استياء عارم في كسروان بعد تسليم {مفتاحها» لنصر الله

TT

استياء عارم في كسروان بعد تسليم {مفتاحها» لنصر الله

أثار تسليم رئيس اتحاد بلديات كسروان - الفتوح، جوان حبيش لمرشح «حزب الله» في كسروان وجبيل، حسين زعيتر، «مفتاح كسروان» ودرعاً تكريمية، استياء عارماً في المنطقة، واعتراضاً من قبل مرشحين منافسين للحزب في المنطقة، معتبرين أنه فعل «مرفوض ومدان ويشكل استفزازاً لأبناء كسروان والفتوح» في جبل لبنان.
وانتشر مقطع فيديو يظهر تقديم حبيش مفتاحاً مع الدرع إلى زعيتر لتسليمه بدوره إلى أمين عام الحزب حسن نصر الله.
وأصدر مرشح «القوات اللبنانية» في كسروان شوقي الدكاش بياناً دعا فيه «جميع المحاربين والمناصرين وشباب كسروان - الفتوح، إلى عدم الانجرار إلى أي ردة فعل على سلوك رئيس اتحاد بلديات كسروان جوان حبيش، الذي سلّم مفاتيح المنطقة لحسن نصر الله». وأضاف: «إنني إذ أتفهم استياءكم وغضبكم وانتفاضتكم، أعاهدكم أن مفاتيح كسروان ستبقى محفورة في القلوب لا يطولها إلا من ينتزع منا قلوبنا. أما ردنا فسيكون ديمقراطياً وحضارياً في 6 مايو (أيار) وفي صناديق الاقتراع. فلا لزوم أو مبرر لأي تحرك على الأرض».
وكان الدكاش اعتبر أن «إقدام رئيس اتحاد بلديات كسروان والفتوح ورئيس بلدية جونية، جوان حبيش، على تقديم مفتاح المنطقة لحسن نصر الله وتسليمه لمرشح حزب الله حسين زعيتر، عمل مرفوض ومدان ويشكل استفزازاً لأبناء كسروان والفتوح».
وقال في بيان شديد اللهجة أصدره أمس: «تابع أهل كسروان مصدومين مشهد جوان حبيش يسلم مفتاح كسروان إلى حسن نصر الله من خلال المرشح حسين زعيتر. ونحن إذ نستنكر أن يجيّر حبيش الثقة التي أولاه إياها أبناء المنطقة، ليقدم مفاتيحها إلى حزب مسلح لا يتردد عن إعلان ولائه لدولة خارجية، فإننا نؤكد للقاصي والداني، أن مفاتيح قرى وبلدات كسروان - الفتوح كانت وستبقى بيد أبنائها حصراً. ولن نقبل تحت أي عذر أن تُعطى لأي جهة أو حزب، خصوصاً (حزب الله) الذي لا ينتمي في فكره وارتباطاته وأساليبه إلى النسيج الكسرواني».
بدوره، غرد المرشح عن المقعد الماروني في دائرة كسروان - جبيل زياد الحواط عبر موقع «تويتر»، قائلاً: «الاستحقاق الانتخابي في كسروان - جبيل ينحرف عن المبارزة الشريفة بالمشاريع والبرامج إلى بازار مفتوح لاسترضاء الناخبين»، متوجهاً إلى جوان حبيش «والآخرين» بالقول: «مهلاً مهلاً، مفتاح كسروان ليس عقاراً أو ملكاً فرديّاً يمكن التصرّف به، فيمنح أو يسلّم». وأضاف: «المفتاح الحقيقي هو كرامة الناس، ونحن أعلناها ثورة كرامة في 6 مايو».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.