في عيدها الـ92... لماذا تحتفل الملكة إليزابيث بميلادها مرتين سنوياً؟

ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية (إ.ب.أ)
ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية (إ.ب.أ)
TT

في عيدها الـ92... لماذا تحتفل الملكة إليزابيث بميلادها مرتين سنوياً؟

ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية (إ.ب.أ)
ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية (إ.ب.أ)

تحتفل ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، أطول ملوك بريطانيا جلوسا على العرش، اليوم (السبت) بعيد ميلادها الثاني والتسعين.
ومن الأمور التي ربما لا يعرفها كثيرون أن المكلة البريطانية تحتفل سنويا خلال يومين مختلفين بعيد ميلادها، على غرار من سبقوها من ملوك المملكة المتحدة.
ويعود السبب في ذلك إلى تقليد رسمي قديم، حيث تحتفل الملكة بعيدها الأول يوم ميلادها المسجل في وثائقها الشخصية، أي يوم 21 أبريل (نيسان)، والثاني في عيد ميلاد «رسمي» يصادف في ثاني أسبوع من شهر يونيو (حزيران) عادة.
وأول من بدأ بهذا التقليد هو الملك البريطاني جورج الثاني عام 1748، وذلك بسبب الطقس الممطر والبارد الذي كان يصادف يوم عيد ميلاده الحقيقي، حسبما ذكرت مجلة «تايم» الأميركية.
فالملك جورج من مواليد شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، ويكون عادة الطقس في هذا الوقت من السنة بارداً جدا في بريطانيا، مما يحول دون الاحتفال بهذه الذكرى رسميا عبر تسيير مواكب في الشوارع.
لذلك، لجأ الملك لخطة ثانية تقضي بتوحيد الاحتفال بعيد ميلاده مع العرض العسكري السنوي في كل صيف. ولا يزال هذا التقليد مستمرا حتى يومنا هذا، إذ يحتفل جميع الملوك بعيد ميلاد ثانٍ رسمي يصادف بدايات فصل الصيف.
وقبيل الاحتفالات هذا العام، أشادت رئيسة الوزراء تيريزا ماي، بـ«تفاني الملكة وإخلاصها» في رئاسة رابطة دول الكومنولث، التي تقودها بريطانيا وتضم في عضويتها 53 دولة، منذ عام 1952.
ومن المقرر أن تحضر الملكة، التي حكمت بريطانيا لأكثر من 65 عاماً، حفلا موسيقيا في قاعة ألبرت الملكية في لندن يشارك فيه كل من توم جونز وكايلي مينوغ وكريغ ديفيد وستينغ وشاغي، والفرقة الجنوب أفريقية ليديسميث بلاك مامبازو.
وولدت الملكة إليزابيث عام 1926. واعتلت العرش في عام 1952 في سن الخامسة والعشرين. وفي عام 2015. تفوقت على جدتها الملكة فيكتوريا التي جلست على العرش لستة عقود في الفترة ما بين عامي 1837 و1901.



مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
TT

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)
مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)

تختصر المخرجة مايا سعيد زمن الوفاء للوالدين بمسرحية «5 دقايق». اختارت عرضها في موسم عيد الميلاد، الموعد نفسه الذي خسرت فيه والدها. فكرّمته على طريقتها ضمن نص بسيط ومعبّر، يترك أثره عند متابعه ويتسلل إلى مشاعره من دون أن تفرض عليه ذلك. لا مبالغة في الوقت ولا في الحوارات.

رسالة إنسانية بامتياز تمرّ أمامك بـ50 دقيقة لتستوعب هدفها في الدقائق الخمس الأخيرة منها. على مسرح «ديستركت 7» في بيروت يقام العرض. ومع بطلي المسرحية طارق تميم وسولانج تراك وضعت مايا سعيد الشخصيتين اللتين يؤديانهما بتصرفهما، فأدركا دقّة معانيهما بحيث جسّداهما بعفوية تليق بخطوطهما.

مسرحية «5 دقايق» تحية تكريمية في ذكرى من نحبّهم (مايا سعيد)

بحوارات تميل إلى الكوميديا رغبت مايا سعيد في إيصال رسالتها المؤثرة. لم تشأ أن تحمّل المشاهد همّاً جديداً. ولا أن تُغرقه بمشاعر الأسى والحزن. فموسم الأعياد يجب أن يطبعه الفرح، ولكن لا بأس إذا ما تحررنا من أحاسيس حبّ مكبوتة في أعماقنا، وتكمن أهميتها بمنبعها فهي آتية من ذكرى الأهل.

تحكي المسرحية عن ليلة ميلادية تقتحم خلالها سيدة غريبة منزل «الأستاذ حرب»، فتقلبه رأساً على عقب بالشكلين الخارجي والداخلي. وتجري أحداث العمل في مساحة ضيقة على خشبة تتزين بديكورات بسيطة. وتتألّف من شجرة عيد الميلاد وكنبة وطاولة. وإذا ما تفرّجنا على هذا المكان بنظرة ثلاثية الأبعاد، سنكتشف أن الخشبة تُشبه شاشة تلفزيونية. فحلاوتها بعمقها وليس بسطحها العريض. مربّعة الشكل يتحرّك فيها البطلان براحة رغم ضيق المكان. يشعر المشاهد بأنه يعيش معهما في المكان والزمان نفسيهما.

وتعلّق مايا سعيد، كاتبة ومخرجة العمل، لـ«الشرق الأوسط»: «ينبع الموضوع من تجربة شخصية عشتها مع والدي الذي رحل في زمن الميلاد. وعندما تدهورت حالته الصحية عاش أيامه الخمسة الأخيرة فاقداً الذاكرة. ومثله مثل أي مريض مصاب بألزهايمر لم يكن في استطاعته التعرّف إليّ. وهو أمر أحزنني جداً».

من هذا المنطلق تروي مايا سعيد قصة «5 دقايق». وضمن أحداث سريعة وحوارات تترك غموضاً عند مشاهدها، يعيش هذا الأخير تجربة مسرحية جديدة. فيحاول حلّ لغز حبكة نصّ محيّرة. ويخيّل له بأنها مجرّد مقتطفات من قصص مصوّرة عدّة، ليكتشف في النهاية سبب هذا التشرذم الذي شرّحته المخرجة برؤية مبدعة.

طارق تميم يجسّد شخصية مصاب بألزهايمر ببراعة (مايا سعيد)

وتوضح مايا سعيد: «رغبت في أن يدخل المشاهد في ذهن الشخصيتين وأفكارهما. وفي الدقائق الخمس الأخيرة وضعته في مكان الشخص الذي يعاني من مرض الطرف الآخر. أنا شخصياً لم أتحمّل 5 أيام ضاع فيها توازن والدي العقلي. فكيف لهؤلاء الذين يمضون سنوات يساعدون أشخاصاً مصابون بمرض ألزهايمر».

وعن الصعوبة التي واجهتها في إيصال رسالتها ضمن هذا العمل تردّ: «كان همّي إيصال الرسالة من دون سكب الحزن والألم على مشاهدها. فنحن خرجنا للتو من حرب قاسية. وكان ذلك يفوق قدرة اللبناني على التحمّل. من هنا قرّرت أن تطبع الكوميديا العمل، ولكن من دون مبالغة. وفي الوقت نفسه أوصل الرسالة التي أريدها بسلاسة».

يلاحظ مشاهد العمل طيلة فترة العرض أن نوعاً من الشرود الذهني يسكن بطله. وعرف طارق تميم كيف يقولبه بحبكة مثيرة من خلال خبرته الطويلة في العمل المسرحي. وبالتالي كانت سولانج تراك حرفيّة بردّ الكرة له بالأسلوب نفسه. فصار المشاهد في حيرة من أمره. وتُعلّق مايا سعيد في سياق حديثها: «طارق وسولانج ساعداني كثيراً في تلقف صميم الرسالة. فتقمصا الشخصيتين بامتياز بحيث قدماهما أجمل مما كُتب على الورق».

ضمن نص معبّر تدور«5 دقايق» (مايا سعيد)

طيلة عرض المسرحية لن يتوصّل مشاهدها إلى معرفة اسمي الشخصيتين. فيختلط عليه الأمر في كل مرة اعتقد بأنه حفظ اسم أحدهما. وكانت بمثابة حبكة نص متقنة كي يشعر المشاهد بهذه اللخبطة. وتستطرد مايا: «لا شك أن المسرحية تتضمن مفاتيح صغيرة تدلّنا على فحوى الرسالة. والتشابك بالأسماء كان واحداً منها».

حاولت مايا سعيد إيصال معاني عيد الميلاد على طريقتها. وتختم: «لهذا العيد معانٍ كثيرة. وأردتها أن تحمل أبعاداً مختلفة تخصّ الأشخاص الذين نحبّهم حتى لو رحلوا عنّا. فغيابهم يحضر عندنا في مناسبات الفرح. وبهذا الأسلوب قد ننجح في التعبير لهم عن ذكراهم في قلوبنا».