وسائل التواصل الاجتماعي أدوات جديدة للنجاح في الثانوية العامة

وسائل التواصل الاجتماعي أدوات جديدة للنجاح في الثانوية العامة
TT

وسائل التواصل الاجتماعي أدوات جديدة للنجاح في الثانوية العامة

وسائل التواصل الاجتماعي أدوات جديدة للنجاح في الثانوية العامة

لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي، وأنظمة الاتصال الكثيرة عبر الهواتف الذكية، تستخدم في إطارها العادي فحسب. وإنما تطورت استخداماتها إلى أبعد من ذلك.
فقد أصبحت الهواتف الذكية والبرامج التي تحملها وسيلة للسعي وراء النجاح في امتحانات البكلوريا (الثانوية العامة) في عدد من البلدان.
ففي المغرب، الذي أعلنت فيه اليوم (الأربعاء) نتائج البكلوريا؛ بنسبة نجاح بلغت 40 في المائة، كان "فيسبوك" بطل ما قيل إنه "تسريبات" لموضوعات امتحانات بعض المواد، وانتشرت بشكل واسع بين رواد الشبكة، الذين أعدوا إجابات تتناسب مع الأسئلة، في حين أن بعضهم الآخر استفاد من تسريب الأسئلة والأجوبة معا، مما اضطر وزارة التربية الوطنية إلى أخذ القضية بجدية، وعدم اعتماد إي إجابة مصدرها "فيسبوك".
الطريف ان بعض التسريبات جرت بعد دقائق من توزيع أوراق الامتحان، حيث صور طلاب الأسئلة بهواتفهم ونشروها على "فيسبوك"، ليتلقفها آخرون خارج الامتحان، فقاموا بإجابتها ونشرها مجددا.
وزارة التربية في المغرب، كانت قد تعهدت بأن تقوم شركات الاتصال باستخدام تقنيات للتشويش على الهواتف في محيط المدارس التي يجري فيها الامتحان.
في موريتانيا المجاورة، كان "واتس آب" هو الوسيلة المفضلة، ليس لتسريب ما يفترض أنه أسئلة الامتحان أو قريبة منها، وإنما تأسست عبره مجموعات تضم طلابا، وأحيانا تضم طلابا وبعض أساتذتهم، وتحديدا في المدارس الخصوصية، وتواصلت المراسلات حتى أيام الامتحان.
وأما فيسبوك، فقد حل ثانيا في الاعتماد عليه من خلال تداول أسئلة يفترض أن تطرح في الامتحان، ووصل الأمر إلى نشر بعض الصحف خبرا حول إمكانية حجب الموقع الأكثر شعبية في العالم، أيام الامتحان.
ونفت وزارة التعليم أنباء نشرتها مواقع الكترونية حول تسريب البكلوريا. وقالت الوزارة إنها "شائعات عارية تماما عن الصحة ولا تستند لأي أساس، ولا يفهم المقصود منها غير التشويش علي نفسيات ومعنويات التلاميذ"، حسب بيان أصدرته.
وفي فرنسا التي جرت فيها امتحانات البكلوريا في وقت متزامن، قالت صحيفة "لوفيغارو" إن وزارة التربية فتحت تحقيقا حول إمكانية تسريب الأسئلة عبر استخدام موقع "توتير".
وقالت الصحيفة إن أسئلة مادة الفلسفة سربت عبر موقع "توتير" قبل الساعة الثامنة صباحا يوم 16 يونيو (حزيران) الحالي، أي قبل الوقت القانوني لتوزيعها في قاعات الامتحان.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».