النصر يشغل الشارع الرياضي بقرار الانسحاب من ميثاق الشرف

آل الشيخ أكد أن للأندية حرية التصرف والقرار

سعود السويلم («الشرق الأوسط»)
سعود السويلم («الشرق الأوسط»)
TT

النصر يشغل الشارع الرياضي بقرار الانسحاب من ميثاق الشرف

سعود السويلم («الشرق الأوسط»)
سعود السويلم («الشرق الأوسط»)

أثار سعود السويلم، رئيس نادي النصر، قضية جدلية جديدة في الشارع الرياضي السعودي، بعد إعلانه انسحاب النصر من ميثاق الشرف بين الأندية المحلية.
بينما أكد تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، أمس، أن «ميثاق الشرف جاء بطلب من رؤساء الأندية، ومن لا يرى في ذلك مصلحة له فهو حر التصرف والقرار»، موضحاً أن وجود الميثاق كان بهدف تخفيض عقود اللاعبين بعد وصولها إلى أرقام فلكية، والحفاظ على استقرار المنتخب قبل كأس العالم.
بيد أن سعود آل سوليم، رئيس النصر الجديد، أعلن عبر حسابه الشخصي في «تويتر» أول من أمس، انسحاب ناديه من «الميثاق الشرفي»، وقال: «نادي النصر تضرر كثيراً من ميثاق الشرف، وقيَّدنا كثيراً، ونحن في إدارة العالمي نرفض هذا الميثاق، ومن اليوم نعلن انسحابنا منه»، وأضاف: «بكل صراحة ووضوح حاولنا مفاوضة لاعبين نجوم عدة في الدوري السعودي، لكن ميثاق الشرف وقف عائقاً أمامنا، بإذن الله في المستقبل القريب العاجل سنجلب مَن نريد في الدوري السعودي للنصر، كاللاعب عمر السومة مهاجم الأهلي؛ فهو من أبرز اهتماماتنا مستقبلاً».
رئيس النصر المكلف اتخذ منحى مغايراً لتوجهات آل الشيخ عندما ساهم في تجديد عقود جميع لاعبي المنتخب الأول التي شارفت عقودهم على النهاية، كما اجتمع آل الشيخ بالسوري عمر السومة، وأقنعه بالبقاء بالنادي الأهلي وإكمال عقده الاحترافي، وعدم الانتقال إلى الأندية الراغبة في كسب خدماته، بالإضافة إلى دعمه إدارة الأهلي الجديدة.
ويأتي انسحاب النصر من الميثاق الشرفي مخالفاً تماماً للسياسة الرياضية التي سنّتها الهيئة الرياضية بالابتعاد عن المزايدات المالية في مفاوضة اللاعبين والمدربين، أو الدخول في مفاوضة لاعبين سارية عقودهم دون اتخاذ القنوات الرسمية، وسيفتح خرق النصر لهذا الميثاق الطريق أمام بقية الأندية الأخرى، سواء الكبيرة أو المتوسطة في الدخول في المزايدات على اللاعبين المحليين والأجانب في الدوري المحلي لكسب خدماتهم، وحتى الدخول في السباق على أسماء أخرى من خارج الدوري السعودي، كما حدث في قضية الأرجنتين مانسو.
وفي مطلع موسم 1992 – 1993، تم تطبيق احتراف اللاعبين المحليين لأول مرة في تاريخ الكرة السعودية، وأبرمت الأندية الملحية عقوداً احترافية مع غالبية اللاعبين المتفرغين، وشمل النظام آنذاك احتراف اللاعبين الطلاب، حتى باتت المسابقات السعودية شبه محترفة، وشهدت الساحة الرياضية على غير المعتاد انتقال نجوم من أنديتهم إلى الأندية المنافسة، حين انتقل فهد الغشيان من الهلال إلى النصر، وخالد قهوجي من الأهلي إلى الاتحاد، وعبد الله سليمان من الأهلي إلى الهلال.
وأصبح التنافس على أشده بين الأندية المحلية للتعاقد مع النجوم البارزين، حتى تضاعفت عقود اللاعبين ومرتباتهم الشهرية وبلغت أرقاماً فلكية من الصعوبة السيطرة عليها؛ مما أثقل كاهل الأندية، في الوقت الذي لا تستطيع أندية الوسط الدخول في هذا السباق الشرس على مفاوضة اللاعبين البارزين، أو الحفاظ على لاعبيها المميزين بسبب العروض المالية الخيالية التي تصل للاعب عن طريق وكيل أعماله؛ مما يجعله يقبل الانتقال دون تردد.
ولم تخلُ الساحة الرياضة من التنافس البعيد عن الروح الرياضية، واشتعلت الساحة الإعلامية، سواء المقروءة أو الفضائية، بالتصاريح الجارحة والخارجة عن المألوف من قبل رؤساء الأندية وأعضاء الشرف، وكان أبرز تلك الأحداث حين دخل قطبا جدة في مفاوضة اللاعب الأرجنتين مانسو، واتهمت إدارة الأهلي نظيرتها في الاتحاد بالدخول على خط المفاوضات، وإعاقة انتقال اللاعب إلى صفوف فريقهم بعد المزايدة المالية في عقد اللاعب؛ مما حدا بالاتحاد السعودي لكرة القدم منع الناديين من التعاقد مع اللاعب.
وفي عام 2008، كان لازماً في ذلك الوقت على الرئاسة العامة لرعاية الشباب، الحد من تلك التجاوزات بـ«ميثاق شرفي»، ووقف التراشق الإعلامي والحفاظ على القيم، والتنافس الأخلاقي، واحترام الأنظمة، وغرس المفاهيم الصحيحة في نفوس الرياضيين، ونبذ التعصب؛ للرقي بالرياضة السعودية بعيداً عن المشاحنات، وهو ما اتخذه الأمير سلطان بن فهد، الرئيس العام لرعاية الشباب في ذلك الحين، عندما وقّع جميع رؤساء الأندية على «ميثاق الشرف» بعدم مفاوضة أي لاعب تمت مفاوضته من نادٍ آخر، سواء لاعباً محلياً أم أجنبياً، وعدم الدخول في التفاوض مع مدرب يفاوضه نادٍ سعودي آخر.
غير أن «ميثاق الشرف» بقي حبراً على ورق، وعادت الأندية السعودية لخرقه من جديد؛ لعدم وجود شروط جزائية أو بنود مكتوبة تفرض العقوبة على من يتجاوز أحد بنوده، ودخل الهلال والنصر في سباق لكسب خدمات عيسى المحياني، مهاجم الوحدة، ووقع اللاعب للهلال وسط تذمر نصراوي من دخول الهلال في المفاوضات واختراق الميثاق الشرفي، بعدما حول المفاوض الهلالي وجهة اللاعب من النصر إلى الهلال بعد المزايدة المالية في عقده.
ولم تكن قضية انتقال عيسى المحياني إلا الشرارة التي أشعلت الوسط الرياضي بعد توقيع رؤساء الأندية على الميثاق الشرفي، ودخل النصر والهلال في خط مفوضات الاتحاد مع لاعبَي القادسية ياسر الشهراني وعبد العزيز فلاته، ونجح الهلال في ضم الشهراني، والنصر في ضم فلاته إلى صفوفهما، وخرج الاتحاد خالي الوفاض بعد أن كان قريباً من قيد اللاعبين في كشوف الفريق.
ودخل الشباب في مفاوضات سرية مع البرازيلي كوماتشو قبل دخوله الفترة الحرة، ورفض البرازيلي الاستمرار في الأهلي وفضّل قبول عرض الشباب، وانتقل بمبلغ مالي ضخم لم يتم الكشف عنه، وتسيّدت قضية انتقال عبد العزيز الجبرين، لاعب الرائد، إلى النصر المشهد الرياضي، عندما دخل النصراويون في طريق المفاوضات مع الهلال، وأكد عبد العزيز المسلم، رئيس الرائد في ذلك الحين، أن الهلال هو من طرق الأبواب وتواصل بشكل رسمي مع الإدارة لكسب خدمات الجبرين، لكن اللاعب قاطع التدريبات، ووقّع دون علم إدارة ناديه للنصر.
وفي العام الماضي (2017)، جدد تركي آل الشيخ، رئيس مجلس الهيئة العامة للرياضة ورئيس مجلس إدارة اللجنة الأولمبية العربية السعودية، «الميثاق الشرفي» بعدما اجتمع برؤساء الأندية السعودية وتم خلال الاجتماع التوقيع على وثيقة التزام بين رؤساء الأندية، تتضمن الابتعاد عن أي مزايدات أو منافسات في عقود اللاعبين المحليين أو الأجانب، إضافة إلى دعم المنتخبات السعودية في مشاركاتها القارية والدولية، وعلى رأسها المنتخب السعودي الأول خلال تحضيراته للمشاركة في مونديال 2018.
كما تم الالتزام بالابتعاد عن كل ما يثير الوسط الرياضي من تصريحات، أو أحاديث إعلامية على أن يجري التنسيق مع الهيئة العامة للرياضة لمواجهة أي طرح متعصب، أو إساءات إعلامية لضمان منافسة رياضية بعيدة عن كل ما يسيء لقيم وأهداف التنافس، والالتزام بالابتعاد عن المخاطبات الرسمية، والتعامل مع الجهات ذات العلاقة «هيئة الرياضة، اللجنة الأولمبية والاتحاد السعودي» في حال الاعتراض على أي قرار، أو المطالبة بأي حق من حقوق النادي سواء إدارياً أم مالياً.
جاء ذلك بعد احتقان الوسط الرياضي من قضيتي انتقال عوض خميس، لاعب النصر إلى الهلال، وانتقال محمد العويس حارس الشباب إلى الأهلي، وما صاحبهما من شد وجذب من إدارة النصر والشباب واعتراضهما على طريقة المفاوضات واللاعبان سارية عقودهما مع الناديين، وتعرض عوض خميس لعقوبة لتوقيعه على عقدين احترافيين مع النصر والهلال، وكذلك الحارس محمد العويس الذي طالته العقوبة بعد تحقيقات طويلة لدخول أموال طائلة في حسابه البنكي قبل انتقاله للأهلي.


مقالات ذات صلة

نيوكاسل يطلب بقاء دوبرافكا… واللاعب يريد الشباب

رياضة سعودية السلوفاكي مارتن دوبرافكا حارس مرمى نيوكاسل المرشح للانضمام إلى نادي الشباب (رويترز)

نيوكاسل يطلب بقاء دوبرافكا… واللاعب يريد الشباب

كشفت صحيفة «ديلي ميل» عن أن نادي نيوكاسل يونايتد سيحاول إقناع حارسه السلوفاكي مارتن دوبرافكا بالبقاء في النادي.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية ماسشيرانو (إ.ب.أ)

مدرب إنتر ميامي عن التعاقد مع نيمار: «من المستحيل» التفكير فيه الآن

اعتبر الأرجنتيني خافيير ماسشيرانو مدرب إنتر ميامي المنافس في الدوري الأميركي لكرة القدم، أنه «من المستحيل» التفكير في التعاقد مع البرازيلي نيمار.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة سعودية أدان اتفق مع الوحدة على ارتداء شعاره (الشرق الأوسط)

الإسباني المخضرم أدان يذود عن مرمى الوحدة

توصل نادي الوحدة الى اتفاق مع الحارس المخضرم صاحب الـ٣٧ عاما أنطونيو أدان ليصبح الحارس الجديد للفريق الكروي وفقاً لمصادر "الشرق الأوسط".

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية التركي فاتح تيريم مدرب الشباب (نادي الشباب)

الدوري السعودي: قمة نارية بين الأهلي والشباب... والاتفاق يستدرج الخلود

تشهد منافسات الجولة الـ14 من دوري المحترفين السعودي، مساء اليوم، قمة كروية تجمع الأهلي وضيفه الشباب على ملعب «مدينة الأمير عبد الله الفيصل الرياضية» بجدة.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية السومة سيعود إلى الملاعب السعودية من جديد (النادي العربي)

العروبة يحسم صفقة السومة بعد موافقة الاستدامة المالية

توصل نادي العروبة السعودي إلى اتفاق نهائي للتعاقد مع السوري عمر السومة بعقد حتى نهاية الموسم مع خيار التجديد لموسم إضافي وفقاً لمصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط».

نواف العقيّل (الرياض )

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».