الرئيس الروماني «لم يستشر» في قرار نقل سفارة بلاده إلى القدس

TT

الرئيس الروماني «لم يستشر» في قرار نقل سفارة بلاده إلى القدس

نقلت وكالة «رويترز» عن زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في رومانيا، قوله إن الحكومة وافقت على مذكرة بنقل سفارة رومانيا في إسرائيل إلى القدس من تل أبيب، لتكون من بين أولى الدول التي تحذو حذو الولايات المتحدة في هذا الشأن.
واعترف الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ديسمبر (كانون الأول) بالقدس عاصمة لإسرائيل، ما أثار انتقادات من حلفاء واشنطن العرب، واستياء الفلسطينيين الذين يريدون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وأشارت «رويترز» إلى أنه بموجب القانون الروماني، يقع القرار النهائي لنقل السفارة في يد الرئيس كلاوس يوهانيس، الذي ينتمي إلى تيار الوسط، والذي قال إنه لم تجر استشارته في الأمر. ولم تؤكد الحكومة أو وزارة الخارجية هذه المعلومات.
وقال ليفيو دراجنا زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي ورئيس مجلس النواب، لمحطة تلفزيون «أنتينا 3» الخاصة، في وقت متقدم الليلة قبل الماضية: «(أول من) أمس وافقت الحكومة على مذكرة لبدء إجراءات النقل الفعلي للسفارة من تل أبيب إلى القدس». ويحكم دراجنا قبضته على الحزب الحاكم، وينظر إليه على أنه المسؤول فعلياً عن الحكومة، بحسب «رويترز».
وقال الرئيس يوهانيس، في بيان أمس الجمعة، إنه لم يجر إبلاغه أو استشارته في القرار، وحث الحكومة والأطراف السياسية الرئيسية في البلاد على التحلي «بالمسؤولية والفطنة، فيما يتعلق بقرارات السياسة الخارجية المهمة التي لها تأثير استراتيجي، خاصة على الأمن الوطني».
وقال: «لا يجب اتخاذ مثل هذا القرار إلا بعد التشاور مع كل مؤسسات السياسة الخارجية والأمن الوطني، وضمان الحصول على موافقتها، على أن يكون القرار النهائي في يد الرئيس وفقاً لما ينص عليه الدستور».
وأول من أمس الخميس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن ست دول على الأقل تبحث نقل سفاراتها إلى القدس. ومن المقرر نقل السفارة الأميركية يوم 14 مايو (أيار). وذكر دراجنا: «هذه البادرة من جانبنا لها قيمة رمزية هائلة لإسرائيل، الدولة التي لها تأثير كبير بشكل لا يصدق في العالم، والتي تربطنا بها علاقة خاصة منذ سنوات كثيرة». وتابع: «نقل السفارة إلى القدس يمكن وأعتقد أنه سيحقق منافع قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل لرومانيا، ويجب أن نغتنم هذه الفرصة الكبيرة».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».