تركيا تحذر فرنسا من دخول منبج وخطتها تنتظر تثبيت بومبيو

TT

تركيا تحذر فرنسا من دخول منبج وخطتها تنتظر تثبيت بومبيو

وجهت تركيا تحذيراً إلى فرنسا من إرسال قوات إلى منبج، لافتة إلى أنها ستندم على هذا القرار؛ لأن المشهد في عفرين سيتكرر من جديد. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في مقابلة تلفزيونية ليل السبت – الأحد، إن هناك مساعي فرنسية حيال منبج، ضمنها خطة إرسال جنودها إلى المدينة، وأكد على عدم قبول تركيا هذه الحملة.
وعبر إردوغان عن أمله في عدم اتخاذ فرنسا خطوات يمكن أن «تبعث الأسف والندم بأنفسهم لاحقاً»، قائلاً، إنه في حال تعاونهم مع وحدات حماية الشعب الكردية يمكن للمشهد في عفرين أن يتكرر في منبج؛ لأن غالبية سكان منبج من العشائر التي لا تقبل بوجود الوحدات الكردية.
ولفت إردوغان، في المقابلة التلفزيونية، إلى أن تركيا تتلقى مطالب شعبية كبيرة، تدعوها لتخليص منبج من الوحدات الكردية واستعداد سكان المدينة لتقديم الدعم للقوات التركية حال دخولها منبج.
وقال الرئيس التركي، إنه يريد أن يبسط سيطرته على محافظة إدلب، ومن ثمَّ يتجه إلى ثلاث نقاط جديدة بسوريا. «بسط السيطرة على إدلب، ومن ثمَّ التوجُّه إلى تل رفعت ومنبج، وهناك مناطق في سوريا نتعرض منها لتهديدات خطيرة، بينها عين العرب».
وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده «لا تمنع أي أحد من المشاركة في عملية التسوية حول سوريا»، مبيناً أن عملية جنيف لم تخرج بأي نتيجة حتى الآن. وطالبت تركيا واشنطن مراراً بإخراج عناصر وحدات حماية الشعب الكردية من منبج إلى شرق الفرات، وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الأسبوع الماضي، إن أنقرة وواشنطن توصلتا إلى إعداد خريطة طريق بشأن منبج ستنفذ مع تولي وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو منصبه رسمياً.
في هذا الصدد، قال إردوغان، إن بومبيو لم يبدأ، بالمعنى الفعلي، ممارسة مهامه، منتقداً الولايات المتحدة في الوقت نفسه بسبب دعمها وحدات الشعب الكردية بالسلاح، لافتاً إلى إن التهديد يأتي إلى بلاده من الولايات المتحدة أولاً؛ لأنها تزود الوحدات بالذخائر مجاناً: «السلاح الذي لم نستطع شراءه بأموالنا قدمته واشنطن مجاناً إلى (هذا التنظيم الإرهابي)؛ ما يعني أن التهديد يأتينا أولاً من شريكنا الاستراتيجي، وهنا تكمن المشكلة».
وأضاف: إن الولايات المتحدة أرسلت 5 آلاف شاحنة سلاح وألفي طائرة شحن محملة بالسلاح إلى شمالي سوريا؛ بذريعة مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، كما أقامت الولايات المتحدة نحو 20 قاعدة عسكرية شمالي سوريا، متسائلاً: «ضد من أقيمت هذه القواعد؟».
وأشار إردوغان إلى أن تركيا استطاعت تنفيذ عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون» في الشمال السوري رغم كل الحصار السياسي والعسكري والاقتصادي المفروض على سوريا، وبدأ أهالي عفرين العودة إلى ديارهم بفضل عملية «غصن الزيتون»، التي قال: إنها كانت «ضربة قاصمة لظهر الإرهابيين». وأضاف: إن العملية التي ما زالت مستمرة وأسفرت عن تحييد 4 آلاف و254 إرهابياً حتى الآن، في حين فقد الجيش التركي 56 جندياً و«الجيش السوري الحر» المتحالف معه مئات الجنود.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.