من الحكومة الإثيوبية بأنها كانت ناجحة ومثمرة، نافيا أي علاقة لهذه الزيارة بقرار الكونغرس الأميركي رقم 128 حول إثيوبيا.
وكان الأمير زيد قد أوضح أنه أتيحت له زيارة منطقة في إثيوبيا شهدت احتجاجات واضطرابات خلال السنوات الثلاثة الماضية وذلك بعد أن رفضت الحكومة السابقة طلبه العام الماضي.
وقال زيد في مقابلة بثتها وكالة «رويترز» إنه اجتمع مع أبي أحمد وزعماء محليين في أوروميا، كما التقى مع سياسيين من المعارضة ونشطاء في المجتمع المدني أفرج عنهم مؤخرا خلال زيارته هذا الأسبوع، وتابع: «حينما أقارن كيف كان الوضع قبل سنوات قليلة لم يكن من الممكن تصور أن يزور المفوض السامي لحقوق الإنسان إثيوبيا، لقد سمح لي بالزيارة بطريقة لم أكن أعتقد أنها ممكنة».
وتأتي هذه الزيارة بعد ثلاثة أسابيع من أداء رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد أبي أحمد اليمين، الذي تعهد بتطبيق إصلاحات في أعقاب أحداث عنف وقمع.
ورفض الأمير زيد التعليق على ما إذا كان يجب رفع حالة الطوارئ، لكنه قال إن نصيحته للحكومة السابقة «بضرورة الانفتاح تتحقق على ما يبدو».



«فاغنر» تعتقل 6 موريتانيين وسط مخاوف من «انتهاكات»

عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)
عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)
TT

«فاغنر» تعتقل 6 موريتانيين وسط مخاوف من «انتهاكات»

عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)
عناصر «فاغنر» في مالي (أ.ب)

اعتقلت وحدة من مقاتلي «فاغنر» الروسية الخاصة 6 مدنيين موريتانيين على الأقل في إحدى القرى الواقعة داخل الشريط الحدودي بين موريتانيا ومالي، وفق ما أكدت مصادر محلية وإعلامية موريتانية، الثلاثاء.

وقالت المصادر إن مجموعة من مقاتلي «فاغنر» دخلوا قرية لقظف، الواقعة على بُعد 40 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة باسكنو، أقصى جنوب شرقي موريتانيا، غير بعيد عن الحدود مع دولة مالي. مؤكدةً أن جميع سكان قرية لقظف يحملون الجنسية الموريتانية، رغم أن القرية تقع داخل شريط حدودي «غير مرسَّم»، وبالتالي تتداخل فيه صلاحيات البلدين: مالي وموريتانيا.

موريتانيان معتقلان من طرف مجموعة «فاغنر» (إعلام محلي)

وبسبب غياب ترسيم الحدود، نفَّذ الجيش المالي المدعوم من قوات «فاغنر»، خلال العامين الأخيرين، عمليات عسكرية كثيرة داخل الشريط الحدودي، ضمن ما تطلق عليه مالي «مطاردة العناصر الإرهابية»، لكنَّ هذه العمليات راح ضحيتها عشرات المدنيين الموريتانيين.

اقتحام واختطاف

وصفت المصادر المحلية ما حدث أمس في القرية بأنه «عملية اختطاف» تعرَّض لها ستة مواطنين موريتانيين، فيما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صور وأسماء «المختطفين»، وكان بعضهم يحمل بطاقة تعريفه الموريتانية.

وحسب المصادر نفسها، فإن قوات «فاغنر» اقتحمت القرية خلال تنظيم سوق محلية أسبوعية، وأطلقوا وابلاً من الرصاص في الهواء، قبل أن يجمعوا رجال القرية، ويقرروا توقيف 7 أشخاص، أفرجوا عن واحد منهم لاحقاً، كما صادروا خمس سيارات رباعية الدفع وعابرة للصحراء، تعود ملكيتها إلى رجال من القرية.

في غضون ذلك، نشرت الصحافة المحلية أن قوات «فاغنر» نقلت الموقوفين الستة إلى مدينة نامبالا، داخل أراضي مالي، وسلَّمتهم للجيش المالي، وسيجري نقلهم إلى العاصمة باماكو، «تمهيداً لإطلاق سراحهم»، على حد تعبير صحيفة محلية.

رعب «فاغنر»

خلال العامين الأخيرين قُتل عشرات الموريتانيين على يد الجيش المالي وقوات «فاغنر» الروسية، داخل الشريط الحدودي بين البلدين، وحتى داخل أراضي مالي، وهو ما أسفر عن برود في العلاقة بين البلدين، كاد يتطور إلى قطيعة نهائية.

وقُتل أغلب هؤلاء الموريتانيين بطرق بشعة، من بينها الحرق والدفن في قبور جماعية، مما أشعل موجة غضب عارمة في الشارع الموريتاني، لكنَّ الماليين برَّروا ذلك بالحرب التي يخوضونها ضد الإرهاب، والتي دعت الموريتانيين إلى اصطحاب هوياتهم، والابتعاد عن مناطق الاشتباك.

قوات موريتانية على الحدود مع مالي (أ.ف.ب)

ومنذ أكثر من عامين، تجري معارك عنيفة بين الجيش المالي المدعوم من «فاغنر» من جهة، و«جبهة تحرير ماسينا» التابعة لتنظيم «القاعدة» في منطقة على الحدود مع موريتانيا، وتحدث مطاردات تنتهي في الغالب داخل الشريط الحدودي.

شريط حدودي رمادي

يمتد الشريط الحدودي بين البلدين على أكثر من ألفي كيلومتر، وبعمق يزيد على 10 كيلومترات، حيث تقع فيه عشرات القرى التي يقطنها سكان من البلدين، دون تحديد إن كانت موريتانية أم مالية.

وحاول البلدان ترسيم الحدود عدة مرات منذ الاستقلال عن فرنسا قبل ستين عاماً، لكنَّ هذه المحاولات لم تُفضِ إلى نتيجة، ليشكل البلدان بعد ذلك لجنة مشتركة لتسيير الحدود.

وسبق أن هددت السلطات الموريتانية، التي احتجت على ما يتعرض له مواطنوها، بالرد والتصعيد أكثر من مرة، وطالبت في الوقت ذاته مواطنيها بالانسحاب من هذه المنطقة، حتى تنتهي المعارك. لكنَّ سكان المنطقة الحدودية من البدو، المشتغلين بتربية الأبقار والإبل والأغنام، ويعيشون منذ قرون على التحرك في المنطقة، بحثاً عن الماء والمرعى، لا يمتلك أغلبهم أي أوراق مدنية، وبعضهم الآخر يحوز الجنسيتين؛ الموريتانية والمالية.

ومع تصاعد استهداف الموريتانيين، زار قائد الجيش المالي نواكشوط، مطلع مايو (أيار) الماضي، وعقد لقاءات مطولة مع قائد الجيش الموريتاني ووزير الدفاع، أسفرت عن تشكيل لجنة مشتركة، والاتفاق على تنسيق العمليات على الأرض.

الرئيس الموريتاني أجرى مشاورات مع المسؤولين في مالي لمنع تسلل أي إرهابيين محتملين إلى أراضي بلاده (أ.ف.ب)

وكان الهدف من هذا التنسيق، حسبما أعلن الطرفان، هو منع تسلل أي إرهابيين محتملين إلى أراضي موريتانيا، لكن أيضاً تفادي أي استهداف للموريتانيين بالخطأ داخل الشريط الحدودي. ومنذ ذلك الوقت لم يُقتَل أي مواطن موريتاني داخل الشريط الحدودي، فيما تراجعت بنسبة كبيرة تحركات قوات «فاغنر» في الشريط الحدودي، وتعد عملية توقيف الموريتانيين (الثلاثاء) الأولى من نوعها منذ ستة أشهر.