«حور»... فرقة إنشاد ديني نسائية تنافس الرجال في مصر

مؤسستها لـ «الشرق الأوسط»: نسعى للتميز والتجديد

فرقة «حور» النسائية للإنشاد الديني
فرقة «حور» النسائية للإنشاد الديني
TT

«حور»... فرقة إنشاد ديني نسائية تنافس الرجال في مصر

فرقة «حور» النسائية للإنشاد الديني
فرقة «حور» النسائية للإنشاد الديني

تحاول فرقة «حور» النسائية للإنشاد الديني تحقيق مجد فني جديد في مصر، ومنافسة المنشدين المصريين الرجال، واستعادة العصر الذهبي لهذا الفن، الذي كان مزدهراً خلال ستينات القرن الماضي في عدد كبير من الدول العربية، من بينها مصر، بعدما ظهر على شكل مجموعات من الرجال تنشد القصائد التي يتركز محتواها في مديح الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، والابتهال والدعاء إلى الله، لكن الجديد في «حور» أن كل أعضائها من الفتيات.
الفرقة التي تأسست أوائل العام الماضي، وبدأت أولى حفلاتها خلال فصل الصيف، تستعد حالياً لاستهلال موسمها الصيفي الجديد بحفل تقيمه نهاية الشهر الحالي على مسرح ساقية الصاوي، بحي الزمالك، لاستقبال شهر رمضان.
وقالت المنشدة نعمة فتحي، مؤسسة الفرقة، لـ«الشرق الأوسط» إنّ فكرة أداء القصائد الدينية والمديح النبوي تكونت لديها من مواظبتها على حضور الموالد والاحتفالات الدينية، وحرصها منذ صغرها على الإنصات للمنشدين فيها. أما قصة إنشاء الفرقة، فقد بدأت بعد تشجيع كثيرين ونصائحهم لها: «قالوا لي إنّ صوتي جميل، ونصحوني بأن أسلك هذا الطريق، فكان التشجيع كبيراً من أمي، لكن ما سهل الأمر لديّ أنني كنت أتمنى منذ صغري أن أعمل شيئاً متفرداً جديداً، أخرج به إلى المحافل العربية والدولية، وأعرض فنون الإنشاد المصري».
وفي بداية تكوين الفرقة، ذكرت فتحي أنها تلقت دعماً كبيراً من المنشد الراحل وليد شاهين، وهو أول من أخبرته بنيتها تكوين «حور» التي بدأت بـ30 فتاة، لكن بعضهن انسحب لأسباب مختلفة، حتى أصبح عددهن 15 مغنية اختارتهن نعمة بعناية، إذ لم تكن تهتم بالصوت الجميل وإتقان اللغة العربية فقط، ولكن أيضاً حرصت على أن يكون لديهن الحضور القادر على جذب الجمهور، ومواجهة أعداده الكبيرة. وتعرف نعمة أنه ليس هناك بنات لهن مساهمات في هذا النوع من الفن المصري، لذا قررت أن تكوّن وزميلاتها فريقاً نسائياً للإنشاد الديني، يصنع نوعاً من التجاور مع المنشدين من الرجال، ويثري هذا النوع من النشاط الفني.
إلى ذلك، سعت المنشدة نعمة فتحي إلى التميز والاختلاف، فاختارت القصائد الصعبة لتقدمها للجمهور. وكان قد سبق تقديم بعضها في احتفالات دينية بصوت ممثلين كبار، أمثال عبد الرحيم الزرقاني، ومحمود ياسين، وكرم مطاوع، وسميحة أيوب، ما جعلها تخشى مقارنات الجمهور، لكنها شعرت بسعادة بالغة حين حققت أول حفلة نظمتها النجاح، فراحت تواصل مسيرتها، وتكمل طريق حلمها، للتأكيد على أن الفتيات قادرات على إنشاد قصائد «الحلاج» و«البوصيري» و«عمر بن الفارض»، وغيرهم من كبار الشعراء العرب، مبينة: «نحاول أن نشارك مع غيرنا من المنشدين في إمتاع المصريين، ونجعلهم يعودون مرة أخرى للاستماع للتراث».
وتتذكر المنشدة نعمة فتحي الشيخ النقشبندي ونصر الدين طوبار وطه الفشني والكحلاوي، وعدداً من كبار المنشدين في مصر، الذين كان يتلو بعضهم القرآن أيضاً، وتقول إنها تعشق الإنصات إليهم، كما تحب قصائد ياسين ومحمود التهامي، وقد شجعها الأخير، الذي يشغل منصب نقيب المنشدين، بحضور بعض الليالي التي أقامتها في ساقية الصاوي، ومعه المنشد طه الإسكندراني.
وفي السياق نفسه، لا تزال نعمة تتذكر فرحتها بأول مبلغ حصلت عليه من تقديم المدائح النبوية، وكان 5 آلاف جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 17.6 جنيه مصري)، ما أعطاها دفعة إلى الأمام للحرص على تقديم شيء مختلف للناس بطريقة تناسب فرقتها النسائية، بداية من ملابس الفرقة حتى جلستها، أو وقوفها على المسرح بصحبة العازفين والموسيقيين.



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».